نداء إنساني عالمي لمواجهة كوارث صراع الشرق الأوسط
لجنة الاستجابة البريطانية الطارئة للكوارث:
نداء إنساني عالمي لمواجهة كوارث صراع الشرق الأوسط
إيلاف من لندن: أطلقت لجنة الاستجابة البريطانية الطارئة للكوارث نداءً إنسانياً في الشرق الأوسط لجمع الأموال عاجلا لمساعدة لأشخاص الذين دمر الصراع حياتهم.
وقالت إنه طوال العام الماضي، دمر الصراع في الشرق الأوسط حياة الناس في أنحاء المنطقة، وفرّ الملايين من منازلهم بحثاً عن الأمان. وفي الوقت الحالي، هناك ملايين الأشخاص من أنحاء غزة ولبنان والمنطقة الأوسع بحاجة إلى الغذاء والمأوى والرعاية الطبية.
وفي غزة، حجم الاحتياجات هائل، حيث يواجه الآلاف من الناس الموت بسبب الجوع والمرض، فضلاً عن الإصابات الناجمة عن الصراع. كما أصبحت المواد الغذائية والمياه النظيفة شحيحة للغاية، وقد نزح تسعون بالمئة من السكان، غالباً عدة مرات.
وفي لبنان، اضطر أكثر من مليون شخص إلى مغادرة منازلهم في الأسابيع الأخيرة. وأصبحت أماكن الإيواء مكتظة، بينما تواجه المستشفيات صعوبة لعلاج آلاف المصابين.
وفي الضفة الغربية، تضررت البنية التحتية الحيوية لشبكات المياه وأنظمة الصرف الصحي وسبل النظافة الشخصية بسبب العنف المستمر، واضطرت عائلات للنزوح من منازلها.
مساعدات منقذة للحياة
إن المنظمات الخيرية الأعضاء في لجنة الاستجابة الطارئة للكوارث تعمل على التنسيق بشكل وثيق مع بعضها البعض ومع الشركاء المحليين لتوفير مساعدات منقذة للحياة، من غذاء وماء ومأوى ودواء والمزيد من الاحتياجات.
وفي إسرائيل، نزح عشرات الآلاف من الأشخاص، وهم يعيشون تحت وطأة الصدمة الناجمة عن الصراع. ولجنة الاستجابة الطارئة للكوارث تراقب تطور الوضع، كما أن عددا من المنظمات الخيرية التابعة للجنة على استعداد لتوسيع نطاق استجابتها لتشمل إسرائيل في حال تحديد احتياجات إنسانية كبيرة غير مُلبّاة.
لجنة الاستجابة الطارئة للكوارث تجمع 15 منظمة خيرية رائدة في مجال تقديم المساعدات في أوقات الأزمات في الخارج، في حال وجود احتياجات إنسانية كبيرة غير مُلبّاة.
تحديات ومخاطر
وعلى الرغم من التحديات والمخاطر الاستثنائية، تستجيب لهذه الأوضاع 14 منظمة خيرية عضوة في اللجنة في غزة وفي لبنان، و8 منها في الضفة الغربية، بما في ذلك الصليب الأحمر البريطاني ومنظمة أوكسفام ومنظمة إنقاذ الطفولة.
وسوف تُبّث نداءات لجمع الأموال لدعم هذا العمل الإنساني على قناة هيئة الإذاعة البريطانية BBC وقناة آي تي في ITV والقناة الرابعة Channel 4 والقناة الخامسة Channel 5 وقناة سكاي Sky اليوم (17 أكتوبر)، وذلك بعد نشرة الأخبار المسائية. كما سوف تُبث نداءات على راديو BBC على مدار اليوم.
كلام رئيس الاستجابة
وقال صالح سعيد، الرئيس التنفيذي للجنة الاستجابة الطارئة للكوارث: "يعاني ملايين الأشخاص، بمن فيهم عدة آلاف من الأطفال، من صدمات إنسانية لا يمكن تخيلها. وقد اضطر الكثيرون للنزوح عدة مرات، ولم يعد لديهم بيوت يعودون إليها. كما أصبح الغذاء والدواء شحيحين الآن، وباتت العائلات تواجه خيارات مؤلمة للبقاء على قيد الحياة".
وأضاف: "المنظمات الخيرية الأعضاء في لجنة الاستجابة الطارئة للكوارث تستجيب للاحتياجات حاليا في غزة ولبنان والضفة الغربية، حيث توفر مساعدات منقذة للحياة، من غذاء وماء ومأوى ودواء – وهذا الدعم الإنساني يمثل شريان حياة حيوي لملايين الناس الذين في حاجة هائلة للمساعدة. لكن هذه المنظمات الخيرية الأعضاء في لجنتنا بحاجة عاجلة لمزيد من الأموال لتلبية المستويات الهائلة من الاحتياجات. ونحن نرجو الجمهور أن يتبرعوا الآن لأجل إنقاذ الأرواح."
إنقاذ الطفولة
وقالت ريتشيل كمنغز، مديرة الشؤون الإنسانية في منظمة إنقاذ الطفولة، والتي عادت للتو من غزة: "إن ما نشهده الآن هو كارثة إنسانية بمستويات غير مسبوقة. فلم يعد لدى الأطفال أو العائلات مكان آمن يلجأون إليه".
واضافت إن صحة الناس تتدهور بمستويات غير عادية. فالمجتمعات التي كانت صحية فيما مضى باتت منهكة. ونشهد الآن زيادة في عدد الأطفال المصابين بالإسهال واليرقان وأمراض تنفسية – وهي جميعها أمراض يمكن، إضافة للجوع الشديد، أن تؤدي إلى وفاة طفل في غضون أيام قليلة.
وقالت: "كذلك تعطل تماما تعليم الأطفال على مدار أكثر من سنة، وسوف يتحملون وطأة الصراع لسنوات قادمة".
وتابعت قائلة: "إننا نبذل كل ما في وسعنا للاستجابة لاحتياجات الأطفال، ونهيب بالجمهور البريطاني أن يتبرع استجابة لنداء لجنة الاستجابة الطارئة للكوارث لكي نتمكن من تقديم مساعدات حيوية للأطفال وعائلاتهم، الذين يعيشون في معاناة خلال هذا الصراع الوحشي، وهي مساعدات هم في حاجة ماسة إليها."
وإشارت إلى أن الحكومة البريطانية ستقدم مبلغا يساوي أول 10 ملايين جنيه إسترليني من تبرعات الجمهور البريطاني استجابة للنداء الإنساني للجنة الاستجابة الطارئة للكوارث في الشرق الأوسط لتوفير مساعدات إنسانية حيوية للمتضررين من الصراع.
تصريح الوزيرة دودز
وقالت أنيليز دودز، وزيرة شؤون التنمية: "يعاني المدنيون المتضررون من الصراع في أنحاء الشرق الأوسط معاناة لا تُحتمل. وتوجد حاجة عاجلة للمساعدات الإنسانية لإعانة من هم في أشد حاجة إليها. والمنظمات الخيرية لها دور حيوي في توفير المساعدة لأكثر المتضررين، وهي بحاجة لدعم منكم".
واضافت: "لهذا السبب سوف نقدم ما يبلغ 10 ملايين جنيه إسترليني في مقابل تبرعات الجمهور للجنة الاستجابة الطارئة للكوارث لتتمكن من تقديم مساعدات إنسانية عاجلة. هذه الأموال سوف تُستخدم في توفير مساعدات منقذة للحياة، بما في ذلك الإمدادات الطبية والمأوى والماء النظيف، للمحتاجين إليها."
اجمالي القراءات
181