قناة الحرة تبث من القاهرة من استديو تديره الشرطة السرية
غزة-دنيا الوطن
منذ ان اعلنت الولايات المتحدة عن انشاء قناة الحرة الفضائية ارادت منها ان تكون منافسة لقناة الجزيرة القطرية وقنوات فضائية اخري، ومن اجل ان تكون صوت المشروع الامريكي لنشر الديمقراطية في الشرق الاوسط، وقد انفقت الولايات المتحدة علي المشروع حتي الان 350 مليون دولار. ولكن وبعد اربعة اعوام من انطلاقه فان غالبية المشاهدين في العالم العربي يعتقدون انه فاشل، حيث حاولت القناة اجتذاب المشاهدين العرب وتبديد شكوكهم حول مهمة القناة وعلاقتها بالسياسة الامريكية.
وتقول صحيفة واشنطن بوست التي خصصت مقالا حول الدعاية الامريكية في الحرب علي الارهاب، حيث حاولت الادارة الامريكية التأثير علي المشاهدين عبر موجات الاثير والصورة، من خلال انشاء عدد من المحطات الاذاعية مثل اذاعة سوا الموجهة لكل دول العالم العربي عبر ترددات مختلفة، واذاعة فاردا الموجهة للمستمعين الناطقين بالفارسية. مشيرة الي ان كلا من امريكا والقاعدة اعتمدت علي الدعاية كاسلوب لجلب المشاهدين.
ولاحظت الصحيفة ان مكتب الحرة في القاهرة لا يستطيع البث مباشرة، خاصة ان الشركة المحلية قامت بفصل الاتصال الفضائي للقناة بدون ابداء اية اسباب. وقالت الصحيفة ان موظفي القناة اجبروا علي استخدام استديو تسيطر عليه الشرطة السرية المصرية الذين يحذرون المشاركين في برامج ولقاءات القناة بعدم التحدث بموضوعات مثيرة للجدل علي الهواء.
وعانت القناة منذ اطلاقها من مشاكل تتعلق ببرامجها غير المتقنة، والتدخل من اعضاء الكونغرس علي خلفية التمويل، وعدد من المدراء الذين لا يملكون خبرة جيدة في الاعلام التلفازي ولا يجيدون التحدث باللغة العربية. واشارت الصحيفة الي ان القناة عانت من احراجات بسبب اخطاء كارثية ارتكبها الصحافيون العاملون فيها، فقد قام احد المذيعين الرئيسيين بتوجيه التحية للمشاهدين المسلمين في غالبيتهم في عيد الفصح قائلا بعث السيد المسيح اليوم . كما قامت القناة بتغطية لمدة ساعة بدون حذف لمؤتمر عن الهولوكوست في عام 2006 مما ادي لتهديد الكونغرس القناة بقطع الدعم عنها.
ونقلت عن احد المحررين السابقين في القناة قوله ان الكثيرين لا يعرفون طبيعة وظائفهم وفي حالة حدوث مشكلة علي الهواء يأخذ المذيعون بالمزاح قائلين ان لا احد يشاهدهم.
ويعتقد نقاد الحرة ان الولايات المتحدة اساءت التقدير عندما اعتقدت ان القناة ستلعب نفس الدور الذي لعبه راديو اوروبا الحر في اثناء الحرب الباردة عندما قدمت الاذاعة رواية بديلة عن الاخبار التي تقدمها الاحزاب الشيوعية الحاكمة في دول الستار الحديدي. لكن بالنسبة لقناة الحرة فانها تواجه منافسة من كم هائل من القنوات المفتوحة امام المشاهد العربي، فهناك اكثر من 200 قناة جديدة وقد اعلنت فرنسا وروسيا وبريطانيا قنوات جديدة كانت آخرها قناة بي بي سي العربية التي اعلن عنها العام الماضي، ولهذا فلا احد يهتم بالقناة ولا تشاهد الا عرضا اثناء تقليب القنوات المتوفرة للمشاهد في بيته. وتنقل الصحيفة عن محررين في قنوات اخري قولهم ان العملية مكلفة وبتأثير قليل لأنها، اي القناة، فشلت في تثبيت موقع لها وتقديم شيء مختلف عن امريكا يجذب المشاهدين العرب.
وكانت فكرة القناة قد بدأت عندما نجحت قناة الجزيرة في تقديم تغطية للحرب علي افغانستان والعراق وتغطية قوية لما يحدث في فلسطين، فقد ارتأت امريكا انشاء قناة تقدم رؤية مختلفة وموضوعية عما يحدث في هذه المناطق، اي وجهة النظر الامريكية، وبعد مناقشة الفكرة عام 2003 بدأت القناة بالبث عام 2004 من امريكا، حيث اصبحت تبث علي مدار الساعة. ومع ان مواقف المشاهدين العرب تظل شاكة الا ان مدراء للقناة قالوا انها حققت اهدافها، مشيرين للصعوبات التي واجهوها من اجل اثبات انها ليست ناطقة بلسان حال ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش. ويؤكد المدراء ان موضوعات الديمقراطية والمساواة تظل حجر الاساس في برامج القناة بالاضافة لاخبار امريكا خاصة حملات انتخابات الرئاسة الامريكية.
وتقول القناة ان مشاهديها زادوا بنسبة 13 بالمئة خلال الاعوام الاربعة الماضية وتقدرهم بحوالي 25 مليونا من ابناء العالم العربي. لكن احصاءات القناة تتناقض مع استطلاعات اشارت الي انها حصلت علي 2 بالمئة من حصة المشاهدين العرب فيما حصلت الجزيرة علي 53 بالمئة من حصة المشاهدين العرب. ويعتقد ان سبب فشل الحرة انها تجنبت التحقيقات الصحافية وموضوعات مثيرة مثل الفساد والتعذيب ولهذا ينظر اليها المثقفون العرب بانها مملة. ولا تشاهد القناة بقوة الا في العراق، وفي مصر نسبة مشاهديها لا تتعدي 8 بالمئة. وتشير الصحيفة الي ان معظم الذين دفعوا باتجاه تأسيس القناة لا علاقة لهم باللغة العربية، فيما يقول موظفون سابقون ان القناة اعتمدت علي موظفين لبنانيين بخبرة قليلة في مجال الاعلام التلفازي وكانوا يتحدثون بلهجة لبنانية ثقيلة ويرتكبون اخطاء كثيرة علي الهواء. وقد عانت القناة من تداول عدد من محرري الاخبار لها واتهامات بالتحزب لدولة واحدة وآخرون اتهموا بعدم معرفتهم العربية، حيث كانوا يعرفون عن كوارث الصحافيين بعد وقوعها. وتقول الصحيفة انها حاولت استطلاع آراء المارة في شوارع القاهرة: بعضهم قال انه لم يسمع بها وآخرين شاهدوها بطريقة عابرة وآخرون انتقدوا برامجها المملة التاريخية، عن اليهود وغيرهم.
اجمالي القراءات
3708