الجماعات الإسلامية في آسيا الوسطى والقوقاز، نشاط متزايد وتهديدات محتملة

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٢٧ - أبريل - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه


الجماعات الإسلامية في آسيا الوسطى والقوقاز، نشاط متزايد وتهديدات محتملة

بدأ في الآونة الأخيرة يزداد الاهتمام وتركيز العين على مناطق وسط آسيا والقوقاز نتيجة الاكتشافات البترولية من جهة، وتنامي نشاط عدد من المجموعات الإسلامية في هذه المناطق.

مقالات متعلقة :

بشكل عام فإن الدين الإسلامي على المذهب السني الحنفي هو الأوسع انتشارًا وقبولًا في هذه المناطق، وذلك منذ دخول الإسلام لها خلال القرن الثامن الميلادي كجزء من حركة الفتوحات الإسلامية في المنطقة.

الاتحاد السوفيتي السابق كان يتكون من 15 جمهورية منها 6 جمهوريات ذات غالبية مسلمة، هي: أذربيجان، وأوزبكستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وكازاخستان، وقيرغيزستان.

في فترة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي واستقلال هذه الجمهوريات، تزايدت مخاوف حكومات هذه الجمهوريات من الإسلام السياسي، خصوصًا مع الصحوة الدينية التي بدأت مع سياسة الانفتاح في عهد الرئيس السوفيتي جورباتشوف. هذه المخاوف تصاعدت مع قيام الحرب الأهلية في طاجيكستان بين الحكومة وائتلاف المعارضة بزعامة حزب النهضة الإسلامي المتشدد.

جدير بالذكر أنه في عام 1996م، قامت الصين بمبادرة تشكلت على أثرها ما يعرف بمنظمة “خمسة شنغهاي” والتي تضم بجانب الصين كل من روسيا وطاجيكستان وقيرغيزستان وكازاخستان. في عام 2001م، انضمت أوزبكستان إلى المنظمة الساعية إلى تعزيز الثقة والأمن في المناطق الحدودية بين هذه الدول، ليتحول اسم المنظمة إلى “منظمة شنغهاي للتعاون”.

أوزبكستان

على الرغم من استقلال أوزبكستان عن الاتحاد السوفيتي عام 1991م، لكن الآمال بنظام حاكم يوفر مناخ من الحرية الدينية في جو آمن تلاشت سريعًا.

نظم الرئيس إسلام كريموف قام بمطاردة المعارضين المنادين بقيام حكم إسلامي وسط حملات مستمرة في إقليم فرجانا الحدودي خشية قيام نظام وهابي هناك.

في عام 1998م، سن قانون يقضي بإعطاء الحكومة الأوزبكية صلاحيات مطلقة من أجل سحق أي نشاط ديني غير قانوني.

هذا الأمر أدى إلى نشأة المجموعات الإسلامية في أوزبكستان خاصةً وفي آسيا الوسطى عمومًا في مناخ مليء بالتوترات.

1- حركة أوزبكستان الإسلامية

تأسست هذه الحركة عام 1996م وبدأت نشاطها عام 1999م في كل من أوزبكستان وقيرغستان لتكبر وتنمو تدريجيًّا في وسط آسيا بشكل عام.

نشاطها يتركز بشكل ملحوظ في كل من طاجيكستان وأفغانستان وعدد من دول آسيا الوسطى، كما تتلقى دعمًا ماديًّا من حركات إسلامية في جنوب ووسط آسيا.

الحركة مسئولة عن عدة عمليات تفجيرية ضد المصالح الأوزبكية في العاصمة طشقند خلال شهر فبراير 1999م. وفي شهر أغسطس من نفس العالم قامت الحركة بخطف 4 خبراء جيولوجيين و8 جنود قيرغيزيين كرهائن كما خطفت 4 من متسلقي الجبال الأمريكيين في شهر أغسطس عام 2000م.

في عام 1999م، تم اتهام الحركة بمحاولة اغتيال الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف.

بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م بشهر واحد، تم وضع الحركة على قائمة الحركات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة، لتركز الحركة هجماتها لاحقًا على قوات التحالف المحتلة لأفغانستان بجانب حركة طالبان وتنظيم القاعدة.

بقيت الحركة في حالة سكون نسبي لعدة سنوات لتبدأ عام 2010م باستعادة نشاطها من جديد، لكن هذه المرة يتركز نشاطها في شمال أفغانستان وعلى الحدود الباكستانية الإيرانية.

عدد من التقارير الإعلامية تشير إلى أن نشاط الحركة توسع إلى الجزيرة العربية حيث قالت المصادر بوجود قتلى من الحركة في سوريا.

في شهر أكتوبر 2014م، نقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية أن زعيم حركة أوزبكستان الإسلامية عثمان غازي قام بإعلان أن حركته انضمت إلى تنظيم الدولة الإسلامية ومشاركته في العمليات القتالية. وبالفعل فقد أشار عدد من وسائل الإعلام إلى مقتل 17 أوزبكيًّا في سوريا في شهر سبتمبر 2014م.

جهاز الأمن القومي في أوزبكستان ذكر في شهر مارس الماضي أن هناك 5000 عضو من أعضاء حركة أوزبكستان الإسلامية يقاتلون في الوقت الراهن إلى جانب تنظيم الدولة، نصف هؤلاء من دولة أوزبكستان.

2- منظمة الإكرامية

تشكلت عام 1996م في مدينة أنديجان على يد أكرم يولداشوف العضو السابق في حزب التحرير الإسلامي. السبب وراء ذلك جاء عبر كتابات يولداشوف الذي ذكر أن حزب التحرير الإسلامي يصلح مع واقع الدول العربية، لكنه لا يصلح مع طبيعة الظروف في منطقة آسيا الوسطى.

وقد اندلعت في مدينة أنديجان أعمال عنف واسعة نتيجة تصدي قوات الأمن الأوزبكية بالقوة لاحتجاجات شعبية نتيجة محاكمة 23 عنصرًا من عناصر هذه الحركة. هذه الاحتجاجات أدت إلى مقتل 1200 شخص حسب مصادر مستقلة، بينما قالت الحكومة إنها قتلت 176 من الإرهابيين على حد وصفها.

جدير بالذكر أن أوزبكستان قامت بوضع مجموعة من المؤسسات التعليمية ذات التمويل العربي على قائمة المنظمات المحظورة، مثل جمعية الوقف، ومؤسسة الحرمين، والمؤسسة الإبراهيمية، ولجنة مسلمي آسيا، وجمعية قطر الخيرية.

طاجيكستان

الحزب الحاكم في طاجيكستان حاليًا هو حزب الشعب الديموقراطي وهو حزب شيوعي.

الدين الرسمي للدولة هو الإسلام على المذهب الحنفي.

طاجيكستان تعتبر نفسها دولة علمانية تملك دستورًا يتيح حرية الديانة.

يبلغ عدد المسلمين في طاجيكستان حوالي 98% من إجمالي السكان البالغ عددهم 8,2 مليون نسمة.

1- حزب النهضة الإسلامي

أبرز المجموعات الإسلامية في طاجيكستان يتمثل في حزب النهضة الإسلامي الذي يعتبر الحزب الإسلامي القانوني الوحيد في منطقة آسيا الوسطى، والذي تأسس عام 1990م على يد مسلمين تتاريين.

تأسيس الحزب جاء لتوحيد جميع مسلمي الاتحاد السوفيتي، حيث كان الغرض منه التعريف بالإسلام وبالشريعة الإسلامية في كل المناطق التابعة للاتحاد السوفيتي.

