اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٧ - فبراير - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً.
«الجزيرة».. بيزنس الدم والمؤامرة
كانت «الجزيرة» واحدة من أشرس وأهم المنصات الإعلامية فى العالم العربى. كانت صوت الشعوب ضد قمع وفساد أنظمة الحكم، وكانت فى نظر الكثير من الخبراء والمحللين حجرا ضخما فى بحر السياسة الراكد، لكنها فى نظر البعض، بدافع الغيرة المهنية حينا، وبدافع الخوف من تأثيرها السياسى حينا آخر، كانت «محرضة» و«متواطئة» و«غير منزهة» عن الهوى.. وإجمالاً.. بدت «الجزيرة» فى إيجابها وسلبها دولة داخل الدولة، أو هى الدولة ذاتها، ولم يزد تعريف «قطر» بالنسبة للمواطن العربى على كونها محطة فضائية وقاعدة عسكرية أمريكية.. ولا شىء آخر. تواكَب صعود «الجزيرة» كفضائية موجَّهة مع تغير جذرى فى فكر العائلة الحاكمة فى قطر، هذا التغيير الذى بدأ بـ«انقلاب سلمى» أطاح بالحاكم الأب لحساب ابنه «حمد بن خليفة»، وكان لدى «حمد» من الطموح وشهوة السيطرة -إقليميا ودوليا- ما جعله يسعى بكل ما لديه من إمكانات مادية لإعادة إنتاج محتوى ورسالة «الجزيرة»؛ بحيث تحولت إلى منبر للإسلام السياسى فى العالم العربى.
دأبت «الجزيرة» -طوال فترة تولى وضاح خنفر مسئوليتها- على إعلاء وتزكية الخطاب السياسى الإسلامى، سواء فيما يتعلق بالصراع بين الأنظمة العربية الحاكمة والقوى الإسلامية المعارضة لها، أو فيما يتعلق بالصراعات الإقليمية فى فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها.. والحق أنها تحملت فى ذلك الكثير من العنت والتضييق، ووصل الأمر أحيانا إلى حد إحراق بعض مقارها، وباندلاع ما يسمى «ثورات الربيع العربى» أسفرت «الجزيرة» عن وجه قبيح، أقل ما يقال فيه إنه ضرب بالمحظورات المهنية -من شفافية وحياد وتوازن وغيره- عرض الحائط، وكان سقوط نظام مبارك فى فبراير 2011 بمثابة انتصار لـ«الجزيرة» أكثر -ربما- من كونه انتصارا لإرادة المصريين، وهو ما تأكد تماما باستيلاء جماعة «الإخوان» على مقاليد الحكم. لم تكتف «الجزيرة» بنفى الأصوات المعارضة لحكم الإخوان، وتعاطفها السافر مع هذه الجماعة على كل ما يكتنف سلوكها السياسى من فاشية وكذب ومتاجرة باسم الدين.. بل أطلقت ما يسمى «الجزيرة مباشر مصر» التى يتردد أن رأس المال الإخوانى ضليع فى تمويلها، وقد بدت «الجزيرة» -الأم، ونسختها المصرية- غاية فى الاستفزاز والتبجح، وأدرك المصريون -حتى أولئك الذين نصبوا شاشاتها فى «التحرير» قبيل سقوط مبارك ونظامه- أن هذه الفضائية تمارس دوراً أكبر بكثير من مجرد «قناة إخبارية»، وأنها فى الحقيقة كانت تمهد الطريق لدخول «قطر» طرفاً ثانياً -مع جماعة الإخوان- فى صفقة «بيع مصر».. قطر التى كانت -وما زالت وستظل- سطراً فى «تاريخ» مصر ونقطةً لا تُرى بالعين المجردة فى جغرافيتها.
أخبار متعلقة
دعوة للتبرع
اربعة أسئلة : الس ؤال الأول : من هم أسوأ البشر وأحسن...
بلاغة القرآن : أسألك عن الإعج از البلا غي في القرآ ن . إن...
تساؤلات : قبل ان اتعرف على القرا نيين وغيره م. كنت...
الايجاز بالحذف : أين خبر إن في قوله تعالى :(ان الذين كفروا...
اريد العودة اليها: اريد الرجو ع الي مطلقت ي حيث طلقت ثلاث وهم...
more