1 ـ   نوح عليه السلام هو الأب الثانى للبشرية بعد آدم . ذريته هى الباقية كما قال رب العزة جل وعلا : (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ (77) الصافات  ). وفى الجيل الذى عاش فيه نوح كانت الأعمار تتعدى الألف عام للفرد . وإذا كانت مدة الدعوة لنوح  950 عاما فإن عمر ( نوح ) قد تعدى الالف عام . وقد شهد نوح فى حياته مولد ابناء وأحفاد متوالين ، وكان نوح وقومه هم المجتمع البشرى الوحيد فى الأرض ،  ولذا عندما يأس نوح من  كفار قومه دعا ربه جل وعلا أن يبيدهم من على وجه الأرض ، لأنهم إذا ظلوا أحياء فسييستمرون فى إضلال الأبناء والأحفاد مئات السنين ، قال : (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً (27) نوح  )

2 ــ.الأجيال البشرية الأولى كانت تعمّر طويلا ، وتتناسل كثيرا ، وتنتشر فى الأرض التى كانت خالية وقتها . وكان هذا فى الأمم السابقة التى ذكرها رب العزة فى القرآن الكريم ، من قوم نوح الى قوم عاد وثمود . وكانوا يتركزون فى منطقة واحده ، تطول فيها أعمارهم ويتم إهلاكهم بسبب تجبرهم وعنادهم ، وأنشأ الله جل وعلا من نسلهم خلائف ، أى أُمُما يخلف بعضها بعضا ، وهى التى عمّرت الكرة الأرضية . يقول جل وعلا  : (  وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13) ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (14) يونس  ) . الله جل وعلا جعل البشرية ( خلائف )   ، يقول جل وعلا : (هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْض) (39) فاطر)، والله جل وعلا ينشىء ذرية من ذرية سابقة ، يقول رب العزة جل وعلا : (وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (133) الانعام ).

3 ــ وبإنتشار البشرية فى الكرة الأرضية بدأت أعمار البشر فى التناقص .  وبدأ هذا فى التاريخ البشرى المكتوب ، من الرافدين ومصر والصين . لا يوجد فارق كبير بين أعمارنا وأعمارهم .