قوقعة الغيبة والعقوق

الثلاثاء ٢٠ - أكتوبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
كنت لا أعرف شيئاً عن الإسلام، والحمد لله بمحض المنة منه هداني الله، نحن وعائلتي نصوم، نصلي، لكن لسنا ملتزمين كما يحب الله " لا أحتمل ما أرى وما أسمع، فأصبحت حزينة كئيبة لا أبتسم في وجه أحد ولا في وجه الوالدين حتى وقعت في العقوق ولا أدري ما هو الصواب. الغيبة حدث ولا حرج، أسمع الغيبة كل اليوم تقريباً في كل وقت، يدخل أخي من باب المنزل: " ما به أخي فعل كده ويشتمه في غيبته، إنه كذا وكذا" يدخل أبي ويجلس في مائدة طعام: " شفت أخوك مادا فعل؟ كده وكده ... وسواء يشتمه أو...، يقول:" أمك فعلت تلك الحاجة ولم تعملها جيدا... أو تبذر " أو يسأل عنهم وبعد أن أجيب عليه يشتمهم ويغتابهم، أو يحكي أخبار الناس من الأقارب أو غيرهم في غيبتهم وينتقدهم، يغتابون القريب والبعيد، الصغير والكبير: الأخ يغتاب أخوه أو صاحبه، الأب يغتاب ابنه (والعكس)، ويغتاب زوجته (أمي) وأخوه وأخته، صاحبه...أي واحد، الجار يغتابونه ويضحكون عليه. 02 من عماتي وعمي يعيشون معنا مع والدتهم (جدتي) في الطابق السفلي (وفي صغري تربيت عندهم)، نسمع كلامهم: الغيبة والاستهزاء، أمهم عجوز خرفة، بناتها يصرخن فيها لأنها أصبحت تتصرف بطريقة أخرى (فهي في حكم المريض)، يساعدونها في نفس الوقت ولكن يصرخن فيها فهي لا تسمع جيدا، لا أحتمل وضعها ويغتابونها فيما بينهم، فعلت كده، قالت كده ... يكذبون ويضحكون عليها. الكل لا يصلون، إذا صعدوا عندنا لحاجة ما ولو لبعض دقائق يغتابون ولو مزاحا، نصحتهن ولكن لا فائدة، تجيب بأن نيتها صافية وأنها تمزح ولا تقصد الغيبة، لا أدري ماذاأفعل معهم. ستنصحونني بالإنكار عليهم بتلطف والأمر بالمعروف، إن قلت لكم أنني حاولت مع أبي فغضب وقال لي سأتكلم وإن لم يعجبك الحديث سدي أذنيك -ضعي شيئا في أذنيك حتى لا تسمعي- (لا يعترف بالغيبة)، قالت له أمي هذا لمصلحتك نحن ننصحك، قال لها لا تنصحوني لا أحب النصح (بغضب وذهب إلى غرفته غاضبا وأشعل سيجارة و هو غاضب يحدث نفسه:" لا تتكلموا، ولا تفعلوا...الخ". وخالاتي وعماتي نصحتهن، فأصبحت أحس بالجفاء منهن. عائلتي يذهبون إلى حفلات الأعراس بالغناء (ويعلمون بأنه حرام)، وزوجة أخي تطلب مني العناية بابن أخي لأنه مولود صغير، كي تذهب إلى الحفلة، والأخرى تطلب مني إعارتها مجفف الشعر ومساعدتها...إلخ. وهذا من المشاركة في الإثم والعدوان.أحس بالذنب في كل ما يفعلونه لأني مشتركة معهم ولا أحد ينه الآخر، كل شيء عادي. نسخت أشياء عن الغيبة وأعطيتهم لكل واحدة: عماتي خالاتي أمي أبي إخوتي، عندما أسمع الغيبة، أحس بأني مشتركة في الإثم لأني سمعتها خلاص، معظم الأحيان تلفظهم بكلمة واحدة = غيبة فلا أجد الفرصة للانكار حتى، وقلت لهم لا يجوز كبيرة من الكبائر، وأن غيبة الأبناء أو الإخوة (والعائلة بصفة عامة) تعد من الغيبة أيضا،بلا جدوى، الآن كلما أسمع الغيبة أصاب بحزن عميق لأني مشتركة في الإثم، مثلا في نفس اليوم ممكن أسمعها من نفس الشخص عدة مرات !! والدي أراد ضربي وصرخ في وجهي صراخ ربما سمعه الجيران (يسب ويقول كلمات كفر) ومنعني من الذهاب إلى المسجد، يقول: " أصبحت تفتين، وكل شيء حرام، ولا تتكلموا...إلخ"،يظن أنه في المسجد عملوا لي غسيل مخ وأني سأصاب بالجنون، وقال إن الكل يتحدث عني ويتساءل ما بي وماذا يجري لي بسبب تصرفاتي. أصبحت لا أطاق في المنزل، حتى خالاتي وعماتي أصبحت لا أجلس معهن، يا سبحان الله مجالسنا كلها غيبة، تسألها كيف حالكم تجيب بغيبة في ابنها أو زوجها أو جارتها، فأصبحت لا أشارك في الاجتماعات العائلية النسوية، كلها لغو وغيبة ومزاح وضحك وكنت في الماضي مثلهم ولكن منذ أن عرفني الله بخطر الغيبة وأن المستمع شريك في الإثم، (يكفيني الغيبة وربما القذف الذي وقعت فيهم في الماضي بسبب جهلي). وكأنني أقطع رحمي ...مصيبة !!! أحسوا بتغيري اتجاههم، وعائلتي أصبحت لا أخالطهم، ولا أجلس مع والدي وإخوتي على مائدة الطعام. ولكن بسبب الغيبة وقعت في العقوق، وبدل من أن أبر والدي وعماتي وأصل رحمي كما أمر الله، فأنا هكذا أهجرهم، لأنني عندما يأتي أبي أو خالتي أو قريباتي أو... أسلم عليهم وأذهب إلى غرفتي لتجنب سماعهم، وبسبب العقوق أصبحت لا أتلذذ بالطاعة، مشتتة وغير مطمئنة، أحس بأن الله غاضب علي. أتجنب معصية أقع في معصية أكبر منها. والداي دائما الغضب علي لأنني لا أوافق ما يقولون ويفعلون. السؤال الذي لطالما بحثت عنه في المواقع -في موقعكم أيضا-ولم أجد عنه جوابا بعد ولا حالة كهذه: كيف أوفق بين البر وصلة الرحم (فأنا عاقة)
آحمد صبحي منصور :

يا بنيتى العزيزة : اقول لك

هونى على نفسك . الاسلام ليس بهذا التشدد والتزمت الذى تأخذين به نفسك وتؤاخذين به أهلك .وباختصار أقول :

1 ـ الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر مجرد نصيحة ، فإذا لم ينتصح فلا عليك شىء ، وكل فرد مسئول ومؤاخذ على فعله وقوله يوم القيامة .

2 ـ لا داعى لهذا التركيز على ( الغيبة ) و ( العقوق ) . هناك كبائر أفظع من هذه السيئات . علاوة على أنك لم تقعى فى العقوق ، وأن أسرتك يغتاب بعضها البعض كنوع من الاعتياد ، وهذا ذنب بلا شك ، ولكن لا يصح تضخيمه بهذه الدرجة بحيث يصبح عندك مؤلما ينغص حياتك.

3 ـ والملاحظ أنك متأثرة  جدا بما يقال فى هذا المسجد حيث تضخيم الذنوب الصغيرة ، وتحريم الحلال , من ذلك إعتقادك بأن كشف الشعر حرام وهو ليس حراما ، بل يجوز أن تصلى سافرة مكشوفة الوجه . المحرم والذى يصل الى درجة الكفر هو ارتداء النقاب على أنه فريضة اسلامية .

4 ـ لذا أرجو أن تشغلى وقتك بالقراءة فى موقعنا لتتعرفى على الاسلام الصحيح ، ولتتسع آفاق تفكيرك ، ولتخرجى من القوقعة الى وضعت فيها نفسك .

هدانا الله جل وعلا واياك الى الطريق المستقيم . 



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 6001
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4984
اجمالي القراءات : 53,457,850
تعليقات له : 5,328
تعليقات عليه : 14,629
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


مستعدون للتعاون : سلام علی ;کم یا دکتر احمد صبح 40; ...

زواج وطلاق: قرأت لأحد الكتا ب حول زواج المحل ل وقال...

أنا ..غوغائى ..!!؟: السيد أحمد منصور - نسخه للاخو ه الاعض اء -...

التلقيح الصناعى: سلام علی ;کم یا دکتر احمد صبح 40; ...

مسجد لله فى تورنتو: هل يوجد مسجد أو ملتقي ات لأهل القرآ ن في...

مسلمون شواذ : انا اعرف مسلمي ين مثليي ن جنسيا و بعضهم...

تمنى الموت: منذ ان اصبحت نفسي قرأني ه وأنا احاول ان اتقي...

عبادة الهوى: هذة الاية .. أَفَر َأَيْ تَ مَنِ اتَّخ َذَ ...

الله هو المستعان: دكتور أحمد لاحظت عند قراءة مقالا تك ...

صلاة الجمعة فىالمهجر: فأريد أن أستفس ر عن صلاة الجمع ة فهل يجوز...

شعائر الله جل وعلا: اريد ان اعرف معنى وانوا ع شعائر الله وهل هي...

ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول جاء فى بعض الموا قع : ( يعجز...

لا دعابة فى الدعاء: كنت أضحك مع صاحبى فقلت له يشفى الكلا ب ويضرك ....

الحديث القدسى: أرجو أن أقرأ لكم عن الأحا ديث القدس يه , حيث...

من الفتاة السورية: أنا هي الفتا ة التي أرسلت إليك منذ بضعة أيام و...

more