التزاوج بين الفساد والانحلال

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ١٠ - أغسطس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الفجر


التزاوج بين الفساد والانحلال

 

عودة محمد فودة لفاروق حسني وغادة عبدالرازق

الحسينى ابو ضيف

عندما خرج محمد فودة السكرتير الأسبق لوزير الثقافة فاروق حسني، من الوزارة بعد فضيحة الرشوة الكبري، التي ضمت معه ماهر الجندي محافظ الجيزة الأسبق، كان في الأوراق الرسمية وقتها، مجرد موظف صغير، وبعد خمس سنوات قضاها في السجن، خرج ليحمل لقب الإعلامي ورجل الأعمال، ويجد لنفسه مكانا جديدا في أحضان الوزارة، لكن هذه المرة وجد مكانا غير رسمي، عاد إلي الوزارة ليستعيد مكانته السابقة، ونفوذه الذي يستمده من علاقته المباشرة مع وزير الثقافة.

عاد فودة إلي أضواء وزارة الثقافة، وفي نفس الوقت عاد إلي أضواء "الشهرة" التي بحث عنها طوال حياته، قبل أن يجدها في استعادة علاقته القديمة بالممثلة غادة عبدالرازق، والتي تعرفت عليه منذ 13 عاما، وبالتحديد في عام 1997، عندما كان فودة بوابتها السحرية إلي عالم المسرح.

عاد فودة إلي وزارة الثقافة، لينفذ الكثير من مهامه القديمة، من بينها مهمة خاصة تتم بتكليف مباشر من فاروق حسني، مثلما حدث مؤخرا عندما كلفه الوزير بإنهاء أزمة الحصول علي تراخيص بناء فيللا لوزير الثقافة البحريني، والتي اختار حسني موقعها بنفسه، لتكون بجوار فيللته علي نيل منيل شيحة، وفي وقت قياسي، تمكن فودة من إنهاء إجراءات ترخيص البناء.

ولم يتوقف دور فودة عند إنهاء تراخيص الفيللا، فقد تدخل لفض النزاع بين الوزير البحريني والفلاحين المقيمين بالقرب من الفيللا، والذين رفضوا بناءها علي جزء من أراضي طرح النهر، التي كانوا يزرعونها، لكن زيارة واحدة من فودة لقسم شرطة الجيزة، كانت كفيلة بأن يحسم الأمر، لتنتهي مضايقات الفلاحين، ويتم استكمال بناء الفيللا، وهو ما أعاد له ثقة فاروق حسني، أقدم وزير في الحكومة الحالية، والمعروف عنه أنه لا يعطي ثقته لأحد بسهولة، وفي نفس الوقت لا يفرط فيها بسهولة، والآن أصبح فودة ضيفا وحيدا علي مائدة عشاء الوزير مرتين أسبوعيا، في فيللته الخاصة علي نيل منيل شيحة.. ولم يعد مشهد أفراد الأمن بالوزارة، وهم يسرعون خلف سيارة فودة، في كل مرة يزور فيها الوزير، مشهدا مثيرا للانتباه، ففي كل مرة تصل فيها سيارته الفخمة إلي مقر الوزارة، يجري أفراد أمن ليفتحوا باب السيارة له، وهم يخاطبونه بلقب "محمد بيه"، خاصة أنهم يعرفون أيضا مكانته ونفوذه في الوزارة، وهو نفوذ يتعدي مقر الوزارة في شارع شجرة الدر بمنطقة الزمالك، ليصل إلي الهيئة العامة لقصور الثقافة، فرغم صدور قرارات بمنع العقود المؤقتة في الهيئة، إلا أن رئيسها أحمد مجاهد لا يرفض طلبا لفودة، لأن علاقته القوية مع وزير الثقافة كافية لأن تفتح له كل الأبواب المغلقة.

الغريب أن أحدا في وزارة الثقافة لم ينس أن محمد فودة، الذي يلقب نفسه في الوزارة والوسط الصحفي بالإعلامي، ويلقب في الوسط الفني برجل الأعمال، حاصل علي مؤهل متوسط، هو دبلوم صنايع.

وبقدر ما كانت عودة فودة إلي وزارة الثقافة مفاجأة، كان إعلانه لخطوبته علي الممثلة غادة عبدالرازق، التي قدمته إلي الوسط الفني بصفته رجل أعمال، بينما تجاهل هو تماما قضية الرشوة الكبري، التي سجن علي ذمتها لمدة 5 سنوات، فقد خرج من السجن ليبدأ حياة جديدة، خارج إطار الوظيفة الرسمية، التي جعلت عيون هيئة الرقابة الإدارية ترصده، وتفتش عن مصدر أمواله، التي حصرت الرقابة الإدارية منها 4 ملايين جنيه.

فور إعلان خطبة فودة وغادة، عقب حصول الأخيرة علي الطلاق من زوجها المنتج وليد التابعي، أصبح خبر الخطبة وجبة رئيسية علي موائد النميمة في الأوساط الفنية والصحفية، فكل من فودة وغادة شغلا هذه الأوساط لسنوات طويلة، بصورة منفردة، قبل أن يرتبطا سويا، وتصرح غادة بأن علاقتها بفودة عمرها 13 سنة، فقد كان سكرتير وزير الثقافة هو كلمة السر في نجومية غادة عبدالرازق، عندما فرضها علي خشبة مسرح البالون عام 1997، لتعمل في تقديم برنامج منوعات "مزيكا مزيكا"، مع فرقة أنغام الشباب، بدلا من المطربة المعتزلة مني عبدالغني، فقد أحضرها فودة قبل العرض بفترة قصيرة، واستصدر وقتها تعليمات مباشرة من فاروق حسني إلي عبدالرحمن الشافعي، رئيس البيت الفني للفنون الشعبية، لتظهر علي مسرح البالون، قبل أن يسطع نجمها تدريجيا، لتصل ذروة النجومية بالتزامن مع خروج فودة من السجن.

اجمالي القراءات 6604
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق