أربيل، السليمانية(العراق)- وكالات

طلب رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني من الدول والشعوب العربية تفهم ما أسماه معاناة الاكراد متسائلا فيما إذا لم يحن الوقت الملائم للاعتراف بـ"الامة الكردية بعدة إنكارها لمئات السنين"، وتزامن ذلك مع إعلان مسؤول كردي عراقي أن مدفعية القوات الإيرانية قصفت مواقع "حزب الحياة الحر" في ثلاث قرى بمناطق كردية داخل إقليم كردستان العراق.

وقال بارزاني في كلمة في اختتام مؤتمر البرلمانيين العرب بمدينة أربيل شمال العراق: "ندعو الدول الشقيقة العربية والفارسية والتركية، إلى حوار بناء على أسس من المحبة والتفاهم والتسامح، بهدف حل المشكلات التي تواجهنا، ومنع نشوء العنف والحروب في المنطقة".


وأضاف أن "هذه هي المرة الاولى التي يحضر فيها مثل هذا الحشد الجماهيري العربي الكبير، منذ تغيير النظام في عام 2003" مشيدا بما سماه "منح الاكراد هذه الثقة العربية الجديدة أمام العلاقات العربية الكردستانية"، وقال بارزاني إن "انعقاد المؤتمر في أربيل، إنما يبين الاعتراف بعراق ديمقراطي اتحادي، وما يمثله من تعدد وتنوع".

من ناحية أخرى قال بارزاني إن قرار الحرب على العراق "كان بيد طرفين، ولم يكن ضمن مساراتنا السياسية والفكرية لتحقيق هدف إسقاط النظام الدكتاتوري وإقامة النظام الديمقراطي، بل جاءت كنتيجة منطقية للنهج التدميري المغامر الذي اعتمدة النظام السابق، واصراره على الاستمرار بالحكم، ورفض اي تسوية تحول دون الاندفاع نحو الانهيار".

وقال الزعيم الكردي إن "قرار الحرب والاحتلال كان بيد طرفين" في إشارة إلى الولايات المتحدة والنظام السابق مبينا أن السياسيين العراقيين لم يكن بمقدورهم التدخل لمنع هذا الامر.


قصف ايراني لمواقع داخل كردستان العراق


فتيات من حزب العمال الكردستاني



على الصعيد الميداني، أعلن مسؤول كردي عراقي الخميس 13-3-2008 أن مدفعية القوات الإيرانية قصفت مواقع "حزب الحياة الحر" في ثلاث قرى بمناطق كردية داخل إقليم كردستان العراق, دون أن يسفر الهجوم عن وقوع ضحايا، وحزب الحياة الحر (بيجاك) هو تنظيم انفصالي لأكراد إيرانيين على صلة وثيقة بحزب العمال الكردستاني.

ومن جانبه، أكد مسؤول حدودي إيراني أن "القوات الإيرانية قصفت ثلاثة قرى حدودية هي رزكه وماردوو وشناوه مستهدفة مواقع بيجاك". وتعد المناطق المستهدفة من معاقل الأكراد الإيرانيين.

وأضاف المسؤول الإيراني أن "القصف استمر لمدة ثلاثين دقيقة، ولم يسفر عن سقوط أي ضحايا، لكنه بث الرعب والهلع بين أهالي القرى المستهدفة".

وهي المرة الأولى التي تقوم بها القوات الإيرانية بقصف مناطق في إقليم كردستان العراق منذ نهاية سبتمر الماضي.

وتشهد محافظة اذربيجان الغربية الإيرانية التي تقيم فيها أقلية كردية كبيرة مواجهات بانتظام بين الجيش الإيراني والناشطين الأكراد الذين ينتمون إلى حزب بيجاك في كردستان.

يذكر أن الجيش التركي شن الشهر الماضي - بدعم استخباراتي أمريكي - هجوما على إقليم كردستان العراق مستهدفا العناصر المسلحة من حزب العمال الكردستاني، والتي تتخذ من كردستان العراق ملاذ لها لشن هجمات على الحدود التركية.

واستغرقت الحملة التركية أسبوعا وانتهت بعدما حققت أهدافها، وفقا لما أعلنه الجيش التركي.

وكانت الحكومة العراقية قد انتقدت التوغل التركي في أراضيها وطالبت بسرعة انسحاب القوات التركية واتخاذ كافة الاحتياطات لضمان أمن وسلامة السكان المدنيين في القرى الحدودية الكردية