أيتام مصر فى حاجة لمَن يسمع صوتهم..الحبس الانفرادى والتجويع أكثر صور العقاب..المشرفات يفتقدن روح الأ

اضيف الخبر في يوم الخميس ٠٥ - أبريل - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصريون


أيتام مصر فى حاجة لمَن يسمع صوتهم..الحبس الانفرادى والتجويع أكثر صور العقاب..المشرفات يفتقدن روح الأ

 

فى يوم اليتيم .. أيتام مصر فى حاجة لمَن يسمع صوتهم..الحبس الانفرادى والتجويع أكثر صور العقاب..المشرفات يفتقدن روح الأمومة ويتعاملن مع الأيتام بمنتهى القسوة والغلظة

تحقيق - علا نصار | 05-04-2012 10:57
مقالات متعلقة :


بعد الثورة خرجت كل فئات المجتمع من قماقمها تصرخ وتعتصم وتتظاهر لتطالب بحقوقها، إلا فئة واحدة مهدرة الحقوق ، لكنها عاجزة عن أن تطالب بحقوقها بأى شكل، فالفساد فى مصر لم يرفع يديه المتَّسختين عن براءتهم ..عاش الأيتام فى مصر طيلة العقود الماضية فى إجحاف تام تورطت فيه المؤسسات القانونية والتشريعية بنفس القدر الذى تورطت به المؤسسات الاجتماعية والأهلية العاملة فى مجال الأيتام بشتى الطرق ، سواء كان ذلك عن قصد أو بغير قصد.

"المصريون" رصدت ما يحدث للأطفال المحتجزين فى دور الرعاية الاجتماعية، حيث يعيشون فى عزلة تامة عن المجتمع، وفى تقييد لا حدَّ له لتعبيرهم عن مشاكلهم، وكبت مفروض عليهم بالقوة والجبروت، من قِبَل كل العاملين فى دور الرعاية الاجتماعية ، سواء الأهلية منها أو الحكومية، والتى تتكتم على أشكال الاستغلال التى يتعرض لها هؤلاء الأطفال على أيدى القائمين على أمر الدور التى من المفترض أنها تقوم برعايتهم، والتى تصل فى شدتها وسعة مجالها إلى حد الاتّجار بالأطفال.

مشكلة الأطفال الأيتام الذين يعيشون فى دور الرعاية بنوعيها العام والخاص فى مصر ، لا يمكن التعامل معها باعتبارها قضية مجموعة صغيرة من الأفراد، فهم نسبة لا يُستهان بها من سكان مصر، وبعض الدراسات تقول إن أيتام مصر 5 % من عدد السكان، حيث يتم التقاط ما يقرب من 43 ألف طفل سنوياً فى مختلف بقاع مصر ومحافظاتها، يتوفى ثلثا هذا العدد قبل الوصول إلى دور الرعاية لعدة أسباب، أغلبها الحالة الصحية للطفل ، بالإضافة إلى الجوع والعوامل البيئية من حر وبرد، أو مهاجمة الحيوانات له، وكذلك ينجم عن تباطؤ أقسام الشرطة فى القيام بالإجراءات المتبعة والاتصال بالجمعيات المعنية فى المِنطقة لتسلُّم الطفل، وتقاعس الجمعيات المعنية عن الحضور لتسلم الطفل، وذلك قبل عرضه على الطبيب المختص للكشف عليه وتحديد عمره، وما إلى ذلك من تسويف يثير الدهشة والاستغراب والاستهجان معاً، إذ إن حرص هذه الأطراف على تطبيق الإجراءات المعقدة أكبر من حرصهم على سلامة الطفل حديث الولادة، الذى لم يفق بعد من صدمة الولادة ؛ ليدخل فى مجموعة من الصدمات ويعامَل كأنه رجل فى منتصف العمر عليه الانتظار حتى انتهاء الإجراءات، وكثيرًا ما يلفظ الطفل أنفاسه فى تلك الأثناء مؤْثراً الانسحابَ من معركة الحياة والمغادرة على الانتظار فى عالم لا يرحب به!

هذا ما أكدته إحدى العاملات فى إحدى دور رعاية الأيتام رفضت الإفصاح عن اسمها، حيث أشارت إلى أن الكثير من صور الإهمال وسوء المعاملة ينتظرهم على أيدى ما يسمى بـ "الأمهات البديلات"، وهو نظام من أسوأ ما تم ابتكاره فى هذا العصر فيما يخص السياسات التى تتبعها الدولة فى التعامل مع الطفل اللقيط واليتيم، إذ تعرضه وبلا ضمانات لسوء المعاملة من قِبَل نساء لا يتم اختبارهن مسبقاً، حيث يتم وضع الطفل لدى إحداهن مع تخصيص شىء من المال لا يكفى أصلاً لتغطية النفقات الأساسية للطفل الرضيع حديث الولادة، وأضافت كما أنه لا يتم تطبيق أى نوع من الإجراءات التى تضمن جودة الرعاية للطفل أو حمايته من الاستغلال والإهمال، وهذا يحدث بشكل عام ولم يتم تغيير هذه السياسة أو فرض مزيد من الضوابط على تطبيقها حتى بعد إثبات حالات كثيرة لا حصر لها من وقوع الأطفال ضحية للحوادث الناجمة عن الإهمال أو سوء المعاملة والتجويع وسوء التغذية، فضلاً عن الاتجار بهم، سواء بالبيع أو الإيجار لبعض الفئات التى تستخدمهم فى التسول.

هذا قبل أن يُرَدوا إلى الجمعية مرة أخرى بعد إكمالهم العامين، وتطبيقاً للقانون يتم حرمان جميعًا، حتى أولئك الذين حظوا برعاية معقولة فى كنف "أمهات بديلات" أحسن حالاً وعملاً من الأم التى عرفوها طيلة فترة الرضاعة التى تعتبر بالنسبة لهم كل العمر، والبيت الذى اعتادوا عليه ليتم أخذهم إلى بيت غريب عنهم وإخوة غرباء وأم جديدة فى معظم الأحوال، يكون نصيبها من الأمومة اللفظ الذى تنادَى به فى الدار فقط ، حيث تكون قد استنفدت صبرها القليل أصلاً، فى التعامل مع العدد الكبير من الأيتام بالمرتب القليل، الذى يبرر لها تعمًُّدها العمل بجودة وجهد أقل تناسبان حجم "المرتب" والتعب الناجم عن الوظيفة، مع العلم بأن معظم المشرفات المقيمات فى دور الأيتام لم يعرفن تجربة الأمومة ويعملن فى دور الأيتام لعدم وجود وظيفة أخرى تستوعبهن!

وأشارت صفاء غنيم مشرفة فى إحدى دور الأيتام إلى أنه داخل دور الأيتام فى مصر لا يوجد ما يسمى بالأمومة أو المعاملة الحسنة للأيتام؛ حيث إن الحبس الانفرادى هو العقاب الذى تتبعه دور الرعاية، مما يؤثر بشكل سلبى فى الأطفال، علاوة على أن المشرفات غالبًا لا يكون لديهن الدافع الكافى الذى يؤهلهن ويشجعهن على أداء وظيفتهن على وجه معقول على الأقل، بالإضافة إلى صور للتعذيب يتعرض لها الأطفال، هذا عدا تجويعهم بمبرر عدم وصول الميزانية المخصصة للتغذية، وعدم عرضهم الدورى على الأطباء أو الاهتمام بشكاواهم وآلامهم، وعدم التعامل باهتمام مع مشاكلهم النفسية ، إلى الحد الذى صار فيه الكثير منهم يفكر جدياً فى الانتحار!، وهنالك ما لا يقل عن مائة محاولة مسجلة للانتحار فى بعض دور الرعاية ولا يستبعد وجود محاولات ناجحة أو غير مسجلة فى هذه الدور، غير حالات القتل من جانب الممرضات للرضَّع والنزلاء الصغار بحقنهم بالهواء وغير ذلك من الوسائل التى استخدمت لإنهاء حياة بعضهم.

وتتساءل الدكتورة فيفيان حسين السيد أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية عن دور الجمعيات والمنظمات الأهلية والطوعية والخيرية التى تعمل فى مختلف المجالات التنموية والمجتمعية ومن ضمنها المتخصصة فى رعاية الأطفال الأيتام وكفالتهم فى التغيير وكيف لا تقوم بتحسين أوضاع الأيتام فى هذا البلد، علماً بأن عددهم يقارب الـثلاثين ألفاً. دون أن يكون هناك مَن يتحدث علناً عن الأطفال الذين يتم تعذيبهم وتعليقهم فى سقف جمعية "الرعاية"، ولا عن الطفل الذى لم يكمل عامه الثانى والذى يعود إلى الدار بعد فترة الرضاعة ببشرة متغيرة اللون بسبب حادث أدى إلى "سلق" جلده!، وتفلت الأم البديلة دون عقاب، مشيرة إلى أن هناك صورًا أخرى للمعاناة يفرضها وجود المراهقين فى نفس المبنى والحجرة مع غيرهم من الأيتام الأصغر سناً، مما يجعل المناخ مواتياً لظهور أنواع من الاستغلال الجنسى على الأيتام الأصغر سناً من قِبَل المراهقين خاصة الذكور، وهذا غير مستبعَد فى ظل سوء المعاملة التى يتعرضون لها طيلة حياتهم وانعدام أشكال الرعاية الأسرية أو مبادئ المعاملة الكريمة ودون وجد أية مُثل عليا أو قدوة لهم؛ ليقتفوا أثرها فى تعاملهم مع مَن يصغرهم سناً.

مضيفة: ولا تقتصر المشاكل الجنسية بكل أنواعها بين النزلاء من الأطفال والمراهقين فقط، بل تتعداهم إلى وجود أشكال كثيرة وشائعة من الاستغلال الجنسى من قبل القائمين على الدار أو بتسهيل منهم، وقد تناول الإعلام ولو بشكل محدود قضية إحدى المديرات المشرفات على دار للإيواء والتى كانت تسمح لابنها الشاب بالدخول إلى الدار؛ ليغتصب مَن شاء من البنات المراهقات فى الدار ليلاً.

ويذكر الدكتور هشام القاضى أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس أن هؤلاء الأطفال يحتاجون بالإضافة إلى حوائجهم الأساسية والملحة والخطيرة إلى تغيير النظام المتبع فى التعامل معهم بأكمله ودون استثناء، وإلى رعاية طبية واجتماعية ونفسية مستمرة نظراً لظروفهم الأصلية التى تستدعى ذلك خاصة فى ضوء عزلتهم عن المجتمع من حولهم، وعدم انتظام أغلبهم فى التعليم الإجبارى الذى هو حق كل الأطفال المصريين ويحتاجون وبشكل عاجل إلى دراسة وضع لوائح تنظم التعامل معهم داخل هذه الدور والجمعيات ويجب أن يُراعى فيها حمايتهم من كل سبل الاتجار بهم، واستغلالهم والتسبب فى أى نوع من الأذى لهم ، سواء أكان جسدياً أو نفسياً، كذلك تطبيق إجراءات تفصل بينهم فى السكن وفق النوع والسن، وتنظيم الأنشطة التى تقام للأطفال، بحيث تفى باحتياجاتهم التعليمية والثقافية والترفيهية، كما يجب تفعيل الخط الساخن لنجدة الطفل والذى يشوبه الآخر الكثير من السلبيات والعيوب التى تحُول دون إفادة هذه الشريحة منه، أو إسهامه فى حمايتهم من الأخطار المحدقة بهم من كل جانب.

وفى ظل عدم وجود الرقابة الإدارية النزيهة يقع للأطفال نزلاء دور الأيتام والإيواء المختلفة فى مصر الكثير والكثير من الانتهاكات الخطيرة لحقوقهم ولإنسانيتهم وكرامتهم وحقهم فى الحياة الكريمة، وفى ظل الصمت والجهل والتكتم المفروض على قضايا هذه الفئة ومطالبها التى يصرخ بها لسان حالها المغلوب على أمره، فلا يسعنى إلا أن أناشد الضمير المصرى والعالمى للالتفات إلى مأساة أطفال مصر المودعين فى الدور التى يفترض فيها رعايتهم وفقاً للقانون المصرى والقوانين والأعراف الإنسانية والدولية.
 
اجمالي القراءات 11000
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   نعمة علم الدين     في   الخميس ٠٥ - أبريل - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[65611]

صرخة لأجل ابرياء مصر وأيتامها .

منذ متى والمال هو ما يتحكم في المشاعر الإنسانية .


مشرفات دور الأيتام والأمهات البديلات  الذين لا يتقاضون مرتبات كافية فيتعاملن مع الأطفال معاملة قاسية !!!


هل هناك عدم رحمة أكثر من ذلك هل هؤلاء هم المسلمين !


المفترض في الدولة الإسلامية أن تكفل أمثال هؤلاء الأيتام بمختلف دياناتهم ، وأن يتم تعويضهم عن ما لاقونه من ظلم وهوان لم يكن لهم ذنب فيه .


والغريب أننا نرى الكفالة الواجبة للأيتام مع المعاملة الإنسانية في دول الغرب الذين يتم اتهامهم بالكفر !!!! 


2   تعليق بواسطة   رضا عبد الرحمن على     في   الخميس ٠٥ - أبريل - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[65613]

هذه الكلمات قلتها في يوم الطفل اليتيم في أول عام لي في العمل بالأزهر

بسم الله الرحمن الرحيم




أعزائي الطلاب إن كل المصريين يحتفلون هذه الأيام بيوم الطفل اليتيم ومن الطبيعي أن يكون هناك أحد زملاؤك أو أحد جيرانك أو أحد أقاربك أو أحد سكان القرية التي تقيم فيها طفلا يتيما أو طفلة يتيمة ، وطبيعي جدا أن من واجبنا كمسلمين أمرنا ربنا جل وعلا أن نحسن معاملة بعضنا البعض وأن نتعاون على البر والتقوى وبصفة خاصة أمرنا ربنا جل وعلا أن نحسن معاملة الأيتام في كل زمان ومكان لأن الطفل اليتيم يحتاج إلى حنان وعطف ورأفة ورعاية ، وأصبحت هذه الأشياء غير متوفرة لديه بسبب فقدان أحدا الوالدين الأب أو الأم ، ولذلك اخواني وأحبائي يجب على كل مسلم وكل مسلمة حسن معاملة اليتيم والإحسان إليه والعطف عليه واحترامه ، وهذا ليس اختراعا مني بل هو أمر من الله عزل وجل للناس كافة إلى قيام الساعة يقول تعالى (فأمّا اليتيم فلا تقهر وأمّا السائل فلا تنهر).

فإن حسن معاملة اليتيم واجب على إنسان ويقول المولى جل وعلا في سورة النساء (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخوار) ، ومن خلال هذه الآية الكريمة يتضح لنا جميعا أننا مطالبون بعدة أشياء متتالية أهمها وأولها هي عبادة الله وحده بلا شريك ، وهذا ما يخص علاقة الإنسان المسلم بربه جل وعلا ، وبعد ذلك تتحدث الآية عن طبيعة العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان بداية بالوالدين وهما أقرب الناس إلى قلب كل إنسان ، ثم الأقارب واليتامى والمساكين والجيران والأصحاب وعابر السبيل.

فهذه دعوة لنا جميعا أن نُحسن معاملة الأيتام وأن نقف بجانبهم ونساعدهم في السراء والضراء لأن أي إنسان من الممكن أن يصبح في يتيما لمح البصر حين يفقد أحد الوالدين وهذا ليس صعبا ، لأن الموت يأتي فجأة بدون ميعاد أو تنبيه لأحد لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير فمن هذا المكان وفي هذا الزمان نقول لكل يتيم نحن معك ولن نتخلى عنك في يوم من الأيام وكل عام وكل طفل يتيم بخير وفي أحسن صحة وأفضل حال ..




أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق