بشائر الفجر : مجلة أمريكية: نجل مبارك تسلل خلسة إلي واشنطن
مجلة أمريكية: نجل مبارك تسلل خلسة إلي واشنطن
خبير شارك في لقاء جمال مبارك السري: «جمال لم يقدم أي جديد يختلف عما قدمه من قبل وعرضه لم يكن أكثر من تعليقات باهتة عن الجهود «الهائلة» للإصلاح في مصر!
مصادر: الزيارة تهدف إلي جس حرارة المناخ الأمريكي تجاه زيارة الرئيس مبارك الشهر القادم
واشنطن-خاص لـ «الدستور» وأحمد بدر:
واصلت سحب الضباب الرسمية التعتيم علي زيارة الأمين العام المساعد وأمين السياسات للحزب الوطني الديمقراطي جمال مبارك للولايات المتحدة وكأن شيئا سريا يجري وراء الكواليس لا يحق لأي مصري الاطلاع عليه.
فقد عقد جمال مبارك، الذي رافقه في رحلته محمد كمال، أمين التثقيف بالحزب، عدة اجتماعات رسمية وغير رسمية مع عدة جهات أمريكية ذكرها الحزب الوطني في بيانه الصادر من واشنطن عن زيارة جمال مبارك لواشنطن وشملت مركزين للأبحاث وعددا من أعضاء الكونجرس ومسئولين اثنين بإدارة باراك أوباما. وكان أول اجتماعاته السرية في واشنطن التي أمضي بها يومين قبل أن يتوجه إلي نيويورك، مع عدد من الباحثين وخبراء الشرق الأوسط الأمريكيين في مركز الدراسات الاستراتيجية العالمية، وعلي رأسهم جون ألترمان، مدير دراسات الشرق الأدني والأوسط بالمركز المؤثر.
وهذه من المرات النادرة التي يشهد فيها هذا المركز البحثي «ندوة سرية» وذلك بناء علي طلب من الجانب المصري الذي شدد واشترط علي المشاركين عدم الإفصاح عما دار في هذا اللقاء. كما عُقد لقاء سري آخر بمركز التقدم الأمريكي المعروف بأنه يضم نخبة من مستشاري الرئيس باراك أوباما من ذوي الميول اليسارية.
كما اجتمع جمال مبارك مع عدد من أعضاء الكونجرس وهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ جون كيري ورئيس نفس اللجنة بمجلس النواب هوارد بيرمان إلي جانب السيناتور اليهودي المتنقل بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي جوزيف ليبرمان إلي جانب نائب وزيرة الخارجية جيمس ستاينبرج، ووكيل الخارجية للشئون السياسية وليام بيرنز.
وقد أثار هذا التعتيم استياء العديد من الصحفيين العرب والمصريين في واشنطن خاصة بعد أن تمت دعوة عدد من الصحفيين الأمريكيين سرا إلي تناول الغداء مع السيد جمال مبارك ورفيقه كمال في منزل السفير المصري سامح شكري بواشنطن بينما رفضت السفارة المصرية الإدلاء بأي تصريح أو السماح لأي صحفي سواء عربيًا أو مصريًا بمعرفة أي شيء أو حتي معرفة مقر إقامته في فندق الفورسيزونز.
وقد بررت مصادر لـ «الدستور» في واشنطن اجتماع جمال مبارك بالصحفيين الأمريكيين في منزل السفير-رغم التعتيم الإعلامي الشديد علي زيارته- بأنه للتعريف به وعرض برامجه وفكره وتوجهاته للجانب الأمريكي الذي لا يكاد يعرف عنه الكثير، لاسيما أن دراسة أجريت مؤخرا بتكليف من الجانب المصري كشفت عن جهل الإدارة الأمريكية بجمال مبارك وعدم وضوح الصورة عن شخصيته أو أفكاره.
وخلال اجتماع جمال مبارك بالصحفيين الأمريكين سرا، كانت مجلة «فورين بوليسي» التي تصدر عن مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي تنشر تقريرا علي موقعها علي الإنترنت بعنوان «نجل مبارك يتسلل خلسة إلي واشنطن».
ونقلت المجلة التي تتمتع بمصداقية قوية وتعد منبرا إعلاميا لكبار الساسة والدبلوماسيين الأمريكيين، عن مصادر وثيقة الصلة بزيارة جمال مبارك أن الهدف غير الرسمي للزيارة هو جس النبض في واشنطن قبل زيارة الرئيس مبارك المتوقع قيامه بها في وقت لاحق من ربيع هذا العام.
وقالت المجلة إن مركز الدراسات الاستراتيجية عقد اجتماعا مغلقا غير مصرح للنشر عنه مع جمال مبارك ونقلت عن أحد خبراء الشرق الأوسط الذين شاركوا قوله إن «جمال لم يقدم أي جديد يختلف عما قدمه من قبل وأن عرضه لم يكن أكثر من تعليقات باهتة عن «الجهود الهائلة» التي تبذلها مصر علي صعيد الإصلاحات السياسية والاقتصادية.
ووصفت المجلة جمال مبارك بأنه «شخصية مثيرة للجدل في مصر خاصة مع تنامي دوره السياسي وحالة انعدام اليقين التي تحيط بمن سيخلف والده البالغ من العمر 80 عاما والذي يحكم مصر منذ أكتوبر 1981».
ونقلت المجلة عن مصدر آخر من نشطاء الديمقراطية قوله إن زيارة جمال تهدف إلي غرضين أولهما حشد الكونجرس ضد وضع أي مشروطية علي المساعدات الأمريكية لمصر، والثانية جس نبض مختلف التيارات الأمريكية قبل زيارة والده الرئيس مبارك المزمعة الشهر القادم.
وكان مجلس النواب قد صوت الأسبوع الماضي علي تخفيض المساعدات الاقتصادية لمصر بمقدار 200 مليون دولار لتتقلص حاليا إلي 200 مليون فقط رغم كل المساعي التي تبذلها الحكومة المصرية لعدم المساس بهذه المساعدات.
وقال هذا المصدر للمجلة إن هذا الشهر هو موسم قياس العالم العربي لتوجهات إدارة أوباما الجديدة نحو حقوق الإنسان والإصلاح الديمقراطي في الشرق الأوسط.
وقد استضاف مجلس العلاقات الخارجية بنيويورك أمس - الأربعاء- لقاء خاصا بجمال مبارك مع السياسيين والباحثين، غير مفتوح للجمهور ومحظور حضوره إلا لمن وجهت إليه الدعوة فقط.
اجمالي القراءات
3392