قال المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية باراك اوباما انه اذا اعتقل زعيم القاعدة أسامة بن لادن حيا فيجب على الولايات المتحدة أن تقدمه للعدالة بطريقة لا تحوله إلى بطل.

وعقب لقاء مع فريق من مستشاري السياسة الخارجية من بينهم وزارء خارجية ودفاع سابقون عينهم أوباما مؤخرا في حملته الانتخابية، حاول اوباما أن يرد على محاولات خصمه الجمهوري جون ماكين لتصويره على أنه ضعيف في مواجهة الارهاب.

وهاجم حلفاء ماكين ومنهم عمدة نيويورك السابق رودولف جولياني اوباما واتهموه بأن له "عقلية ما قبل 11 سبتمبر" التي تركز على الالتزام بالقانون في الحرب على الارهاب.

لكن اوباما ربط بين منهج الأمن القومي لماكين ومنهج الرئيس الأمريكي الجمهوري جورج بوش واصفا اياه بأنه "كارثي" ودلل على ذلك بفشله في القبض على ابن لادن.

وقال اوباما للصحفيين "السجل يظهر أن جورج بوش وجون ماكين كانا ضعيفين في مواجهة الارهاب. منهجهما فشل. وبسبب سياساتهما نحن أقل أمنا.. نحن أقل احتراما.. وأقل قدرة على قيادة العالم."

وردا على سؤال صحفي بشأن ما الذي سيفعله اذا قبض على ابن لادن أثناء فترة رئاسته في حالة فوزه في الانتخابات التي تجري في نوفمبر/تشرين الثاني القادم قال اوباما "قد لا نتمكن من القبض عليه حيا" وربما يقتل.


"يجب على الولايات المتحدة أن تقدمه للعدالة بطريقة لا تحوله إلى شهيد."
وأضاف اوباما: "اعتقد أن المهم هو أن نتعامل معه بطريقة تسمح للعالم كله أن يعي الافعال الاجرامية التي تورط فيها لا أن نجعله بطلا."

وقال سناتور ايلينوي ان من المهم أيضا "ضمان التزام حكومة الولايات المتحدة بالمعاهدات الاساسية وهو ما سيقوي يدنا في المعركة الاوسع ضد الارهاب."

وكان اوباما انتقد بشدة استخدام سجن قاعدة جوانتانامو العسكرية الامريكية بكوبا لاحتجاز المشتبه في أنهم ارهابيون.

واستشهد أوباما بمحاكمات نورمبرج التي عقدت عقب الحرب العالمية الثانية لمحاكمة مجرمي الحرب النازيين كمثال على كيفية تطبيق العدالة.

وفي مقابلة مع قناة abc التلفزيونية قارن اوباما بين احتجاز معتقلي جوانتانامو لاجل غير محدد والمحاكمة الجنائية للمفجرين الذين هاجموا مركز التجارة العالمي عام 1993 وقدموا للعدالة ويمضون الآن عقوباتهم في في السجون الأمريكية.

واتهم اوباما حملة ماكين الانتخابية باستخدام هجمات 11 سبتمبر "كهراوة سياسية" في محاولة لتشتيت الانتباه بعيدا عن السياسة "الفاشلة" بمواصلة حرب العراق والتي يقول الديمقراطيون انها جعلت أمريكا أقل أمنا من خلال تحويل مواردها بعيدا عن العمل على استقرار أفغانستان ومحاربة حركة طالبان وتنظيم القاعدة.

وقال اوباما "أرفض تلقي محاضرات عن الأمن القومي من اناس مسؤولين عن أكثر قرارات السياسة الخارجية كارثية في التاريخ الحديث للولايات المتحدة."

وكان اوباما يتحدث عقب اجتماع مع لجنة للأمن القومي التي شكلت حديثا وتضم عدة مسؤولين من ادارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون ومنهم وزيرا الخارجية السابقان مادلين اولبرايت ووارين كريستوفر ووزير الدفاع وليام بيري.