عوجا

الثلاثاء ١٢ - نوفمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
ما هو ( العوج ) فى آية ( تَبْغُونَهَا عِوَجاً ) ؟
آحمد صبحي منصور :

نتعرض لهذا المصطلح فى القرآن الكريم على النحو الآتى :

العوج المادى :

وهذا ما سيحدث للجبال عند تدمير الكرة الأرضية والكون كله ، فالجبال هى رواسى الأرض وأوتادها ، ستتحول الى قاع منخفض ، قال جل وعلا : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً (105) فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً (106) لا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً (107) طه ).

العوج إفسادا فى الأرض

1 ـ يقع فيه أى مجتمع يسيطر عليه دين أرضى شيطانى ، وهو ما يحدث حتى الآن فى كوكب المحمديين ، حيث يتعانق الإستبداد والفساد ويتحكم أكابر المجرمين من الحكام ورجال الدين ، ويكون ( العوج ) هو صراطهم المستقيم .

2 ـ وإشتهر بهذا قوم مدين ، ووعظهم النبى شعيب عليه السلام ، نقرأ قوله جل وعلا :

2 / 1 : (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (85)  وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (86) الأعراف )

2 / 2 : (  وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84) وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) هود )

2 / 3 : ( إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180) أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183) الشعراء )

2 / 4 : ( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الآخِرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36)العنكبوت )

3 ـ وجاء وعظا وتحذيرا لأهل الكتاب العُصاة وقت نزول القرآن الكريم : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) آل عمران )

4 ـ ومن صفات أهل النار الصّدّ عن سبيل الله يبغونها عوجا . قال جل وعلا :

4 / 1 : ( وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (3) ابراهيم )

4 / 2 : ( وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ (45) الاعراف )

4 / 3 : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19) أُوْلَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمْ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (21) لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمْ الأَخْسَرُونَ (22) هود )

5 ـ الصّد عن سبيل الله يعنى دينه الاسلام ، وكتابه القرآن الكريم .

5 / 1 : فالقرآن الكريم هو صراط الله المستقيم الذى لا عوج فيه ، وما عداه خروج عن الصراط المستقيم . قال جل وعلا :

5 / 1 / 1 : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا (1) قَيِّماً لِيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً (3)الكهف )

5 / 1 / 2 : ( وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28) الزمر )

5 / 2 : ونتذكر

5 / 2 / 1 : أننا في الفاتحة ندعو الله سبحانه و تعالى فنقول ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ والصراط المستقيم هو القرآن الكريم، يقول تعالى عن كتابه الكريم ﴿وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ﴾ (الأنعام 126).

5 / 2 / 2 : ويقول سبحانه وتعالى يأمر باتباع القرآن الصراط المستقيم دون غيره ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (الأنعام 153). فالله سبحانه وتعالى أوصى باتباع القرآن صراطه المستقيم ونهى عن اتباع غيره من السبل حتى لا يقع المسلمون في التفرق والابتعاد عن سبيل الله. وحدث ما حذر منه رب العزة فاخترع أئمة المحمديين أحاديث نسبوها للنبي محمد عليه السلام واختلفوا في أسانيدها ، وتأسّست بها أديانهم الأرضية الشيطانية تبرّر وتشرّع العوج وتصدُّ عن دين الله وكتابه وسبيله . وحاول أئمتهم تنقيح تلك الروايات وتلك الأسانيد، فإختلفوا ولا يزالون مختلفين . وقوله سبحانه وتعالى ﴿وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ ﴾ أي لا تتبعوا الطرق ، فالسبيل هو الطريق ، ومن العجيب أن علماء الحديث يقيمون تلك الأسانيد وتلك الروايات على سلاسل و"طرق" فيقولون أن الحديث من "السلسلة" الفلانية ، وأن تلك الرواية جاءت من "طريق فلان" أي أنهم حين تنكبوا الصراط المستقيم ونبذوه وقعوا في اتباع السبل وتناسوا قول الله سبحانه وتعالى ﴿وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ وتلك السلاسل والطرق التي قام عليها علم الحديث أوقعته في تفرق واختلاف لا ينتهى ، وصدق ما نبأ به كلام الله العزيز.
والله سبحانه وتعالى حذرنا من التفرق وقال لرسولنا عليه السلام : ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾ (الأنعام 159) ، أي أمره بالتبرؤ ممن فرقوا دينهم.
والنبي محمد يوم القيامة سيعـلن براءته من أولئك الذين تركوا كتاب الله وهجروه جرياً وراء مصادر أخرى ومعتقدات ما أنزل الله بها من سلطان، يقول تعالى ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً﴾ (الفرقان 30: 31).
5 / 2 / 3 : القرآن الكريم هو الصراط المستقيم وحده. إذ يستحيل هندسياً أن يكون هناك أكثر من كتاب واحد يوصف بأنه الصراط المستقيم ، وعلم الهندسة يقول أن الخط المستقيم هو أقصر ما يوصل بين نقطتين، أى لا يمكن ان يتعدد اكثر من خط مستقيم واحد بين نقطتين. إذن لابد أن يكون خطاً واحداً ذلك الذى يوصف بأنه الخط أو الطريق المستقيم ، وعليه فالصراط المستقيم أو الخط المستقيم في دين الله تعالى لا يتعدد ، وطالما هو الكتاب الحكيم الكامل التام فليس معه كتاب آخر.

5 / 2 / 4 : ومع أن المحمديين يدعون الله جل وعلا فى صلاتهم أن يهديهم الصراط المستقيم فإن إبليس قد إستحوذ عليهم ، إذ حدّد مهمته في إبعادهم عن الصراط المستقيم وتحويله إلى طرق وسبل معوجّة شتى : ﴿قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ (الأعراف 16). اللهم اهدنا الصراط المستقيم...!!

6 ـ لا عجب أننا أهل القرآن نتعرّض للإضطهاد فى كوكب المحمديين الذين يصدُون عن سبيل الله ويبغونها عوجا .



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 2038
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5322
اجمالي القراءات : 65,619,891
تعليقات له : 5,520
تعليقات عليه : 14,917
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


سؤالان : السؤا ل الأول : هنا تناقض بين آية ( وَلَو ْ ...

ليس بالاسم واللقب: بعض الناس يستعم ل في اللقا ءات والكت ابات ...

دولة ديمقراطية: سلام علی ;کم یا دکتر احمد صبح 40; ...

الغلو : نحن نقول ( الغلو ) فى الدين على التطر ف . فهل هذا...

إقرأوا لنا وارحمونا: .. لدي اسئلة اتمنى ان يجيبن ي الدكت ور احمد...

قرار / استقرار : ما معنى كلمة ( قرار ) فى القرآ ن الكري م ؟ هل هو...

وما قتلوه وما صلبوه: لماذا قدم الله فى كتابه وما قتلوه قبل وما...

التشابه: هل التشا به فى القرآ ن يعنى التطا بق أو جزء...

اليهود وقريش : استاذ ي الفاض ل الدكت ور احمد اسالك بالله...

العهد الأزلى: السؤا ل عن كلمة واذ اخذ ربك من بني ادم من...

تمتع الزوجين حلال: ما حكم شرب الزوج لبن زوجته أثناء المدا عبة أو...

أربعة أسئلة: • الس ؤال الأول • ما هو الفرق بين القري ة ...

التمسك بالكتاب: ما معنى :( خذوا ما اتينا كم بقوة ) فى سورة...

الطلاق قبل الدخول: تم عقد القرآ ن ، وحدثت مشاكل بيننا وفوجئ ت ...

تكسير الاصنام: قام ابراه يم عليه السلا م بتكسي ر الاصن ام ...

more