النوم في العراء بلا ماء أو حمامات الفارون من الفلوجة .. عندما يكون الموت أفضل من النزوح

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٢ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: مصر العربية


النوم في العراء بلا ماء أو حمامات الفارون من الفلوجة .. عندما يكون الموت أفضل من النزوح

"أتمنى لو أن قذيفة هاون سقطت على منزلي في الفلوجة وقتلتني" بهذه الجملة لخص إسماعيل حسين صاحب الـ51 سنة المعاناة الشديدة التي يواجهها نازحو الفلوجة عقب هروبهم من جحيم القصف لمدينتهم، مضيفا:" كان الموت سيكون أفضل من العيش هكذا".

 

 

لم يكن إسماعيل وحده الذي تحدث بهذه الحسرة لصحيفة "واشنطن بوست" التي جمعت شهادات حية من الأهالي النازحين هناك، فأضاف عليها  محمد قاسم خليل صاحب الـ27 عاما  بمقولة أكثر قسوة"نعامل كالكلاب" حيث تنام عائلته في العراء فلم تستطع الحصول سوى على خيمة  واحدة متسائلا :" ما ذنبي لكل هذا".

 

العائلات التي تهرب من وطيس القتال  في مدينة الفلوجة تواجه النوم في العراء في الصحراء لقرابة الأسبوع في ظل تحذيرات منظمات المساعدات الدولية من مواجهة هؤلاء لخطر الموت للنقص الحاد في الخيام والمياه.

أكثر من 85 ألف شخص هربوا من الفلوجة والمناطق المحيطة بها، منذ أسابيع أثناء محاولة القوات العراقية لاستعادة المدينة من قبضة تنظيم الدولة، في دولة بها 4.4 مليون نازحا داخليا كأعلى معدل من أي دولة أخرى.

 

الأمم المتحدة التي قالت إنها خصصت أول من أمس الاثنين 15 مليون دولار في إطار برنامج مساعدات لسكان مدينة الفلوجة ذكرت في وقت سابق كان معلوم  أن الآلاف عالقون بالمدينة قبل بدء العملية العسكرية بشهر، ولكن الحكومة العراقية اضطرت لإطلاق الهجوم سريعا تحت وطأة الضغوط السياسية، لذلك فإن المساعدات التي أعدت من أجل العائلات الهاربة قليلة جدا.

في مخيم بعد 15 ميل غرب الفلوجة بالقرب من الحبانية، قبعت ميهال عدنان وأربع أطفال قبعوا بجوار أمتعتهم لليوم الرابع بدون أي نوع من الحماية ومعرضون لعاصفة ترابية ودرجات الحرارة الحارقة، بحسب ما أردفت "الواشنطن بوست"

 

بصحبة ميهال ابنها المعاق البالغ من العمر 13 سنة الذي يبكي من ألم تشنج العضلات، حيث لا يوجد دورات مياه ولا خزانات مياه أقيمت من أجل أن ينضفوا بها أنفسهم، ولم تحصل عائلات على الخيام التي توزعها الحكومة ويشكون من قلة المعونات حيث أن الأولوية تعطى لأصحاب للمال والعلاقات.

 

"سوف ننام هنا الليلة" هكذا أشارت ميهال لـ"بطانية" واحدة رمادية بينهم، مكملة:" ماذا يمكننا فعله؟، نحن بائسون فلا شيء لدينا".

 

القتال من أجل زجاجة مياه

بالقرب منها تجد رجالا يتصارعون على بعض قارورات المياه التي تلقيها شاحنات للأسر.

 

عمال الإغاثة بالمجلس النرويجي للاجئين قالوا إن ظروف المعسكرات تزداد سوءا، خاصة مع النساء الحوامل والأطفال وكبار السن والمعاقين في ظل حالة الانهيار بسبب الإرهاق الشديد.

 

الموت قادم

وقال ناصر مفلاحي مدير المنظمة في العراق الوضع يتدهور كل يوم عن الآخر، والناس في طريقهم للموت في المعسكرات حتى وصول المساعدات الأساسية، مضيفا:" نحن نرى نتائج تأخر الاستجابة لحاجات الناس و نقص التمويل  الذين يمثل كابوسا نعيش فيه".

 

وقالت الأمم المتحدة في بيان: "يحتاج الناس الذين ينزحون من الفلوجة إلى المساعدة في هذه اللحظة بالذات، علينا أن نتصرف بسرعة قبل تحول الوضع هناك إلى كارثة إنسانية، إن هذه المساعدات حاسمة، غير أنها تمثل جزءا ضئيلا مما هو مطلوب بصورة عاجلة".

 

ولم تحصل الأمم المتحدة سوى على على 36 بالمئة من المبلغ الذي دعت الأمم ، سابقا، المجتمع الدولي لتقديمه من أجل تحقيق برامج إنسانية في العراق وهو  861 مليون دولار، علاوة على أن الوضع الإنساني في الفلوجة 61 مليون دولار إضافية، وفقا للأمم المتحدة.

مسؤولية الحكومة العراقية 

محمد مصطفى أستاذ القانون الدولي قال إن الحكومة العراقية مسؤولة قانونا عن كل ما يعانيه نازحي الفلوجة ففي الطبيعي الحكومة مطالبة بتوفير الحماية لرعاياها لأنها إذا انتقصت حقوقهم تصبح مخالفة للقانون الإنساني الدولي.

 

وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أنه يقع التزام على الحكومة توفر غطاء جوي آمن لحماية المدنيين، وإذا تقاعست الحكومة عن حماية المدنيين على الأمم المتحدة أن تتدخل وإلا تكون هي الأخرى متقاعسة عن القيام بدورها فهي دورها الأساسي النزاعات المسلحة.

 

وأكد أستاذ القانون الدولي أن الحكومة العراقية إن منعت الناس من العودة لمنازلهم بعد انتهاء المعركة كما يخشى البعض فهذا سيعتبر جريمة دولية وإذا رفع أي أحد من المتضررين أمام المحكمة الجنائية الدولية سيحاكم المسؤولين العراقيين على خلفية ذلك.

 

بينما رأى عادل عامر الخبير السياسي أن كل ما يعانيه أهالي الفلوجة مقصود ومخطط له سلفا فبحسب اعتقاده يمارس حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي برفقة الميليشيات الشيعية الأخرى مخطط تهجير أهالي السنة من مناطقهم بارتكاب أبشع الانتهاكات ضدهم.

 

واعتبر أن سياسات الحكومة العراقية بلغت أقصى أنواع الانتهاكات وهو ما يوجب وقفة دولية أمامها.

 

ودعا أعضاء مجلس الأمن الحكومة العراقية إلى ضمان عدم تعرض المدنيين النازحين من الفلوجة لإجراءات انتقامية من قبل الجماعات المسلحة، تزامنا مع توقع ارتفاع النازحين بعشرات الآلاف من المدنيين.

 

وبحسب السفير الفرنسي رئيس مجلس الأمن هذا الشهر فإن أعضاء المجلس عبّروا خلال الجلسة عن قلقهم بشأن الأوضاع الإنسانية في الفلوجة

اجمالي القراءات 1728
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق