بين السوأة والعورة

الإثنين ٠٥ - ديسمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
ما هو الفرق بين السوأة والعورة ؟
آحمد صبحي منصور :

السوأة

هى الجسد البشرى المادى حيّا أو ميّتا .

1 ـ هذا الجسد البشرى المادى لآدم وزوجه كانت تخفيه أنوار الجنة البرزخية. فلما أكلا من الشجرة المحرمة زالت عن جسديهما تلك الأنوار البرزخية ، وظهرت سوآتهما أى جسدهما المادى فطفقا يغطيانهما بورق الجنة النورانى . قال جل وعلا :

1 / 1 : ( فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنْ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنْ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) الاعراف )

1 / 2 : (يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ) 27) الاعراف)

2 ـ هبط آدم وزوجه بهذا الجسد المادى ( السوأة )  للأرض المادية ، واصبح ستر هذه ( السواة ) عادة ، باللباس . قال جل وعلا لبنى آدم :  ( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) الاعراف )

3 ـ عند الموت تترك النفس البشرية جسدها ، أو السواة ، وهنا يجب مواراة هذه السوأة بالدفن ، وهذا ما حدث مع أول جثة بشرية حين قتل ابن آدم شقيقه واحتار ما يفعل بجثته . قال جل وعلا : ( فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنْ النَّادِمِينَ (31) المائدة )

العورة

هى ما يحتفظ به الانسان بعيدا عن الأعين .

1 ـ  قد تكون العورة فى الجسد البشرى فى الأعضاء المشتهاة ، كقوله جل وعلا فى تشريع زى المرأة وزينتها ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) النور).

2 ـ وعند النوم وغياب الانسان عن وعيه يكون هذا عورة وقتية ، ولذا يجب الاستئذان فى هذه الأوقات ( العورة ) قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58) النور )

3 ـ بيت الانسان الذى يبيت فيه يكون محاطا بجدران وأبواب ، أى ( عورة ) تحفظ ما يحويه عن أعين المتطفلين . وكانت حجة المنافقين فى موقعة الأحزاب الزعم بأن بيوتهم مكشوفة ، أى عورة ( وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً (13) الاحزاب )

4   ـ ليس وجه المرأة عوره ، كل ما يتم غسله فى الوضوء ليس عورة . غسله يعنى أنه مكشوف غير مستور ، يعنى ليس عورة . 



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 3862
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5322
اجمالي القراءات : 65,635,729
تعليقات له : 5,520
تعليقات عليه : 14,917
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


البقرة 177 محمد 4: الآية 177 من سورة البقر ة : ( لَيْس َ الْبِ رَّ ...

رسول أمين : حين يقول النبى عن نفسه ( إنى لكم رسول أمين ) أليس...

سؤالان : السؤ ال الأول ما معنى ( ورزقك م من...

ميراث الولد العاق: هل من الجائ ز قرأني ا حرمان الابن العاق من...

سحرة فرعون: في قصة سحرة فرعون وموسى اكثر من عبرة ودرس...

تعليقات من عبد الله: Jبخصو قراءة الاست اذ عثمان هي خير من...

الاحترام غير التقديس: ماحكم القيا م للقاد م عند استقب اله؟ ...

رسائل من أحبتى : السلا م عليكم ورحمة الله وبركا ته أنا من...

أُممُّ أمثالكم .!: قال جل وعلا عن المخل وقات من طيور وحيوا نات ...

قتل بنى قريظة: ماذا تقول في مقتل يهود قبيلة بني قريظة ، أيام...

رسالتان متناقضتان : الرسا لة الأول ى : مرتز قة و حمفي انتم...

إقرأ لنا لتوفر وقتنا: بما أن ألقرآ ن غير معني بأشخا ص ولابأ سماء ...

جائز ولكن: انا اسف لاني اسال اسئله ربما هي هي غير لائقة...

التنابز بالألقاب : كيف يأمر الله سبحان ه وتعال ى عن التنا بز ...

لا تجنيد فى الاسلام: ما حكم الإسل ام في التجن يد الإجب اري ...

more