- الحكام العرب سوف يدخلون التاريخ من أوسع الأبواب
- الصوفية والعلم : نظرة الصوفية للعلم " الظاهر " ودعوتهم للعلم اللدني
- الثورة والصندوق لا يلتقيان
- ف 2 : التصوف طريق للوصول للمناصب والنفوذ والمشاركة في السياسة المملوكية
- ف 2 : ثالثا: الصوفية يفضلون البدوي على الله تعالى
- ج3 / ف 2 : التصوف والشذوذ الجنسى: تشريع فقه للشذوذ الجنسى عند الصوفية
- ج3 / ف 2 : التصوف والشذوذ الجنسى: أعيان الصوفية المشهورون بالشذوذ
- التحايل بالشعوذة الصوفية
- أوجه الشبه بين الصوفية والسلفية ( القرآن نزل للراشدين)
الطرق الصوفية تسعي للتواجد في مجلس الشعب 2010
تصوير: محمد حسن
ثارت حالة من الجدل الكبير داخل الطرق الصوفية بين مؤيد ومعارض لمبدأ المشاركة فى انتخابات مجلس الشعب المقبلة، إحدى الجبهات تفضل الابتعاد عن الحياة السياسية «لأنها ستقتطع من الوقت المخصص لذكر الله»، وجبهة أخرى ترى أن عدم المشاركة والانعزال عن المجتمع سلبية ترفضها تعاليم الصوفية والفكر الصوفى.
وكان السيد علاء أبوالعزائم شيخ الطريقة العزمية وعضو القيادة الشعبية من كبار الرافضين للمشاركة فى الانتخابات بحجة أن من ينجح فى الانتخابات يتخذ كل الطرق المشروعة وغير المشروعة لتحقيق أهدافه ووصف الانتخابات فى مجملها بأنها سلبية، وغير ديمقراطية؛ إلا أن أبوالعزائم فجر مفاجأة كبيرة بإعلانه خوض الانتخابات وكلف المحامى الخاص به لتجهيز وتقديم الأوراق الخاصة به من أجل أن يترشح مستقلا، ويفسر أبوالعزائم لـ«الشروق» السبب الرئيسى فى تغييره لموقفه وإقدامه على الترشح لانتخابات مجلس الشعب بما اسماه بـ«اقتناعه بآراء المشايخ الذين سيساندونه فى الانتخابات، أمام الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب».
ولم يستبعد أبوالعزئم أن يفوز على الدكتور فتحى سرور على الرغم من صعوبة الموقف قائلا: «نأمل أن تكون هناك انتخابات نزيهة ووقتها ستكون هناك فرصة كبيرة لنجاحى خصوصا أن لى أتباعا كثيرين بدائرة السيدة».
ويأمل مشايخ الطرق الصوفية وعلى رأسهم شيخ المشايخ السيد عبدالهادى القصبى أن يكون لهم وجود فى مجلس الشعب خصوصا بعد أن أعلن الشيخ محمد عصام زكى إبراهيم شيخ الطريقة المحمدية الشاذلية عن عزمه خوض الانتخابات والترشح فى دائرة حى الجمالية. أنه سيدخل الانتخابات ضمن قائمة مرشحى الحزب الوطنى.
وعن الدعم الذى سيقدمه أبناء طريقته فى الانتخابات قال: «لن أفرض رأيا على أحد من أتباع الطريقة لتأييدى فى الانتخابات بدليل أننى لم أتحدث مع أبناء الطريقة لا فى الدروس أو المحاضرات عن مسألة ترشحى فى الانتخابات ولم يخرج الكلام والحديث عن الله ورسوله وعن التصوف والشئون الإسلامية وما يجب أن يراعيه الإنسان فى حياته اليومية».
وعن أدواته فى الانتخابات قال: «إنجازاتى فى منطقة الجمالية ومنشية ناصر منذ 13 عاما وحب أحبابنا وإخواننا.
بالإضافة إلى ما أسسه أبى محمد زكى إبراهيم فى منشية ناصر وقاية باى والجمالية».
ويوضح شيخ «المحمدية الشاذلية» أن الدعم والتأييد اللذين سيلقيانه من مشايخ الطرق الصوفية سيكون معنويا، وأنه لن يقبل أى دعم مادى.
ويؤكد شيخ المحمدية الشاذلية أن الترشح لمجلس الشعب نقطة انطلاق إيجابية لمشايخ الطرق للانخراط فى المجتمع ولتقديم دور حقيقى فى بناء وتطوير الفكر الثقافى والاجتماعى والصحى فى جميع المجالات لتحقيق خطة الدولة فى التنمية المتكاملة، والتركيز على التيار الدينى المعتدل الذى يتسم بالسماحة والتيسير والحكمة والبعد عن الانفعالات والتصريحات غير المدروسة التى ليس لها أى أساس فى نهضة المجتمع.
ويضيف «دخول شيخ من مشايخ الطرق الصوفية مجلس الشعب يساعد مساعدة كبيرة على توضيح أهمية الفكر الدينى المعتدل وسماحة الإسلام والترابط بين جميع الطوائف وتحقيق الوحدة الوطنية كما ينبغى وكل هذا له أثر كبير فى نشر الفكر الإسلامى الصحيح، داخليا وخارجيا».
ومن جانبه اكد الشيخ عبدالهادى القصبى شيخ مشايخ الطرق الصوفية أن «المشيخة لن تتوانى عن تقديم الدعم لشيخ الطريقة المحمدية الشاذلية»، مؤكدا حق كل شيخ طريقة فى خوض المعركة الانتخابية كونه مواطنا مصريا يتمتع بكل حقوقه الدستورية.
وأشار القصبى إلى عدم وجود موانع عقائدية أو فكرية للمتصوفة فى الترشح للانتخابات، «فمن يترشح من أهل التصوف سيكون فى خدمة الوطن».
وأضاف القصبى: «شيخ الطريقة الذى سيترشح فى الانتخابات سيحصل على ميزة نسبية فأتباع الطريقة فى الدائرة التى سيخوض فيها الانتخابات سيقدمون له الدعم».
إلا أن الأمين العام للمجلس الأعلى للطرق الصوفية أحمد خليل عفيفى ينفى قيام المشيخة العامة للطرق الصوفية بتقديم الدعم لمن يخوضوا الانتخابات، وقال: «شيخ الطريقة يخطر المشيخة بشكل ودى وليس بصفة رسمية».
من جانبه قال الشيخ محمود أبوالفيض شيخ الطريقة الفيضية وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية أنه لا يوجد ما يمنع شيخ الطريقة من الترشيح لانتخابات مجلس الشعب، وأضاف: «ونحن نحث أبناء الطريقة على المشاركة فى الانتخابات من خلال الإدلاء بأصواتهم لاختيار الأصلح ولا نفرض عليهم مرشحا ولكن ننصح بالأفضل من وجهة نظرنا»، وقال أبوالفيض ردا على بعض مشايخ الصوفية الذين يرفضون المشاركة فى الانتخابات «نحترم رغبتهم لأنهم يقتنعون بأسباب تجعلهم يرفضون المشاركة».
ومن جهته، قال الشيخ طارق ياسين الرفاعى شيخ الطريقة الرفاعية ــ من أكبر الطرق الصوفية فى مصر» ــ من حقنا كشيوخ طرق الترشح فى الانتخابات لأننا مواطنون مصريون طبقا للدستور»، مؤكدا رفضه للجبهة الصوفية التى تفضل البعد عن الحياة السياسية خصوصا الانتخابات، وأضاف: سنقف بجوار الشيخ عصام زكى إبراهيم وهو أخ فاضل.
وكشف الرفاعى عن أنه كان ينوى خوض الانتخابات عن دائرة إمبابة لكن حالته الصحية حالت دون ذلك، مؤكدا أن شعبيته هناك فى المنطقة كبيرة نظرا لوجود أتباعه بشكل كبير إلى جانب منزله وتجارته.
واتفق الشيخ أحمد حافظ التيجانى شيخ الطريقة التيجانية مع الجبهة المؤيدة لخوض الانتخابات وقال: «المسائل السياسية لا تتعارض مع الفكر الصوفى»، وأشار الشيخ التيجانى إلى أنه ينصح أتباع الطريقة بالأصلح من وجهة نظرهم، دون أن يجبر أحدا، وأكد التيجانى أنه من أهم الصفات التى يجب أن تتوافر فى المرشح لكى يزكيه لأتباعه أن يطبق شرع الله، وتمنى للشيخ عصام زكى إبراهيم شيخ الطريقة المحمدية الشاذلية الفوز فى الانتخابات.
وعلى نفس الدرب يتحدث الشيخ محمد الشهاوى رئيس المجلس الصوفى العالمى وشيخ الطريقة الشهاوية، قائلا: «لا توجد مشكلة فى أن يترشح أى شيخ طريقة فى انتخابات مجلس الشعب»، مؤكدا أن ذلك لن يؤثر على علاقة شيخ الطريقة بأتباعه، وأن المشكلة تكون فى الشخصيات العامة وأصحاب المناصب الرفيعة مؤكدا أن منصب عضو مجلس الشعب سيؤثر بالسلب، على أداء مهامه الأخرى.
وعلى الرغم من تأييد كثير من مشايخ الطرق الصوفية، لمبدأ الترشح للانتخابات؛ فإن هناك قطاعا عريضا من مشايخ الطرق الآخرين يرفضون حتى الخوض فى أى كلام عن الانتخابات ومنهم الشيخ محمد أبوخليل شيخ الطريقة الخليلية الذى قال: «لا توجد لدينا انتماءات سياسية ونؤيد سياسة الحزب الوطنى الحاكم وسياسة الرئيس تأييدا مباشرا».
الحسينى أبوالحسين شيخ الطريقة الجوهرية الأحمدية يتفق مع شيخ المشايخ فى أن شيخ الطريقة مواطن مصرى عادى له كل الحقوق وعليه كل الواجبات غير أنه استدرك قائلا: «ولكن يفضل أن يكون الصوفى سواء كان شيخ طريقة أو نائبا أو حتى مريدا بعيدا كل البعد عن الجوانب السياسية لأن الصوفى ينتهز فرصة الوقت ليعمل على تسبيح الله وشكره وعبادته وهو فى عبادته دائما، أما السياسة فستبعده عن هذه العبادة وستقتطع من وقته».. ويتابع: «وقد ورثنا من أجدادنا الصوفيين أن الوقت كالسيف إن لم تقتطعه قطعك، وتعلمنا منهم أن قطع الوقت يكون فى ذكر الله فقط».