تعليق: عاجل إلى السيد امير منصور : لقد تم حذف مقالي الجديد؟؟ | تعليق: شكرا استاذ بن ليفانت وأقول : | تعليق: شكرا استاذ بن ليفانت وأقول : | تعليق: وجهة نظر | تعليق: الزراعة وصديقى الطيب . | تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا استاذ حمد ، واقول : | تعليق: ... | تعليق: شكرا جزيلا استاذ حمد ، وجزاك الله جل وعلا خيرا، وأقول : | تعليق: المؤمنون والكافرون والمنافقون. | تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا استاذ حمد ، واقول : | خبر: وثائق سرية بريطانية: مصر جهزت خطة لإنشاء دولة فلسطينية انطلاقا من غزة في الخمسينيات | خبر: مصر تواجه عجز المعلمين بمد الخدمة 3 سنوات | خبر: هل يحق للمغرب احتجاز مياه نهر مشترك مع الجزائر؟ فراغ قانوني يُؤَزِّم قضية “وادي كير”، والنزاع تحكمه | خبر: برنامج الغذاء العالمي: 70 ألف لاجئ كونغولي ببوروندي مهددون بالمجاعة | خبر: رئيس شبكة MBN: هذا ما سيحدث إذا تم إغلاق الحرة | خبر: الحكومة المصرية تعيد مناقشة بعض مواد قانون العمل الجديد | خبر: تصويت تمهيدي في تركيا لدعم إمام أوغلو لانتخابات الرئاسة رغم اعتقاله | خبر: البيت الأبيض: التزام إماراتي باستثمار 1.4 تريليون دولار في أميركا | خبر: مصر: 3 ملايين أسرة خرجت من برنامج تكافل وكرامة | خبر: اليونيسيف تحذر من خطر نقص غذائي يواجه أطفال نيجيريا وإثيوبيا | خبر: تركيا.. اشتباكات عنيفة مع استمرار الاحتجاجات على اعتقال إمام أوغلو منافس أردوغان | خبر: من أصول مصرية.. ما علاقة عيد الأم بالحضارة المصرية القديمة ونهر النيل؟ | خبر: الجيش السوداني يعلن السيطرة على القصر الرئاسي بالخرطوم | خبر: قصة سراي الحكمدارية الذي كان قصر الحكم في السودان لنحو 200 عام | خبر: بعد تهديد ترامب.. خامنئي يتنصل من الحوثي |
كتاب الشريعة الاسلامية . القسم الأول : الشريعة والاجتهاد . الباب الرابع : منهج التشريع القرآني : الخاص والعام :
الباب الرابع : منهج التشريع القرآني : الخاص والعام

آحمد صبحي منصور Ýí 2025-03-20


الباب الرابع : منهج التشريع القرآني : الخاص والعام  

كتاب الشريعة الاسلامية . القسم الأول : الشريعة والاجتهاد . الباب الرابع : منهج التشريع القرآني : الخاص والعام   

أولا :

تشريع خاص بالنبى محمد عليه السلام فى حياته

هناك تشريع خاص بالنبي (عليه السلام) وزوجاته ذكره القرآن الكريم ضمن تفصيلاته التى غطت كل شيء وفق تنظيم محكم أتى عن علم . قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) الاعراف ) . ومن الطبيعى أن هذه التفصيلات التشريعية الخاصة بالنبي نأخذها نحن نوعاً من التاريخ التشريعى نظراً لارتباطها بظروفها الزمانية والمكانية التى انتهت بوفاة النبي (عليه السلام).

نعرض لها :

1 ـفقد كان للنبي أن يتزوج بلا صداق وهذه خصوصية له دون المؤمنين. قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللاَّتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (50) الأحزاب ) .

1 / 1 : من هذا التشريع الخاص نتعرف على تشريع عام فى قوله جل وعلا :( خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ). هنا إشارة الى وجوب دفع الصداق للزوجة الحرة والزوجة المملوكة . وجاء هذا سابقا فى سورة النساء (  وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمْ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنْ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (25) . يعنى هذا أن مالك ( الجارية ) إذا أراد أن يتزوجها فبعقد وبصداق. ونتذكر أن صحابة الفتوحات إرتكبوا إسترقاق النساء والدخول بهن إغتصابا حتى فى أرض المعركة .

1 / 2 : وقوله جل وعلا : ( وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ) تنفى أكاذيب الملعون إبن إسحاق فى السيرة زعمه أن النبى سبى صفية بنت حى بن أخطب واستخلصها لنفسه ودخل بها فى أرض المعركة . وجويرية . هنا نعلم  أنه عليه السلام كانت تأتيه هدايا من الجوارى ، وهذا معنى ( وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ) . ومعلوم أن الفىء هو ما يفىء للمسلمين سلميا وبلا قتال .

2 ـ وبينما كان تحرى العدالة مطلوباً من الزوج في تعامله مع زوجاته فإن ذلك لم يكن الحال مع النبي يقولسبحانه وتعالى له : ( تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنْ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَين َ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً (51)الأحزاب ) .

3 ـ وفى المقابل لم يكن للنبي أن يتزوج فوق زوجاته ولم يكن له أن يبدل واحد منهن بأخرى. قال له جل وعلا : ( لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً (52) الاحزاب ). (  وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ  ) يعنى لم يكن هناك نقاب .

تشريعات خاصة بنساء النبى :

تحريم نكاحهن :

1 ـ هن كُن أمهات المؤمنين فى حياتهن . قال جل وعلا : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ )  (6) الاحزاب )

2 ـ ولذلك كان يحرم على المؤمنين الذين عايشوا النبي وشهدوا حياة زوجاته أن ينكحوا أمهات المؤمنين   قال جل وعلا : ( وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً (53) الاحزاب ) . التحريم هنا يقع على مجرد عقد النكاح .

مضاعفة الثواب ومضاعفة العقاب  

  فالتى تعمل صالحاً منهن لها اجر مضاعف، والتى ترتكب الفاحشة لها عقاب مضاعف . قال جل وعلا :( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (30) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً (31) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً (34) الاحزاب ) .

وبعضهن لم يكُنّ على المستوى المطلوب ، وجاءت الاشارة لهذا فى سورة التحريم فى قوله جل وعلا : (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً (5) )

ونعلم أن عائشة خالفت الأمر الالهى القائل : (  وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) فخرجت من بيتها لا لتذهب الى السوق بل لتقود جيشا فى أول حرب أهلية بين الصحابة ، هى موقعة الجمل . والتى قُتل فيها عشرات الألوف ، معظمهم حول الجمل الذى كانت تركبه . عليها لعنة الله جل وعلا .!

تشريع خاص ببيوت النبى وبالتعامل مع نسائه

قال جل وعلا يخاطب المؤمنين فى عصر النبى محمد عليه السلام : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً (53)إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (54) لا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنَّ وَلا إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلا نِسَائِهِنَّ وَلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً (55) الاحزاب ).

نلاحظ :

1 ـ النهى يعنى أن هذا كان يحدث فنزل الوحى الالهى ينهى عنه ، وهذا يشمل حديثهم مع نساء النبى فى قوله جل وعلا : ( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً (53) إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (54)  )

 2 ـ ثم جاء الإستثناء مع أمرهن بتقوى الله جل وعلا الذى هو شهيد على كل شىء : ( لا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنَّ وَلا إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلا نِسَائِهِنَّ وَلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً (55).

3 ـ وقد قال جل وعلا لهن : (  يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (32) الأحزاب ). أى إن كُنّ متقيات فلا يتعاملن مع الصحابة بما لا يليق بهن . لأن من الصحابة من فى قلبه مرض ، وهذا يعلمه الله جل وعلا الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور .

4 ـ ولهذا نزل الأمر بأن يكون الخطاب بينهن وبين الأغراب من خلال حجاب أو (ستارة ) قال جل وعلا : ( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) وهنا إتهام مبطن لقلوبهن وقلوبهم .

الحشمة فى الزّى

قال جل وعلا للنبى محمد فى خطاب مباشر: (  يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (59)  الأحزاب ). أى أن يأمر زوجاته وبناته ونساء المؤمنين بعدم كشف سيقانهن . نستشف أن بعضهم كان يترّصّد النساء وهنا خارجات لقضاء الحاجة ، ومن تخرج غير محتشمة فهى دعوة تشجعهم على  الفسق بها . وسبق النهى لأمهات المؤمنين بالحشمة فى قوله جل وعلا : ( وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ).

عدم جهرهم بالقول فى حضرة النبى :

وحرم الله جل وعلا على المؤمنين في عصر النبي أن يرفعوا أصواتهم فوق صوته وأن يجهروا له بالقول كجهر بعضهم لبعض وحذرهم من أن ذلك يؤدى إلى إحباط أعمالهم: . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (4) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)  الحجرات ) .

 ثانيا :  

الخاص والعام في تشريع القرآن:

الأطفال :

قال جل وعلا فى تشريع عام :

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58) وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمْ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ  عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59)  النور ). ليس الحديث هنا عن صلاة الظهر وصلاة العشاء ، فالصلاة كانت متواترة بمواقيتها وحركاتها . ولكن عن أوقات إستئذان الأطفال ليلا وعند القليلولة .

تشريع خاص بالمرأة:

1 ـ الرجل عليه أن يدفع الصداق وأن يقوم بالانفاق على  الزوجة . المساواة بينهما فيها إجحاف بالرجل . لذا ففي الميراث تأخذ المرأة نصف الرجل ما عدا ميراث الكلالة للزوج أو الزوجة . قال جل وعلا : (  وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوْ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (12)  النساء ) .  

2 ـ  وللرجل القوامة على المرأة، والله هو الذى  خلق الرجل والمرأة وهو الأعلم بما خلق والأصلح في التشريع لهما، والقوامة لا تعنى التسلّط لأنه ينافى الأمر بمعاشرة الزوجة حتى لو كرهها الزوج :(  وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً (19) النساء ) . وهناك حدود لقوامة الرجل بما يمنع نشوز الزوجة وهدمها بيت الزوجية . قال جل وعلا : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً (34)  النساء ) . وقدرعرضنا لهذا بالتفصيل فى كتابنا عن تشريعات المرأة . ومقالاته منشورة هنا.

3 ـ وفي الشهادة يقول سبحانه وتعالى: ( وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى ) ( 282 ) البقرة ) . وهذا التشريع مرتبط بالخوف من وقوع المرأة فى النسيان .  إذا لم يكن هناك خوف أو كانت الشهادة مكتوبة موثقة فهى كالرجل .  

 

شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )

https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran
 

اجمالي القراءات 912

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الجمعة ٢١ - مارس - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[95720]

وجهة نظر


وجهة نظر في ما جاء عن شهادة الرجل والمرأة



اعتماد شهادة امرأتين بدلًا من شهادة رجل جاء في الآية 282 من سورة البقرة وفي سياق التداين، أي في المسائل المالية، والأحرى أن ندرس وضع الرجل والمرأة في المسائل المالية، فلماذا يمكن أن تضل المرأة ولا يضل الرجل. وما يلفت النظر أن هذا التفريق جاء فقط في هذه المسألة، ففي ارتكاب المرأة الفاحشة وجب وجود أربعة شهود (ما يعني امرأة أو رجل) النساء 15، وفي الوصية هناك شاهدان (المائدة 106)، في رمي المحصنات أربع شهداء (النور 4)، في رمي الأزواج بعضهم لبعض تعتبر شهادة المرأة والرجل بأربع شهادات (النور 4-9)، في مسألة الإفك أربع شهداء (النور 13)، في الآية 2 من سورة الطلاق لا يوجد عدد معين للشهود. من اللافت للنظر أن في مسألة الزنى (النور 2) لم يأت ذكر لشهود بالمرة، ما يؤكد أن المقصود هنا هو تعاطي الزنى وليس "عملية زنى واحدة"، وإثبات تعاطي الزنا (هذا يعني تكرارة) ليس بالسهولة الممكنة عبر أقوال شهود.


2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   السبت ٢٢ - مارس - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[95721]

شكرا استاذ بن ليفانت وأقول :


هذا أمر تشريعى يخضع لقاعدة تشريعية هو تحقيق العدل فى المعاملات المالية. إذا أمكن تحقيق العدل بشهادة إمرأة واحدة فلا داعى لإمرأتين . هذه وجهة نظرى . وقد كتبتها من قبل .

3   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   السبت ٢٢ - مارس - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[95722]

شكرا استاذ بن ليفانت وأقول :


هذا أمر تشريعى يخضع لقاعدة تشريعية هو تحقيق العدل فى المعاملات المالية. إذا أمكن تحقيق العدل بشهادة إمرأة واحدة فلا داعى لإمرأتين . هذه وجهة نظرى . وقد كتبتها من قبل .

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5177
اجمالي القراءات : 58,943,665
تعليقات له : 5,484
تعليقات عليه : 14,878
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي