مصطفى اسماعيل حماد Ýí 2018-08-18
استوحيت فكرة هذا المقال من تعليق الأخ العزيز على يعقوب والذى أفاد بأن آدم ليس أول البشر وأنا اؤيده فيما ذهب إليه وإليكم المقال.
بالفعل فآدم ليس أول البشر ولكن الله اصطفاه هو وزوجه وخصه بالتسوية والنفخ فيه من روحه وهذا سر قول الملائكة( أتجغل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء)تأثرا بما لاحظوه من السلوك الوحشى لأسلاف آدم وسيبقى البيان الحقيقى لرد الله عليهم( إنى أعلم ما لاتعلمون) لغزا غامضا حتى يتسنى لواحد من الراسخين فى العلم أن يبينه لنا خصوصا وقد نشأ من بنى آدم من هم أشد وحشية وهمجية مما كان عليه أسلاف أبيهم مما يعطى الإستفهام الإنكارى للملائكة بعض المصداقية .
وبالمناسبة فإن آية الأعراف تؤكد أن آدم هو الذى خلق من حواء وبيان ذلك ما يأتى:
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّـهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴿١٨٩﴾الأعراف
يقول الله تعالى( وجعل منها زوجها ليسكن إليها) إلام يعود الضمير فى الكلمة(إليها)؟ الغالب أنه يعود إلى النفس الواحدةالتى بدأ منها الخلق, أعلم أن كلمة زوج تسرى على الذكر والأنثى ولكن أيمكن أن يعود الضمير إلى زوجها؟ هل يجوز ذلك لغويا؟ الخيار الآن بين أسلوبين إما أن يكون( خلقكم من آدم وجعل منه حواء ليسكن إليها ) وإما خلقكم من حواء وجعل منها آدم ليسكن إليها) وأرى أن المعنى الثانى أقرب لبلاغة اللغة العربية وللأسلوب القرآنى لأن فاعل ليسكن هو زوجها آدم بلا مراء وعليه فيكون آدم هو الذى خُلِق من حواء ويكون ما نردده من خرافات كعب الأحبار وأكاذيب أبى هريرة بعيد كل البعد عن الحقائق القرآنية .أليس هذا واردا؟
هناك آيات أخرى يبدو منها أن حواء هى التى خلقت من آدم فكيف يمكن التوفيق؟
فى رأيى يكون التوفيق بإحدى طريقتين:
إما أن يكون بيان العبارات(خلق منها وجعل منها) تعنى جعل من نوعها أو من جنسها
وإما أن يكون المقصود أبعد من ذلك بكثير وقت أن بدأ الله خلق كل الكائنات من خلية واحدة تتكاثر بالإنقسام, قد تكون هذه الرؤية بعيدة نوعا ما لكن من يدرى؟ ألا يمكن أن يكون الأمر الأمر كذلك.؟
رابعا -- .اما وجه الشبه والتقارب التشريحى بين الإنسان وبعض الثدييات والفقاريات فلا يعنى إطلاقا انهم من أصل واحد ثم تطور احدهم عن الآخر، أو انهم كانوا جنسا واحد ثم إنفصل وإنقسم بمرور الوقت إلى اقسام فصائل ومخلوقات وكيانات اخرى . فمنذ ان خلق الله أدم وإلى أن تقوم الساعة وهو كائن منفصل بنفسه وبذاته . وكذلك الأجناس الأخرى من الحيوانات بكل اقسامها وإختلافها وتنوعها .
خامسا .... الخلاصة أن آدم عليه السلام هو مخلوق منفصل فى خلقه ،ولم يكن خلقه تطورا من مخلوق قبله ، وأن مُصطلح الإنسان فى القرءان لم يُطلق إلا على (أدم ،او أدم وذريته ) ...... تحياتى .
أخى د عثمان ماذكرته أنا والأخ على يعقوب لايعد شيئا مبتدعا فقد سبقنا إليه الكثيرون وكنت أتمنى أن تفند ما ذكرته فى آية سورة الأعراف أو تتدبر معنا آيات سورة السجدة وهأنذا أتدبرها معك.
قال تعالى( الذى أحسن كل شيء خلقه وبدأخلق الإنسان من طين) إذن البداية خلق الإنسان من طين وقد يكون المقصود بهذا خلق الخلية الأولية فلا يوجد ما يمنع ذلك لغويا وقد ذكر الله تعالى أنه خلقنا من تراب كما ذكر تعالى أنه خلقنا من صلصال من حمإ مسنون وذكر سبحانه أنه خلقنا من ((سلالة))من طين فهى مراحل متتالية للخلق فابدأ بأيها شئت .ولا تنس الآية البليغة(هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا)؟نعم والله عندما كان كالأميبا يعيش خاملا بين الماء والطين.
نعود إلى سورة السجدة فنرى الآية التالية تقول (ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين )وأنت تعلم أن الحرف ثم يفيد التراخى ووجود فترة زمنية بين الحدث قبله والحدث بعده أى أنه ظل أحقابا يتكاثر بطريقة أخرى غير طريقة الماء المهين فما هى هذه الطريقة؟ من يدرى؟ ربما كان يتكاثر بالإنقسام كما تفعل الأميبا حاليا
,ثم نأتى إلى الآية (ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلأ ما تشكرون ) أرأيت ؟ (ثم )أيضا للتراخى بل أكثر من ذلك فقبل التسوية والنفخ من الروح لم يكن هناك سمع ولا أبصار ولاأفئدة ولا يمكن حدوث هذا أبدا إلا إذا كان هناك تطور من كائنات أدنى لا تملك هذه الحواس إلى كائنات أرقى تملكها
وما قولك فى آية الأعراف (ولقد خلقناكم ثم صورناكم)؟ إذن ما ذا كان شكل هذا المخلوق قبل أن يصوره الله تعالى؟وكم مضى من الزمن بين الخلق والتصوير باعتبار(ثم)؟
وما قولك فى آية سورة فاطر (والله خلقكم من تراب ثم من نطفة--ثم جعلكم أزواجا)أى أن الزوجية لم تظهر إلا بعد الخلق من التراب ثم التحول إلى نطفة وهى بالطبع غير النطفة الرحمية لأن الذكورة أو الأنوثة تتحدد فى لحظة اختراق الحيوان المنوى للبويضة أي قبل تكوين النطفة وحتى قبل زرع البويضة المخصبة فى جدار الرحم .
أخيرا أخى د عثمان كما ترى فإن الموضوع ليس سهلا حتى تبت فيه برأى قاطع .ومثلما لديك براهينك فعند الآخرين أيضا براهينهم
.وفقنا الله وإياكم وشكرا.
كما تعلم حضرتك لو وضعنا الآيات القرءانية العظيمة فى خلق آدم كلها هُنا فستحتاج إلى صفحات وصفحات . ولكنى أعتمد فى معظم تعقيباتى فى موقع أهل القرءان على انى اتحاور مع اصدقائى الذين هم معنا على نفس نهج التدبر القرءانى والذين هم على دراية كاملة بموضوعاته البينات فلذلك لا استشهد فى كثير من تعقيباتى بذكر الآيات القرءانية لأنهم يعلموها ويعلمون موضوعاتها ،ويستطيعون الوصول إليها فى اقل من نصف دقيقة .
المهم .. اخى الكريم دكتور مصطفى - ان من عظمة القرءان الكريم ومن بلاغته وإعجازه انه فى مواضع كثيرة تحدث فيها عن مراحل خلق أدم عليه السلام دون خلق ذريته ، وفى مواضع اخرى تحدث عن مراحل خلق ذريته ، وفى مواضع أخرى تحدث عن جزء او عن مرحلة واحدة من مراحل خلق آدم ، او عن مرحلة واحدة ايضا من مراحل خلق ذريته ، وفى مواضع أخرى تحدث عن الجمع بين مرحلة من مراحل خلق آدم ثم اعقبها بمرحلة او مراحل من خلق ذريته وهكذا ......
وفى مواضع يأتى الخطاب فى الآية القرءانية لآدم والمقصود به أدم أو آدم وزوجه وحدهما ، وفى مواضع يأتى الخطاب لأدم والمقصود به ذريته ،،، وفى مواضع يأتى الخطاب لذريته مباشرة .....فنحن ما علينا إلا نُجمع كل هذه الآيات ونتدبرها فى سياق الموضوع كله ولا نكتفى بتدبر آية أو آيات منه منفصلات عن باقى الموضوع ككل ثم نستشهد بها دون إرجاعها وعرضها على باقى حقائق الموضوع بأكمله ،وإلا خرجنا بشُبهة وجود تناقضات او تضاد (كما يقول بعض المستشرقين وغيرهم ) فى القرءان الحكيم ، او وقعنا فى شُبهة وجود نسخ أو تأويل ( إزالة او لى عنق الآيات ) كما يفعل المشايخ ....
وتحياتى مرة أخرى .
لأنه ظهر لي من خلال ردّك أنك لم تقرأ تعليقي، وكان كلامك أشبه برد أوتوماتيكي عام لا علاقة له أبدا بما أوردته أنا في مشاركتي. فحضرتك تقول أن المقصود بالإنسان هو آدم وَذُرِّيته لا غير دون باقي البشر، وتورد هذه النقطة كرد على كلامي، وفِي الحقيقة أنا مصدوم، أفلم تقرأ كلماتي حيث قلت أن آدم هو الإنسان الأول وهو ينحدر من سلالة من سبقوه من البشر؟!!! لقد فرقت في تعليقي بشكل صارم بين مصطلح البشر ومصطلح الإنسان وقلت أن آدم ولد بشريا وأصبح إنسانا بفعل وبفضل نفخة الروح الربانية، فما وجه انتقادك يا دكتور عثمان؟!
ثم لماذا لم تناقش الآيات 7 إلى 9 من سورة السجدة التي أوردتها في تعليقي؟! أليس هذا أولى من الكلام حول النظريات التشريحية التي أثرتها في تعليقك والتي لم أذكرها في كلامي، أليس كلامك هنا يا دكتور عثمان مغالطة منطقية؟!
ثم ما سبب كلامك عن يأجوج ومأجوج؟! وما الداعي لإقحامهم في الموضوع؟! واستطرادا ما الدليل القرآني الذي استندت إليه أن يأجوج ومأجوج وجدوا قبل آدم؟! وهل ذو القرنين الذي يتكلم ويدرك ويعقل ويبني والذي مكن له في الأرض والذي يعرف ربه ليس من ولد آدم؟!!!!
ثم في النقطة الثالثة من تعليقك أثار استغرابي تعبيرك "فكما قلت" وهل قولك يا دكتور عثمان حجة على الناس؟! أم قول رب العالمين هو الحجة؟! ثم لما تفترض أن فهمك لكلام الله تعالى هو الفهم الوحيد أو حتى الصحيح؟ ألا يوجد إحتمال أن تكون أنت مخطئا وغيرك على حق؟ مجرد إحتمال؟ الله عز وجل خاطب الناس، كل الناس في كتابه الكريم، كما خاطب الإنسان، مطلق إنسان في قرآنه العظيم، ولكل منا الحرية الكاملة في فهم كلام ربه، فالله هو ربي وربك ورب الناس أجمعين والعلاقة مع الله تعالى مباشرة لا وكلاء فيها، والقرآن الكريم هو كتابي كما هو كتابك، أليس كذلك يا دكتور عثمان؟!
ثم في النقطة الثالثة أيضا تقول حضرتك: ولا توجد فيها أية إشارة عن كونه خلق من جنس آخر أو حتى أو أصبح طورا جديدا أعلى لجنس آخر. وأقول: ألم تقرأ قوله تعالى: كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين، وقوله عز وجل: وقد خلقكم أطوارا، وأظنك ستحصر معنى أطوارا بالمراحل التي يمر بها الإنسان من النطفة حتى الجنين وإلى الولادة، وقد تصادر حق الآخرين في فهم أطوارا بأنها تطور البشر عبر العصور المديدة حتى خلقهم إنسانا بنفخة الروح في آدم وزوجه، فهل ستفعل يا دكتور عثمان؟!
الدكتور العزيز المحترم الكريم عثمان، أنا للأسف لم يسعفني الحظ بعد فأتشرف بمعرفتك شخصيا، ولكن من خلال قراءتي لموضوعاتك وتعليقاتك أدرك تماما طيبتك وصفاء نيتك ونقاء معدنك لكن أظن أنك عصبي المزاج، ويمكن أن يكون هذا بسبب حالتك الصحية الصعبة، والتي علمت بها من خلال كلام الدكتور منصور بارك الله تعالى فيه مع حضرتك، فبعيدا عن الحوارات الفكرية، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يشافيك ويعافيك ويرزقك الصحة والعافية والسلامة والخير الكثير إنه على كل شيء قدير.
وأخيرا وليس آخرا، نصيحة من أخ لك أصغر منك سنا: هناك قول يعجبني وهو: Live and let live وأضيف أنا وأقول:
Read and let read; Write and let write; Speak and let speak; Think and let think; Understand and let understand
مع تقديري الكبير لكونك تكتب من وحي هذا الموقع الكريم، وهذا يدل على صفات وسمات الباحث والمفكر عند حضرتكم الذي تثير إنتباهه وعقله فكرة تمر أمامه فتستفز همته للإضاءة عليها والتذكير بها.
مع كل الشكر والإحترام والمحبة،
علي
تعقيبى كان يجمع بين وجهة نظرى فيما كتبته حضرتك ، وما كتبه الدكتور الكريم مصطفى حماد - ايضا . وكل منا كتب رأيه طبقا لفهمه للقرءان الكريم . فانا أؤمن بما ورد عن خلق آدم وتفرده فى خلقه من الطين والتراب وليس نتيجة لتطوره من مخلوق آخر سبقه ، وأؤمن بأن مُصطلح الإنسان ومُصطلح البشر لم يُطلقا فى القرءان إلا على (ادم وذريته ) . وأؤمن بان الأطوار التى تحدث عنها القرءان عن أدم وذريته هى اطوار لحياته فى الدنيا من حيون منوى وبويضة حتى الوفاة . وحضرتك لك رأى آخر بكل تأكيد أحترمه ولكنى اختلف معه تماما ، وهذا لا يجعلك مصدوما من رأى . .. فهناك اراء لحضرتك حول (شجرة الخلد ) مثلا لا اوافق عليها ابدا ابدا ولا يُمكن لقارىء للقرءان أن يوافق عليها ( وهذا من وجهة نظرى ) لأنك تعتبر أن شجرة الخلد التى كانت محرمة عليه جريمة الزنا التى وقع فيها (ادم عليه السلام ) مع واحدة ممن سبقوه فى الخلق من بشر آخرين ،وهذا هو معنى أكله من لشجرة المحرمة عليه !! !!!!!!! وتجنبت التعليق عليه .ولكن أعذرنى فلقد ذكرته الآن سريعا كنوع من إستغرابى ايضا وليس (صدمتى هههه ) فى تعقيبك ....
وانا يا أخى الكريم حينما أعرض وجهة نظرى المخالفة لوجهة نظر حضرتك وأتمسك بها ليس معناها انى أُصادر على وجهة نظرك أو وجهة نظر الآخرين أو أنى عصبى ، ولكن هى رد على وجهة نظرهم . وفى النهاية الإحتكام فيهما للقارىء الكريم فى الدنيا وعند الله يوم القيامة ،وخاصة إذا كانت تمس حقيقة من حقائق القرءان الكريم ....
تحياتى واشكرك على إهتمامك بحالتى الصحية .والحمد لله على السراء والضراء ..
لقد سرني أنك وجدت كلمة مصدوم فكاهية فأضحكتك، مع أن هذا لم يكن القصد، لكن لا ضير فنحن كلنا نريد أن نفرح ونفرح (بالضمة على النون).
لكن ما أريد توضيحه أن ما أثار "صدمتي" لم يكن رأي حضرتك في مسألة خلق آدم، فهذا الرأي والفهم هو تقليدي جدا ويتبناه 99,99 % من المسلمين واليهود والمسيحيين في العالم، فكيف لمثل هذا الرأي أن يصدمني؟!! الحقيقة أن حضرتك فهمتني غلط، فما صدمني هو تكرارك لجزء من كلامي ورددت به على كلامي نفسه، مما أظهر لي أنك لم تقرأ تعليقي بشكل دقيق أصلا. وراجع تعليقك لتتأكد، فأنت ذكرت أن المقصود بالإنسان هو آدم أو آدم وَذُرِّيَّتِهِ حصرا ولم تذكر البشر، وهذا كلامي أنا أيضا، فهذا ما صدمني وليس شيء آخر. أما في تعليقك الآن تذكر أن مصطلح الإنسان والبشر لم يطلق إلا على آدم وَذُرِّيَّتِهِ فقط، فهنا أضفت البشر، وهنا بالذات لا أتفق معك وأخالفك تماما، فعندي أن كل إنسان هو بشر ولكن ليس كل بشر هو إنسان، فهنالك بشر سبقوا آدم وليسوا بناس، إنما عهد الإنسانية إفتتح بآدم الإنسان الأول وزوجه وهما من البشر أصلا وسلالة. ودعني أهمس في أُذنك وأقول أن الله تعالى لم يخاطب البشر أبدا في كتابه الكريم، فلم يقل سبحانه وتعالى أبدا "يا أيها البشر"، بل دائما ودون استثناء خاطب الله الإنسان والنَّاس ودوما يقول عز وجل "يا أيها الناس" و "يا أيها الإنسان" و "يا آدم" و "وَيَا بني آدم".
أما بالنسبة لفهمي وتدبري بخصوص شجرة الخلد، فمؤكد أنه لك كل الحق في عدم الإتفاق معي ولا يمكن أن يجادل أحد في ذلك، لكني أعتقد أن كلام حضرتك بأنه لا يمكن لأي قارئ للقرآن أن يتفق معي هو كلام مبالغ فيه بشكل مهول وغير معقول على الإطلاق، فكيف لك أن تعلم هذا يا دكتور؟! فالقرآن الكريم كتاب مفتوح لجميع الناس، وكل إنسان قد يكون قارئا للقرآن وفاهما له حسب قدراته، فقارئو القرآن الكريم ومتدبروه ليسوا ناديا ولا جمعية ولا تنظيما ولا حزبا ولا موقعا إلكترونيا حتى تحصيهم أو تتكلم بإسمهم يا دكتور. قارئو القرآن الكريم هم مطلق إنسان على هذه الأرض، الإنسان الذي خاطبه رب العزة مباشرة دون واسطة ولا وكالة في كتابه الكريم. أنا أتكلم بإسمي وحضرتك تتكلم بإسمك ولكل منا فهمه ورأيه، فهذا أسلم وأصح من التعميم. وعلى سبيل الإستطراد، حتى لو لم يتفق معي أحد في فهمي وتدبري فهذا لا يعني أنني لست على حق، فالأكثرية دائما وأبدا وعلى طول الخط تكون على خطأ في القرآن الكريم، فما أكثر ما قال رب العزة "أكثرهم لا يؤمنون" و "أكثرهم لا يعلمون" و "أكثرهم لا يعقلون" و "أكثرهم للحق كارهون" و "إن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن إن هم إلا يخرصون"..... وتذكر يا دكتور أن إبراهيم كان أمة لوحده.
الإختلاف طبيعي بين الناس وهو أمر صحي طالما كان في حدود التحضر والأخلاق، فأنا وأنت من بلدين مختلفين ونعيش في بلدين مختلفين ونأتي من خلفية ثقافية وعائلية واجتماعية واقتصادية وعلمية وجينية مختلفة، فطبيعي جدا أن يعمل دماغانا بطريقة مختلفة وأن نرى الأمور ونفهمها بشكل مغاير، لكن ما يجمعنا هو إنسانيتنا وهذا أهم شيء.
مع كل الإحترام والتقدير والمحبة.
أبنائى الأعزاء عثمان وعلى, كلنا فى هذا الموقع إخوة فلاينبغى أن نشتط فى الخصومة فكلنا جئنا هذا الموقع لنتعلم ونتدارس ونتناقش ويذكر بعضنا بعضا , الإبن الحبيب على له اجتهادات كثيرة غاية فى الروعة وله تدبر قرآنى عظيم وهو مشروع داعية ممتاز بإذن الله ولكنى آخذ عليه جنوحه الشديد فى بعض اجتهاداته خصوصا ما يتعلق منها بالغيبيات التى لا تستند إلى آيات الله بطريقة مباشرة. أما الإبن الحبيب عثمان فهو كلمة سرى للموقع وبلدياتى فلا يفصل قريتى عن (أبو حريز) سوى مسافة لا تزيد عن الكيلومتر إلا قليلا وهو دعامة الموقع وله أيضا اجتهاد رائع وتدبر قرآنى عظيم ولكنى أعتب عليه أيضا أنه فى دفاعه عن رأيه يتبع سبيل السنيين فى الإحتجاج بالكلام المرسل الذى كما نقول فى بلدنا(لايودى ولايجيب )فقد ذكر أن رأيه هو رأى الأغلبية وأنه مجمع عليه وأنا أربا به أن يكون مثل المدافعين عن قدسية البخارى بقولهم (أجمعت عليه الأمة -ويٌتبعونه بزعمهم أن هذه الأمة لن تجمع على ضلالة -وهى والله ما أجمعت فى تاريخها كله إلا على الضلال -وكقولهم اتفقت العلماء وذكر ابن حجرأنه أصح كتاب وصحح الأفغانى أحاديثه وكان رضى الله عنه يغتسل ويستخير الله قبل تدوين أى حديث الخ من أمثال هذا الهراء ولا يتطرقون إلى متن الحديث أبدا, فماذا فعلت أنت؟ لم تفند نقطة واحدة مما ذكرته ولم تؤيد رأيك بدليل واحد مع أن لديك أنت الآخر حججك وبراهينك القوية بل هناك حجة علمية حديثة قوية جدا تكاد تدحض نظرية التطوروتنسفها من الجذور وسأعطيك مهلة لتتعرف على هذه الحجة بنفسك قبل أن أذكرها لك .
أبنائى الأعزاء خففوا من غلوائكم
وأقول، أولا، لا أكن سوى الإحترام والتقدير والمحبة للدكتور الكريم العزيز الطيب عثمان محمد علي، ونحن لسنا خصوما أصلا ولن نكون، ولا أعتقد أن أحدنا قد غالى أو تجاوز الحد من الأساس. إنما نحن إخوة يجمعنا الإيمان بالله سبحانه وتعالى والإنسانية، والحوار هو بين فكرة وفكرة وليس بين شخص وشخص آخر، وهذا دائما مبدئي ولا أحيد عنه أبدا.
وثانيا، أشكرك على حسن ظنك بي والثناء علي بما قد لا أستحقه. لكن أريد أن أكون شديد الوضوح في نقطة، وهي أنني أرفض فكرة الداعية رفضا قاطعا، وهذا ليس طموحي أبدا، ولم يكن طموحي يوما ولن يكون. فما يسمونه الناس داعية هو مهنة وحرفة وتجارة ولقب باطل وهمي لا أساس له في القرآن الكريم. فلا واسطة ولا وكالة ولا سلطة بين الله عز وجل وبين الإنسان، لا داعية ولا شيخ ولا كاهن ولا راهب ولا حاخام ولا غيره. العلاقة بين الإنسان وربه هي علاقة مباشرة وخاصة، وكل إنسان سوف يأتي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة فردا. فعبادة الله عز وجل هي إيمان وعمل صالح وليست تخصصا أكاديميا أو حرفة أو مهارة. حتى إن كلمة داعية هي كلمة خاطئة لغويا، ولم ترد في القرآن الكريم، بل ما ورد في كتاب الله هو داعي الله والداعي إلى الله، وهو رسول الله النبي محمد فقط لا غير في حياته في إبلاغه القرآن الكريم للناس، وبعد وفاة النبي محمد، فإن داعي الله والداعي إلى الله هو القرآن الكريم حصرا.
والشكر لك مجددا على نبل مشاعرك وكلماتك الجميلة يا دكتور مصطفى العزيز الكريم المحترم،
مع كل التقدير والإحترام والمحبة،
علي
عزيزى الأستاذ على لم أقصد أبدا داعية بحسب المعنى السائر حاليا فهؤلاء ليسوا دعاة إلى الحق أبدا بل هم الأدلة إلى جهنم ولكنى قصدت أن تكون داعيا لأهلك وأصدقائك ومن تخشى عليهم من نار جهنم إلى الإسلام الصحيح وإذا كانت لديك القدرة وجاءتك فرصة لهداية الكثيرين فما المانع؟ وبماذا تسمى ما يقوم به الدكتور صبحى مثلا ؟ألم يقيضه الله تعالى لهداية الملايين وتعريفهم بدينهم كما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؟ سامحك الله يا أستاذ على هل بلغ بك الظن أنى أقبل أن تكون واحدا من هؤلاء المحنطين المتخلفين عقليا؟
أحيى فيك وفى الدكتور عثمان تمكنكما من ناصية اللغة العربية أسلوبا وإملاء فى زمن صارت فيه لغة غريبة فى وطنها.
تحياتى لكم دكتور مصطفى واستاذ على . وبكل تأكيد نحن نتحاور بالحسنى ، وانا رددت على تعقيبك يا دكتور مصطفى بشكل عام (وليس كلاما مرسلا ) . وتحية لحضرتك ولكل أهل قريتكم الكريمة (الصوفية على ما أذكر ) وكان لى فيها زملاء فى المرحلة الثانوية من عائلة شريبة (الأستاذ جمال شريبه ) . ....
. ويا اخى الكريم استاذ على يعقوب المحترم . عندما قلت انه لن يوافقك على رأيك أى قارىء للقرءان . فكنت أقصد تحديدا قولك ورأيك الذى تقول فيه ((( ان شجرة الخلد هى تحريم جريمة الزنا ، وأن أدم عليه السلام وقع فيها وزنا بإمرأة ممن سبقوه ، ، وان إبنه القاتل كان من زواجه من إمرأة شريرة ليست مُسلمة فلذلك كان صاحب نفس امارة بالسوء وقتل اخاه ))) ..... فهل يتفق مع هذا الرأى احد من العالمين ؟؟؟؟؟؟؟ انا اعلم تمام العلم انى لا أُمثل إلا نفسى ولا أفرض رأى على أحد بل وأحترم اراء الآخرين وأُدافع عن حريتهم فى التعبير ... ولكن هُناك حقائق لا يُمكن إنكارها ولا يُمكن القفز عليها ... فتعميمى فى هذه النقطة اعتقد انه تعميم فى محله ، وإذا كان له إستثناء فهذا هو الإستثناء الذى يُثبت القاعدة .... وكل سنة وانتوا طيبين .واعتقد أن صورة الأراء المختلفة فى نقاط والمُتفقة فى نقاط اكثر اصبحت اكثر وضوحا ...وإلى لقاء فى نقاشات أخرى على موضوعات اخرى .
تحياتى لكم د عثمان وأنا سعيد جدا بهذا التفاعل الإيجابى أدامه الله بيننا جميعا وبعد فأنا من قرية منشأة ناصر(البجاعية سابقا) والتى تبعد عن (أبوحريز) بمسافة بسيطة فقد كنت فى طفولتى نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضى أذهب إلى المولد فى بلدتكم سيرا على الأقدام أشترى اللعب والحمص وأزور !!!! وأنت تعلم بالطبع ماذا أعنى بهذه الزيارة غفر الله لنا جميعا .
أولا، أقول للأخ العزيز الكريم المحترم الدكتور عثمان وللأخ الكريم العزيز المحترم مصطفى كل عام وأنتم بكل خير وأعاده الله سبحانه وتعالى عليكم وعلى أحبائكم وأهلكم وعائلاتكم بالصحة والسلامة والعافية والأمان والبركة والسعادة وكل سنة وأنتم بخير بإذن واحد أحد.
ثانيا، تصحيحا وتصويبا لإقتباس العزيز الدكتور عثمان لتدبري حول شجرة الخلد، أقول: أنا لم أصف الأنثى التي واقعها وزنى بها آدم والتي أنجب منها إبنه الأول البكر إسرائيل، بغير المسلمة أو بالشريرة، بل قلت إنها أنثى همجية من البشر غير المؤنسنين بنفخة الروح الربانية، وهذه الأنثى الهمجية ليست إنسانة أصلا، فهي غير عاقلة وغير مدركة وغير مكلفة، ولا تعلم ما الله ولا الإيمان ولا الإسلام ولا الدين ولا الخير ولا الشر، بل هي من صنف البشر السفاكين المفسدين في الأرض الذين تقودهم غريزتهم الحيوانية المتوحشة. كما لم أصف علاقة آدم بهذه الأنثى بالزواج، فالزواج يكون بين إنسان وإنسانة، وهذا، أي الزواج، غير ممكن بين آدم وبين الأنثى الهمجية لكونها ليست إنسانة كما سبق وشرحت، ولكن ما حصل بين آدم وبين أنثى الهمج هو معاشرة جنسية فقط لا غير، وهذه المعاشرة الجنسية أسفرت عن إنسان هجين نصفه إنسان ونصفه بشري همجي، له مظهر الإنسان تماما من حيث الجسد وله عقل وذكاء إنساني وإدراك، لكن جيناته هجينة غير نقية وفيه توحش وهمجية، وباكورة هذا الجنس الإنساني الهجين هو إبن آدم الأول إسرائيل الذي قتل أخاه غير الشقيق كما ورد في سورة المائدة. هذا هو فهمي وتدبري فاقتضى التنويه.
ثالثا، أكرر وأقول إن تعميمك وكلامك يا دكتور عثمان هو في غير محله وغير صحيح منطقيا ولا واقعيا ولا عقليا، مع كامل الإحترام والتقدير لشخصك الكريم.
رابعا، أعتقد أنه لكل منا قناعته في هذه المسألة ولن يكون النقاش أكثر من ذلك مفيدا في الوقت الحالي، مع أنني، إذا أسعفني الوقت سأكتب بإذن الله تعالى موضوعا مفصلا مطولا أشرح فيه وجهة نظري بشكل شامل ومستفيض حول موضوع شجرة الخلد، تلك الشجرة التي حيرت عقول الناس عبر العصور والأزمان.
أخيرا وليس آخرا، كل التقدير والمحبة والإحترام والود مني لك يا دكتور عثمان ولَك يا دكتور مصطفى وكل عام وأنتم بكل خير،
علي
دعوة للتبرع
هجص ابن كثير: في قرأتي لتفسي ر ابن كثر الايا تان 85 , 86 هنالك...
اطلاق اللحية : -هل اطلاق اللحي ة واجب في الاسل ام استنا دا ...
توبة السارق: هل توبة السار ق يسقط بها الحد؟ ...
يرجو لقاء ربه .!: ذكرت فى فتواك الجنه وغير المسل مين وكذلك فى...
الاقباط : اروم التسج يل في هذا الموق ع سكني بغداد...
more
كل عام وحضراتكم وكل أهل القرءان و الجميع طيبين وبخير .....
انا كنت بصدد كتابة تعقيب مختصر على تعقيب الأستاذ الكريم -على يعقوب على فتوى ( خلق عيسى عليه السلام ) . وسأنشره هنا لأن الموضوع واحد .... بإختصار شديد ..موضوع خلق آدم وزوجه عليهما السلام . من الموضوعات التى كُتب فيها كثيرا هنا ، وعلى صفحات الأنترنت ، وما قبل الإنترنت ، وهناك من الأراء ما يتشابه وربما يتطابق مع رأى حضراتكما ... ولكن من وجهة نظرى ومن خلال قراءتى وتدبرى لموضوع آدم عليه السلام كله فى القرءان الكريم اقول .
أن مُصطلح الإنسان لم يرد إلا وكان المقصود به (ادم ) أو ( أدم وذريته ) أو (ذريته ) فقط لا غير ، ولم يرد ولا مرة واحدة ليُقصد به مخلوق آخر غير (أدم وذريته ) ....
. ثانيا .. موضوع مراحل خلق آدم عليه السلام وخلق زوجه أو جعل نفس زوجه منه مشروح فى القرءان شرحا تفصيليا واضحا جليا لا غموض فيه ولا مجاز فيه منذ ان كان ترابا حتى نفخ الروح (جبريل ) فيه بالنفس . وكذلك مراحل خلق ذريته بداية من إلتقاء الحيوان المنوى مع البويضة إلى يخرج للحياة الدنيا يوم مولده ...
ثالثا .. اما عن علم الملائكة بإحتمالية سفك الدماء والإفساد فى الأرض على يد المخلوق الجديد فلا يُشير ابدا ابدا ابدا إلى انه كان هناك جنسا بشريا من نفس نوعية (بنى أدم ) قبل أدم ثم تطور أدم وخُلق منه .فكما قلت مراحل خلق آدم من الصفر حتى هبوطه إلى الأرض مشروحة بالتفصيل فى القرءان ولا توجد فيها اية إشارة عن كونه خُلق من جنس آخر أو حتى أو أصبح طورا جديدا اعلى درجة لجنس آخر ....
ثالثا ...بكل تأكيد هناك مخلوقات آخرى (( غير آدمية )) كانت موجودة على الأرض قبل آدم وإستمرت لفترة بعده مثل يأجوج ومأجوج .ولكن هذه المخلوقات لاتمُت بصلة لآدم ولا لذريته ،ولا هو يمت لهم بصلة لا من بعيد ولا من قريب ثم جاء ذى القرنين وردم عليهم . فهم كائنات ومخلوقات لها كيانها المنفصل ، كما لأدم وذريته كيانه المنفصل عنهم تماما ..