جائزة سيد القمنى ومصر التى تقفز فى الظلام
1 ـــ فى البداية أذكر مجددا أن الإختلاف الفكرى والعقيدى بينى وبين د. سيد القمنى لا يقل عن 100% ، وهذه بدهية لا تحتاج إلى شرح ، ودفاعى عن حقه فى التفكير والنشر وحقه فى التكريم بدهية أخرى لا تحتاج إلى شرح . كما أنى لا أكتب هذا المقال لإثبات هذا أو ذاك ، ولكنى أكتب لتحليل أزمة جائزة القمنى كإحدى الإرهاصات الأخيرة لمصر وهى تقفز فى الظلام .
2 ـــ العلمانية هى السبيل لإنقاذ مصر وما يسمى بالعالم العربى أو الإسلامى ، سواء العلمانية المؤمنة التى تحترم الدين ولاتستخدمه مطية لإغراض سياسية ، أو العلمانية غير المؤمنة والتى تشترك مع العلمانية المؤمنة فى الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان واحترام الفرد.
سيادة العلمانية لا تعنى مصادرة دعاة الثيوقراطية أو الديكتاتورية ولكن حرية الفكر – كأساس فى العلمانية – هى التى تفضح دعاة الإستبداد السياسى والكهنوت الدينى ، وتحرمهم من القوة التى يحتاجون إليها فى فرض عقائدهم على الناس . وحرية الفكر والرأى تتيح لى ولأمثالى الكتاب فضح خرافات الأديان الأرضية ، وتأكيد التلازم بين جوهر الدين السماوى والعلمانية. وبقدر ما فى المجتمع من نصيب فى العلمانية يكون تقدمه أو تأخره ، وإذا تضاءل نصيبه من العلمانية فهو فى طريقه للقفز فى الظلام.
3 ـــ كانت هذه الحقيقة راسخة فى عقلى خلال عملى فى جامعة الأزهر ( 1973 -1987 ) إستوعبتها من بحث تاريخ وتراث الأمام محمد عبده ( 1849- 1905 ) ونذرت حياتى لأبنى على حركته الإصلاحية ، بعد أن دمرها تلميذه الخائن(رشيد رضا ) وصنع على أنقاضها حركة الأخوان المسلمين خدمة لسيده عبدالعزيز آل سعود ... والتفاصيل فى البحث القادم " مدرسة الإستنارة للإمام محمد عبده ".
كان يقلقنى ضعف التيار العلمانى مقارنة بالتيار الأخوانى بعد الإنقلاب الساداتى وتحالفه مع الأخوان والسعودية.كان مهما وجود نوع من التوازن يمنع سيطرة الأخوان الوهابية السلفية الماضوية على الساحة ، لأنها تستخدم نفوذها فى عقاب ومطارة خصومها فى الرأى وقتلهم معنويا أو ماديا بإستغلال إسم الإسلام .
لذا كان لابد من وجود تيار دينى إسلامى مستنير يعزز التيار العلمانى فى مصر ضد التيار الأخوانى . وبعد خروجى من السجن عام 1987 وخوفا على حياتى من مقالات التكفير هربت إلى أمريكا فى يناير 1988 ، وظللت فيها إلى أكتوبر من نفس العام ، ثم عدت خوفا على أولادى،وأملا فى لعب دور يساند التيار العلمانى لإصلاح الوضع المصرى .
بمجرد عودتى تحالفت مع الراحل فرج فودة وبعض المنظمات العلمانية ، ومنها المنظمة المصرية لحقوق الإنسان ، وبالتعاون مع قيادات علمانية – بعد إغتيال فرج فودة – تكونت الحركة الشعبية لمواجهة الإرهاب متعاونا مع النظام نفسه فى أزمته أثناء صراعه المسلح مع جماعات الإرهاب .
ولكن الركن الأساس هو التحالف مع فرج فودة فيما بين ( 1989 – 1992 ).
نتج عن هذا التحالف أمران :-
• تشجيع د. فرج فودة على الكتابة فى الإسلاميات بعد أن كان يرفض – وبإصرار – الدخول فى ملعب الشيوخ ، وأحدثت كتاباته ومناظراته أثرا هائلا ، إذ فاز على الشيوخ وأثبت جهلهم .
• تشجيع فرج فودة على إعلان " حزب المستقبل " . كان يقوم بالإعداد لقيام هذا الحزب ، وشكى لى أن معظم المؤسسين من الأقباط ، بل أن المسلمين منهم أسماؤهم محايدة ، من نوعية مجدى كامل ، وكمال فهمى ورزق شحاتة ... قلت له هل تريدنى أن أنضم إليك ومعى قيادات القرآنيين ؟ رحب جدا ، وفى عدة أيام إنضم إلى الحزب نحو 30 من القرآنيين .
وظهر الإعلان عن الحزب الجديد ومؤسيسه فى الصحف وفقا للقانون ، وبسرعة أصدر د. عبدالغفار عزيز رئيس ما يسمى بــ ( ندوة علماء الأزهر ) بيانا بتكفير د.فرج فودة وأحمد صبحى منصور داعيا لإغتيالهما ، ونشرت جريدة ( النور ) الفتوى ، وبعدها بأقل من أسبوع إغتالوا د. فرج فودة .
4 ـــ ما هى صلة كل ذلك ب د. سيد القمنى ؟
قدم لى د. فرج فودة مخطوطا وطلب منى إبداء الرأى فيه ، كان عن إبراهيم نبى الله عليه السلام ، ومن تأليف كاتب مجهول وقتها،هو د.سيد القمنى. قرأت صفحات من الكتاب ثم قلت لفرج فودة أننى أخالفة مائة فى المائة ، ولكن وجود هذا المؤلف ضرورى ليوسع ساحة النقاش ليزيد من أعباء التيار الأخوانى العاجز أساسا عن النقاش.
بعد رحيل فرج فودة حدثت بعض الإتصالات مع د.سيد القمنى، وكان يعيش فى الواسطى فى الصعيد ، وطلبت منه مرارا أن يأتى إلى القاهرة،وجاء إلى القاهرة، وصرنا أصدقاء مختلفين فكريا متباعدين حسب ظروف الوقت .
كان أملى أن يحتل د. سيد القمنى مكانة د. فرج فودة ، ولم يحدث ذلك نظرا لإختلاف الشخصية وإختلاف الظروف.
فرج فودة كان مؤهلا بشخصيته للزعامة فكريا وسياسيا، وحتى بمظهره وهيئته وكاريزميته.
وبإغتياله ـ فى قمة عطائه فى السابعة والأربعين من العمر ـ فقدت الحركة العلمانية فى مصر والعالم العربى أهم شخصية قيادية من الصعب تعويضها.
وأكاد أقول إن إغتياله وضع علامة فارقة فى تاريخ مصر وهى تتأهب للخروج من ديكتاتورية العسكر لتدخل فى عصر جديد . كان مؤهلا لأن يكون عصر فرج فودة لولا إغتياله مبكرا . ومن أسف أن العلمانيين المصريين لم يعطوا فرج فودة حقه فى حياته ، ولم يقدروا معنى خسارتهم بوفاته .ومن أسف أن بعض العلمانيين اليساريين ناصبوه العداء لأنه سبقهم فى رؤيته السياسية، ولايزال هؤلاء فى مواقعهم عبئا على الحركة العلمانية ينحدرون بها إلى مستنقع الخمول والجمود ، وانتهى ببعضهم الحال لأن يكونوا عونا للأمن فى أرذل العمر.!!.
باختصار :غياب فرج فودة عن الساحة كان إرهاصا بغياب التيار العلمانى كله عن ساحة التأثير فى مصر،وخلوها للتيارالأخوانى ومؤشرا حزينا على أن مصر ستقفز فى الظلام .
5 ـــ كنوع من التحدى والصمود والتصدى تكونت(الجمعية المصرية للتنوير) فى مكتب الراحل د.فرج فودة ، وكانت الجمعية أرضا خصبة لتجميع قيادات العلمانيين ومنها قامت بعض الجمعيات الأخرى مثل الحركة الشعبية لمواجهة الأرهاب ، ولكن ضعف العلمانيين بعد فرج فودة وعجوهم عن التبرع للجمعية المصرية للتوير قلص دورها.
كان التمويل أساس عجز التيار العلمانى فى مصر .
العلمانيون نوعان : أحدهما غنى بثقافته ، والآخر غنى بأمواله . ومفترض أن يتعاون الاثنان لانقاذ مصر ، ولكن أنصار العلمانية من أصحاب الملايين والبلايين هم مجرد وكلاء وذيول لصناعة الفساد والاستبداد فى نظام مبارك ، لا يملك أحدهم حرية الخروج على (النّص )، فكيف يتبرع لحركة علمانية تنادى بالديمقراطية و الشفافية وحقوق الانسان ؟
فى نفس الوقت تنهال التبرعات الوهابية على التيار السلفى ، بالاضافة الى أن هذا التيار سبق له أن التهم حصيلة عرق المصريين فيما يعرف بتوظيف الأموال .
لم يبق من مصدر لتمويل الحركة العلمانية فى مصر سوى الغرب.
ومع أن الغرب يساعد النظام ، ومع أن فتات هذه المساعدات تصل للمنظمات العلمانية خصوصا الحقوقية ، ومع أن هذا الفتات ليس بشىء مقارنة بالتمويل السعودى والخليجى الذى ينشر ثقافة الارهاب والتخلف ، ومع أن هذا الفتات يخضع لاتفاقات دولية وتدقيق من النظام المصرى ـ إلا إن النظام وأذنابه أدمنوا تخوين المنظمات والمراكز العلمانية بحجة التمويل من الغرب وأمريكا .
على المستوى الشخصى عانيت الفقر والضنك ، وأنا أعمل متبرعا ـ أغلب الوقت ـ مع المنظمات العلمانية ، ومنها الجمعية المصرية للتنوير. وهو نفس الضنك الذى لا يزال يعانيه الان د. سيد القمنى ، فى مرضه وشيخوخته ، فلما أعطاه النظام بعض حقه فى جائزة نقدية أصبحت معضلة تهون الى جانبها مشكلة التوريث و التمديد .
نعود الى الجمعية المصرية للتنوير ، التى كانت ـ ولا تزال ـ تعانى الفقر،وتستمر فى أداء دورها .
فى أحدى ندواتها كنت أتكلم عن ( الأزهر والتنوير) وكان بين الحاضرين د. سعد الدين إبراهيم ، وتعارفنا وتحالفنا ،فانتقلت من الجمعية المصرية للتنوير إلى مركز ابن خلدون للعب دور أكبر،وبدأت الندوة الأسبوعية (رواق ابن خلدون ) فى يوم الثلاثاء 2/1/1996 ، تحت شعار (حتى لا تقفز مصر فى الظلام ) واستمر بلا إنقطاع مساء كل ثلاثاء. كان الأمل تجميع التيار العلمانى وتكوين علاقات إنسانية دافئة بين قياداته.
كان مركز ابن خلدون يتعرض للهجوم منذ عقد مؤتمر الأقليات فى قبرص ، ثم إزداد الهجوم بعد إنشاء (رواق ابن خلدون )وإنضمام القرآنيين إلى الخلدونيين ، وبهذا التحالف نشأ مشروع إصلاح التعليم المصرى ومشروع تعليم المصريين حقوقهم السياسية والإنتخابية،وترتب عليهما الموجة الثانية من القبض على القرآنيين ( 2000-2001 ) والقبض على د.سعد الدين إبراهيم وبعض العاملين فى المركز وغلقه وهجرتى لأمريكا.
كان هذا هو الإرهاص الثانى لغياب التيار العلمانى وسيادة التيار الأخوانى ، وتهيؤ مصر للقفز فى الظلام.
6 ـــ فى المراحل السابقة ( 1987 -2001 ) كانت مصر تعيش عصر الدولة الرخوة ، أى يوجد بها نوع من الإدارة الهشة المخترقة بالريال السعودى ، ولكنها إدارة على أى حال ، تحاول أن تجد مبررا لإخطائها وخطاياها.
بعد عام (2001 ) إنتهى عصر الدولة الرخوة فى مصر وجاء عصر الغوغاء ...
وفى عصر الغوغاء جاء نفى د. سعد الدين إبراهيم وسجن أيمن نور والموجة الثالثة من القبض على القرآنيين ( 2007 ) وتوابعها ( 2008 ) ثم أخيرا الهجوم الكاسح على إعطاء سيد القمنى جائزة الدولة التقديرية هذا العام.
فى مرحلة الغوغائية هذه كان الإعلان عن نعى التيار العلمانى فى مصر وتم تجهيز مصر للقفز فى الظلام .
7 ـــ مظاهر الغوغائية فى مصر متعددة ...
• فشل حركة الإحتجاج العلمانى فى الشارع بمختلف مسمياتها من كفاية وأخواتها ، ووقوعها فريسة للإنتقام مع شيوع ثقافة التعذيب .
• إنتقال المعارضة من الشارع إلى فضاء الأنترنت عبر حركات إحتجاجية مختلفة نجحت جزئيا ، ثم انتهت بالفشل لعدم وجود تيار علمانى راسخ خلفها.هم شباب ولدوا فى عصر مبارك ،أى أمل المستقبل ، ولكن ضاع الأمل فى هذا الشباب ، فالتعذيب خلفهم والتقاعس العلمانى أمامهم والغوغاء حولهم .
• الغوغائية فى الاعتقال واستخدام الحبس الاحتياطى وسيلة للتعذيب والانتقام، مثل القبض على القرآنيين واتخاذهم رهائن لاسكاتى. كما تتجلى الغوغائية فى القبض على قيادات وأفراد الأخوان بتهم متكررة متهالكة ، بل تصل الغوغائية إلى التصميم المعلن على الإبقاء على أيمن نور فى السجن،ثم بعدها يتم الإفراج عنه سريعا بلا سبب معلن.!
• وصول الغوغائية الى الجهاز القضائى ، ليس فقط فى استخدام النيابة العامة و وقانون الطوارىء ، ولكن فى رفع قضايا غوغائية ضد الخصوم فى الداخل و الخارج ، مثل القضايا المرفوعة على د. سعد الدين ابراهيم ، وحاليا د. سيد القمنى . وبعضها تصل به العشوائية و الغوغائية الى طلب سحب الجنسية .
ثم فى النهاية نصل لبيت القصيد ...
• الغوغائية فى الإحتجاج على جائزة د . سيد القمنى ، معظم الغوغائية جاءت من وعاظ القبور الذين أسند لهم مبارك قيادة الأزهر ودارالإفتاء .. .. أولئك الغوغاء هم أبطال الفضائح المهلكة من نوعية (إرضاع الكبير)( والتداوى ببول النبى)( شرب بول الإبل)وخلافه. هذه العمائم هى القائمة بحملة ضد جائزة القمنى . وانضم إليهم غوغاء من قيادات القضاء تحتج على الجائزة بحجة أن الجائزة تتنافى مع المادة الثانية فى الدستور عن الشريعة الإسلامية.
• وعلى هامش الإحتجاج جرى إغتيال د. القمنى معنويا بتكفيره. ومعروف أن الإغتيال المعنوى للشخصية هو دعوة علنية للإغتيال الجسدى. وهذا هو الحضيض الذى سقطت فيه غوغائية الأزهر والقضاء ... ...
8 ـ وهنا نرد عليهم بالأتى :
• مفروض أن الدولة تمثل كل المواطنيين من مؤمنيين وملحدين،ومن واجبها تكريم من يستحق بغض النظر عن إتجاهه الفكرى والعقيدى. ليس مطلوبا من الأزهر والكنيسة تكريم د.سيد القمنى ، ولكنه مطلوب من الدولة التى يعيش فيها القمنى مواطنا صاحب فكر أن يحظى بالتكريم .
• وعاظ القبور المحتجون يعرفون أن فى القرآن الكريم مئات الآيات التى تؤكد على حرية الفكروالعقيدة والدين ، ومسئولية كل إنسان على عقيدته أمام الله تعالى يوم القيامة، وأن الرد على من يلحد هو بالعفو والاحسان وليس باللعن والامتهان .
• بعض قيادات القضاء التى تتباكى على المادة الثانية فى الدستور والشريعة الإسلامية ، لا يمكن أن نتصور أنها تجهل نصّ المادة الثانية من الدستور المصرى ،التى تتكلم عن (مبادىء الشريعة الإسلامية) وليس مجرد (الشريعة الإسلامية) المختلف بشأنها ، والتى هى مصطلح مطاط لا سبيل لضبطه. فمبادىء الشريعة الإسلامية هى القيم العليا للإسلام من العدل والقسط والسلام و الرحمة والاحسان ( أى التسامح ) والحرية المطلقة فى الإيمان والكفر وعدم الأكراه فى الدين وحفظ حقوق العباد أو حقوق الإنسان.أى طالب فى كلية الحقوق يدرك هذا، فكيف يقيادات القضاء من التيار الأخوانى ؟.
• كلهم يعرفون أن المادة الثانية تنص على " مبادىء الشريعة " ، وبالتالى فإن تكريم د. سيد القمنى هو تكريم لمبادىء الشريعة الإسلامية وتطبيق لها . ولكنهم كلهم أيضا – وفى غوغائية مقصودة – يصممون على إستخدام تلك المادة ضد خصومهم العلمانيين والأقباط ،يذكرون " الشريعة " ويتناسون أنها " مبادىء الشريعة الإسلامية "
ومن أجل ذلك أطالب بتغيير هذه المادة ليحل محلها " مواثيق حقوق الإنسان الدولية " مصدرا وحيد للتشريع المصرى ، بهذا نقطع السبيل على من يتخذ الإسلام والشريعة الإسلامية الحقة مطية لأغراضه السياسية .
• وبسبب هذه الأغراض السياسية فأولئك المحتجون لا يوصفون بالجهل ولكن بالدجل. والدجل يسود فى عصر الغوغائية، والغوغاء هم جيوش الدجالين فى كل زمان ومكان،والويل لأى أمة وأى وطن إذا تحكم فيه الدجالون و الغوغاء . والدجالون هم أرباب الساحة المصرية الآن بعد أن تخلى لهم عنها العلمانيون.
9 ـ أخيرا ...
تبقى كلمة أقولها حرصا على حياة أخى د.سيد القمنى ، الذى أخالفه فى توجهاته بنفس قدر حرصى على حياته .
لعلك تذكر يا أخى العزيز لقاءاتنا فى واشنطن منذ سنوات ، لعلك تذكر إلحاحى عليك لتبقى فى أمريكا، ولعلك تذكر كيف دمعت عيناى فى أول لقاء معك .
هل تعلم لماذا غلبتنى دموعى ؟؟!.. ..
مع إلحاحى عليك بالبقاء والهجرة لأمريكا كنت أدرك أنك لن تتحمل الغربة بسبب ظروفك الصحية والعائلية، وأنك ستعود مثقلا بالمرض والمعاناة لتكون هدفا للغوغاء مجردا من تيار علمانى قوى يحميك ويقف بجانبك.
كنت أنظر إليك وأتذكر مصير صديقنا الراحل فرج فودة ، وأقول لنفسى ربما تكون هذه الزيارة أخر فرصة آراك فيها.
وبكيت.!.
بكيت ليس حزنا على مفكر وكاتب مثلك يقف بمفرده ضد تيار غوغائى ، ليس حزنا على حالنا بين الغربة القهرية خارج الوطن مثلى ومثل سعد الدين إبراهيم أو المعاناة مثلك داخل وطن يقفز به الغوغاء الى ظلام المجهول .
بكيت حزنا على مصر حين تقفز الى المجهول .
** أخر السطر ....
النظام العسكرى المصرى حين منح د. سيد القمنى جائزة الدولة التقديرية فأنه فى الحقيقة أعطاه قبلة الموت ممهدا الطريق للغوغاء بإغتياله معنويا وأدبيا ثم جسديا ..
لذا أكرر دعوتى لأخى سيد القمنى إلى الهجرة بأولاده من غوغاء النظام والأخوان . لقد ألححت عليك من قبل أن تنتقل من بلدك الواسطى لتأتى الى القاهرة . وأرجوك الان أخى سيد ... إنج بنفسك قبل أن تقفز مصر فى الظلام ...
اجمالي القراءات
17731
هؤلاء الشيوخ يمرون على هذه لآيات التي تدعوا وتؤكد على حرية العقيدة والفكر والدين ويحفظونها ولكن يعتبرونها للقراءة فقط، هم يدركون أنهم لو استخدموا هذه الآيات ودخلت حيز التطبيق فسوف يصبحون بدون وظائف ، لأنهم يرتزقون على الإكراه في الدين ولعن المختلف معهم في الفكر والمعتقد وفي اعتقادهم أن هذه الآيات القرآنية للقراءة فقط ، فمن يملك هذا الفكر المتسلط لا يمكن أن يوافق على أن مسئولية كل إنسان على عقيدته أمام الله تعالى يوم القيامة، وأن الرد على من يلحد هو بالعفو والاحسان وليس باللعن والامتهان .بارك الله لك دكتور منصور على الدفاع عن حرية الفكر والمعتقد .