تراجع دور الأزهر جعل الجهل والجمود والتخلف يرتع فى العقل المصرى:
إبراهيم عيسى يفتح النار على مهاجميه: من يقول بعذاب القبر يفترى على الله

اضيف الخبر في يوم السبت ٠٢ - أغسطس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: اليوم السابع


إبراهيم عيسى يفتح النار على مهاجميه: من يقول بعذاب القبر يفترى على الله

كتب أحمد منصور

 

فيما يعد أول رد رسمى من الكاتب الصحفى الكبير إبراهيم عيسى، على مهاجميه، بسبب رأيه فى قضية عذاب القبر شن "عيسى" هجوما حادا على منتقديه واصفا إياهم بأنهم "جهلاء ومتاجرون بالدين وببغاوات الإنترنت" مؤكدا أن العقل المصرى شهد تراجعا كبيرا خلال الأربعين عاما الماضية، بسبب تراجع الأزهر عن القيام بدوره وانتشار الفكر الوهابى فى العقل المصرى، وأكد عيسى خلال المقال الذى نشرته صحيفة الأخبار، أن عذاب القبر غير موجود بدليل عدم نص القرآن صراحة عليه، مؤكدا أن الله وعدنا بالحساب فى اليوم الآخر فحسب وأنه يستحيل أن يعذبنا الله دون حساب، أو أن يعذبنا مرتين وهو الذى وعدنا بالحساب فى يوم القيامة فحسب.

وقال عيسىى، فى مقاله، إن "الذين لم تحركهم مجازر داعش وسفك دماء المسلمين والمسيحيين فى العراق وسوريا وليبيا ومصر بفتاوى هؤلاء المختلين، بينما كانت دماء الشهداء تنزف بحورا فى غزة كان المتاجرون بالدين والمتزمتون والجهلاء وببغاوات الإنترنت لا يطيقون رأيا مختلفا عما حفظوه لهم وعاظهم وكأن العقيرة تصرخ دفاعا عما تركهم عليه آباؤهم" وذلك فى إشارة منه إلى تملك الروح الجاهلية من مهاجميه، مستدعيا قول كفار قريش فى دفاعهم عن عبادة الأصنام وادعائهم أنهم يعبدون ما وجدوا عليه آباءهم. 

وتحسر الكاتب الكبير فى مقاله على انحدار العقل المصرى وتحكم ثلاثى "الجهل والجمود والتخلف" الذى أصبح يرتع فيه، مؤكدا أننا وصلنا إلى هذا الحال بعد "أربعين عاما من الاختراق الوهابى الصحراوى البدوى والتراجع الأزهرى المذهل المؤلم" معتبرا أن هذا التراجع أدى إلى أن أبناءنا أصبحوا "دمى وعرائس يلعب ويتلاعب بها الإخوان والسلفيون والإرهابيون كيفما شاءوا" وقال الكاتب الكبير، إن "البعض من فرط الجهل يتعامل مع عذاب القبر (ونعيمه) كأنه ركن من أركان الدين وأصل من أصوله وفرض من فروضه، وهو مايوضح التدهور الكبير فى الثقافة الدينية فى بلدنا" وقال الكاتب الكبير إن: السؤال القاسى فعلا هو كيف يعذبنا الله عز وجل قبل أن يحاسبنا؟ وأجاب: يابهوات ياعقلاء يا بنى آدميين، الله عادل لن يعذب أحدا قبل ان يحاسبه، والله هو من سيحاسب وليس ملائكة مندوبون عنه وسنعرض على الصراط أمام الله الواحد الأحد وليس فى جوف قبر نكون فيه روحا ميتة وترابا؟

واعتبر الكاتب الكبير أن من يقول بعذا القبر يعنى أن الله يعذب الناس قبل حسابهم وقبل العرض عليه وأن هناك حسابين وليس حسابا واحدا وأن الله يعذبنا قبل أن يحاسبنا، وأن هناك يومين للقيامة وليس يوما واحدا، يوم فى القبر ويوم الحشر؟ متسائلا: كيف بالله عليكم نصدق هذا عقلا وشرعا؟ معتبرا هذا الأمر افتراء على الله وتجرؤا، قائلا: كيف نقبل بوجود عذاب قبل الحساب؟، وكيف سنكون يوم القيامة كالعهن المنفوش ونفر من أمنا وأبينا وصاحبتنا وأبنائنا إذا كنا قد عرفنا النتيجة قبلها واطلعنا على أننا عصاة تم تعذيبنا وحسابنا فى القبر مستشهدا بقول الله تعالى فى سورة يس "قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ" مضيفا: من أين تأتى البغتة والصدمة والمفاجأة وهول القيامة إذا كان الناس قد عرفوا فى قبورهم مصيرهم فى الجنة أو النار؟

وفى سياق استعراضه لآيات الذكر الحكيم التى تنفى – من وجهة نظره – فكرة عذاب القبر قال إن الله عز وجل قال فى سورة الروم "وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ» متسائلا: ما أهمية العذاب إذن إذا لم يكن المجرمون يشعرون به؟

وهل حين يتم تعذيبهم فى القبر فيموتون من الألم هل تعاد أرواحهم مرة أخرى كى يتم عذابهم؟ أى أن الخلود فى القبر وليس فى الجنة أو النار؟ وهل من المفروض أن ننسى المنطق والعقل تماما كى نصدق حديثا منسوبا للنبى صلى الله عليه وسلم أو تأويلا من شيخ؟
وتساءل "عيسى" قائلا: لماذا ستجادل كل نفس عن نفسها يوم القيامة؟ مستشهدا بقول الله تعالى فى سورة النحل "يَوْمَ تَأْتِى كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ" متسائلا هل نجادل بعد التعذيب؟ وما فائدته إذن؟ إذا كان هناك عذاب قبر فالسؤال يبقى مشروعا لماذا لم يصرح به المولى عز وجل فى قرآنه الكريم واضحا قاطعا كما كل آيات النعيم والعذاب والوعد والوعيد والترغيب التى أنزلها على نبيه صلى الله عليه وسلم؟ ولماذا سُمِّى يوم القيامة بيوم الحساب طالما هناك عذاب قبل الحساب؟ مستشهدا بقول الله تعالى فى سورة إبراهيم "وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ" قائل إن الله قال فى هذه الآية أن يوم الحساب "يوم واحد معلوم وليس يومين ولا حسابين ولا عذابين، هو يوم القيامة.

اجمالي القراءات 2558
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق