"سقوط الفرعون".. قد يُصبح أول تحدٍّ للرئيس الأمريكي الجديد
"سقوط الفرعون".. قد يُصبح أول تحدٍّ للرئيس الأمريكي الجديد
3rd February
بعد أن منعت السلطات المصرية تداول كِـتاب للكاتب البريطاني جون برادلي بعنوان: "أرض الفراعنة على شفا اندلاع ثورة"، ظهر في الأسواق الأمريكية كتاب جديد بعنوان: "الفرعون الأخير: مبارك والمستقبل الغامض لمصر في شرق أوسط غير مستقر" لكاتب أمريكي من أصل مصري.
عن فصول الكتاب يقول مؤلِّـفه المصري الأمريكي علاء الدين الأعسر، الذي سبق وتنبأ في أحد مؤلفاته السابقة قبل حرب العراق بسقوط نظام صدام حسين: "يركز الكتاب على تاريخ مصر، خاصة في الفترة من قيام ثورة 23 يوليو سنة 1952 وحتى الآن، وما تبع ذلك من تأسيس نظم حكم دكتاتورية متعاقبة".
وتشرح فصول الكتاب طبيعة هذا النّـمط من "حكم العسكر وكيف تطوّر على مدى أكثر من نصف قرن إلى نظام قمعي بوليسي منذ أيام عبد الناصر ووصولا إلى حسني مبارك، الذي أرى أنه يحمل لقب آخر الفراعنة، وأفردت فصلا لشرح الكيفية التي تأسّس بها ما يشبه كهنوت تأليه مبارك وتحوّله إلى فرعون بكل ما تعنيه الكلمة في التراث والموروث المصري، وفي فصل آخر شرحت بالتفصيل جُـذور الفساد ونمط الإفساد الرهيب الذي تفشّـى بالذات خلال أكثر من رُبع قرن من حُـكم مبارك والقوى السياسية المنتفعة بنظامه. وفي فصل آخر، استعرضت السيناريوهات المختلفة المحتمَـلة لسقوط الفرعون الأخير، وما يمكن أن يعنيه، داخليا وخارجيا، في المرحلة القادمة".
وأعرب المؤلِّـف علاء الأعسر عن اعتقاده بأن العدّ التنازلي لسقوط نظام حكم مبارك في مصر قد بدأ بالفعل، ودلّـل على ذلك بالشواهد التالية:
أولا، أن الرئيس مبارك تخطّـى الثمانين من العمر، ولدى انقضاء السنتين المتبقيتين له من فترة ولايته الأخيرة، سيكون قد بلغ من العمر عتِـيا، رغم إنكار المشاكل الصحية العديدة التي يُـعاني منها.
ثانيا، الشعور الشعبي بتفشِّـي الفساد وفقدان مبارك شعبيته تماما، بحيث أصبح نظامه عِـبءً على الشعب المصري، ممّـا انطوى على الكثير من الكراهية الشعبية له ولنظامه ورموز نظامه.
ثالثا، سيطرة رأس المال على الحُـكم، بحيث أصبحت نسبة 2 إلى 3% من المقرّبين للنظام يحتكِـرون السلطة والثروات في مصر على حساب انحِـدار مستوى معيشة الشعب المصري وبيع مصر بحجّـة الخصخصة.
رابعا، الحالة الاقتصادية السيِّـئة التي وصلت إليها مصر، من بطالة وارتفاع نسبة مَـن يعيشون تحت خط الفقر وارتفاع تكاليف الحياة وانخفاض الرواتب وشيوع اليأس وعدم الإحساس بأي أمل في المستقبل.
خامسا، تحوّل التململ الشعبي إلى حِـراك سياسي، مثل حركة 6 أبريل على الفايس بوك، وسلسلة إضرابات عمال المحلة ومظاهرات المحامين والمعلمين والصحفيين وأرباب المعاشات، بل واعتصام القُـضاة وغيرهم، وهذا يعطينا صورة عن حالة الغضب الكبير في الشارع المصري ضدّ مبارك وضدّ نظامه، وكلها تُـعتبر إِرهاصات وبداية الوعي، وأن الشعب المصري لم يعُـد يحتمل، وأن الوضع خطير ويُـنذر بعواقِـب وخيمة.
علاء الدين الأعسر، الكاتب الأمريكي المصري
كيف سيسقط آخر فرعون؟
يقول الكاتِـب علاء الدين الأعسر، إنه على الرغم من أن المصريين مشهورون بإطلاق النِّـكات على زعمائِـهم والتنفيس عن غضبهم بالنكتة، كما ينتظر الكثيرون من المصريين تدخّـل العناية الإلهية لإنقاذهم من ظلم الحاكم، فإن الشعب المصري بمثابة المارد النائم، الذي لا نستطيع أن نستبعِـده من الحسابات.
فلا يمكن التنبُّـؤ بالكيفية التي يُـمكن أن يفيق بها هذا المارِد، لأنه أصبح على شفا الفوران مثل البُـركان، خاصة وأن نظرية العدو الخارجي لم تعد تنطَـلي على الشعب المصري بعد أن أدرك وجود العدُو الداخلي الذي قام بإفساد وتدمير البِـنية التحتية وأسلوب الحياة بمصر، وقام بنهب الثروات في مصر وتهريبها إلى الخارج، كما قام بقمع الشعب المصري إلى درجة لم يسبق لها مثيل في تاريخه.
ووضع الكاتب علاء الأعسر عدّة سيناريوهات محتملة لما بعد مبارك:
أولا، شرارة غضبٍ شعبيٍ عارم، تنطلق في شكل ثورة الجياع، على غِـرار الثورة الفرنسية، وتستهدف طبقة المنتفعين بنظام مبارك والذين أثروا على حساب الشعب بالفساد واستغلال النفوذ. فمصر قاب قوسين أو أدنى من ثورة جياع، لأن مقومات الحياة الرئيسية في مصر غير متوفرة للأسرة المصرية، ووصلت إلى ذِروتها بطوابير الخُـبز وانضمام الملايين إلى العيش تحت خط الفقر.
ثانيا، انقلاب عسكري يُـعيد التأكيد على أسلوب الشرعية الثورية للعسكر، بهدف تأكيد دور المؤسسة العسكرية في حُـكم البلاد، باعتبار ضرورة موافقة الجيش على من يحكُـم مصر. فالمؤسسة العسكرية متربِّـصة ومتحفِّـزة، وهناك العديد من الجنرالات الطموحين.
ثالثا، تعاظم دور جماعة الإخوان المسلمين في الحياة السياسية، بحيث قد تصبح في لحظة ما البديل الوحيد المطروح على الساحة لنظام حُـكم مبارك.
رابعا، استخدام التّـعديلات الدستورية المعيبة لترشيح جمال مبارك لمنصب الرئيس القادم لمصر، رغم الرفض الشعبي العارم لانتقال السلطة بالتوريث من الأب إلى الابن واستمرار حُـكم مبارك من خلال جمال والنخبة الحاكمة. ولترسيخ هذا السيناريو، عهد الرئيس مبارك إلى أحد الجنرالات القُـدامى الذي يلعب دورا حاسما الآن على الساحة المصرية بمهمّـة الوصيّ على عملية تمرير السلطة من الأب إلى الابن، وبالتالي، التأكد من وصول جمال إلى سدّة الحكم ومحاولة ضمان مساندة المؤسّـسة العسكرية.
« نصائحي للمرشحين في الانتخابات الأمريكية.. أن يقفوا فِـعلا على حقيقة الموقِـف وخطورة الموقف، وأن تكون لديهم خطّـة وبرنامج لمعالجة الأمور في مصر بعد مبارك، لأن سقوطه سيحدث زلزالا سياسيا هائلا سيهز أركان المنطقة »
الكاتب علاء الأعسر
الرئيس الأمريكي وسقوط الفرعون
يقول مؤلِّـف الكتاب، إنه حاول من خلال كتابه إطلاع صنّـاع القرار في الولايات المتحدة على خطورة التحدّي، الذي سيواجهه الرئيس القادِم في البيت الأبيض مع سقوط نظام مبارك، لأن انفلات الوضع قد تكون له عواقِـب وخيمة على سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، خاصة وأنه وحتى الآن ليس هناك دور واضح في البرنامج الانتخابي أو أجندة أحد المرشحين بالنسبة للشرق الأوسط، وبالتحديد مصر.
ويضيف "يبدو لي أنهم غافلون عن أهمية هذا الدور وما يحدث في الشرق الأوسط. فلا أريد للرئيس الجديد أن يبدأ مشواره في البيت الأبيض بأزمة في الشرق الأوسط، أزمة أخرى تستدعي حالة من الهلع الأمريكي، لذلك، فنصائحي للمرشحين في الانتخابات الأمريكية هي أن يقفوا فِـعلا على حقيقة الموقِـف وخطورة الموقف، وأن تكون لديهم خطّـة وبرنامج لمعالجة الأمور في مصر بعد مبارك، لأن سقوطه سيحدث زلزالا سياسيا هائلا سيهز أركان المنطقة، لأن مصر لها دور رئيسي في السياسة في منطقة الشرق الأوسط، ولها موقع استراتيجي هام، كما أن لها دورا كبيرا جدا في العالم العربي والإسلامي".
ويواصل الكاتب علاء الأعسر "بعد عقود من التحالف مع واشنطن، سيشكل سقوط نظام الحُـكم في مصر فراغا سياسيا يؤثر على النفوذ الأمريكي في باقي المنطقة، وربما سيأتي إلى الحكم في مصر مَـن يكون أسوأ أو يكون بمثابة أخبار سيِّـئة للعالم العربي والإسلامي وواشنطن والغرب. وقد تكون بمثابة انتكاسة أو عودة إلى الخلف، فنحن لا نريد نظاما ظلاميا يُـعيد مصر إلى العصور الوسطى أو يعيد تِـكرار سابقة ملالي إيران أو حتى تجربة السودان، حيث تسلط دور اليمين الدِّيني على العسكريين، وطبيعة هذه الأنظمة تأتي بالعداء الشديد للولايات المتحدة ومصالح الغرب وتؤدّي إلى العزلة وإلى الخراب والتصادم مع الآخرين".
ويأمل الكاتب أن تتَّـعِـظ الولايات المتحدة من سقوط مشرّف وتُـدرك أن الخِـناق يضيق الآن على مبارك، وأن نظام مبارك قد تصدّع وهو آيل للسقوط، وأنها مسألة أسابيع أو شهور قبل أن يفاجأ الرئيس الأمريكي بتكرار سيناريوهات الماضي، كما في حالة ماركوس في الفيليبين، الذي كان من حلفاء أمريكا، وشاه إيران وسوهارتو في إندونيسيا، وهؤلاء جميعا كانوا يتشابهون في أنهم وصلوا إلى حالة الديكتاتورية المُـطلقة وقهر شعوبهم، وكانت هناك إرهاصات وعلامات، لكن للأسف لم تستطع واشنطن قِـراءة هذه الإرهاصات والتحذيرات ولم تتنبـه إلى نبض الشارع، بحيث حينما انهارت تلك الأنظمة الدكتاتورية التي حظيت لعقود بمساندة واشنطن، تركت شعورا بالمرارة لدى شعوب تلك الدول بأن ما تعرّضت له من قهر وفقر وفساد تمّ بمساندة أمريكية، فالمشكلة ليست في الحصول على المعلومات، ولكن في تحليلها واستقرائها ومحاولة معالجة الأمور قبل أن تتفاقم.
نداءات من الداخل والخارج
ويبدو من متابعة ما يجري في مصر أن هناك أصوات عديدة تدقّ أجراس الخطر وتُـطالب الرئيس مبارك بأن لا يسمح لتدهْـوُر الأوضاع بأن تدفع البلاد إلى غَـياهِـب المجهول، فقد وجه الدكتور يحيي الجمل، الوزير المصري السابق وأحد زعماء المعارضة، نداء إلى الرئيس نبّـهه فيه إلى أن محاولة استخدام التّـعديلات الدستورية المعيبة لنقل السلطة إلى جمال مبارك لن تفلح، لأن الشعب المصري يراه شابّـا مغرورا لم يمنحه الله ذرة واحدة من القبول الشعبي.
واقترح الدكتور يحيي الجمل أن يصدر الرئيس قرارا جمهوريا بتشكيل جمعية تأسيسية لوضع مشروع دستور جديد، يقوم على مبدإ الدولة المدنية الديمقراطية، التي يتساوى فيها كل المواطنين، دون أي استثناء، على أن يتِـم الاستفتاء على الدستور الجديد خلال ما تبقّـى من فترة رئاسة مبارك، ثم تتم الدعوة إلى عقد انتخابات رئاسية جديدة وفقا للدستور الجديد، وليس وفقا للتعديلات الدستورية المعيبة التي لفقها "ترزية القوانين" في مجلسي الشعب والشورى.
كذلك، أجرى تحالف المصريين الأمريكيين في الولايات المتحدة استطلاعا لآراء المصريين، فيمن يُـمكن أن يكون البديل كرئيس قادم لمصر بعد مبارك حتى لا يقع الناخبون في وهم الاختيار المصطنع الذي تروج له الحكومة بين الحزب الوطني ومرشحه المستقبلي الوحيد جمال مبارك، وبين جماعة الإخوان المسلمين، وأظهرت نتائج الاستطلاع، كما صرّح الدكتور صفي الدين حامد، أستاذ الهندسة بجامعة تكساس ورئيس تحالف المصريين الأمريكيين، أن المصريين لا يشاركون نظام الحُـكم هذا الاختيار الذي يروّج لفكرة أن البديل لتوريث السلطة هو تركها للإخوان المسلمين، حيث عبّـروا في الاستطلاع عن إيمانهم بوجود خمسين بديلا على الأقل يُـمكنهم قيادة مصر إلى برّ الأمان، وعلى رأسهم عمرو موسى ومحمد مصطفى البرادعي والدكتور بطرس غالي، والدكتور أحمد زويل والدكتور طارق البشري والدكتور أيمن نور وأيضا الدكتور يحيي الجمل.
محمد ماضي - واشنطن
________________________________________
الصحافة الأمريكية: هذه الكلمات المرعبة مصر بعد مبارك
02/01/2009
جمال عصام الدين
بعد زيارة قام بها لمصر مؤخراً كتب الصحفي الأمريكي والأستاذ الزائر بمركز هيوارد بليكر بجامعة تينيس توماس بارنيت تحقيقاً مثيراً عن الأوضاع السياسية في مصر ونشرته صحيفة ستار تربيون التي تصدر في ولاية منيسوتا الأمريكية كذلك علي موقع «نيوز تشيف»، يقول التحقيق: وصل حكم الطوارئ الذي يطبقه رجل مصر القوي حسني مبارك عامه الثلاثين بينما نجله جمال داعية التحديث يتم إعداده باعتباره فرعون مصر المقبل،
وبينما حققت جهود جمال تقدماً في تحقيق انفتاح في اقتصاد مصر المركزي وبصورة سلسة عبر الأعوام القليلة الماضية كذلك حقق الاستبداد والقمع الذي يمارسه والده مبارك الكبير الكثير من التقدم علي كل خصومه السياسيين ونتج عن ذلك أكبر نماذج التنمية في العالم العربي التي تشبه النموذج الصيني.
ولكن مع وصول آثار الركود العالمي الآن لمرحلة عميقة في الأسواق الناشئة بدأت تظهر الشروخ في واجهة نظام مبارك: البطالة حسب الإحصائيات غير الرسمية وصلت إلي حوالي 30% وأكثر، والأسوأ من هذا أن البطالة تتركز في الشباب الذي تزداد أعداده ويتولد سنوياً 800 ألف باحث عن وظيفة، واسألوا الشباب المصري مثلما فعلت أنا أثناء زيارة أخيرة قمت بها لمصر ما هو أكبر قلق ينتابهم حالياً وسوف تكون إجاباتهم هي عجزهم عن إيجاد وظيفة مربحة بدرجة كافية تمكنهم من الزواج وهذا مؤشر مرعب في مجتمع أصبح أكثر تحفظاً من الناحية الدينية.
وقد وصل مبارك «80 عاماً» إلي السلطة وهو يفرض قبضته علي كل أوجه الحياة في مصر تقريباً مما خلق تياراً عارماً وهائلاً من السخط الشعبي، وبينما تركز واشنطن اهتمامها علي كبح جماح إيران في امتلاك الأسلحة النووية وعلي الانتخابات الرئاسية المقبلة فيها أصحبت احتمالات سقوط مصر في أزمة سياسية داخلية من أهم المشاكل التي تنتظر الرئيس المنتخب أوباما.
وما سبق هو جزء من التنبؤات الجزئية التي يتوقعها الصحفي علاء الدين الأعصر في كتابه الجديد «الفرعون الأخير: مبارك والمستقبل غير المؤكد لمصر في شرق أوسط متغير ومرتبك» ويري الأعصر أن صناع السياسة الأمريكان سوف يواجهون قريباً في مصر نفس الخيار الصعب الذي واجهوه من قبل مع شاه إيران: ويطالب الأعصر الساسة الأمريكان ببذل أقصي جهد ممكن أثناء أزمة الخلافة المقبلة وإلا فإن الأمور سوف تنهار.
ومنذ أن اعترفت القاهرة بحق إسرائيل في الوجود في 1979 فإن واشنطن قامت بضخ أكثر من 50 مليار دولار في خزائن النظام أكثر من نصفها عبارة عن مساعدات عسكرية، وبينما تظل إسرائيل معزولة دبلوماسياً واستراتيجياً فإنه يبدو أن أمريكا قد اشترت بهذا المبلغ استقرار مصر ولا شيء أكثر من هذا.
ولكن الآن وبينما الولايات المتحدة تركز علي انتشار الإسلام الراديكالي في مصر بفضل قيادتها العسكرية الجديدة في أفريقيا فإن شبح سقوط مصر في الفوضي أصبح يهدد القرن الأفريقي الملئ بالعنف وأصبح يلوح في الأفق باعتباره من المخاطر القريبة، لماذا؟ لأن مصر مشهورة بتاريخ طويل من التصدير لمتطرفيها مثل المملكة العربية السعودية والإخوان المسلمين مؤسسي القاعدة يشكلون الآن ألد أعداء مبارك غير الحكوميين.
ومثلهم مثل حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان فإن الإخوان المسلمين بذلوا جهوداً هائلة في تقديم خدمات اجتماعية لقاعدة من السكان الساخطين الذين يبلغ عددهم حوالي 80 مليون نسمة ويتلقون في العادة أقل القليل من شبكات الأمان من حكومة مهتمة أكثر بفرض حالة من الانضباط السياسي بدلاً من فرض حالة من العدل الاجتماعي.
ومع التدهور الجاري في أفغانستان وباكستان هناك الكثير من القوي العظمي الإقليمية وخارج الإقليم القادرة علي المساعدة في جهود أمريكا لتحقيق الاستقرار، لكن غير واضح ما القوي الكبري التي يمكنها مساعدة أمريكا في تثبيت الوضع في مصر وبمعني إذا فشل جمال مبارك في اختبار الوراثة والخلافة فإن رئيسنا المقبل سوف يواجه في الغالب خيار السماح بظهور ديكتاتورية عسكرية أخري محل مبارك أو يخاطر بسقوط البلد في هوة التطرف.
وكتاب علاء الدين الأعصر ممنوع من البيع في مصر وهو يثير العديد من الأسئلة المقلقة حول السياسة الأمريكية تجاه أكبر دولة عربية، إن تخلي واشنطن عن خيار الديمقراطية في مصر أدي لتوقف الحكومة الفاسدة بدرجة الكبيرة عن اتخاذ أي خطوة نحو الإصلاح السياسي الجاد.
وكل ما يمكنني قوله الآن إنه عندما يقرر الرئيس الأمريكي المنتخب ما هي العاصمة الإسلامية التي سيلقي من خلالها خطابه المنتظر للعالم الإسلامي فإننا يجب أن نتجاهل القاهرة القلقة لأن هذا الخطاب سوف يستثير الكثير من ردود الأفعال التي لا يمكن أن تتحملها إدارته.
صحيفة أمريكية: واشنطن قد تواجه قريبًا مع مصر نفس الخيار الصعب الذي واجهته مع شاه إيران 1
القاهرة- آفاق
توقعت صحيفة "ديلي نيوز تربيون" الأمريكية مستقبلا مخيفا للتطور السياسي في مصر خلال الفترة القادمة وخاصة بسبب الأزمة المالية العالمية التي ساعدت علي ظهور التصدعات في واجهة النظام المصري، وعملت على تفاقم المشكلات المزمنة داخل المجتمع المصري مثل البطالة.
وبحسب صحيفة المصريون أشارت الـ" ديلي نيوز تربيون"إلي التنبؤ الجريء الذي قدمه الصحفي علاء الدين الأعصر في كتابه الجديد "الفرعون الأخير: مبارك والمستقبل المجهول لمصر في منطقة الشرق الأوسط المضطربة"، حيث أكد أن صناع السياسة بالولايات المتحدة قد يواجهون قريبا مع مصر نفس الخيار الصعب الذي واجهوه من قبل مع شاه إيران، وأنه سيكون عليهم مواجهة عبء ثقيل في مواجهة أزمة الخلافة أو ترك الأمور في مصر تسير بدون تدخل خارجي.
وأوضحت الصحيفة، أنه منذ اعتراف القاهرة بحق إسرائيل في الوجود عام 1979، ضخت واشنطن أكثر من 50 مليار دولار في خزائن النظام المصري، فضلا عن قدر كبير المساعدات العسكرية، إلا أن إسرائيل لا تزال معزولة دبلوماسيا وعرضة للانتقاد في المنطقة، فعلى ما يبدو أن الولايات المتحدة اشترت استقرار مصر وأشياء قليلة أخرى.
وتساءلت: "إذا ما كانت أي من الدول الكبرى سوف تتدخل إذا ما اخفق جمال مبارك في اختبار التوريث ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلي إتاحة فرصة لخيار السماح باستمرار الديكتاتورية العسكرية لحماية البلاد من التعرض لمخاطر الانزلاق إلى موجة من التطرف".
وأبرزت الصحيفة، عددا من التساؤلات المقلقة التي يثيرها كتاب الأعصر حول سياسة الولايات المتحدة تجاه أكبر دولة عربية في العالم، لاسيما وأن سياسة واشنطن الناعمة في دفع عجلة الديمقراطية في مصر لم تدفع الحكومة الفاسدة لتحقيق أي قدر من الإصلاح السياسي.
كما رأت أنه من الصعب تصور الطريق لتقدم العلاقات المصرية الأمريكية في ظل هذا الانتشار الكبير للتيار السلفي.
كما أشارت الصحيفة إلى تزايد موجة الاستياء الشعبي من النظام المصري، خاصة بعد رؤية المصريين للتجربة الأمريكية التي تمخض عنها فوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما بالانتخابات الأمريكية في الوقت الذي يمضي فيه الرئيس المصري حسني مبارك قدما في عقده الثامن ويعد ابنه الأصغر جمال لخلافته.
ولفتت إلى أن مبارك الذي يعد الرجل القوي في ظل "قانون الطوارئ" ما زال ماضيا في عقده الثامن في الحكم مع محاولة لإعداد ابنه جمال ليحل محله في الحكم، "كما لو كان فرعون ينتظر أن يحل محل والده".
وأضافت الصحيفة، أن جمال يبذل جهودا لتحقيق بعض التقدم الاقتصادي في السنوات القليلة الماضية، وأن مبارك قد تمكن من قمع جميع معارضيه السياسيين ومحاولا إعطاء انطباع لدى العرب أن مصر قد أصبحت النموذج الصيني في التنمية.
لكنها أوضحت أن الانكماشات العالمية العميقة التي ضربت الأسواق الناشئة ساعدت على ظهور تصدعات خطيرة في واجهة النظام المصري؛ فمشكلة البطالة شكلت أكثر من 30 % من سكان مصر، والأسوأ من ذلك، أن معظم هذه النسبة تتركز في صفوف الشباب، الذين تسبب التضخم السكاني حاليا في ظهور ما يقرب من 800 ألف باحث عن عمل كل عام.
واعتبرت الصحيفة، أن مشكلة البطالة أصبحت مصدر قلق أكبر داخل المجتمع المصري لأن عجز الشباب عن إيجاد فرص عمل لتوفير متطلبات الزواج أعاق عددا كبيرا منهم عن الزواج في المجتمع الذي زاد فيه "التشدد الديني" على نحو كبير.
وأكدت أن مبارك، والذي يعاني من بعض المشكلات الصحية بحكم سنه ضيق الخناق علي جميع جوانب الحياة في مصر تقريبا وخلق موجة عنيفة من الاستياء الشعبي.
وتابعت: في حين ركزت واشنطن جهودها على إيران من أجل الوصول إلى الأسلحة النووية الصغيرة والانتخابات الرئاسية المقبلة، عان المصريون من أزمة سياسية داخلية عقب مشاهدة نجاح باراك أوباما في الانتخابات الأمريكية.
برنامج أبناء المحروسة ولقاء مع د. علاء الدين الأعسر في كاليفورنيا بالولايات المتحدة وحوار حول كتابه الأخير والذي جرى منعه في مصر "الفرعون الأخير" : مبارك والمستقبل الغامض لمصر في شرق أوسط غير مستقر"
http://www.radio6april.com/egyptiansons.php
لم تكن تلك المرة الأولى التى قام فيها نظام الفساد المصرى بمصادرة كتاب لم يأتى على مزاج أصحاب البلاد. لكنى دهشت تماما عندما منع النظام كتاب الكاتب المصرى الأمريكى "الفرعون الأخير".
ما جاء فى كتاب علاء الأعسر ليس إلا تدوينا صادقا للحال فى مصر الآن.
وباستثناء السيناريوهات الأربع المطروحة للتغيير ، والتى طرح بعضها من قبل ، فلم أرى بالكتاب جديد. كما أن المؤلف تفادى الدخول فى نقطة مهمة وهى موت حسنى مبارك المتوقع خلال الثلاثة شهور القادمة حسب معلومات مستقاة من طبيب فرنسى مطلع على حالة مبارك الصحية.واذا مات مبارك الآن فجأة فستحدث محاولة لتنصيب جمال فورا ووضع الكل أمام الأمر الواقع أملا فى أن يمرر التوريث فى ظل فترة الحداد لما هو معروف عن الشعب المصرى بالعاطفة المفرطة فى حالة الموت. وربما يحدث التنصيب حتى قبل الوفاة عندما يدخل مبارك فى حالة حرجة.
المشكلة أن تحدث ثورة الجياع قبل موت مبارك ، وبالتحديد مع دخول المدارس أو حلول عيد الفطر بينما الناس فى ضيقة مالية حادة وكارثة الدويقة مازالت ملتهبة فى الأذهان.وهناك الآن بالفعل حملة لمقاطعة المدارس بسبب الضيقة المالية حيث أتى بدأ العام الدراسى فى رمضان. فى تلك الحالة سيحاول الأمن المركزى كالعادة القضاء على تلك الثورة لكنه سيفشل حيث ستكون الأعداد الثائرة بالملايين وبطريقة فوضوية يصعب التعرف فيها على قيادات معينة للتعامل معها.
وهنا أعتقد أن عناصر من الرتب الوسطى (رائد -عقيد) فى الجيش النائم لمدة 35 سنة سوف تنتهز الفرصة للقيام بانقلاب "باسم الشعب" تحت دعوى تطهير البلاد من الفساد. وأعتقد أن تلك الحركة قد تنجح بعد هروب قيادات النظام الحالى ورجال الأعمال المتبنيين لجمال مبارك. كما أعتقد أيضا أن الإنقلاب سيحمل شعارا متأسلما نوعا ما لكسب تأييد الأغلبية المسلمة فى مصر.
خلاصة ، الحال فى مصر وصل إلى درجة عدم الإتزان الحرج والتى لا يمكن أن تستمر إلا لمدة قصيرة جدا قبل الإشتعال أو الإنفجار.
الكاتب الصحفى علاء الدين الأعصر
ـ ولد بالقاهرة وتلقى تعليمه بالمدرسة التوفيقية وتخرج من كلية الألسن بجامعة عين شمي قسم الأدب الإنجليزى .
ـ يجيد الكتابة باللغتين العربية والإنجليزية ، بالإضافة إلى دراسته لللغتين الفرنسية والأسبانية .
ـ عمل فى بداية مشواره الصحفى بالإذاعة المصرية " إتحاد الإذاعة والتليفزيون بالقاهرة ، البرامج الموجهة " .
ـ قام بالكتابة للعديد من الصحف العربية ومنها جريدتى عكاظ والسعودى جازيت .
ـ قام بالكتابة للعديد من الصحف العربية الأمريكية .
ـ تولى منصب مدير تحرير بوابة العرب على الإنترنت Planetarabia.com حيث كان مسؤولا عن تحرير المادة الصحفية بالعربية والإنجليزية .
ـ قام بنشر العديد من الكتب والدراسات باللغتين العربية والإنجليزية .
ـ تولى منصب نائب ئيس إتحاد الصحفيين العرب الأمريكيين بالولايات المتحدة الأمريكية ، كما أنه عضو سابق بنادى إتحاد الكتاب بالأهرام .
ـ يجيد الترجمة الفورية والتحريرية ، وقام بالمساعدة فى إنتاج وترجمة العديد من الأفلام والوثائقية.
ـ يقيم منذ أكثر من عشرة أعوام بالولايات المتحدة الأمريكية ، حيث يقوم بالتدريس والكتابة والترجمة .
اجمالي القراءات
2730
هل هو واجب أمريكي ومفروض على الرئيس الأمريكي مهما كانت توجهاته والعصر الذي جاء فيه أن يصحح لنا أخطاء حكامنا وطغاتنا , وأن يخلصونا من الفساد الذي صنعناه نحن !! وما العمل إذا تخلت أمريكا عن هذا الدور؟ وهل نحن ننتظر فكرة "المخلص" ونعتقد هذا المبدأ ؟ ولهذا نتقاعس عن واجباتنا المقدسة نحو أنفسنا ونحو أبنائنا من الأجيال القادمة , إنها مسئوليتنا الحقيقة والفريضة التي لا ينبغي أن ينوب عنا أحد للقيام بها.