هاآرتس» تصف مبارك بأنه الأكثر قرباً لنتنياهو .. والعلاقات بين الاثنين أكبر مما تبدو للعيان

اضيف الخبر في يوم الخميس ٢٧ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الدستور


هاآرتس» تصف مبارك بأنه الأكثر قرباً لنتنياهو .. والعلاقات بين الاثنين أكبر مما تبدو للعيان

هاآرتس» تصف مبارك بأنه الأكثر قرباً لنتنياهو .. والعلاقات بين الاثنين أكبر مما تبدو للعيان

الخميس, 27-05-2010 - 11:44الأربعاء, 2010-05-26 18:02 | محمد عطية
  •  
 

> نتنياهو مستعد لامتصاص انتقاد العالم لحصاره غزة علي إغضاب مبارك > قادة تل أبيب يتمنون لمبارك طول العمر ويخشون من وصول الإخوان للحكم > الأجهزة الأمنية هي التي ستحدد حاكم مصر المقبل.. ولا أحد يعلم إن كان جمال مبارك أم عمر سليمان

تحت عنوان «صلوات لسلامة مبارك» قال ألوف بن- المحلل السياسي- لـ «هاآرتس» إنه من بين كل قادة العالم فإن الرئيس المصري حسني مبارك هو الرئيس الأكثر قرباً لبنيامين نتنياهو- رئيس حكومة تل أبيب- موضحاً أن الاثنين التقيا أربع مرات منذ عودة الأخير لسدة الحكم بتل أبيب، وأنه علي عكس الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يخش الرئيس المصري مصافحة نتنياهو.

ونقل بن عما أسماه مصادر إسرائيلية وأمريكية بارزة قولها: العلاقات بين مبارك ونتنياهو وثيقة جداً بشكل أكبر مما يبدو للعيان، موضحين أن الرئيس المصري يتحدث للآخرين عن ثقته في أن رئيس حكومة تل أبيب سيفعل الصواب فيما يتعلق بعملية السلام بالمنطقة، وأكد المحلل السياسي أن العلاقات الودية المذهلة بين القائدين تنبع من قلقهما المشترك من إيران، موضحاً أن نتنياهو يخشي من البرنامج النووي لطهران بينما يخاف مبارك من سياسة الخداع الإيراني.

وأضاف ألوف أن هناك تعاوناً مصرياً إسرائيلياً في فرض الحصار علي قطاع غزة، وإضعاف حكومة حماس هناك وإجهاض عمليات تهريب الأسلحة لغزة، مشيراً إلي أن هذا التعاون يأتي علي الرغم من العلاقات السيئة بين مبارك وبين رؤساء حكومات الليكود بتل أبيب في الماضي بدءاً من مناحم بيجن حتي أريئيل شارون، وبرغم وجود وزراء في حكومة نتنياهو قاموا بمهاجمة القاهرة بشكل لاذع وعلي رأسهم أفيجدور ليبرمان- وزير الخارجية- الذي قام بإهانة مبارك ويوفال شطاينتس- وزير المالية- الذي حذر مما أسماه التهديد المصري، موضحاً أن هؤلاء المسئولين اتبعوا سياسة الصمت الآن.

وأكد بن أن حكومته الإسرائيلية العدوانية التي دخلت في صراع مرير مع تركيا بسبب مسلسل تليفزيوني يرصد جرائم الجيش الإسرائيلي ضدالفلسطينيين، ومع السويد بسبب مقال في صحيفة ـ في إشارة لصحيفة افتوبلانديت السويدية التي كشفت قيام الجنود الإسرائيلين بالاتجار في الأعضاء البشرية للفلسطينيين وسرقتها ـ هي نفسها الحكومة العدوانية التي تتخذ جانب الحذر من مصر وتبجلها كما تغض الطرف عن الإعلام المصري المعادي لإسرائيل وعما تقوم به المؤسسة الدبلوماسية بالقاهرة ومطالبها بتفتيش المفاعل النووي بديمونة والمطالبة بتوقيع تل أبيب علي إتفاقية لحظر انتشار الأسلحة النووية .

كما أشار إلي أن إسرائيل لا تلقي بالمسئولية علي مصر فيما يتعلق بالوضع المتأزم في القطاع، موضحاً أن نتنياهو علي استعداد لامتصاص الانتقادات الدولية ضده والتي تتهم حكومته بفرض حصار اقتصادي علي غزة، ولا يقوم أبداً بالرد علي هذه الانتقادات ويؤكد أن هناك حدوداً أخري للقطاع مع مصر، فرد مثل هذا قد يسبب حالة من الغضب بالقاهرة، ومن الأفضل أن تبدو إسرائيل بصورة الشرير عالميا، بدلاً من إغضاب مبارك.

وقال المحلل الإسرائيلي إن اتفاقية السلام بين تل أبيب والقاهرة تم توقيعها بعد أسابيع قليلة من سقوط شاه إيران، وهو ما تبعه استبدال مصر لإيران كحليفة إقليمية ومورد للطاقة بإسرائيل، كما قامت القاهرة بمنح تل أبيب دعماً استراتيجياً وضمنت لها استقراراً أمنياً، علاوة علي أن السلام معها سمح بتقليل الميزانية الأمنية وأنهي فكرة وضع قوة نظامية كبيرة من الجيش الإسرائيلي في صحراء النقب الحدودية مع سيناء، كما نجحت هذه القوة في اجتياز عدد من الاختبارات والامتحانات من الحروب والانتفاضات في جبهات أخري.

كما لفت إلي أن مبارك هو المسئول عن الاستقرار بالمنطقة موضحا أن قائد مثله حكم بلاده أكثر من أي حاكم آخر منذ محمد علي باشا مؤسس الأسرة الخديوية في القرن الـ 19، لكنه الآن يبلغ من العمر 82 عاماً ومن غير الواضح كم من السنوات سيبقي في وظيفته ومن سيحكم القاهرة بعده، وهو ما يدفع قادة تل أبيب إلي تمني أمنية واحدة وهي «إطالة عمر مبارك مبارك للأبد ليبقي معنا» وفقا لما نقله بن عن مصادره الإسرائيلية البارزة .

في النهاية أكد الصحفي الإسرائيلي أن مناقشة مسألة التوريث المصرية تعد أحد التابوهات والمحاذير في إسرائيل، موضحاً أنه برغم ذلك لا يحتاج المرء لخيال جامح كي يفهم أنه بعد 40 عاماً من الهدوء علي الحدود الجنوبية مع مصر، سيخشي الإسرائيليون من طهران، موضحاً أن الخوف الحقيقي ليس من إيران بل من القاهرة وصعود نظام إسلامي لسدة الحكم في أكبر دولة عربية تسكن بجانبنا وتتسلح بعتاد أمريكي متطور، واصفا التهديد الإيراني بأنه «نكتة» مقارنة بمصر وسياستها العدوانية إذا ما حكمتها جماعة الإخوان المسلمين.

ونقل بن عما سماه خبراء إسرائيليين قولهم إن الأجهزة الأمنية بمصر تتمتع بسيطرة تامة علي مصر، مضيفين أن تلك الأجهزة هي التي ستحدد من سيكون حاكم مصر المقبل، مؤكدا أنه لا أحد يمكنه أن يغامر ويؤكد خلافة جمال مبارك لوالده أو تولي عمر سليمان رئيس المخابرات العامة السلطة أو أي شخص مجهول آخر، موضحاً أنه وفقاً لجميع المؤشرات فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لن يكرر أخطاء سلفه جيمي كارتر الذي شجع سقوط الشاه الإيراني بسبب انتهاكه حقوق الإنسان بطهران.

وأشار إلي أن أوباما يفهم أن القاهرة هي المؤيد الأكثر أهمية لواشنطن ضد المد الإيراني، موضحا أن الرئيس الأمريكي سيقوم بتدعيم النظام المصري الحالي دون أن يعيش في أحلام نشر الديمقراطية، قائلاً إنه علي نتنياهو أن يفهم أن أوباما سيتمسك بهذه السياسة وعليه أن يتمني لصديقه الرئيس المصري طول العمر .

Share/Save
اجمالي القراءات 3929
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق