اضيف الخبر في يوم الجمعة ٠٦ - يوليو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه
علم النفس يخبرك: هذه الحيل يمارسها عليك عقلك يوميًّا وقد تسبب لك الاكتئاب
قد تظن أنك تتولى زمام الأمور، وتتحكم في عقلك ولك اليد العليا في اتخاذ القرارات، ولكن ما يخبرك به علم النفس عكس ذلك، لأن عقلك أحيانًا ينصب لك بعض الفخاخ، والتي تدفعك للحزن والكآبة والقلق المزمن، وفي بعض الأحيان يدفعك لاتخاذ القرارات الخاطئة التي تعرّضك لحوادث مادية في الحياة. في هذا التقرير سنخبرك عن الفخاخ التي ينصبها العقل؛ والتي تؤثر على حياتنا اليومية.
في معظم الأحيان؛ يميل الشخص للتواصل مع الذين يتفق معهم في الرأي، ولهذا السبب ننضم إلى مجموعات الـ«فيسبوك»، ونؤسس مجتمعات خاصة تؤيّد نفس القضيّة حتى نشعر بالأمان، وفي المقابل يكره الإنسان الأفراد أو الجماعات أو المواقع التي تحثّه على التشكيك في معتقداته الراسخة، وتلك الظاهرة النفسية أطلق عليها عالم النفس الأمريكي فريدريك سكينر «التنافر المعرفي».
ويظل الإنسان في سعي دائم لتجنب هذا التنافر؛ حتى يقع في الفخ الذي صممه عقله وهو فخ «الانحياز التأكيدي»، وهذا الفخ يضع صاحبه في حالة من التعنت الفكري؛ فلن يصدّق أي شيء سوى ما يقتنع به، ولأن تجنب التنافر المعرفي يضطر صاحبه للانعزال عن كل من تتعارض أفكاره معه؛ فيتحول إلى شخصية انعزالية فاقدة للثقة حتى مع الأقارب والأصدقاء. صديقك الذي يتصل بك ليخبرك أنه منزعج منك لأنك لم تردّ على اتصاله، مؤكّدًا لك أنه مُدرك تمامًا أنك لا تريد التواصل معه مرة أخرى، على الرغم من أن السبب الوحيد لما فعلته هو الانشغال؛ فهذا هو الشخص الواقع في فخ «الانحياز التأكيدي».
يخبرك علم النفس أن الشخص الواقع تحت تأثير هذا الفخ؛ بمجرد تكوينه لوجهة نظر ما؛ يحتضنها ويسعى للمعلومات والأشخاص الذي يعززون تلك الفكرة، والتجاهل التام لأي دليل مادي وواقعي على خطأ تلك المعلومة. وهذا الشعور في البداية ينتج عنه حالة من الرضا عن النفس، ولكن مع الوقت يأخذ هذا الفخ صاحبه للإصابة بالعزلة، والحزن، ومرض القلق المزمن، ولذلك فإنّ المرونة الفكرية في هذه الحالة ليست رفاهية؛ بل هي ضرورة للخروج من براثن هذا الفخ.
تنظر إلى صديقك الذي يخبرك بسعادة جمّة أنه سيصبح والدًا للمرة الثانية، تلك السعادة في عينيه تلجم لسانك، ولكن لسان حالك يتساءل إذا ما كان صديقك هذا متهورًا، خاصة وأنت تسترجع مواقفك معه عندما رزق بطفله الأول، وهو يتأفف من صعوبة التجربة، وعدم قدرته هو وزوجته على النوم، وتغيير الحفاضات أو التضحية بنشاطاته الشخصية لتكريس كل المجهودات من أجل توفير حياة رغدة للطفل.
وتسأل نفسك: هل هذا هو نفس الشخص الذي كان يذم الأطفال ومن يريدونهم؟
نعم هو نفس الشخص، ولكنه الآن واقع في فخ نصبه عقله بحرفيّة، وهذا يُطلق عليه علم النفس «التقليل من شأن الصغائر»، والذي غالبًا ما سيأخذ هذا الصديق إلى دوامة من الحزن والكآبة بعد وصول الطفل الثاني، وما يعمل عليه هذا الفخ هو عكس آلية تنفيذ الفخ الأول.
هذا الفخ يعمل بعد مرور وقت طويل على أي تجربة، حينما ينثر الكثير من الأتربة على التفاصيل اليومية المُرهقة والمتعبة للتجربة، ويهيأ لكَ مع الوقت أنها مجرد صغائر أمام المتعة المُصاحبة، ولذلك عندما يصل الطفل إلى سنّ مُناسب ويلتحق بالمدرسة، يتذكر الأب والأم اللحظات الأولى الرائعة في حياة طفلهما، والعقل ثالثهما في تلك المحادثة؛ فيخفي بحرفية كل التفاصيل الصغيرة اليومية التي دفعت للحزن والكآبة والإرهاق، وإذا تذكرها أحدهم يخبره عقله: «تلك التفاصيل تافهة». وهذا الفخ يفسر أيضًا دخول الشخص في علاقات عاطفية مع أشخاص لديهم نفس العيوب التي عانوا منها من قبل.
كُلما سمعت اسم هذا الشخص؛ تشعر بغصة في حلقك، وهذا رغم مشاركتكما الكثير من الذكريات السعيدة، والمواقف المضحكة، وأحيانًا العواطف الجياشة، ولكن العقل أكثر تعقيدًا من ذلك، فتلك الصداقة أو العلاقة لم تسر على ما يرام حتى النهاية، فما الذي حدث داخل عقلك ليمحو كل الذكريات السيئة ويترك لك تلك الغصة في حلقك؟
هذا الفخ هو الأشهر، والذي سيساعدك علم النفس على فهمه حتى تتجنبه في المستقبل.
الذاكرة تلعب دورًا محوريًا في تحديد اختياراتك وأولوياتك في الحياة حتى دون وعي منك، وخاصة الذاكرة الحسّية، ولكن الفخ الذي تنصبه الذاكرة لك؛ هو اختزال التجربة السابقة في الذكرى الأكثر حدة وتعقيدًا. في المثال الذي اخترناه فإن العلاقات الفاشلة عادة ما تكون لحظة نهايتها حزينة أو غاضبة، وهي اللحظة الأصعب والأكثر تأثيرًا على الإنسان، ويومًا بعد يوم يبدأ عقلك في اقتحام ذاكرتك الحسّية وإخفاء كل الذكريات السعيدة التي تخص هذا الشخص، ثم يضع الذكرى السيئة على يافطة كبيرة وبجوارها وجه هذا الشخص؛ حتى تراه فتحزن.
الذاكرة الحسيّة ليست السبب الرئيسي في نصب هذا الفخ، ولكنها حقل خصب للعقل الذي ينوي تعذيب صاحبه، فدور الذاكرة الحسّية في حياتك هي نقل صورة العالم الخارجي بجميع مدركاته، ومحتوياته نقلًا دقيقًا، وما يُخزن في تلك الذاكرة هي الانطباعات التي يشعر بها الشخص تجاه المُعطيات التي يتعامل معها؛ ومن خلالها يمكنه أن يتنبأ بالمردود النفسي لأي تجربة مُقبل عليها، ولكن هل في كل مرة يصدق هذا التنبؤ؟
تخيل أن الذاكرة الحسية عبارة عن مكتبة كبيرة من الانطباعات، والعقل يدخلها ليلًا للعبث في محتوياتها، فيضع الكتب –الذكريات- السيئة في الواجهة، بينما يخفي الكتب الجيدة في الخلف ويتركها مُترّبة ومُهملة، ولذلك عليك أن تُدرك هذا الفخ جيدًا، وقد يُنصح باستخدام الورقة والقلم لترتيب مكتبة انطباعاتك، وكلما شعرت بالحزن غير المبرر تجاه موقف أو شخص ما؛ عُد إلى مكتبتك ونسقها تنسيقًا عادلًا لا يُرهق مشاعرك، لأنه مع الوقت قد يتمدد هذا الانطباع ويتسلل إلى كل علاقاتك القادمة.
الحذر الشديد ليس دائمًا الطريق إلى السلامة؛ وهذا لأن العقل يتدخل أحيانًا ويلعب دوره في خداعك، وينصب لك فخًا جديدًا.
الأمر يتم كالتالي؛ الشخص الحذر يفعل كل ما بوسعه في أي موقف يقابله، حتى يؤمّن نفسه ويتجنب أي خطأ أو خطر، وبعد أن يوفر كل إجراءات السلامة؛ يأتي دور العقل ليقنعه أنه أصبح منيعًا ولا شيء يمكنه إيذاءه بعد تلك التدابير الأمنية، فيتصرف الشخص بتهور، معولًّا على مجهوداته في تأمين الموقف، ووقتها تقع المشكلة وتقع الصدمة على صاحبها؛ تاركة إياه مفتقدًا شعور الأمان.
في إحصائية أجريت بالسبعينيات وكان الغرض منها اقتصاديًا في البداية، أوضحت أن الأشخاص الذين يزودون سيارتهم بإجراءات أمنية منيعة للحوادث، مثل حزام الأمان، وكيس الهواء، والمكابح القوية، يتعرضون لحوادث الطرق أكثر؛ نظرًا لشعورهم بالأمان المُبالغ والذي يدفعهم للقيادة بتهور، أو المناورة على الطُرق السريعة.
وهُنا اكتشف علم النفس تلك الخدعة العقلية، والتي يمكن تطبيقها على أكثر من مثال في الحياة، وليس قيادة السيارات فقط، وأطلق على تلك النظرية اسم «Peltzman effect» نسبة لأستاذ الاقتصاد الأمريكي سام بيلتزمان والذي أجرى الإحصائية السابق ذكرها.
الجملة العامية المصرية «اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفوش»؛ تعتبر المثال التوضيحي الأبسط لتلك الخدعة التي يوهمك بها عقلك لتدخل بنفسك إلى فخ «الوضع القائم» كما يطلق عليه علم النفس.
في تجربة نفسية أجريت بغرض دراسة نفسية المستهلك، مُنح المشاركون في التجربة هدايا مختلفة ومتنوعة، ولكن قيل لهم أن باستطاعهم تبديل الهدية مع شخص آخر في حالة عدم رضاه عنها، وعلى عكس ما قد تتصور، فلم يقبل على تبديل الهدايا سوى 10% من المشاركين في الدراسة فقط.
ويطلق على تلك الظاهرة في علم النفس «فخ الوضع القائم» والذي يؤثر سلبيًا على القرارات التي يتخذها الإنسان؛ إذا اضطر للاختيار بين وضع يعيش فيه لا يرضى عنه ولكنه مُلم بكل تفاصيله، ووضع جديد أفضل؛ فلا يقبل الشخص على اختيار الوضع الجديد حتى وإن بشّر بأفضليته؛ حتى لا يخاطر بغزو المجهول لحياته، وهذا الفخ يجعل من الإنسان سجينًا لظروفه الحالية؛ غير قادر على التغيير، وهذا – يخبرك علم النفس- سبب شعورك بالقلق المزمن إذا كنت مقبلًا على تجربة جديدة.
دعوة للتبرع
خمسة أسئلة : الس ؤال الأول : فى رأيك وانت باحث تاريخ ى ...
التثاؤب : قال لنا شيخ الجام ع ان التثا ؤب من الشيط ان ...
الأكثرية وليس الجميع: انا بين نارين اريد منهما مايرض ي الله عز وجل...
هيا بنا نلطم .!!!: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "يا فاطمة ! ...
more