آحمد صبحي منصور Ýí 2024-12-14
أسئلة عن : ( بوتين سيقتل بشار ، سوريا وثقافة الاستبداد والاستعباد )
أولا : سؤال من الاستاذ على فرحات
لا شك ان الرئيس بوتين قد فقد نفوذه فى سوريا ، فهل يستغل بشار الأسد وهو عنده فى استعادة هذا النفوذ او بعضه بطريقة او اخرى ، خصوصا وان العلويين طائفة بشار يعادل عددهم خُمس سكان سوريا ويتركزون على الساحل حيث القواعد الروسية وان روسيا هدفها دائما السيطرة على جزء من المياه الدافئة . ؟
الاجابة :
1 ـ أختلف معك تماما .
2 ـ بوتين سيقتل بشار إن عاجلا أو آجلا . تخيل زعيم عصابة فى قرية نهبها وهرب بأمواله الى زعيم عصابة أكبر . المنتظر من هذا الزعيم الأكبر أن يقتل الهارب اليه ويستولى على أمواله ، خصوصا إذا كان هذا الزعيم الأكبر يعانى من مشاكل مالية .
3 ـ حين أحسّ بشار بالكرسى يهتزُّ من تحته وأن أيامه فى الحكم معدودة طار سريعا الى بوتين وعقد معه إتفاقا دفع بموجبه لبوتين 30 مليار دولار. ليس مهما أن يدفعها نقدا لبوتين لأن لبشّار أملاكا وعقارات فى روسيا ، ثم إنه حين هرب الى روسيا بناءا على هذا الاتفاق كان معه 135 بليون دولار و200 طن من الذهب ، حملتها طائرات فى حراسة المخابرات الروسية . بشّار فى هروبه خدع أقرب الناس اليه وتركهم يواجهون مصيرهم . أصبح بشار فى قبضة بوتين ، وهو لايقل خسّة ولا دناءة عن بشار . بوتين فى مشكلته فى حرب أوكرانيا محتاج الى المال ، ومحتاج الى المعلومات ، وبشار كانت له تعاملات سرية مع إسرائيل وتركيا وأمريكا وإيران ودول الخليج .. بقليل من الضغط سيحصل عليها بوتين من بشار ، وعندما يأخذ بوتين كل مبتغاه من بشار سيقتله سريعا أو بطيئا ، ولن يحزن عليه أحد .
ثانيا : سؤال من الاستاذ ربوار مصطفى
قديما قالت عرب الجاهلية: أهل مكة أدرى بشعابها
.. كلنا فرحِ ـ ناهيك بفرحة السوريين - بسقوط طاغية الشام بشار الأسد - وفي الأمس السابق فرحة الليبيين بسقوط القذافي، وقبلها فرحة العراقيين بسقوط صدام.. ولا ننسى نظام العسكر لحسني مبارك المستبد المفسد في مصر والآن سيسي البوليسي الفاسد الرجس.. قد يكون كلامنا صوابا وقد يكون خاطئا.. كلا الاحتمالين وارد.. وعموما نحن لسنا من أهل تلك البلاد حتى نسأل المصريين والليبيين: أيهما أفضل: عهد حُسني و القذافي أم عهد من بعد القذافي ومبارك؟ وكذلك نسأل العراقيين: أيهما أفضل: عهد صدام أم عهد ما بعد صدام؟ وبعد سنة مثلا نسأل السوريين: أيهما أفضل: عهد الأسد أم عهد من بعد الأسد؟ نحن علينا أن نتفرج ونرصد ونراقب.. وبس.. أما مصائر الشعوب - وما هو الصح والأفضل - فهذه يقررها أصحاب الشأن.. نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لأي شعب.. وهو أولا وأخيرا صاحب الكلمة الأولى والأخيرة .
سؤالي/ أنت كمحلل ديني وتاريخي وكاتب سياسي وأحيانا اجتماعي حيث لكم لمسات وتحليلات اجتماعية في بعض المحطات التاريخية، كيف ترى هذه المعادلة وما هو الميزان الذي نَزن به نظام الحكومات والقادمون المعارضون للتمسك بالسلطة كبديل للحكومات الفاسدة المستبدة؟؟!! في نظري بشار مجرم وسفاح وكذلك المعارضة مجرمون بل وأشد، ويخدمون أجندات خارجية أكثر من المجرم بشار. وكلا الطرفين مجرم وإرهابي ويخدم أجندات خارجية.. ولقد أخطأ بشار السفاح خطئًا فادحا عندما استخدم العنف والقوة في قمع الثوار الحقيقيين من شعبه في البداية، ناهيك باستدعاء روسيا ومليشيات ايران الى أرض سورية. فهل يمكن إعطاء إجابة محددة على هذا السؤال لو كان الكلام يقصد به جميع الأنظمة السابقة والقادمة فليست المعارضة دائما على حق ولكن في زماننا الحالي أستطيع الجزم بأن أنظمة الحكم الحالية التي ترفض النصائح وتقمع المعارضة فاسدة وسلطتها غير شرعية.. فإذا تعارض مفسدتان رُوعي أعظمُهما ضررًا بارتكاب أخفهما.. وإن الأمر إذا دار بين ضررين أحدهما أشد من الآخر، فيحمل بأيتهما شاء، وإن اختلفا يختار أهونهما؛ لأن مباشرة الحرام لا تجوز إلا للضرورة، ولا ضرورة في حق الزيادة؛ لأن الضرورة تتقدر بقدرها. وهذه القاعدة المذكورة، وكذلك قاعدة: "إذا اجتمع الضرران أسقط الأكبر للأصغر"، و"الضرر الأشد يزال بالضرر الأخف"، و"يختار أخفَّ الضررين"، و"يختار أهونَ الشرين" - متحدة المعنى.. إذن، إذا تعارض مفسدتان روعي أعظمهما ضررا بارتكاب أخفهما.. ومن الأمثلة التطبيقية لهذه القاعدة إذا وقع نزاع بين فئتين من المسلمين، فسعى الناس في الإصلاح بينهما بالوسائل المباحة، فلم تؤد تلك المحاولات إلى نتيجة، فإنه يجوز في هذه الحالة مقاتلة الفئة الباغية مع ما تتضمن هذه المقاتلة من قتل وجراحات، فإذا رجعت إلى الحق والرشد فإنه يجب التوقف فورا عن مقاتلتها، قال الله عز وجل: ((وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين)). فهناك مفسدة، ومفسدة أعظم، فاحتملت حِكمة الآية أخف المفسدتين لدفع أعظمهما. ولهذه القاعدة تطبيقات كثيرة.. وهي مثال واضح على مرونة الشريعة الإسلامية وصلاحيتها لكل مكان وزمان. فالميزان القرءاني هو المعيار الشرعي لغربلة الأمور الدنيوية مصداقا لقول الله عز وجل في سورة الرحمن: {وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ. أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ. وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ} [الرحمن:7-9] صدق الله العظيم. أرجو أن تكون الإجابة شافية تشفي الغليل بإسلوب سلس كما هو المعهود من قلمك السيّال..
لا أريد التقليل من تضحيات الشعب السوري العظيم الذي عانىٰ العذاب والويلات بيد النظام الوحشي الأسدي الظالم الخانع المجرم الهارب الفارّ..!! فقط أنظر للمشهد والواقع من خارجه ومَن ينظر إليه من داخله، فهناك مَن رأى النصر وأفراحه بينما أنا ومن يتفق معي يترصّد ويرى مخاطر الأيام القادمة.
الاجابة :
1 ـ فى أواخر التسعينيات كنت نشطا مع الجماعات الحقوقية ونشطا فى مركز إبن خلدون أدير ندوته الأسبوعية ( رواق ابن خلدون )، وعلى هامشه نعقد بعض ندوات خاصة ، يحضرها قليلون . فى إحداها دار الحديث صاخبا فى لعن حسنى مبارك ، وظللت صامتا . سألونى : ما رأيك وأنت من ضحايا مبارك ؟ قلت : هل تتحملون كلامى ؟ وافقوا . قلت : أرجو ألّا تقاطعونى واسمعونى للنهاية ، ثم قولوا ما بدأ لكم . قلت : ( لو دخل عليكم الآن حسنى مبارك لتسابقتم فى الترحيب به وتملقه ، ولتنافستم فى إرضائه طمعا فى منصب أو ثروة . فى داخلكم ثقافة العبيد مهما تظاهرتم بغير هذا . لا ألومكم فهذه الثقافة من الثوابت المصرية الدينية والسياسية والتى تأصّلت عبر القرون . كل منكم وكل المصريين ينتقدون المستبد سرا وعلنا ، والسخرية منه طابع مصرى أصيل ، كان ولا يزال ، ومع ذلك فأى إشارة رضا من الفرعون سترقصون لها . ) سارعوا معا بالاحتجاج : ( وماذا عنك ؟ ) قلت : ( هنا ندخل على الاسلام ، أنا لا أحنى هامتى إلا للخالق جل وعلا ، ولا أقدس مخلوقا ، ولا أخاف إلا الله خالقى ، وأومن باليوم الآخر وأن الدنيا مجرد متاع مؤقت زائل ، وجهادى ضد مبارك ينبع من إيمانى بالاسلام دون مطمع دنيوى . هذا هو إختلافى عنكم . لذا لو دخل علينا حسنى مبارك سأقول له نفس ما أكتب ضده . ) .
2 ـ قلت وأقول :
2 / 1 : المستبد لا يستورد زبانية التعذيب من الخارج ، ولا يستورد خدمه فى الاعلام والقضاء والنيابة والأمن والجيش من الخارج . هم مصريون ، يقومون بتعذيب وسجن وتشويه بقية المصريين لصالح المستبد . وهو نفس الحال فى كوكب المحمديين .!
2 / 2 : ثقافة الاستبداد والاستعباد المتأصلة معدية ، تنتقل من المستبد الأكبر الى اعوانه ، من أكبرهم الى أقلهم شأنا . كل يمارس سلطانه على من هم دونه .
2 / 3 : هذه الثقافة المتأصّلة تجعل المستبد يبقى فى السلطة ما بقى يُمسك بزمام الأمور . فى نهاية عهده يحمى نفسه بتجهيز إبنه خلفا له . وحسنى مبارك فى أواخر عهده إحتار بين تمديد ولايته أو توريث إبنه جمال الذى يمقته المصريون ، والذى كان الحاكم الفعلى . وبهذا يتحول النظام الجمهورى الذى يعنى تدوال السلطة الى نظام ملكى وراثى . حدث هذا فى سوريا ( حافظ ثم بشّار الأسد ) وفى ليبيا ( معمر وابنه ) . وفى كل الحالات يجد المستبد الأعوان من الجيش والأمن والمخابرات والإعلام والجهاز الحكومى فى الدولة، فهو الدولة .
2 / 4 : بسقوط المستبد العريق فى الحكم والذى يصبح هو الدولة تسقط معه الدولة ، وتتقسم ، ويتصارع على تركته أسوأ أتباعه ، أو أسوأ أعدائه . حدث هذا فى العراق بعد صدّام وفى ليبيا بعد القذافى ، وقبلهم زياد برى فى الصومال الذى إستولى على السلطة بانقلاب عام 1969 ، ثم أسقطته حركات شعبية عام 1991 ، وتقسّمت بعده الصومال .
2 / 5 : يختلف الحال مع النُظّم الملكية المستبدة ، فهناك ولاية للعهد ، وولى العهد يكون معروفا رسميا . صحيح تكون هناك منافسات ومؤامرات ، ولكن تظل شأنا خاصا بالأسرة المالكة وأروقة القصر الملكى . هذا ما يحدث فى السعودية ودول الخليج والأردن والمغرب . سيختلف الحال بسقوط النظام الملكى ووصول ثائر للحكم ، فيسير الأمر طبقا لما سبق فى 2 / 4 .
2 / 6 : الخروج من هذه الحلقة الجهنمية ـ والتى يدفع ثمنها المستضعفون فى الأرض ـ لا حلّ له إلا بجهادنا السلمى فى التوعية ، وهذا ينجح بالمثابرة ، فتغيير ثقافة الاستبداد والاستعباد ــ التى تأصّلت خلال قرون ــ نحتاج فى التخلص منها الى عقود ، خلال جيل أو جيلين . بنو إسرائيل عاشوا قرونا مستعبدين فى مصر ، وخرجوا منها يحملون فى جيناتهم ثقافة الاستعباد . طلب منهم موسى عليه السلام دخول الأرض المقدسة التى كتبها الله جل وعلا لهم فرفضوا ، وكان عقابهم أن يتيهوا فى الأرض أربعين عاما حتى ينقرض فيها هذا الجيل الخانع ويأتى جيل جديد مختلف ، وجاء هذا الجيل ونجح وانتصر ( المائدة 20 : 26 / البقرة 246: 251 )
2 / 7 : جهادنا بالتعريف ب :
2 / 7 / 1 : الاسلام فى التعامل مع الله جل وعلا بالايمان به وحده إلاها وبالقرآن الكريم وحده حديثا . يترتب على هذا عدم تقديس البشر ، وبالتالى لا خضوع لحاكم او رجل دين فكلنا مخلوقات الله جل وعلا وعباده ، حتى الأنبياء .
2 / 7 / 2 : الاسلام السلوكى فى التعامل بين الناس بالقيم الاسلامية العليا من السلام ، والعدل فى التقاضى والعدل فى السياسة بالديمقراطية المباشرة ، وحقوق المواطنة للجميع بلا تفرقة ، وتكافؤ الفرص بالشفافية المطلقة ، وحرية الدين المطلقة ، وحرية التعبير بكل أنواعه ، وحقوق الانسان والمرأة وكرامة البشر وضمان التكافل الاجتماعى . وبالتالى يترتب على هذا المنع التام من خلط الدين بالسياسة ،
2 / 8 : فى أحلامنا للجيل القادم أن يتأسس إصلاح دستورى ينصُّ على المبادى السابقة ، ويتأسس عليه إصلاح قانونى بتنقية قانون العقوبات والقوانين التى تخبىء سُبُل الفساد وتحكم البيروقراطية ، واصلاح تعليمى بمنع التعليم الدينى التراثى وإحلال تعليم مدنى خالص يؤهل الشباب لمسايرة العصر .
جاهدت بالقران الكريم وحده لا كتاب معه و أخرجت منه ما يطبقه الغرب من شورى و عدل و تكافل اجتماعي و سلم مجتمعي و قانون يُطبق على الجميع .. ما يحدث في مجتمعاتنا العربية هو نتيجة طبيعية لهجرهم القران الكريم .. وطنك يا سيدي كتاب الله فقد عشت فيه و معه مطمئناً راضيا بما قسمه الحق لك و ما قمت به سيشهد لك به الملكين الرقيب و العتيد و اللذان سيتحولان إلى السائق و الشهيد سيشفعان لك عند ما أذن لهما بالشفاعة جل و علا .. بقراءتك للتاريخ و نقدك الموضوعي تقترب من الرؤية المستقبلية لهذه الدول التي هجرت القران الكريم و ليتذكر ( الشرع / الجولاني ) أن الجنة ليست لمن أراد العلو في الأرض و الفساد .. قال : بأنهم لم يتلقوا مساعدات من أحدا !! بينما وزير خارجية قطر قال : كنا ندعم المعارضة السورية عبر تركيا ! و استمعت لحديث له - الجولاني - و قد اقتبس من قراءات الدكتور محمد شحرور : التحريم ما حرم الله في القران فقط أما الدولة فلها حق المنع و ليس التحريم .. هذا كلام رائع و اجتهاد جميل من الدكتور محمد رحمه الله و لو أراد هذا الشرع الإصلاح لقرأ لك ففي كتاباتك الحل الناجع و الناجح لبناء دولة حقيقية الأساس فيها الإيمان و الإسلام و هما منح الأمن و السلم للغير و أن الدولة علمانية مؤمنة .
حفظكم الله جل و علا و حفظ سوريا و كل بلاد العالم و لنتذكر أن هذه الأرض هي أرض الله جل و علا فمتى ينتهي صراع الأرض في فلسطين بسبب أيدلوجية دينية ذات مفهوم خاطئ و النتيجة القتل و الدمار و التشريد .. ألا لعنة الله على الظالمين .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5130 |
اجمالي القراءات | : | 57,275,490 |
تعليقات له | : | 5,458 |
تعليقات عليه | : | 14,839 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
أسئلة عن : ( بوتين سيقتل بشار ، سوريا وثقافة الاستبداد والاستعباد )
الغزالى حُجّة الشيطان ( الكتاب كاملا )
خاتمة كتاب ( الغزالى حُجّة الشيطان فى كتابه إحياء علوم الدين )
دعوة للتبرع
قول القرآن : بعد التحي ة والسل ام أريد أن أسألك عن هذه...
نقد ( لحظات قرآنية ): تحول الحلق ات الأخي رة من برنام ج لحظات...
نحتاجك فى الدعوة : أنا من سلطنة عمان تربيت من صغري على أن هناك...
البحث والتحقيق: إذا كان التأر يخ فيه صواب وخطأ وبالت الي ليس...
طهارة الثياب: هل من شروطِ الصحّ ةِ الصّل وةِ ...
more
إذا خُيرت بين السيء والأسوأ، وأمتلك الخيار وبوجود الخيارين، فمن البديهي أن أقبل بما هو أقل سوءً. و إذا كان الخيار السيء متواجدًا وظهر خيار آخر في الأفق، فمن الحكمة دراسة الخيار الجديد ومن ثم اختيار الأقل سوءًا. في الحالة السورية لا أحد يمتلك الآن الخيار، فما حصل قد حصل، والنقاش عن من هو أحسن أو أقل سوءًا لا يوصل إلى نتيجة. كذلك افتراض تغيير المجتمع وتغيير الثقافة أولًا، لن يوصلنا إلى نتائج، فهذا هو الوضع ويجب التعامل معه. المهم الآن متباعة الوضع الحالي وتقييم كل خطوة وحركة وإشارة للوصول إلى حكم صائب، وتجنب ما حصل في السابق – في مصر مثلًا.
ما ألاحظه:
1. النطام السابق انتهى وبشار هرب ولا أحد يبكي عليه
2. هيئة تحرير الشام التي تسيطر الآن على الوضع الراهن لها تاريخ جهادي، ورئيسها الجولاني (الشرع) يقول أن فكره تغير مع مرور الزمن والتقدم في العمر، وما يقوله معروف لدى الجميع. لكن
3. أكاد لا أرى إلا ذقونًا يختبئ خلفها مقاتلون، ثم هذا العلم الأبيض والأسود مع نص الشهادتين، والذي يظهر بجانب العلم السوري يثير حفيظتي. هنا عندي بعض الكلام: الأعلام كما أعرفها كانت تستعمل في الحروب لتبين الصديق من العدو ثم أصبحت مع مرور الزمن رمزًا للدول أو الجماعة أو أو. على فكرة الأعلام التي كان الرسول يستعملها كانت لها فقط ألوان ولم يكتب عليها شيء (كما قلت هي فقط للتعرف على الصديق والعدو وليس لها معنى آخر). علم هيئة تحرير الشام له معنى وله خلفية (على سنة الله ورسوله). هل الجماعة يريدون اسلام سياسي؟
4. الشعب الآن مسرور بالتخلص من النظام القمعي السابق ويحتفل بمن أزاله ويشكره على ذلك، لكن هناك كثير من الأصوات التي تظهر حاليًا وهي تنادي بدولة المواطنة والحرية الفردية.
إذا سمعت هيئة تحرير الشام إلى الأصوات الأخرى، وتنازلت عن بعض أفكارها واستطاعت جميع القوى أن تجد قاسمًا مشتركًا بينها يسمح لولادة دولة جديدة في اتجاه المواطنة والحرية الفردية –ورببما لن تكون الدولة المثلى –فهذا سيكون بداية تبعث الأمل لحصول مفاجآت جميلة في المستقبل. وأدعو الله أن يوفق سوريا.