محمد صادق Ýí 2012-02-27
تابع إعجاز إختيار اللفظ القرآنى 3
النفس فى القرآن الكريم " الجزء الثانى "
"إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ "
خلافا للعلوم المادية التى لا جدال فى قواعدها بين العلماء، فإن علم النفس من العلوم الإنسانية التى يختلف فى تحليل ظواهرها ومسبباتها علماء النفس، وإن كانت آلياتها قد بدأت تدخل فى حقل العلوم المادية. وعندما تختلف الآراء، ما على الباحث العاقل إلا اللجوء إلى كلمة الفصل فى صحة كل العلوم، سواء كانت مادية أو إنسانية، القرآن الكريم، ففيه يجد أعمق وأبلغ وأصح تحليل للنفس الإنسانية فى تركيبها الطبيعى وما فطرت عليه والسباب التى تسفيها، والظواهر الطبيعية والمَرَضِّية التى تنتابها والسبل الموصلة لما تنشده من سعادة، وأخيرا الدواء الشافى لما تعانيه من أمراض.
*ما يسمى بالعقد النفسية...
منذ أواسط القرن العشرين كشف العلم ولا يزال أن فى الدماغ مراكز تتحكم بمختلف إنفعالات وتصرفات الإنسان الشعورية والسلوكية، كمراكز الخوف والذعر والغضب والطمأنينة واللذة وغيرها، وكلها تحكم آليات ما يسمى بغرائز حفظ الذات، كالخوف من الموت ومسبباته والهرب من الألم والسعى وراء اللذة والراحة الجسدية والمحافظة على النوع من خلال الحاجة الجنسية وحب التملك وغيرها من حاجات حياتية رئيسية.
هذه المراكز الدماغية التى تحكم التصرف الإنسانى البيولوجى وتؤمَّن بقاءه والمحافظة على نوعه، هى ضرورة وضعها المولى فى كل مخلوق حى، إلا أنها فى الإنسان، وهو المُخير ، قد تجمع به إلى أن يصبح عبدا لها وأسيرا لمتطلباتها فتصبح عُقدا نفسية بالمعنى المرضى إذا لم يُسَيِّرْها الدماغ المفكر فى اإنسان (النفس) ويسيطر عليها حسب أوامر من هو أعلم العالمين به الخالق عز وعلا مصداقا لقوله تعالى:
" إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ " 19-70:22
ومن هنا يتضح أن ما يسمونه بالعقد النفسية، ما هو إلا نتيجة "جنوح" غرائز حفظ الذات الطبيعية بالإنسان جنوحا مرضيا إذا تخلى عن فهم تعاليم السماء التى تنظمها وتجعلها سوية، كما نظمتها وجعلتها سوية عند الحيوان فتتحول حينئذ غريزة المحافظة على الحياة إلى عقد الموت وعقدة حب الخلود، وما يتقنع ورائها ويتحول التفتيش عن اللذة والهروب من الألم إلى عقد الحرص والعقد الجنسية، ويتحول شعور الإنسان الطبيعى بضعفه إلى عقد النقص والحرمان والتعالى والكبرياءوعقدة العجل والتسرع.
وأرجح أن نسمى هذه العقد النفسية التى تنغص على الإنسان حياته وتمنعه من تحقيق سعادته ب " العقبات النفسية ". وقد أشارت إليها بصورة جامعة الآيات الكريمات التالية: سورة البلد من الاية 11 إلى الاية 18
" فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ"
فإذا أراد الإنسان أن يكون من اصحاب "الميمنة" فعليه "إقتحام" عقبات نفسه، وجهاد النفس وهو من أكبر وأصعب أنواع الجهاد، وهذا الإقتحام لعقبات النفس وعقدها يكون بمجاهدة التملك والحرص والبخل بأن يفك الرِّقاب المُعوزة، ولإقتحام عقبة الموت، وحب الخلود يكون بالإيمان بالبعث واليوم الآخر. وإقتحام عقد اللهفة والحُرقة فى الطلب يكون بالصبر. ومحو عقد النقص والحرمان يكون بالرحمة والتواصى بها.
*وقفة تحليلية نفسية مع سورة الضحى...
ألم يجنب المولى رسوله الكريم -عليه السلام- عقدة الموت بقوله تعالى: " وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَىٰ ". وجنبه عقدة الحرمان العاطفى الناشئ عن اليتم بأن آواه فقيض له جده ثم عمه أبا طالب الذى أعطاه الأمان والسند العاطفى والمادى ضد اذى المشركين " أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ ". إلى أن قضت الحكمة الإلهية بإغنائه عن هذا العون الأرضى فى قوله: " وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ".
ألم يجنب المولى رسوله الكريم -عليه السلام- عقدة النقص المتأتية من الجهل، فعلمه الحكمة، وأنزل عليه القرآن الكريم " وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ " وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ". ثم ألم يجنبه أيضا عقد النقص والشح المتأنية من الفقر بأن أغناه ومنع عنه العوز المادى فزوجه بالسيدة خديجة وقد كانت غنية: " وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ ".
وكذلك يجب أن نفعل مع أنفسنا وأولادنا والغير، إن أردنا أن نجنب النفس الإنسانية عقد النقص والحرمان المادى والعاطفى وما ينتج عنها من عقد النقص أو التعويض كعقد إيذاء الذات والغير، وعقد التعالى والكبرياء،وعقد الشح والبخل، يقول تعالى:
" فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ "
*عقدة الموت...
إن فكرة الموت هى فى ضمير وشعور وتفكير كل منا سواء كان ذلك بصورة واعية أو غير واعية. هى كذلك منذ الولادة وحتى الموت. ولقد اشارت الآية الكريمة إلى عقدة الموت عند الإنسان :
" وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَٰلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ " 50:19
فكل مخلوق حى، بفعل آليات تكوينه، أو بما يسمونه بغرائز حفظ الذات والدفاع عن الحياة، يحيد من الموت ويكرهه بل ويفر منه: " قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ....... " 62:8
وما لم يجد الإنسان حلا منطقيا عقلانيا لفكرة الموت، فإنها ستتحول وتتجذر فى أعماق شعوره إلى عقدة مرضية هى من أهم وأصعب العقد النفسية المسيطرة على إنفعالاته وتصرفاته، والمصدر الأول لأكثر العوارض النفسية وفى طليعتها القلق والخوف المرضى.
*العقد المتفرعة من عقدة الموت:
1-عقدة قصر العمر: " وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ " 2:96
إن اصعب وأهم عقدة من العقد التى تتفرع من عقدة الموت الأم، هى عقدة قصر العمر، ولا يشفى هذه العقدة إلا الإعتقاد الإيمانى بأن العمر هو من قدر الله سبحانه، لا تبديل له، خلافا لبقية ما قدر المولى من أمور غيبية قد تطرأ على الإنسان وقد يبدل الله سبحانه فيها ويغير حسب ما يشاء وتبعا لإيمان المكلف وعمله:
" وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا .... " 3:145
أى كتابا مؤقتا فالعمر فى هذه الدنيا هو مدة زمنية محددة بتوقيت معين مكتوب هو الأجل ولا تبديل فيها. وكنتيجة لعقدة الخوف من قصر العمر نرى تهافت أكثر الناس على متاع الحياة الدنيا ومحاولة الغنى من أقصر طريق، والإرتماء فى أحضان الموبقات، وكل ما لا يرضى الله سبحانه وتعالى. ومن خلال عقدة قصر العمر يعتقد أكثر المرضى وبعض الأطباء أن الطب يستطيع أن يطيل أجل الإنسان. وكم أسمعها من بعض الأطباء أن هذا المريض أنقذناه من موت محتم وأعطيناه عمرا جديدا، وهذا مريض سيموت حتما خلال ساعات أو اشهر، ومن الفضل لراحة الإنسان أن يؤمن كل فرد ينشد الطمأنينة والسكينة بأن الله سبحانه وحده هو الذى " يُحْيِي وَيُمِيتُ " وأنه ".... وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ" ، 35:11
وقوله تعالى:" وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا ..... " 3:145
ولا يصل الإنسان إلى إيمان ويقين كهذا إلا بعد دراسة كل آية من آيات الله دراسة علمية منهجية من خلال تربية إسلامية تبدأ فى البيت وفى المدرسة وطيلة سني حياته.
ويقول سبحانه وتعالى:"..... فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ " 16:61
يجب أن يوقن الأطباء والمرضى أن الطب لا يشفى الإنسان من الموت، ولا يبدل فى الأجل المحتوم. فالطب هو لتحسين نوعية الحياة، وتخفيف الآلام، وشفاء العلل حتى إنقضاء العمر ومجيئ الأجل المحتوم الذى هو بعلم علام الغيوب فقط " فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَٰكِنْ لَا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " 83-56:87
يجب أن يعرف ويوقن الكل أن الموت مخلوق فى قدر الله سبحانه: " الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ " 67:2
ولنقرأ دعاء إبراهيم عليه السلام: " الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ " 78-26:81
لو دققنا التدبر فى هذه الايات، نجد حينما ذكر إبراهيم عليه السلام الهداية والطعام والمرض، جاء بكلمة هو للتأكيد ان الله سبحانه هو الذى يفعل ذلك وليس للبشر دخلا مباشرا لذلك، أما حين ذكر الموت والحياة لم يذكر كلمة هو لأن المفروض ان لا جدال فى ذلك.
ولو فهم أكثر الناس وإلتزموا بما أمر الله سبحانه وعقلوا معنى الحياة والموت وأيقنوا بالحياة بعد الموت لتخلصوا من أكثر مظاهر وأعراض أمراضهم النفسية والعضوية ولدخل شيئ من السكينة فى قلوبهم أمام كل خطر داهم يهدد حياتهم ووجودهم.
2- عقدة عذاب الموت: كثيرا من الناس يصرحون بأنهم لا يخافون الموت بحد ذاته، ولكن ما يرعبهم وينغص عليهم طمأنينة بالهم هو العذاب الذى يسبقه ويصاحبه قبل وحين حصوله، وهذا الخوف والرعب لا سبيل إلى تخفيفه والقضاء عليه إلا باليقين الإيمانى بعدالة ورحمة وغفران البارى لمن يشاء من خلقه. نعم هناك عذاب يصاحب الموت ويسبقه ولكن للظالمين والمجرمين من الناس: ".... وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ " 6:93
أما المؤمنون من عباده فلقد وعدهم بأن موتهم فإنه مختلف تماما عن موت الظالمين إذ لا عذاب بموته يقول سبحانه وتعالى: " أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ "45:21
ويقول أيضا: " فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ " 88-56:91
إن المؤمن الموقن بالله سبحانه والذى يجب أن يعرف ويدرس بل ويحفظ هذه الايات لا مجال لأن تتحكم به عقدة عذاب الموت التى لا تخفيف لها ولا شفاء منها إلا بالإيمان.
3- عقدة ما بعد الموت أو خوف القبر وما يمثله:
إن الخوف من الأماكن المقفلة التى لا يستطيع الإنسان السيطرة عليها والهروب منها كروكوب الطائرة والمصاعد والقطارات والغرف المقفلة ودخول الدهاليز المظلمة، هو فى جذوره خوف من الموت ومن القبر بالذات. هذا المكان الضيق الذى لا سبيل للخروج منه، وهذه الفكرة من أن كُلاَ منا سيدفن فى يوم من الأيام فى مكان ضيق مظلم لا سبيل للخروج منه، هى فكرة موجودة فى شعور كل إنسان عاقل منذ أن وعى معنى الموت، ويصاحبها شعوريا أو لا شعوريا كثيرامن التخيلات المزعجة خاصة فكرة عودة الحياة إلى الميت فى القبر. ويحاول كل منا أن يمحو هذه التخيلات والأفكار المزعجة بنسيانها ودفنها فى أعماق اللاشعور، إلا أنها عند البعض وتحت تأثير أحداث متصلة بالموت تعود إلى الظهور وتشكل أعراضا عصابية كظاهرة الخوف بدون سبب معقول إلى أن يتبلور ويتستر هذا الخوف تحت ساتر الخوف من الأماكل المقفلة، والذى هو فى الحقيقة محاولة يحاول فيها الإنسان التخلص من عقدة الموت وعقدة الخوف من القبر بالذات.
فكل الوسائل الذى إتبعوها للتحليل النفسى الطبى على طريقة فرويد أوغيره، فكل هذه الوسائل العلاجية هى وقتيه، إذ لا يشفى من عقدة خوف الموت وخوف القبر إلا الإيمان اليقينى بوجود حياة أفضل للمؤمن وأن الله سبحانه هو ولى المؤمنين فى حياتهم ومماتهم وما بعد مماتهم. وهو كما وعد لا يخلف وعده، وكيف لقلب مؤمن أن يخاف من الموت وعقده وقد عقل معنى الآيات الكريمات المتعلقة بمعانى الموت وماذا يحصل عند الموت وبعده: " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ "30:41
إن المؤمن يبشر بالجنة عند موته بل ومنذ إحتضاره، فإذا هو مطمئن البال، يواجه أصعب الأمراض وقت موته بقلب مطمئن ووجه وإبتسامة مشرقة، فلقد بدأت الحجب تسقط أمام عينيه، وملائكة الرحمة وغيب ربه أصبح حقيقة يقينية أمام بصره وقت الإحتضار، وأصحاب اليمين من معارفه وأقربائه والملائكة يطمئنونه بحسن المآب.
4-عقدة الوسواس المرضى:
مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ *إِلَٰهِ النَّاسِ * قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ مِنَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ " .
هذه العقدة هى من أكثر العقد شيوعا فهى تمثل الظاهرة المقنَّعة لعقدة خوف الموت، فما أكثر المرضى بهذه العقدة يطرقون عيادات الأطباء مرارا وتكرارا، ويصرون على دخول المستشفيات لعوارض بسيطة برأى أكثر الأطباء، أما فىجذورها فترجع فى أغلب الحالات إلى خوف المرض والموت المتستر وراءه.
فأكثر المرضى وخاصة العصابيين عندما يطرق أحدهم باب عيادة الطبيب يريد شعوريا أو لا شعوريا، أن يطمئن على ذاته من خطر الموت قبل أن يسأل عن العلاج. إنه الخوف من الموت والطبيب والمستشفى هما الشفاء من الموت بإعتقادهم والحقيقة أن الطب يخفف الألم ويشفى بعض العلل ولكن لم ولن يمنع الموت.
هؤلاء المرضى من هذه النوعية يسموا بالموسوسين. يطرقون أبواب الأطباء والمشعوذين متأبطين أكداسا من الصور الشعاعية والتحاليل المخبرية عارضين العشرات من الأدوية والوصفات الطبية والتقارير الإستشفائية مُعَذَّبين ومعذِّبين لأهلهم والمحيطين بهم، كلما إختفت أعراض مرضية وظيفية من عضو فى جسدهم ظهرت أعراض فى موضع آخر. هؤلاء الموسوسون هم فى الحقيقة يهربون من عقد خوف الموت المتأججة عندهم، ولا شفاء لهم برأيى إلا من خلال نفسية تحليلية مرتكزة ومستندة إلى معطيات الإيمان الصحيح.
5-عقدة عدم الإعتقاد بالموت أو عقدة حب الخلود:
إن عقدة حب الخلود وهى الوجه المقابل لعقدة خوف الموت، وهى من الطرق التى يحاول الإنسان غير المؤمن أن يسلكها للهروب من الموت محاولا بذلك شعوريا أو لا شعوريا تجنب وطمس كل شيئ يذكره بالموت فينعكس ذلك مرضيا على تصرفاته، فنراه يجمع الثروات ويكدس الأموال ويقترف المظالم ويتشبث يائسا بالدنيا وكأنه سيبقى فيها أبدا.
وعقدة حب الخلود هى النافذة التى من خلالها نفذ الشيطان إلى نفسية آدم وزوجه، فأغراهما بالمعصية وأطاعاه، رغم أن المولى أعطى آدم كل أسباب السعادة فى الجنة الأرضية التى كان فيها إلا الخلود:
" إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ * فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَىٰ * فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ " 118-20:121
إن التخلص من عقدة حب الخلود لا يكون بالهروب من الموت كمن يهرب من ظله بل بالإعتقاد اليقينى بقوله:
" قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ .... " 20:8
فالموت بالنسبة للمؤمن هو نومة كبرى وإنتقال من حياة دنيا، هى حياة تكليف وإختبار وبلاء، إلى حياة فضلى خالدة. وما الدعاء الشائع اليوم: أطال الله عمرك، إلا إنعكاس دفاعى نفسى لتخفيف وقع الموت فى نفس الإنسان. أما المسلمون الذين عقلوا معنى الموت فكانت سُبَّة بالنسبة لبعضهم أن تنعت أحدهم بطويل الأمل فى الحياة.
ولا يستطيع الإنسان أن يمحو هذه التصورات المتجذرة فى أعماق شعوره عن الموت وعقده إلا من خلال التسليم اليقينى بالايات الكريمات المتعلقة بمعانى الموت وما يمثله، ولا يمكن للإنسان أن يسلم عقليا بهذه الآيات إلا إذا إقتنع عقله علميا بأن كل ما جاء فى القرآن الكريم هو كلام الخالق، ولا شيئ يستطيع أن يقنع عقل الإنسان بكلام الله سبحانه وخاصة إنسان اليوم، إلا العلم، وفى القرآن الكريم مئات الآيات العلمية التى سبقت العلم بقرون والتى جاء العلم يطأطئ الرأس أمامها ويسلم بأنها حقا من عند الله سبحانه.
لقد أعطى الإسلام بصورة علمية وواقعية عملية من خلال القرآن الكريم الحل العقلى المنطقى، لكل العقد النفسية وفى طليعتها عقدة الموت . ولن تقوم قائمة لهذه الأمة المسلمة، أمة المليار فرد من حملة الهوية الإسلامية وهى اليوم فى عداد الأمم المتأخرة، وقد تداعت عليها الأمم تداعى الأكلة إلى قصعتها إلا عندما ننشئ الإنسان المسلم من جديد، تنشئة إسلامية منهجية علمية صحيحة، فنمحو بذلك عقدة الموت، وبقية العقد منه ونسمو به إلى عقيدة حب الجهاد وهى النقيض لعقدة الموت، ولا يصل إلى هذه المرتبة إلا كل موقن بقوله تعالى:
" وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ " 3:169
وقوله فى سورة محمد : " ....وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ " 4-47:6
صدق الله العظيم...
أختنا الكريمة، الأستاذة ميرفت، سلام الله عليك،
أشكرك على مرورك الكريم وتعليق سيادتكم الذى أضاف إلى المقالة جزء مهم فى هذا البحث المتواضع. وهذا ينم على قوة تمسكك بالقرآن الكريم.
وقد صدقت فى ما ذهبت إليه، فعلا نلاحظ هذه الظاهرة بشكل كبير فى مجتمعاتنا الإسلامية وتناسوا أن المستقبل بيد الله سبحانه، وعلينا أن نأخذ بالأسباب التى سخرها الله سبحانه لنا، ولكن الشيطان بالمرصاد لكل من يقول لا إلاه إلا الله ويعمل صالحا فإذا كانت النية صافية خالصه لوجه الكريم فلا يمكن للشيطان اللعين أن يتدخل لأنهم محصنون بقوة وقدرة المولى عز وجل.
أشكرك مرة ثانية كل التقدير والإحترام لشخصكم الكريم.
أخوكم محمد صادق
لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (7) وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلا مَعْرُوفًا (8) وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا (9) إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10)
نرى أن المعنى المستخلص من الآية التى استشهدتم بها و التى جاءت فى سياق آيات الوصية و الإرث، ... أنه على الموصى فى حياته و منفذى الوصية بعد موت الموصى (أن يخشوا الله) لو تركوا ذرية ضعافا يخاف عليهم نتيجة الجور عليهم عند توزيع الثروة، و طلب منهم (أن يتقوا الله) و أن يكون (قولهم سديدا) بمراعاة حقوقهم و عدم إغفال حق تلك الذرية فى الإرث فيتركوا يتامى ضعافا، ثم أعلمهم أن ذلك يعتبر نوع من أكل مال اليتامى فيكون عقابهم شديد
ولكم منا كل الود
أشكرك على هذا البحث القيّم، و إن كنت أود أن أعلق على تفصيل جاء فيه قد تختلف عليه الأفهام، حيث قلتم
" وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا .... " 3:145
أى كتابا مؤقتا فالعمر فى هذه الدنيا هو مدة زمنية محددة بتوقيت معين مكتوب هو الأجل ولا تبديل فيها.
هل المقصود من كلامك أن الله يتدخل بتقرير عمر كل فرد على حده؟، أم المقصود أن هناك أجل مقضى به لا يمكن تخطية؟
حيث أرى أن المدة الزمنية مقضية من الله و محددة فى كتاب عموم أجل جنس الإنسان و لا يمكن تخطيها، كما هى محددة بإذنه فى كتاب أجل عموم عمر الأجناس الأخرى مثال ما نعرفه عن أجل الذباب حوالى 14 يوم و الكلاب و القطط حوالى 15 عاما و هكذا لكل جنس من الأجناس و يموت بحلول ذلك الأجل المقضى لا محالة... أما تاريخ و ومكان و سبب الموت للفرد فهو معلوم عند الله فى علمه الإلهى و لا يتدخل فى حدوثه مثال الموت فى حادثة أو قتل أو انتحار أو مرض أو خلافه من أحداث أو أسباب، .... فإن استطاع الإنسان فى حياته تخطى الأحداث و الأسباب التى تسبب الموت باتخاذ أى من السبل و الأسباب المتاحة و المقضية من الله، فإنه فى نهاية المطاف ميت لا محالة، و يكون المقصود أن الإنسان لا يستطيع تخطى الموت بانتهاء عموم الأجل المقضى به و المأذون فى الكتاب
ولكم منا دوام الود
أخى الكريم الأستاذ مصطفى، سلام الله عليك،
أولا أشكرك على مرورك الكريم وإهتمامك بالتعليق المفيد وسؤال سيادتكم هو فى الحقيقة سؤال مهم.
ثانيا أشكرك على التعليق للأستاذة ميرفت عبدالله، وأعتقد أنها لم تسأل عن معنى الاية الكريمة التى ذكرتها فى التعليق، وإلا لقمت بإيضاح ما إستشكل عليها، ولكن من نهاية التعليق فهمت منها غير ذلك وإتضح لى أنها تضيف معلومة إلى المقالة فلها جزيل الشكر.
أما بخصوص سؤال سيادتكم عن الآية " وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا .... " 3:145
أرجو المعذرة إن فهمت السؤال بطريقة خطأ، فأرجو التوضيح واليك ما فهمته حتى أستطيع الرد على سؤال سيادتكم. فهذا ما فهمته: ملخص قول سيادتكم أن الله سبحانه قرر أجل كل البشرية جمعاء فى ميعاد محدد وليس كل فرد على حده. إن كان هذا هو المقصود من السؤال، فهل فهمى المتواضع صحيح أم لا، حتى أتمكن من الرد بما أعلمه وبالطبع يكون هناك خطأ وصواب لأنى مجرد تلميذ القرآن ومنكم نستفيد.
كل التقدير والإحترام،
أخوكم محمد صادق
إن كنتم تسمحون لنا، فقد كتبت تعليقى للأخت الفاضلة لأعطيها فهما و مقصودا آخر مغايرا لما استخلصته من الآية التى استشهدت بها و أثرت به الموضوع،
أما عن موضوع الأجل، ... فهمك صحيح لما عنيت بسؤالى فى موضوع الأجل و لهذا كان عرضى لفهمى
و أوافقك من حيث أننا جميعا تلاميذ فى فهم القرآن وبالطبع يكون هناك نسبية فى الخطأ و الصواب من واقع اختلاف الأفهام طالما كنا نسعى للرشاد، ومنكم نستفيد
ولكم منا دوام الود
أستاذي الحبيب .. / محمد صادق.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. نعم نحن تلاميذ أمام هدي القرآن نتعلم منه فنخشع لله تعالى تقديساً وتكبيراً له ولكلماته التامات القرآن العظيم..
من يقرأ البحث يجده من باب العلاج القرآني لأمراض النفس التي عرضتها سيادتكم عرضاً ينزع الحجة ممن قرأ فلا يكون له عذر ألا يطعم ويتقرب إلى الله تعالى..
ولو نظرنا لعالم المسلمين اليوم ولا أقول العالم الاسلامي كما يذيعون.. لوجدنا أن من ضمن عقبات النفس او عقدها .. أو بالمصطلحات العلمنفسية (أمراض النفس) البخل او الشح .. الذي أصاب نفوس المنتسبين للإسلام ,, وهو منهم برئ ..
نجد أن فرداً فانياً من افراد الأسرة السعودية الحاكمة قد مات منذ بصعة اسابيع ,, وترك ثروة طائلة يقال أنها 270 مليار دولار ... يا ألطاف الله تعالى لو كان هذا الرقم صحيح لثرواته ..
فقد تركها وغادر الدنيا تركها لأولاده وباقي أفراد عائلته التي ربما تضم اناساً يملكون ثروات أقل أو أكثر منها.. وهم أيضا فانون هالكون..
كل هذه الثروات في البنوك العالمية للدول المتقدمة علميا وصناعياً وهم يننتفعون بريع هذه الثروات الطائلة من بناء مصانع ومزارع ومستشفيات وجامعات الخ. الخ.. وتوفير مئات الملايين من فرص عمل للفقراء الذي يمكن أن تسد رمقهم ويرتزقون منها رقا حسنا بالعمل والانتاج..
هذا الفاني الهالك لم يقدر على اقتحام عقبات نفسه لأنه لم يقرأ القرآن ولم يتخذه مصدرا للإسلام..
هذا الفاني الهالك لم يكن حريصاً على إطعام فقراء بلده ولا بلاد المسلمين.. وأقصد إنشاء قاعدة زراعية وعلمية وصناعية من مزارع بملايين الأفدنة ومصانع ومراكز بحثية علمية تخدم هذه المنشآت ومستشفيات تعالج مرضى المسلمين.. فتوفر لهم فرص عمل شريفة كريمة يرتزقون منها ومن كدهم في المزارع والمصانع وغيرها ويقبضون مرتبات كبيرة تجعلهم يعولون أسرهم بشرف وعزة نفس ..
كان كل هذا الفهم يمكن أن يحصل عليه هذا الهالك الفاني لو فهم الآيات الكريمة في قوله تعالى :"
{فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ"}
خالص الشكر والتقدير لما بذلتم في سبيل الله تعالى.
أخى الحبيب الأستاذ مصطفى سلام الله عليك، أولا أرجو ان تقبل عذرى فى التأخير للرد على تعليق سيادتكم.
أخى الكريم، إن كلمة الأجل فى القرآن الكريم ذكرت 53 مرة بدون أل التعريف. وقد حدد الله سبحانه فى القرآن الكريم وبيَّن إحدى أنواع الأجل فى القرآن الكريم كما فى حالة الإنفصال بين الزوجين، وكما فى حالة الزوجة الحامل. وأيضا لم يحدد الأجل فى حالات أخرى مثل يوم القيامة وأيضا بالنسبة أجل موسى عليه السلام قبل الذهاب إلى ميقات ربه الذى حدد له فيه المكان. فهنا نجد أن الأجل نوعين بالنسبة لمعرفة متى ينتهى الأجل فواحد منها بينه فى كتابه العظيم والآخر لم يحدده وإحتفظ به لنفسة. والذى لم يحدد فيه الأجل فهذا من الحكمة الإلهية وأيضا منتهى الرحمة الذى وصف به نفسه سبحانه وتعالى.
بالنسبة إلى الاية التى نحن بصضضها: وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا .... " 3:145
نلاحظ هنا أن الله سبحانه ذكر النفس بالمفرد وليس بالجمع (الأنفس)، وأقول والله أعلم، أن هذا الأجل المحدد بواسطة الخالق، يبدأ من اللحظة الذى يبدأ فيها قلب الجنين يبنبض وهو ما زال فى بطن أمه، وهذا الأجل بالنسبة للإنسان هو فى التصاعد أما بالنسبة لله سبحانه فهو فى التنازل عدا. من هنا أقول أن لكل نفس (إنسان) أجل محدد من قبل الخالق ولا يعلمه إلا هو.
وإن كنت بنيت رأى سيادتكم على إحدى الايات التى تقول (لكل أمة أجل ) فهذا موضوع آخر لم أتطرق إليه فى المقالة. أرجو من سيادتكم أن توضح لى كيف وصلت إلى النتيجة التى أشرت إليها فى تعليق سيادتكم السابق حتى أستفيد فى حالة وقوع خطأ فى فهمى المتواضع ونحن بشر فنخطأ ونصيب.
كل التقدير والإحترام،
اخوكم محمد صادق
أخى الحبيب الأستاذ محمد عبد الرحمن، سلام الله عليك،
أخى الحبيب، اشكرك على هذه المداخلة الطيبة وكذلك كلماتكم النيرة التى تدل على قوة الإيمان بالله الكريم وكتابه العظيم وقوة تمسكك بكتاب الله وكلماته.
أما المثل التى ذكرته سيادتكم فى التعليق، فهذا وشمة عار على كل مسلم لم يقرأ كتاب الله العظيم ولا يعمل حساب يوم الدين الذى قال عنه رب العباد: يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله" وأيضا لم يتدبر آية الله الكريمة: يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (16:111
وأيضا " ........ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (9:34
أخى الحبيب، إن تعليق سيادتكم قد اضاف نقطة مهمة فى هذا البحث المتواضع وقد صدقت فى كل ما ذهبت إليه، فبارك الله فيك وزادكم علما. أشكرك مرة ثانية وأتوقع أن تفيدنى بكل ما تراه فى كل مقالاتى بالتصحيح حتى أستفيد وأفيد غيرى ولك منى كل التقدير والإحترام.
اخوكم محمد صادق
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا اشكر اخي الكريم محمد على هذا الموضوع القيم بارك الله فيك. ولا اعلم اذا في اقسام اخرى تم ذكر ما رايد قوله هنا لاني قرأت فقط هذا الجزء بصراحة .
بصراحة كل ما اقرر النهوض والابتعاد عن الجهاز التقط بمجالي البصري بعض المواضيع التي تشد انتباهي وها انا اتابعها واحاول الاشتراك بها لمبادلة الاراء واغناء معرفتنا، بارك الله في الجميع.
صحيح 100% ان نفسية الانسان تم وصفها بشكل دقيق في الكتاب العزيز وتم معالجة كل جوانب النفوس منها المسلمة ومنها المرمنة ومنها المنافقة ومنها المشركة ومنها النفس الكافرة وكل ما يتعلق بطبيعة الانسان وضعفه ووهنه امام ما يواجهه من مشاق ومن اناس يخالفونه الراي والدين والاعادات والتقاليد .. الخ.
لكن ما شد انتباهي في الموضوع انه لم يتطرق الى خاصية نفسية اساسية وسلبية في نفس الانسان، الا وهي الكذب. حيث عملية الكذب غالبا او دائما تنبع من باب حب الظهور بشكل (ليس جسدي فقط) على انه مقتنع مما يقول وانه متأكد تماما من صحة قوله لاقناع الاخرين بفساد ما هو حوله من كلام اشخاص او من هم اناس بلحمهم وعظمهم. والكذب ايضا يستخدم للتبلي على الناس وانكار الحقيقة وكل هذا عائد الى الهامل النفسي الضعيف الذي يحاتج الى قول الكذب في كل مكان وكل زمان لتدعيم ما يتم قوله من افتراء وزور.
اذا اين سبحانه وتعالى يذكر هذا في اياته الكريمة؟!! هذا ما لم يتم ذكره هنا حسب ما قرأت او ان بصري في هذه الساعة المتأخرة من الليل خانني وفاتني السطر او السطور التي تم ذكر الاية فيها؟!!
على اية حال يقول الله في كتابة العزيز:
"كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ﴿١٥﴾ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ -- العلق 15
علميا معروف وانه تم اكتشاف مركز الكذب لدى الانسان الذي يوجد في الناصية في مقدمة الراس- اعداز علمي.
فقد تم ذكر كلمة :"كذب" في القران 233 مرة اذا لم اخطأ العد ونذكر اهما الموجود والمكرر اكثر من مرة في ايتا الرحمن والمرسلات.
اذا فالكذب هو من اكثر صفات الانسان التي ركز عليه الله سبحانه وتعالى والذي يعود الى الحالى النفسة للشخص.
"فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّـهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ ﴿٣٢﴾ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ۙ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ "
لا اريد الاطالة في الموضوع صراحة لاني حاليا مرهق وودت ان اكتب المزيد لكن ارجو من الله انه وفقني فيما قصدت ..
والسلام عليكم والف شكر مجددا لاخي محمد بارك الله فيه
أخى الحبيب الأستاذ خليل، سلام الله عليك،
أشكرك على مرورك الكريم والتعليق الذى ينم على قوة الإيمان والتمسك بكتاب الله سبحانه .
مقتبس من تعليق سيادتكم: اذا اين سبحانه وتعالى يذكر هذا في اياته الكريمة؟!! هذا ما لم يتم ذكره هنا حسب ما قرأت او ان بصري في هذه الساعة المتأخرة من الليل خانني وفاتني السطر او السطور التي تم ذكر الاية فيها؟!!
أخى الحبيب، ارجو أن تتصفح المقالة التى سبقت هذا الجزء من بحث النفس فى القرآن تحت عنوان " تابع إعجاز إختيار اللفظ القرآنى 3 " بتاريخ 14/02/2012
وأنا على ثقة أنك ستجد ما تبحث عنه وإن كان هناك أى نقص أو تقصير فى العرض، أرجو التنويه بذلك حتى تتم المنفعة لى وللقارئ أيضا.
تقبل منى كل التقدير والإحترام،
أخوكم محمد صادق
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الكريم محمد صادق بارك الله فيه
لقد قمت بقرأة القسمين المتعلقين بالنفس او الشخصية الانسانية وانواع عقدها النفسية لكن لم يتم ذكر الكذب ولا في كلمة واحدة واعتقد ان هذه الخاصية بالانسان كانت من اكبر الخصائص التي شدد الله عليها حيث تم ذكر الكذب في 233 موضع في القران و 32 مرة الكاذب ولا ننسى ان هناك ايتان هما الرحمن والمرسلات اللتان يحتويان على الكذب وتم تخصيصهما لصفة الكذب. لذلك كان من المفروض ان تذكرها حسب رأيي المتواضع حيث قمت بذكر الشخصيات التالية:
الخوف النفسي
الهلع
الرعب
الفزع
الذهول
واضفت انواع الشخصيات
ولكن لم تضف شخصية الكاذب
هذه الشخصية التي ركز عليها الله في كتابه العزيز بشكل قوي جدا ولا داعي ان اكتب الايات كلها هنا يا اخي الكريم والفاضل.
من هنا اود ان انوه الى اهمية هذه الشخصية السلبية والتي يجب التعامل معها بحذر واحباط محاولاتها بالتنكر والكذب على الله وعلى النبي/الرسول وعلى المسلمين.
يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿٩﴾ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ -- البقرة 10
فَمَنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ - ال عمران 94
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ - الانعام 11
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ - الرحمن
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ - المرسلات
كما ترى يا اخي الكريم التركيز على الكذب في ايات الله مفصل مهم لفصل الحق عن الباطل وكشف اعمال الظالمين.
ارجو منك ان تتقبل ملاحظتي هذه بصدر رحب وهذا كله فقط من اجل اغناء النقاس في الكتباب الكريم ومحاول فهمه والتوسع في استنباط معانيه وشرحه من نفس الايات اولا واخيرا لان المصدر الاول والاخير للتشريع.
بارك الله فيك مرة اخرى واسف على الاصرار بانه غابت هذه النقطة من القسمين المذكورين، إعجاز إختيار اللفظ القرآنى
والسلام عليكم
و إن كنت لا أريد أن أخذك بعيدا عن موضوع المقال الأصلى المعتبر إلى تفصيل فرعى، و إنما كنت أريد التأكيد من وجهة نظرى على أن قانون الموت المقضى به من الله الذى يحدد (الأجل الأقصى) الذى من الممكن أن يصل إليه فرد الإنسان و يكون الموت ببلوغه لا محالة، .... أما أجل الفرد الذى سيعيشه فعلا هو (أقل من الأجل الأقصى) ــ نتيجة موت فى حادثة أو قتل أو انتحار أو مرض أو ظروف بيئية أو خلافه من أحداث أو أسباب أخرى ــ فهو معلوم عند الله بالضرورة فى علمه الإلهى، و لكن لا يتدخل الله تدخلا مباشرا فى تحديده، ... أى أن الأجل المقضى به من الله و بإذنه (هو الحد الأقصى) أما ما يتم فعلا (فى نطاق الحد الأقصى) فهو أجل معلوم عنده و لا يتدخل فيه مباشرة إنما تحكمه الأسباب و حركة المخلوقات
ولكم منا دوام الود
و إن كنت لا أريد أن أخذك بعيدا عن موضوع المقال الأصلى المعتبر إلى تفصيل فرعى، و إنما كنت أريد التأكيد من وجهة نظرى على أن قانون الموت المقضى به من الله الذى يحدد (الأجل الأقصى) الذى من الممكن أن يصل إليه فرد الإنسان و يكون الموت ببلوغه لا محالة، .... أما أجل الفرد الذى سيعيشه فعلا هو (أقل من الأجل الأقصى) ــ نتيجة موت فى حادثة أو قتل أو انتحار أو مرض أو ظروف بيئية أو خلافه من أحداث أو أسباب أخرى ــ فهو معلوم عند الله بالضرورة فى علمه الإلهى، و لكن لا يتدخل الله تدخلا مباشرا فى تحديده، ... أى أن الأجل المقضى به من الله و بإذنه (هو الحد الأقصى) أما ما يتم فعلا (فى نطاق الحد الأقصى) فهو أجل معلوم عنده و لا يتدخل فيه مباشرة إنما تحكمه الأسباب و حركة المخلوقات
ولكم منا دوام الود
و إن كنت لا أريد أن أخذك بعيدا عن موضوع المقال الأصلى المعتبر إلى تفصيل فرعى، و إنما كنت أريد التأكيد ـ من وجهة نظرى ـ على أن قانون الموت المقضى به و المأذون من الله، هو القانون الذى يحدد (الأجل الأقصى) الذى من الممكن أن يصل إليه فرد الإنسان و لا يتعداه و يكون الموت ببلوغه لا محالة، .... أما أجل الفرد الذى سيعيشه فعلا هو (أقل من الأجل الأقصى) ــ نتيجة موت فى حادثة أو قتل أو انتحار أو مرض أو ظروف بيئية أو خلافه من أحداث أو أسباب أخرى ــ فهو معلوم عند الله بالضرورة فى علمه الإلهى، و لكن لا يتدخل الله تدخلا مباشرا فى تحديده أو تقريره، ... أى أن الأجل المقضى به من الله و بإذنه (هو الحد الأقصى) أما ما يتم فعلا (فى نطاق الحد الأقصى) فهو أجل معلوم عنده و لا يتدخل فيه مباشرة إنما تحكمه الأسباب و حركة المخلوقات
ولكم منا دوام الود
البحث أكثر من رائع فقد حلل العقد النفسية تحليلا منطقيل مرتبط بآيات الذكر الحكيم ، ففي القرآن وتعاليمه علاجا لكل ما يشعر به الإنسان من امراض نفسية وتخيص ذلك كله يوجه رب العزة حديثه إلى المؤمنينالذين تطمئن قلوبهم لذكر الله حيث ينتهي القلق الذي يعد من أكثر أمراض العصر انتشارا ، حيث يقول في كتابه العزيز : " {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }الرعد28
أختنا الكريمة الأستاذة إيناس سلام الله عليك،
أشكرك على مرورك الكريم وكلماتك الطيبة المشجعة فبارك الله فيك وزادك علما.
لقد صدقت فىيما ذهبت إليه وفعلا ألا بذكر الله تطمئن القلوب، ولو الناس ذاقوا لذة القرب من الله سبحانه ما تجرأ أحد على الكذب على الله ورسوله ولكن الإنسان كما وصفه خالقه أكثر شيئا جدلا وظلوما جهولا.
كل التقدير والإحترام،
أخوكم محمد صادق
الأستاذ محمد الصادق السلام عليكم ، قرات الموضوع ،وهو موضوع رائع متعك الله بالصحة والعافية، كنت أتحدث في تعليق سابق لي عن علاج أو هيكلة جهاز الشرطة، الذي يفترض به أن يكون جهازا مدنيا ، يعمل في خدمة الشعب وهو من داخل الشعب ، لكننا إذا بنا نجد عدد كبير من أفراده وقياداته لديهم إحساس دفين بأنهم من طينة أو قماشة غير قماشة الشعب المصري ، فأكيد هذا يتطلب علاجا نفسيا ، وأنه وصل إلى ما وصل إليه من منزلة لأنه مختلف ومفضل علما ومنزلة وأصل ...الخ ـــ وهم ليسووا مسئولين وحدهم عن هذا الوضع بل هو رواسب للعهود السابقة ـــ ويعامل الضابط كل من يقع تحت يديه بهذا الإحساس الجائر والمتحيز، ضد كل من هو من عامة الشعب ، والشواهد كثية لا تخفى عنكم ، وهذا يذكرني بما قال قارون عن نفسه وحكاه لنا القرآن افتخارا بنفسه وعلمه ، وليس اعترافا بفضل الخالق عليه :"إنما أوتيته على علم عندي " فاول خطوة في هيكلة جهاز الشرطة: ان يحاضر أساتذة متخصصون طلبة كلية الشرطة، مركزين على أنهم جزء لا يتجزء من الشعب وان عملهم في خدمة الشعب لذا وجب عليهم التواضع في التعامل مع أي مواطن ، وانهم ليسووا مختلفين عن عامة الشعب إطلاقا ، كما أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وليس مدان حنى تثبت براءته !!!.
وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ
دعوة للتبرع
مات جوعا : تقول إن الله جل وعلا يضمن لكل مخلوق رزقه...
عبادة الأنثى : لماذا قال الله تعالى انهم يعبدو ن الانا ث ؟ ...
معنى القبيلة.: مامعن ى قبائل في القرآ ن؟ ...
هل المحمديين كافرون : هل كل المحم ديين كافرو ن ؟ ...
اجره على الله فقط : انت تقول ان لا اسالك م عليه اجرا الا المود ه ...
more
شكرا للأستاذ الكريم / محمد صادق على طرقه هذه الموضوعات التي يتعرض لها الكثير من الناس في هذا العصر الذي سيطرت فيه الأمراض النفسية ، وسيطرت فيها الماديات على الروحانيات .
فمن العقبات النفسية التي تصادف بعض الناس الخوف على الأبناء بعد الموت وتركهم دون من يعولهم أو يرشدهم ويهديهم طريق الصواب .
ولكن الله سبحانه وتعالى قد أعطى لنا الدواء والجواب الشافي في قرىنه العظيم حيث قال الله تعالى
{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً }النساء9.
وتعلمنا هذه الآية العظيمة أن من يخاف على ذريته الضعفاء من بعده عليه بالقول السديد وهو قول كلمة الحق التي لا مراء فيها ولا تهاون