القاعدة" تدمر التراث الديني في مالي وتجرد شعبها من هويته
القاعدة" تدمر التراث الديني في مالي وتجرد شعبها من هويته
جنيف/ باماكو ـ دمر اسلاميون متشددون فى شمالى مالى ضريحين جديدين لأولياء مسلمين بالقرب من مسجد دجينجاريبير الكبير فى مدينة تمبكتو الثلاثاء.
ويمثل الهجوم حلقة جديدة فى سلسلة هجمات المتشددين الاسلاميين على أضرحة تعود لأولياء مسلمين فى المدينة المالية.
وقال شاهد عيان يعيش بالقرب من المسجد الذى بنى فى القرن التاسع عشر الميلادى: "ان المسلحين جاءوا حاملين معاول وأدوات أخرى لتدمير الضريحين".
وقال شاهد عيان آخر: "أصبنا بالصدمة. لم نعلم ماذا نفعل. شاهدت أناسا يبكون.
المسلحون لم يتحدثوا اللغات المحلية ويبدو انهم جاءوا من دول اخرى".
وأشار الشهود الى انه خلال عملية الهدم التى استمرت ساعات، لم يتوقف المسلحون عندما أذن المؤذن للصلاة.
وحذر مراقبون معنيون بحقوق الإنسان بالأمم المتحدة الثلاثاء في جنيف من أن قيام متمردين إسلاميين بتدمير الأضرحة الدينية في شمال مالي يجرد الشعب من هويته وكرامته.
وقالت فريدة شهيد ، مقررة الأمم المتحدة للحقوق الثقافية ، إن "هذه الأحداث تبدو نذيرا بمستقبل مظلم للغاية للسكان في شمال مالي".
وفي حزيران/ يونيو الماضي، بدأ المتمردون الإسلاميون المسيطرون على مناطق واسعة من شمال البلاد في تدمير الأضرحة المشهورة للأولياء المسلمين - والتي ترجع للقرن السادس عشر - في مدينة تمبكتو.
وجاء بيان شهيد وهاينر بيلفيلت، مقرر الأمم المتحدة لشئون الحقوق الدينية، في الوقت الذي يعقد فيه الاتحاد الأفريقي اجتماع قمة في أديس أبابا لمناقشة عدد من القضايا من بينها الاضطرابات في مالي.
وقالت شهيد إن الممثلين السياسيين في مالي والمجتمع الدولي ينبغي أن يعملوا معا على حماية الحقوق الثقافية والدينية لسكان شمال مالي.
وفي الاول والثاني من تموز/ يوليو، قام اسلاميو حركة انصار الدين الذين يسيطرون على المدينة منذ اكثر من ثلاثة اشهر، بهدم سبعة اضرحة لاولياء من اصل 16 في تمبكتو وحطموا "الباب المقدس" لجامع ما اثار استنكارا في مالي وفي الخارج.
وباشر متشددو جماعة انصار الدين بتدمير اضرحة الاولياء المسلمين في تمبكتو ردا على اعتبار منظمة اليونسكو ان هذه المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي باتت معرضة للخطر.
ونددت حكومة مالي بقيام جماعة انصار الدين بتدمير الاضرحة، ووصفت هذا العمل "بالعنف المدمر الذي يرقى الى مرتبة جرائم الحرب" ، كما توعدت بملاحقة المسؤولين عن هذه الاعمال في مالي وفي الخارج.
ومنذ نهاية اذار/ مارس، تحتل جماعة انصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا المتحالفتان مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي المناطق الادارية الثلاث في شمال مالي وهي تمبكتو وغاو وكيدال.
"د ب أ"
اجمالي القراءات
4116