يعطي المجتمع قيمة كبيرة للتعليم العالي، رغم أن ما يقرب من ثلث المليارديرات عام 2016 لم يتخرجوا من الكلية، بمن فيهم بيل غيتس، والسير ريتشارد برانسون، ومارك زوكربيرغ. 

وقال موقع "بيزنس إنسايدر" الأميركي إنه بعد إجراء مقابلات مع عدة قادة مشاريع ومستشارين، تبين أن الجميع يتفقون على أنك لا تحتاج إلى شهادة جامعية كي تنجح. تعرف على أسبابهم، ولماذا يعتقدون ذلك؟:

من النادر أن تحتاج شهادة
عندما فشل غاري فاينرتشوك، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "فاينر إكس"، في اختبار الصف الرابع، كان مستاءً للغاية، ولكنه لم يعط أهمية للمدرسة مطلقا لأنه قرر أن يصبح رجل أعمال. لذلك، شحذ مهاراته، وتعلم البيع، وركز على ما جعله سعيدا. 

وأوضح فاينرتشوك أن إتقان ريادة الأعمال يكون عن طريق العمل. وهناك طرق مجانية لا نهاية لها لتعلم الأعمال. ولا تحتاج معظم الشركات إلى شهادة جامعية للوظائف التي تقترحها، بما في ذلك شركة غوغل وآبل.

وفي النهاية، قرارك يرتكز على ما إذا كانت الشهادة ستضعك في الطريق الصحيح للوصول إلى أهدافك الشخصية.

الحياة ليست دائما ما تعرفه بل من تعرفه
يؤكد غرانت كاردون مؤسس "كاردون كابيتال" أنه لا يرى فائدة ترجى من وضع الأطفال البالغين 18 عاما في ديون ضخمة لتأجيل حياتهم المهنية لمدة نصف عقد. وأفاد بأن السبب الوحيد الذي يجعله يرسل بناته للجامعة هو لمقابلة الأشخاص وخلق شبكة علاقات. فالحياة ليست دائما ما تعرفه، ولكن من تعرفه.

ونصح كاردون أنه في حال لم تتمكن من الالتحاق بإحدى المدارس العليا الفاخرة، فمن الأفضل أن تقوم بعمل أنفع من خلال تخطي الكلية والتركيز على مهارات العالم الحقيقي مثل إبرام الصفقات والتفاوض.

تجربة العمل تعلِّم المهارات اللازمة للبقاء على قيد الحياة والازدهار والشجاعة (بيكسابي)

تعلم من خلال العمل
اكتسب براندن دوسن المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "كاردون فنتورز" كل المهارات اللازمة للبقاء على قيد الحياة والازدهار والشجاعة وحده، من خلال تجربة العمل الذي تعلم الاكتفاء الذاتي، والتواصل مع الآخرين، والبيع للمحترفين عن طريق الاشتغال بالمبيعات.

وأوضح دوسن أن هذه الثقة ساعدته بشكل جيد في بدء عمل تجاري في سن 27، فهو لم يكن بحاجة لشهادة لتعلمه شيئًا يفضل تعلمه عن طريق العمل، مؤكدا أن التفكير على نطاق أوسع وتحدي النفس يحدث فرقا شاسعا.

لا تحتاج للشهادة إذا كنت تعمل لحسابك
سارة كريسب مؤسِسة موقع "هول سيل تيد" دفعها والداها للذهاب إلى الجامعة، رغم أن لديها متجرا ناجحا للتجارة الإلكترونية. وفي يوم ما، واجهت خيار إنهاء مقال في ثلاثة أيام أو بيع منتجاتها، ونظرا لأن الاستعانة بمصادر خارجية في المقالات الجامعية يعتبر غشا، قررت كريسب التخلي عن الدراسة اليوم التالي، واستخدمت وقتها الإضافي لمضاعفة حجم متجرها وتحقيق أرباح مضاعفة. 

يمكنك النجاح قبل أن يتخرّج أصدقاؤك
صرح ماركوس هيتزينجر مؤسس والمدير التنفيذي لشركة "ن واي بي آي ميديا" بأن هدفه أن يكون مديرا لمشروعه الخاص، وليس العمل لصالح شركة أخرى.

وأضاف: بينما قضى آخرون سنوات في الدراسة والتنقل ذهابًا وإيابا بين الامتحانات والمناسبات الجامعية، قام هو ببناء شركة ذات أرباح ضخمة في الوقت نفسه "لم يكن الأمر سهلا" لكنه كان المسار الوحيد الذي ضمن له النجاح. 

هناك العديد من الطرق لتعلم المهارات ومن الأفضل قضاء الوقت في تجربة الحياة واكتشاف شغفك (بيكسابي)

عدم امتلاك شهادة يدفعك للعمل بجدية أكبر
ثابرت غيل كوردر فيشر نائبة الرئيس التنفيذي لشركة فيشر وشركاه على تطوير مهارات قوية في أخلاقيات العمل وحل المشكلات في العالم الحقيقي أولاً، واكتشفت كيفية التعامل مع المشاكل.

ونتيجة لذلك، أصبحت مستعدة للعمل مع أي شخص ولديها رغبة كبيرة في طرح الأسئلة الصحيحة وتوجيه الآخرين لحل المشاكل بسرعة وكفاءة.

وهذا يعني أنها تقضي وقتا وتنفق أموالا أقل من الآخرين عندما تتعاون مع محترفين خارجيين وفرق داخل الشركات. وبينت فيشر أن شهادة في إدارة الأعمال لا تجعلك قائدا رائعا، فبعض الأشياء فطرية فقط. 

كل المعرفة بمتناول يديك
أفاد توم فيري المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "توم فيري إنترناشونال" بأنه يشعر بالأسى على أكثر من نصف الشباب في الكلية اليوم الذين يحاولون "العثور على طريقهم" وتكديس ديون قروض الطلاب الضخمة في هذه العملية.

فهناك العديد من الطرق لتعلم المهارات اليوم، ومن الأفضل قضاء الوقت في تجربة الحياة والبحث عن مرشدين لمساعدتك على اكتشاف شغفك.

وأضاف فيري أنه بمجرد العثور على هذا الشغف، يمكنك حضور الندوات، وأخذ الدورات التدريبية عبر الإنترنت، وقراءة أي شيء وكل شيء ذي صلة، وحتى الانغماس في مقاطع فيديو اليوتيوب لتصبح خبيرًا في هذا المجال. هناك معلومات غير محدودة في متناول يدك. 

التدريب المهني يمنحك تجربة لا تستطيعها الكلية
بدأ مات شولدت مؤسس وكالة العلامات التجارية الشخصية "تي بي آي ميديا غروب" عمله الخاص في بيع القمصان النادرة في سن 19، وبذلك تعلم أن الخبرة العملية ومهارات التسويق والعقلية التجارية الصحيحة أساس المشروع الناجح.

ومن خلال مساعدة أولئك الذين حققوا النجاح الذي حلم به، اكتسب شولدت تجارب لم يحظ بها الكثير من الناس.