كان هذا الحزب أبرز المشاركين في جانب المعارضة خلال الحرب الأهلية بين عامي 1992– 1997م ضد نظام الرئيس الطاجيكي رحمن نابييف. السبب وراء الحرب كان تزوير الانتخابات الرئاسية وإعلان فوز الشيوعي نجاح رحمان نبي أوف، وهو أول رئيس للحزب الشيوعي. هذا الأمر اضطر أعضاء الحزب للخروج إلى الشوارع والاعتصام؛ فقدم نبي أوف استقالته، لكن الشيوعيين من منطقة كولاب قاموا بتكوين ميليشيات تهاجم مناطق تجمع حزب النهضة، وقام قائد هذه الميليشيات إمام علي رحمانوف كبير بتنصيب نفسه رئيسًا للبلاد. هذه الحرب انتهت بعد توقيع الطرفين لاتفاق موسكو التي نصت على قبول قانونية حزب النهضة وتمكينه من 30% من مناصب الدولة ودمج مقاتليه في الجيش الوطني.

يعتبر هذا الحزب بمثابة القوة السياسية الثانية بعد الحزب الحاكم. الحزب تمكن من حصد مقعدين في البرلمان من إجمالي 63 مقعدًا عام 2005م.

قام الحزب بمقاطعة الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لكن من المرجح مشاركته في الانتخابات البرلمانية هذا العام.

رئيس الحزب حاليًا هو عبد الله نوري ويعتبر الحزب أقرب فكريًّا إلى جماعة الإخوان المسلمين.

2- حزب التحرير

هو تكتل سياسي إسلامي يدعو إلى إعادة الخلافة الإسلامية وتوحيد المسلمين جميعًا تحت مظلة دولة الخلافة.

الحزب ينشط في مجالات الدعوة الإسلامية والسياسة والإعلام، كما أنه يبتعد تمامًا عن النهج المسلح في التغيير.

هذا الحزب تأسس في مدينة القدس عام 1953م على يد القاضي تقي الدين النبهاني، وذلك نتيجة تأثره بسقوط دولة الخلافة الإسلامية في تركيا.

يتخذ الحزب من بعض البلدان الإسلامية مجالًا لعمله؛ حيث إن له ناطقين رسميين ومكاتب إعلامية في بعض هذه البلدان خصوصًا في فلسطين ولبنان ودول شرق آسيا.

حاليًا فإن هذا الحزب محظور في طاجيكستان ويتعرض أي شخص ينتمي له إلى الاعتقال، كما أنه حزب محظور في العديد من الدول العربية والإسلامية، بالإضافة إلى ألمانيا وروسيا.

دولة أوزبكستان المجاورة تحتوي سجونها على ما بين 7– 8 آلاف سجين من هذا الحزب.

طبقًا للمحللين فإن انضمام الشباب بكثرة لهذا الحزب لا يأتي نتيجة حبهم للحزب، ولكن لكراهيتهم لنظام الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف.

4- حركة أوزبكستان الإسلامية

لها تواجد جيد في طاجيكستان.

قاتلت هذه الحركة في صفوف المعارضة جنبًا إلى جنب مع حزب النهضة الإسلامي خلال فترة الحرب الأهلية.

صنفتها الحكومة الطاجيكية ضمن التنظيمات الإرهابية المتطرفة.

5- جمعية العلماء

هي جماعة دينية تعمل في المساجد تحت إشراف الحكومة.

6- جماعات صوفية

غالبيتها على الطريقة النقشبندية والقادرية.

يتميز التصوف في طاجيكستان بأنه خالٍ من الخرافات على عكس بعض الدول العربية.

الجمعيات الإسلامية الصوفية قدمت خدمات كبيرة للمسلمين إبان فترة الحكم السوفيتي.

7- حزب إحياء الإسلام

وهو حزب إسلامي كان يحارب ضد الحكومة خلال فترة الحرب الأهلية بجانب حزب النهضة الإسلامية.

بعد تصالح حزب النهضة مع الحكومة انشق الحزب عنه واستمر في معارضة الحكومة.

8- جماعات أخرى

وهي جماعات إسلامية لا تتبع حزب النهضة، ولا تعمل تحت إشراف الحكومة.

تقوم هذه الجماعات بشكل سري بتعليم الخطباء وأئمة المساجد.

كازاخستان

تتجه اتهامات عديدة من قبل دول الجوار إلى كازاخستان بتهمة إيواء الإرهاب، أو وجود معسكرات لتدريب الإرهابيين على أراضيها، أو وجود تحويلات مصرفية لإرهابيين بها.

جدير بالذكر أن برلمان كازاخستان قام بالتصديق على قانون مكافحة الإرهاب، وهو ما نتج عنه إجراءات صارمة ضد بعض الجماعات الإسلامية.

كازاخستان هي دولة ديكتاتورية بنص الدستور الذي يعطي صلاحيات مطلقة للرئيس الذي يملك هو وحده حق إجراء تعديلات على الدستور، وتسمية وتنحية أعضاء الحكومة، وحل البرلمان، واقتراح الاستفتاءات العامة، وتعيين وتنحية حكام الأقاليم الكبرى.

الحكومة الكازاخية لا تسمح مطلقًا بمنح أي كيان إسلامي الحق في إنشاء حزب سياسي شرعي.

1- جند الخلافة

هي مجموعة إسلامية تأسست عام 2011م علي يد رينات عبيد الله، وأورينباسار موناتوف، ودامير زنالييف.

هدف المجموعة هو الجهاد في كازاخستان كما يقول زعماؤها.

تعمل هذه الحركة حاليًا على الشريط الحدودي بين أفغانستان وباكستان، بالإضافة إلى أنها تعمل من داخل كازاخستان.

2- حزب آلاش

وهو حزب إسلامي قامت الحكومة بحظره.

تم إنشاؤه عام 1990م، وهو يحمل أفكارًا قومية.

3- جمعية الإصلاح الكويتي

وهي الممول الرئيسي للجامعة الكويتية الكازاخية، وهي جامعة ظلت تعمل لمدة 5 سنوات بشكل قانوني تحت إشراف وزارة التعليم العالي في كازاخستان. يدرس بهذه الجامعة حوالي 500 شخص، وتخرج منها العشرات في مجال الصحافة والتاريخ واللغة العربية والعلوم الإنسانية.

تم إدراج جمعية الإصلاح الكويتي ضمن قائمة المنظمات المحظورة بحجة أنها تحض على الإرهاب.

قرغيزستان

1- حركة أوزبكستان الإسلامية

قامت هذه الحركة بالقتال ضد الحكومة القرغيزية عام 1999م.

كانت الحركة مسئولة عن تفجيرات وقعت في شهر ديسمبر 2002م في مدينة بيشكيك، وفي شهر مايو 2003م في مدينة أوش. هذه التفجيرات أسفرت عن سقوط 8 قتلى.

في شهر مايو 2003م، قامت السلطات القرغيزية بتفكيك خلية تابعة للحركة كانت تخطط لتفجير سفارة الولايات المتحدة.

في شهر نوفمبر 2004م، امتدت أصابع الاتهام للحركة في مسئوليتها عن تفجير في مدينة أوش أسفر عن سقوط شرطي قتيل؛ لتقوم الحكومة في قرغيزستان باعتقال عدد من أعضاء الجماعة لاحقًا.

مجموعات أخرى

1- حركة شرق تركستان الإسلامية

وهي منظمة مسلحة إيغورية انفصالية أسسها حسن محسوم.

تدعو هذه الحركة إلى إنشاء دولة إسلامية مستقلة في تركستان الشرقية الواقعة في شمال غرب الصين.

تقاتل هذه الحركة من أجل محاولة الحصول على استقلال إقليم شينجيانغ ذي الغالبية المسلمة المنتمية لعرقية الإيغور.

في عام 2002م، صنفت الأمم المتحدة هذه الحركة كمنظمة إرهابية وهو نفس ما فعلته الولايات المتحدة أيضًا.

وجهت إليها الحكومة ا">قام بتأسيسها شيشاني أردني اسمه أبو سياف.

5- مؤسسة الرسالة الشيشانية

قام بتأسيسها مولاي أدوغوف وزير الإعلام في جمهورية الشيشان.

هذه المؤسسة الغرض منها ضرورة إنشاء نظام إسلامي يشمل منطقة القوقاز وأذربيجان، بحيث يكون للشيشان فيه دور محوري.

اجمالي القراءات 2762
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق