انتهت الدعوة السلفية وذراعها حزب النور إلي القرار المفاجئ بدعم الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح صاحب مشروع مصر القوية بعد اجتماع عاصف استمر قرابة ثمان ساعات متواصلة، حضره المرشح الرئاسي محمد مرسي وسليم العوا ومندوب عن عبدالمنعم أبوالفتوح إبراهيم الزعفراني، وأحيطت فعالياته بالسرية والكتمان فلم يسمح ياسر البرهامي نائب رئيس مجلس الدعوة السلفية لوسائل الاعلام أو الصحافة بتغطية أحداثه. إلا لموقع صوت السلف المشرف برهامي شخصياً علي ادارته وتم الاتفاق بناء علي قرار دعم أبو الفتوح فإن الدعوة السلفية متكلفة بتقديم الدعم المادي الكامل لأبوالفتوح اضافة إلي تسخير مقرات حزب النور في 27 محافظة لدعمه انتخابياً. وجاء القرار بمثابة الصدمة لأنصار مرشح الإخوان محمد مرسي الذين روجوا إلي ان مشايخ الدعوة السلفية ياسر برهامي وعبدالمنعم الشحات، قد أكدوا دعمهم لمحمد مرسي بعد اجتماعه معهم في الاسكندرية والذي انتهي بصلاة جماعة أم فيها عبدالرحمن عبدالبر مفتي جماعة الإخوان المسلمين مشايخ الدعوة السلفية، إلا أن سرعان ما انقلبت الاوضاع. فذكرت مصادر مطلعة بحملة مرسي أن مشايخ مجلس الدعوة السلفية تلقوا اتصالات من المجلس العسكري تطالبهم بعدم دعم مرسي للرئاسة خاصة بعد الصدام الشديد بين العسكري والإخوان وتنظيم الإخوان لمليونيات علي مدار الاسبوعين الماضيين ضد المجلس العسكري، وللمطالبة بسرعة تسليمه للسلطة. وفي هذا السياق أكد المهندس حامد مشعل عضو المكتب الإعلامي للجبهة السلفية ان الدعوة السلفية بالإسكندرية استجابت لضغوط المجلس العسكري الذي يرغب في ألا تجتمع اصوات الاسلاميين علي مرشح اسلامي واحد، مؤكداً ان دعم الدعوة لأبوالفتوح قرار غير موثق تماما بسبب أن أبوالفتوح لا يمثل التيار الاسلامي ولا يتبني المشروع الاسلامي بالصورة الكاملة. كما أن دعم الدعوة السلفية لأبوالفتوح سوف يفتت اصوات التيار الاسلامي الامر الذي يصب في النهاية لصالح عمرو موسي أو الفريق أحمد شفيق. ورداً علي تلك الرؤية أكد محمد نور المتحدث الاعلامي لحزب النور أنه لا صحة تماما لوجود اتصالات بين الدعوة السلفية والعسكري لدعم أبوالفتوح قائلاً: هذا كلام فارغ ومن يقول اننا تعرضنا لضغوط من العسكري عليه أن يتقي الله لأننا مارسنا داخل الدعوة السلفية أرقي انواع الممارسات السياسية واتحدي أي كيان سياسي ان يشكك في قرارنا. وعلي الجانب الآخر أكد نور أن الشخصيات المؤثرة للدعوة السلفية وأولها ياسر برهامي ومحمد إسماعيل المقدم رئيس مجلس الدعوة لم يحضرا عملية التصويت المباشر حتي لا يؤثرا علي النتيجة. وداخل أروقة حزب النور علمت الأنباء الدولية أن اختيار أبوالفتوح كان محسوماً منذ الجمعة الماضي عقب الاجتماع المشترك بين الهيئة العليا والهيئة البرلمانية للحزب، حيث رفع عدد كبير من أمانات النور وشباب الدعوة السلفية تقارير إلي عماد عبدالغفور رئيس الحزب بأنهم لن يسمحوا بالتحالف مع الإخوان وتسليمهم مفتاح من ذهب بوصولهم للرئاسة عبر بوابة الدعوة السلفية مؤكدين أنه لا يمكن أن يحتكر فصيل سياسي واحد كافة اجهزة الحكومة. وجدير بالذكر ان الصفحات الداعمة لحملة محمد مرسي رئيساً لمصر شنت هجوماً حاداً علي قيادات الدعوة السلفية عقب القرار مؤكدين انهم وضعوا المسمار الاخير في نعش حزب النور واصفين القرار بأنه طعنه للإخوان ونصرة للمجلس العسكري واستنكر انصار مرسي أن يدعم النور أبوالفتوح الذي أنكر حد الردة وأكد علي حق المسلم في التحول للمسيحية والعكس بالاضافة إلي تصريحاته في مؤتمر دافوس الاقتصادي الاخير بأن هناك تيارًا متشددًا في مصر وهو التيار السلفي.