سؤالان

السبت ٠٤ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال الأول أنا أتمنى فى أحلام اليقظة أن يكون معى ثروة كبيرة اعطى منها اقاربى الفقراء ، واتبرع منها للمرضى . ولا تتحقق هذه الأمنية . ومع ذلك لا ازال مشغول بهذه الاحلام مع الفقر الذى أعيش فيه . فهل لى ثواب فى هذا التفكير مع العلم بأنى صادق فعلا فى هذه الأمنيات الى درجة انى حددت النسبة التى أتبرع بها ومن سأتبرع اليهم . ؟ السؤال الثانى : ما معنى قوله جل وعلا : ( أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ) الأنفال 24 )
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤال الأول :

1 ـ الانسان سيحاسبه ربه جل وعلا عن كل ما يدور فى سريرته . يوم القيامة ستظهر كل السرائر : قال جل وعلا :

1 / 1 :  ( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) الطارق )

1 / 2 : ( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18) الحاقة )

1 / 3 : ( يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16)غافر )

1 / 4  ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19)غافر )

2 ـ فالانسان سيكون مُساءلا عما يعتمل فى فؤاده وما يسمعه وما يبصره . قال جل وعلا : ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً (36) الاسراء )

3 ـ إن كان يُضمر سوءا وأظهره فسيكون محاسبا عليه ، إن شاء الله جل وعلا غفر له إن تاب وأناب ، وإلا عذّبه . قال جل وعلا : ( وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ) (284) البقرة ).

4 ـ وطالما أنك تتمنى فى نفسك عمل الخير صادقا فى قلبك فإن الله جل وعلا قد يجزيك خيرا حتى لو لم تكن لك مقدرة على الفعل .

5 ـ وقد يختبر الله جل وعلا صدقك هذا فينعم عليك بثروة إبتلاءا وإختبارا لك ، فإن تناسيت أحلامك الطيبة فقد خسرت .

6 ـ  وقد حدث أن بعض الصحابة كان فقيرا فعاهد الله إن أنعم عليه من فضله ليتصدّقنّ ، فلما أنعم الله عليه وجعله غنيا بخل ونسى عهده مع الله جل وعلا فعوقب بالنفاق والجحيم بسبب إخلاف الوعد مع الله جل وعلا ، قال جل وعلا : ( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنْ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (78)    التوبة ) .

7 ـ لذا فالخير لك أن تكتفى بالتمنى دون أن تقع فى النذر والعهد مع الله جل وعلا لأن العهد مع الله جل وعلا مسئولية كبرى .

إجابة السؤال الثانى :

1 ـ ( حال ) ( يحول ) كل منهما جاءت مرة واحدة فى القرآن الكريم .

2 ـ   وكلمة ( يحول ) هى فعل مضارع . والماضى هو ( حال ) . و ( يحول ) و ( حال ) يأتى بعدها كلمة ( بين ) للفصل بين شيئين .

3 ـ فى قصة نوح مع إبنه  : ( قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنْ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنْ الْمُغْرَقِينَ (43)  هود ).

حال بينهما الموج أى فصل بينهما الموج .

4 ـ قوله جل وعلا :  ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)) .

 كلمة المرء هنا تعنى الجسد والنفس معا . والنفس فى المصطلح القرآنى تعنى القلب والفؤاد . فى الدنيا يتحرك المرء بجسده تسيّره نفسه أو قلبه أو فؤاده لا فاصل بين المرء ونفسه . بالموت تنفصل النفس عن جسدها لتعود الى برزخها الذى أتت منه . ويتحلل الجسد ويصير ترابا . فى البعث والحشر تأتى النفس تحمل جسدا آخر هو عملها إن كان صالحا أو فاسدا . هنا يكون بين النفس وجسدها الأرضى حائل ، لأن الجسد الأرضى فنى وانتهى فى الأرض ، والأرض نفسها تم تدميرها بقيام الساعة . وهذا معنى ان الله جل وعلا يحول بين المرء وقلبه . 



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 3039
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5326
اجمالي القراءات : 65,891,413
تعليقات له : 5,522
تعليقات عليه : 14,921
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


زى المرأة من تانى : السل ام عليكم ورحمه الله استمع ت وشاهد ت ...

قلنا هذا كثيرا ..!: من أين أعلم أن القرآ ن من الله تبارك وتعال ى؟ ...

الأنفال والغنائم: أريد من فضلك أن توضح لي الفرق بين الأنف ال ...

أضغاث أحلام: انا رجل قربت على الستي ن من عمرى وتعرف ت على...

شكرا، وأقول: أشهد الله تعالى أنكم تجاهد ون في سبيل الله...

الطهارة من الحيض: ما معنى قوله تعالى : وَلَا تَقْر َبُوه ُنَّ ...

أسئلة أخرى من داليا: دكتور احمد . شكر لاهتم امك بصقل عقلي...

هو الله جل وعلا .!: لماذا يعبر الله في القرآ ن عن نفسه ب( هو)؟...

غير مسبوق: أستاذ ي الدكت ور أحمد صبحي منصور . أقدم...

مصاحف مزورة: تظهر نسخ قديمة مخطوط ة للقرآ ن الكري م فيها...

عن لحظة الاحتضار: سؤال من الاست اذة القرآ نية منيرة محمد حسين...

ليلة النكد لا الدخلة: د. أحمد. أرسلت لك رسالت ى هذه من عامين...

نذر والدى المتوفى : أريد ان اسال فضيلت كم عن :كان هناك رجل قد نذر...

نرفض التشيع: بما ان الفكر القرا نى هو فكر متواج ه ضد الفكر...

تطهير الثياب : لقوله تعالى وثياب ك فطهر. ن صلى وعلى ثيابه...

more