الأزمة اليمنية تضع السعودية أمام اختيارات صعبة
الأزمة اليمنية تضع السعودية أمام اختيارات صعبة
دبي - تكافح المملكة العربية السعودية التي تخشى من أن تؤدي الأزمة اليمينة إلى حرب أهلية أو إلى إصلاح سياسي شامل من أجل أداء دورها كصانع ملوك إقليمي.
وحاولت الرياض أن تقوم بوساطة لتحقيق انتقال للسلطة في اليمن وفقا لشروطها بينما تؤيد علانية الرئيس علي عبد الله صالح الذي لا يزال في مستشفى سعودي للعلاج بعد إصابته بجروح في هجوم على قصره في العاصمة صنعاء بعد أشهر من الاحتجاجات التي تستهدف الإطاحة به.
وتضمن ذلك إقامة علاقات مع زعماء عشائر وسياسيين وضباط في الجيش عمل السعوديون على غرسهم منذ فترة طويلة كثقل مقابل لحكم صالح المستمر منذ 33 عاما ولكن أعدادهم والانقسامات فيما بينهم لا تتيح خليفة جاهز لصالح.
كذلك أثارت عملية التفاوض على خروج سياسي لحاكم دولة مجاورة لم تعد تؤيده الحديث عن حكم نيابي تخشاه السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم.
قال المحلل السياسي أحمد الزرقا "ستحاول "السعودية" منع أي خطوة نحو الانتقال إلى أي نظام ديمقراطي حقيقي في البلاد... هذه هي المشكلة".
وقام مجلس التعاون الخليجي الذي تسيطر عليه السعودية بالوساطة في ثلاثة اتفاقيات أجهضت مع المعارضة اليمنية كانت تقضي بتنحي صالح من السلطة مقابل عدم محاكمته على سوء السلوك بما في ذلك القمع الدامي للمحتجين الذين خرجوا للشوارع في وقت اجتاحت فيه العالم العربي الحركة المؤيدة للديمقراطية.
وفي كل مرة تراجع صالح في اللحظة الأخيرة.
وأدى اعتراضه الأخير في مايو أيار الماضي إلى قتال استمر أسبوعين مع اتحاد قبائل حاشد بقيادة عائلة الأحمر الذي بلغ ذروته في الثالث من يونيو حزيران بالهجوم على قصر صالح.
وقالت شيلا كرابيكو وهي خبيرة في الشؤون اليمنية وأستاذة للعلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في القاهرة إن ذلك ربما أدى إلى تحديد مصير صالح بالنسبة للسعوديين.
ومضت تقول "لا نعرف حتى ما إذا كان سيتحسن على نحو يسمح له بالعودة "من السعودية" ولكن بعيدا عن ذلك اعتقد أنهم فقدوا الثقة فيه".
ولا تزال وسائل الإعلام السعودية واليمنية تؤكد علاقة الرياض مع صالح ولكن مغازلة خصومه واضحة. وقال صادق الأحمر وهو شخصية بارزة في قبائل حاشد بعد جولة من الاشتباكات دمرت مناطق في العاصمة اليمنية إنه لا يلتزم بهدنة إلا احتراما للعاهل السعودي الملك عبد الله.
وفقدت أحزاب المعارضة التي تتراوح بين الاشتراكيين والإسلاميين و الطائفتين السنية والشيعية الزيدية والتي وقعت الاتفاقيات التي توسط فيها مجلس التعاون الخليجي المصداقية لدى الشباب الذي يستلهم "الربيع العربي" وظهر كجمهور مستقل في اليمن.
وقال عمر عبد القادر الناشط المؤيد للديمقراطية "اعتقدنا وما زلنا نعتقد أن دول الخليج لا تريد نجاح ثورة الشباب في اليمن كي لا تمتد آثارها إلى دول أخرى في المنطقة".
وشاركت أحزاب المعارضة تلك في المفاوضات مع عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس والقائم بأعمال الرئيس اليمني التي لم تتطرق إلى مصير الرئيس الغائب.
وساعد مسؤولون أمريكيون في الوساطة لإجراء هذه المحادثات. ولكن مع استعداد واشنطن على ما يبدو لأن تواصل الهجمات على القاعدة في اليمن بالتوسع في استخدام الطائرات بدون طيار التي تديرها وكالة المخابرات المركزية يعتقد محللون أن هذا قد يرضي احتياجاتهم الحقيقية في اليمن وستترك للسعوديين اختيار من يخلف صالح.
قالت كرابيكو "لا اعتقد أن الولايات المتحدة لديها سياسة في اليمن". وتابعت "فمن جانب فإننا نؤيد السعوديين وما يريدونه أيا كان جيد بشكل كاف بالنسبة لنا والجانب الآخر لذلك هو أننا حقا لا نحب القاعدة".
ويشير ميزان القوى على الأرض إلى عدم وجود منافس سيقوم بتسهيل مهمة انتقال السلطة بأن يصبح أقوى من الأخرين.
وعلى الرغم من أن حزب صالح عانى من استقالة شخصيات بارزة فان العديد من اقاربه ومن بينهم أحد أبنائه العميد أحمد علي عبد الله صالح الذي يقود الحرس الجمهوري يحتفظ بالقيادة وحقق على ما يبدو تكافؤ عسكريا مع خصوم الرئيس.
وقال جيمس سبنسر وهو مستشار في المخاطر العسكرية والسياسية "لا اعتقد أننا سنرى مزيدا من الناس يقفزون من السفينة في هذه اللحظة". "رويترز
اجمالي القراءات
3089