سؤالان

الأربعاء ١٨ - ديسمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال الأول : هل يجب علينا الايمان بما جاء فى العهد القديم والعهد الجديد على انهما التوراة والانجيل ؟ السؤال الثانى ما معنى حمل الانسان للامانة ووصفه بانه ظلوم جهول كما جاء فى الاية 72 من سورة الاحزاب ولماذا الانسان وحده وماذا عن الجن والملائكة ؟
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤال الأول :

كتبنا فى هذا كثيرا ، وبرجاء أن تقرأ لنا . واقول بإختصار :

1 ـ ما جاء فى العهد القديم والعهد الجديد تعرّض للإنتقاد والتشكيك من مختصين غربيين . ونرى أنهما يعبران عن الأديان الأرضية الشيطانية للمسيحيين واليهود ، مثلما تعبر السيرة والآحاديث عن الأديان الأرضية الشيطانية للمحمديين .

2 ـ الذى جاء فى القرآن الكريم :

2 / 1 : الايمان بكل الكتب الالهية وبكل الرُّسُل بلا تفريق .

2 ـ/ 2  نزل القرآن الكريم مصدقا لما سبقه من كتب إلاهية ، ومهيمنا عليها .

2 / 3 : كانت التوراة الحقيقية والانجيل الحقيقى موجودين وقت نزول القرآن الكريم ، وهناك أمر لأهل الانجيل بالعمل بما أنزل الله جل وعلا فيه ، ونفس الأمر للاسرائيليين بالحكم بما انزل الله جل وعلا فى   التوراة .

2 / 4 : جاء فى القرآن أن بعضهم كان يزيّف كتابات يزعم أنها من عند الله ، وذكر رب العزة جل وعلا بعض هذا الزيف ، ومنها أنهم لن تمسهم النار إلا أياما معدودات ، وأنهم أبناء الله وأحباؤه . والبخارى وغيره رددوا هذه الأكاذيب وصاغوها أحاديث .

اجابة السؤال الثانى :

1 ـ قال جل وعلا :  (  إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً (72) الاحزاب ) .

2 ـ  الأمانة هى الحرية والمسئولية المترتبة عليها . أشفقت أى خافت السماوت والارض والجبال من تحملها ، وحملها الانسان فظلم نفسه .

3 ـ هناك اسلوب قصر مثل ( لا اله الا الله ) أو ( لا يعلم الغيب إلا الله ) . وهناك اسلوب لا يفيد القصر مثل ( حملها الانسان ) . لو أراد الله جل وعلا أن يقول أن الأمانة حملها الانسان وحده لقال ( وحملها الانسان وحده) أو قال (ولم يحملها إلا الانسان ) باسلوب القصر،وبذلك ينفرد الانسان وحده دون الجن والملائكة والشياطين بحمل المسئولية . ولكن قال جل وعلا ( وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا ) ولم يرد نفى لحمل الملائكة والجن والشياطين وهم مذكورون ضمنا فى الآية (انا عرضناالامانة على السماوات والارض والجبال ). التركيز هنا على الانسان للتذكير بمسئوليته التى لم يقم بها . ومصطلح الانسان فى القرآن يأتى فى معرض وصفه بالظلم والكفر والعصيان ،وهذا عكس مصطلح ( النفس اللوامة ) أو ( النفس المطمئنة ) ( راجع سورة الفجر لتعرف الفارق بين الانسان والنفس المطمئنة ). بايجاز الخطاب موجّه للانسان الذى حمل الأمانة ـ أى أمانة التكليف وحريته فى الطاعة أو المعصية ـ فخان الأمانة ، أمّا من كان ذا نفس مطمئنة من البشر فقد حفظ الأمانة واختار الهداية فسيستحق من رب العزة دخول الجنة .

4 ـ ومن هنا نفهم أيضا وعظ الله جل وعلا للمؤمنين بعد معركة بدر ، كما جاء فى سورة الأنفال : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27).



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 1983
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5322
اجمالي القراءات : 65,609,063
تعليقات له : 5,519
تعليقات عليه : 14,916
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


سؤالان: السؤا ل الأول من د أنور ظريف هل جاء اسم النبى...

المهدى المنتظر: ما هو سلاح الاما م المهد ي عجل الله ظهوره...

الفرقان : ما معنى الفرق ان ؟...

عن الكومبيوتر: انا عندي سؤال ما هل يعتبر كذب في الضغط على...

العقل والتحريم: لقد مدح الله العقل و دعا الانس ان إلى إعمال...

إرحمونا .!!: هل یص فی الوضو ء ان اغسل ید& #1740; ...

حرية الاختيار: يحاول بعض الأشخ اص ان يروجو ا لفكرة أن من ولد...

فى مسجد الضرار: الأية فى سورة التوب ة التى تتكلم عن مسجد...

وكنتم ازواجا ثلاثة : ماتفس ير الآية 32 33 34 35 من سورة فاطر( ُمَّ ...

عبد الناصر وسنينه : أراك تمدح عبد الناص ر ، واحيا نا تهاجم ه . ما...

هناك فجوة بيننا: بسم الله الرحم ن الرحي م والصل اة والسل ام ...

أساور من ذهب: ما معنى يحلون فيها بأساو ر من ذهب ..فطال ما ...

غيظ عداوة ضغينة : السؤا ل : ما معنى ( الغيظ ) و( البغض اء )...

اهلا بك: انا محمد مقيم في فنلند ا وأنا من متابع ي أحمد...

عن اسماعيل والسودان: قرات سابقا في المدر سة عن مصر تاريخ ها و...

more