مؤتمر في المانيا يطالب بكسر احتكار الرجال لتفسير القرآن
1
برلين- صلاح الصيفي
1
طالب المشاركون في مؤتمر عقد مؤخرا بألمانيا احتكار وهيمنة الرجال على باب الاجتهاد والتفسير في القرآن والسنة النبوية، وأشاروا إلى أن الإسلام دين أنصف المرأة وأعطاها حقوقها و لكن بعض الرجال ممن قاموا بتفسير القرآن جانبهم الصواب وأعطوا أنفسهم الهيمنة على المرأة وقراراتها.
ويرى المؤتمرون أن احتكار تفسير القرآن مخالف لطبيعة الإسلام السمحة التي تعطي الحق للمرأة في تقرير مصيرها مثلها مثل الرجل.
وشارك في المؤتمر الذي كان بعنوان " قوة النساء في الإسلام: توجهات واستراتيجيات نسائية للقرن ال21 " بكسر الذي شارك فيه عدد كبير من الشخصيات النسائية الإسلامية من مختلف الدول، ناقش عدة محاور منها؛ فكرة احتكار الرجال لباب الاجتهاد والتفسير فيما يتعلق بالقرآن والسنة وقضايا الشريعة الإسلامية ومدى مطابقتها لواقع العالم المعاصر وحقوق المرأة المسلمة بإصلاح قوانين الأحوال الشخصية والجدل حول الحجاب وخاصة في تركيا.
من جهتها عبرت الدكتورة أمينة ودود، أستاذة التاريخ الإسلامي بجامعة "بيركيلي" في الولايات المتحدة الأمريكية في المؤتمر عن تمسكها في إيجاد سياقات من داخل الإسلام وليس من خارجه لتتناسب مع روح الحداثة في عالم اليوم، وقالت "إننا كنساء نسعى للحصول على المساواة مع الرجل سواء في اقتحام مجال التفسير والاجتهاد في القران أم في الحصول على حقوق أخرى، متمسكين في الوقت نفسه بإسلامنا، حيث إن الإسلام والمساواة أمران غير متضادين، فالإصلاح يأتي من داخل الإسلام وقيمه الحقيقية وليس بالبعد عنه".
كما أشارت أن النساء سابقا لم يكن لديهن الحق في الاشتراك في التفسيرات القرآنية، ولم يكن هناك أي مدرسة فقه نسائية، حيث كان الأمر حكرا على الرجال، ولكن لابد لهذا الوضع أن يتغير الآن، فعلي سبيل المثال عندما يتم السؤال عن سن الزواج يقول الرجل في تفسيره إن النبي محمد تزوج عائشة وهي في التاسعة من عمرها، ومن هنا يمكن الزواج بفتاة في مثل هذا العمر، ولكننا كنساء لدينا تفسير مختلف، ونقول للرجل لا يمكنك ذلك لأننا كنا في ال9 من عمرنا ونعلم أن المرأة لا تكون مهيأة للزواج في هذا السن. وقالت "إننا كنساء أجدر بأمورنا الآن من أن نتركها للرجل، ويجب علينا تفسير الآيات المتعلقة بنا وإعطائها سياقا يتماشي مع العصر الحالي".
وأكدت المحاضرة في جامعة "بيركيلي" أنه لابد من تعليم المرأة المسلمة وتثقيفها وتشجيعها على التفكير والاجتهاد، كما طالبت بضرورة سن قوانين تدعم المساواة بين الجنسين في العالم الإسلامي، مشيدة بقانون الأحوال الشخصية بالمغرب وعقد الزواج الجديد في مصر والذي يسمح للمرأة بوضع كافة شروطها على الرجل.
أما المحامية المغربية مليكه بن راضي فألقت الضوء بالمؤتمر على قانون الأحوال الشخصية الجديد بالمغرب، مطالبة بحاجة المجتمع العربي والإسلامي لتغيير نمط الثقافة والعادات السائد فيه تجاه وضع المرأة وخاصة أن الدين الإسلامي أعطي المرأة حريتها كاملة دون الاعتماد على الرجل ولكن العادات والثقافة السائدة هما أسباب التأخر الذي تعانيه المرأة في العالم العربي.
اجمالي القراءات
3383