اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٠٨ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: اليوم السابع
"الجنسية المصرية".. أول أسباب المهانة بالخارج
الأربعاء، 8 أبريل 2009 - 20:47
كتبت كارولين كامل
قد لا ينتبه القارئ المصرى كثيراً لخبر يتحدث عن مقابلة عائشة عبد الهادى مع وزير العمل الأردنى غازى الشبيكات، على هامش مؤتمر العمل العربى، لتؤكد عقب لقائها أن العمالة المصرية فى الأردن بخير ومستقرة، وتوضح أن الأردنيين يرحبون بشدة بالمصريين نظرا لخبرتهم وكفاءتهم العالية. كما أشارت إلى أن الشبيكات أكد لها أنه لا يسمح لأصحاب الأعمال الأردنية بالتعدى على حقوق المصريين، معتبرا ذلك خطا أحمر لا يمكن تجاوزه.
إلا أن ما يراه المصريون من صورة مرفقة مع الموضوع هى حقيقية لم يمر على التقاطها سوى عدة شهور، وكان سبب التقاطها هو الشرط الاستفزازى وهو اشتراط جنسية هؤلاء العمال، وكان هذا هو السؤال لماذا؟ جاء الجواب بمثابة صاعقة، وهو أن هذه الحرف لا يعمل بها أبناء الأردنيين لأنها أدنى بكثير من أن يعملوا بها لذا لا يصلح لهذه المهمة سوى المصريين دون غيرهم، لأنهم أكثر العمال مرونة فضلا عن تقبلهم أى أجور مهما كان بخسها، وهل يخضع هذا التمييز السافر ضمن محظورات الخط الأحمر الذى تكلم عنه وزير العمل الأردنى، أم أنه تجاوزه، أم أنه لم يقترب منه أصلا؟
وماذا عن المصريين المقيمين هناك ويعملون بوظائف أخرى، هل ينظر لهم لكفاءتهم ويتم التعامل معهم من هذا المنطلق؟ أم أن جنسيتهم المصرية أصبحت سببا كافيا لأهانتهم وإذلالهم، ولا يسع الغلابة الذين لفظتهم بلادهم ولجئوا إلى بلد آخر سوى تقبل المهانة، حيث أكد أحد العاملين بقهوة شهيرة سياحية فى عمان، أنه لا يجرؤ أن يخبر والده أنه يعمل منذ أن جاء الأردن "قهوجى" لأنه قد يصاب بشلل فور سماعه ذلك، خاصة وأنه حاصل على شهادة جامعية، وبسؤاله هل كان ليقبل هذا العمل فى مصر؟ نفى بعصبية شديدة إقدامه على هذا، والمبرر من قبول عمله هذا رغم رفضه ممارسته فى بلده أن راتب هذه الحرفة فى البلدان العربية أفضل من نظيرتها فى مصر، كما أن تحمل الإهانة فى بلد لا يعرفه فيها أحد أفضل من تحملها أمام أعين من يحبوه ويحبهم حيث تصبح أكثر إيلاما وإذلالا.
ما هذا الزمن الذى جعل من الجنسية المصرية سبب عار ومذلة لحامليها، ولكن هل نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا"، أين المسئولين والمهتمين؟ أين عائشة عبد الهادى؟ أين هى المؤتمرات والتصريحات؟ فوزيرة القوى العاملة صاحبة أكثر الشعارات وأكثر الوجوه الإعلامية حبا للكاميرات والظهور، فضلا عن التصريحات الكثيرة التى من أهمها الحد من الهجرة العشوائية والوقوف على أسباب البطالة والعمل على القضاء عليها، وأخيرا تصريحاتها من الأردن حول حالة التفاهم المتبادلة بين البلدين التى تهتم كثيرا بالكفاءات المصرية، وعمل الوزيرة على التأكد من القضاء على الشركات والأفراد المتخصصين فى عمليات النصب الخاصة بعقود العمل الوهمية، وفى حال العقود المبرمة ضرورة التأكد من إنصافها لحق المصريين.
المواطن المصرى الذى وجد فى وطنه أن جنسيته لا تساوى الكثير، وأصبح هو صاحب أكثر الجنسيات إذلالا فى مصر، هل سيبحث عنها خارجا؟ هل سيطالب باحترامها فى الوقت الذى يراه أبناء هذه البلدان أنه متسول ولا يجوز التعامل معه سوى من هذا المنطلق، الحر المصرى أصبح عبدا عند أشقائه رغم الشعارات الرنانة والأغانى الحماسية الملهبة المشاعر "أنا مصرى ابن مصرى وكل مصرى الله عليه" ولكن الحقيقة إنا كنت مصرى ابن مصرى وكل مصرى الله معاه.
ما هذا الذي يحدث للمصريين ، يهربون من بلدهم للبحث عن حياة أفضل ووظيفة بأجر أعلى ولكن للأسف يلاقون ما هو أسوء فى الخارج وذلك بسبب علم كل الدول بما يحدث للمصريين فى بلدهم وتدني أجورهم فتكون النتيجة أن تلك الدول تقول فى نفسها إحنا هنكون أحن عليهم من بلدهم فتعاملهم بأسوء معاملة فى مقابل أجر أعلى قليلا مما يحصلون عليه فى مصر ويعلمون علم اليقين بموافقتهم على العمل مهما حدث فتكون النتيجة الذل والبهدلة وقلة القيمة .
دعوة للتبرع
عن شمولية القيامة: الأست اذ احمد منصور لي رأي في يوم القيا مة ...
تبرج الجاهلية : كيف كانت هيئة تبرج الجاه لية الاول ى الذي...
عبد الرحيم على : والله ما رأيت اجهل منكم وما اراكم الا فصيلا...
من الفتاة السورية: أنا هي الفتا ة التي أرسلت إليك منذ بضعة أيام و...
البشر والرسل: هل الأنب ياء والمر سلون مفضلو ن عند الله...
more
هكذا المصرى دائما يتحمل المتاعب والمهانة ، يهرب من بلده من سوء معاملة بلده له ، لا عمل ولا حياة كريمة ولا أجر يستطيع العيش به إن وجد فماذا يفعل ، يهرب ويتحمل الذل فى الخارج والمهانة من أجل أن العائد المادي أفضل قليلا . وعلى رأى المثل المصرى " يا حزين فى بلدك هتفرح فين !!".