«سرور التاسع عشر».. وما «الشعب» إلا «مجلس» و«ترزى» و«ممثلون» و«أدوار محددة سلفاً»:
«سرور التاسع عشر».. وما «الشعب» إلا «مجلس» و«ترزى» و«ممثلون» و«أدوار محددة سلفاً»

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ١٢ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصرى اليوم


«سرور التاسع عشر».. وما «الشعب» إلا «مجلس» و«ترزى» و«ممثلون» و«أدوار محددة سلفاً»


اليوم.. مع افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة يواصل الدكتور فتحى سرور تحطيم رقمه القياسى فى رئاسة مجلس الشعب، ويدخل عامه الـ١٩ ممثلاً لهذا الموقع الرفيع، وبهذه المدة يتساوى مع خمسة رؤساء سابقين للمجلس بداية من حافظ بدوى، الذى تولى منصبه أوائل حكم الرئيس الراحل أنور السادات عام ١٩٧١، وانتهاء بالدكتور رفعت المحجوب الذى اغتيل عام ١٩٩٠، مروراً بالمهندس سيد مرعى «١٩٧٤ - ١٩٧٨»، ود.صوفى أبوطالب (١٩٧٨ - ١٩٨٣)، ود. كامل ليلة (١٩٨٣-١٩٨٤).



الرقم القياسى للدكتور سرور الذى يستحق بفضله لقب «سرور التاسع عشر» أتاح له تحقيق إنجاز عالمى يصعب على أى من رؤساء برلمانات العالم تكراره، وهو توليه رئاسة اتحادات البرلمان الإسلامى، والأورومتوسطى، والأفريقى، والدولى، ولولا جنسيته الأفريقية لتولى أيضاً منصب رئيس البرلمان الأوروبى!

وشهدت له أروقة كل هذه المنظمات الدولية بقدراته وكفاءاته رغم الانتقادات الحادة التى يواجهها فى الداخل إلى حد اتهامه بأنه أحد «ترزية» القوانين، وهى التهمة التى اعتبرها سرور (بنظرة خاصة جداً) تكشف عن قدراته كواحد من أبرز فقهاء القانون فى العالم، وقال ذات مرة: «إن تفصيل القوانين يحتاج لترزى شاطر».

ولسرور طريقة خاصة فى قيادة البرلمان، ويتألق فى إدارة الجلسات مهما كانت سخونتها طالما لم تقترب المعارضة من الخطوط الحمراء الثلاثة، التى لا يسمح بتجاوزها وهى الرئيس والقوات المسلحة والشرطة، وفى كثير من الأوقات «يتفنن» د.سرور فى «اللعب» مع نواب الإخوان أو التلاعب بهم إذا اقتضت الظروف.

ورغم أنه يعطى لرئيس الكتلة الإخوانية وقتاً إضافياً يكاد يتساوى مع رؤساء الكتل البرلمانية الأخرى فإنه يحرص دائماً على الإشارة إلى أنه يتعامل معهم كمستقلين، ولا ينسى أحد مقولته الشهيرة فى مواجهة رفض نواب الإخوان التعديلات الدستورية: «هذا فراق بينى وبينكم»، وأضاف متمتماً: «ليس هذا ما اتفقنا عليه».. لتكشف هذه التمتمة عن المساحة العمياء فى إدارة مجلس الشعب والتى تعتمد على التفاوض مع المعارضة قبل المواجهة العلنية تحت القبة.

ويعرف سرور أيضاً قدرات و«مقاسات» نواب المجلس، ومن خلالهم يعرف كيف يحيى الجلسة الميتة ويميت الجلسة الحية، واعترف خلال لقاء فى مكتبه مع المحررين البرلمانيين بأنه يدخر نائباً مثل البدرى فرغلى لـ«وقت عوزة» ويعطيه الكلمة إذا شعر بفتور المناقشات، وقد يعطى الكلمة أحياناً لنائب ثرثار لا يفهم أحد من كلامه شيئاً للسيطرة على الأجواء المتوترة لبعض الجلسات.

ويعرف سرور أيضاً كيف يستثمر توجهات نواب الوفد فى تمرير ما يرغب النظام من قوانين تمت بصلة لنظام الاقتصاد الحر، كما يعرف تماماً كيف يستغل نواب التجمع فى تمرير قوانين أخرى تؤكد سلطة الدولة والنظام.

اجمالي القراءات 2822
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق