كمال غبريال Ýí 2011-11-23
لا أظن أن ثمة من يحترم كلمته يستطيع الادعاء أنه يفهم حقيقة ما يحدث الآن في مصر، بحيث يستطيع أيضاً رسم خطوط عامة لمسار الأحداث ولو بعد ساعات قليلة، بل وربما كان من الحماقة البحث عن فهم لأمور هي بالأساس غير قابلة للفهم لافتقادها للتجانس وللمعنى المتسق. . هي كرة النار (وليس الثلج) تندفع الآن في شوارع وميادين العديد من المدن المصرية وليس العاصمة وحدها. . لا نستطيع تحديد نوعية وتوجهات ودوافع المئات أو الآلاف من الشباب الذين يلتحقون بالتجمعات التي تهاجم أقسام البوليس ومديريات الأمن حتى مقر وزارة الداخلية ذاته. . ربما هؤلاء يمثلون المجتمع المصري كله بالفعل، حيث يختلط الثوار بالبلطجية بأطفال الشوارع بهواة التنفيس عن الكبت الذي يحاصر الإنسان المصري في جميع مناحي حياته، بداية من الأسرة وصولاً إلى أداء المجلس العسكري، الذي صار هو الدواء والداء معاً!!
المجلس العسكري الذي تولى بحكم وظيفته وامتلاكه القوة واحترام الشعب له مهمة أطلقنا عليها حماية الثورة، لم يقم باتخاذ موقف أو قرار واحد يشير إلى أنه يضع بالفعل هذه المهمة نصب عينيه، بل كانت كل الدلائل تشير إلى محاولات تخدير الثورة، وتركها تنزف حتى تفيض روحها.
بدأ المجلس بالتحالف مع التيارات الدينية بإطلاق رموزها من السجون والمعتقلات، واستعادة الفارين منهم إلى مختلف أوكار الإرهاب في العالم، والتحف بهم في لجنة التعديلات الدستورية المشؤومة والفاشلة بجدارة، وتركهم يخربون ويحرقون الكنائس، ويطبقون حدود قطع آذان وأطراف على مواطنين، ثم يستخدم رموزهم ومحرضيهم في إجبار الأقباط والضحايا عموماً على الإذعان لشروط ما يسمى صلح عرفي، في أوضاع أسوأ من تلك التي كان يقوم فيها نظام مبارك بذات اللعبة، ليكمل جهوده غير المشكورة ولا المفهومة -لنا على الأقل- بما عرف بمذبحة الأقباط غير المسبوقة في ماسبيرو، وهو ما يدخل بجدارة ضمن الجرائم ضد الإنسانية، ليبدأ بعدها في محاكمة الثوار والناشطين الذين تضامنوا مع أبناء الوطن المسيحيين أمام محاكم عسكرية، ليصل اليأس بالجميع إلى مداه!!
ثم يضطر المجلس العسكري لأخذ مسافة ممن لا نجد تسمية لهم أفضل من "الظلاميين"، بعد أن اتضح استقواؤهم وتماديهم في طموحاتهم المدمرة لتحويل مصر إلى أفغانستان أو الصومال أو حتى إيران، فيقع الخلاف أو ما يقارب المواجهة والعداء بين حلفاء الأمس، دون أن يتقدم المجلس بالفعل لمساندة القوى الليبرالية العلمانية، بل ظهر كمن يلعب على الخلاف بين الفريقين لحسابه الخاص، وقد تبدى هذا فيما أضيف من بنود لما سمي "وثيقة المبادئ الدستورية"، مستهدفة جعل الجيش دولة داخل الدولة، فكان أن انقلب عليه الجميع.
المصريون الآن يتصادمون مع بعضهم البعض، وقد انضم لميادين التحرير من أثبتوا أن قطاعاً عريضاً من الشباب قد فشلت جميع الكيانات السياسية بقديمها وحديثها في احتوائه، ليقوموا الآن بما نشهده ولا نستطيع أن نفهمه. . ليس لدي في هذه اللحظة أكثر من ترك القارئ مع شذرات أفكار لا رابط بينها، علها تكون أكثر دلالة على الحالة المصرية بالغة الخطورة:
· اللي بيحصل دلوقتي على وزن "فرح عديلة هد بلا نيلة"!!. . غير مقبول ولا معقول أن نظل بعد 10 شهور من الثورة لا نعرف سوى مطالب الإسقاط والرفض، مع خواء تام لتصور ماذا نفعل بعدها وإلى أين نتجه. . حماس وشجاعة بلا فكر انتحار. . تمتلك مصر شباباً رائعاً وجميلاً، وقع فريسة نخبة حثالة، وإحباط حل محل الأمل في غد جديد مختلف!!
· لا تفاهم ولا حوار يجدي مع من يرفعون صور بن لادن وعلم السعودية، ولو تركناهم سيدمرون البلاد، فأمثالهم لم يحلوا في مكان إلا وأحالوه إلى خراب، بداية من أفغانستان حتى الصومال والسودان. . كلمة في أذن المجلس العسكري: لو عايز ترتاح وتريحنا، حط الصف الأول والثاني من قادة الظلاميين في معتقل يليق بمقامهم المظلم، وبطل ضرب في الشباب الطاهر المتحمس للحرية، فالمتأسلمون لا يجنحون للاعتدال إلا مضطرين، وعلينا أن نساعدهم على هذا بالضغط والتضييق عليهم، وإلا سيركبون أعلى خيولهم، فهذه هي طبيعتهم. . إذا كنا نعرف كيف نخلص الشعب المصري ممن يقفون عقبة في مسيرة تحرره، ونعجز أو لا نرغب في القيام بما يتوجب علينا إزاء ذلك، فلنا أن نستهلك الوقت بعدها في التظاهر بالبحث عن حلول، ريثما ينفد صبر الشباب، ويقومون بهدم المعبد على رؤوسنا جميعاً!!
· ظل الشعب المصري دوماً "كالكرام على مائدة اللئام"، ويحاول الشباب الآن "اللعب مع الذئاب" وقد ثبت له ضعفها وقلة حيلتها. . ما يحدث هو تمرد وكفر بكل ما في مصر: بالمجلس العسكري- بقادة الجماعات الظلامية- بالقيادات العلمانية التافهة التي تركب الثورة. . كفر بالكل كليلة. . الشعب فاشل في إدارة ثورته، والأحزاب فاشلة في تمثيل الشعب، والمجلس العسكري فاشل في إدارة البلاد، فلا يفوق فشل المجلس العسكري غير فشل الثورة بثوارها، والناجح الوحيد هم الظلاميين بظلامهم.
· أتعجب كيف يوجد حتى الآن من يستخدم حدوتة المؤامرات الخارجية والأيدي الخفية دون أن يخجل من روحه ومن نظرة الناس له وتريقتهم عليه!!
· ربما قد بدأت المرحلة الثانية من الثورة لاستكمال إسقاط النظام، وسنحتاج بالتأكيد لجولة ثالثة لإسقاط الظلاميين وجاهليتهم!!
· لا أستطيع تأييد ما يحدث من الشباب الآن، حتى يظهر لهم لون ومعنى، فربما عندها نقف معهم كما وقفنا في بدايات الثورة.
· بغض النظر عن المسافة المتوقعة بين رأي الشعب وبين نتائج صندوق الانتخاب، هل سيتم تصعيد رجال أكفاء أو يمثلون الثورة والتوق للحرية والحداثة، ناهيك عن الظلاميين؟!!
· أعترف أنني لم أؤمن بوجود العفاريت إلا اليوم فقط، بعدما تأكد قتل المتظاهرين بالرصاص رغم عدم وجود أسلحة نارية مع الشرطة والجيش!!
· أتوقع لو قويت واستمرت حركة الشباب أن يلتحق بها أهل النفاق والكذب والمتاجرة بالدين، لنسمع صيحاتهم إسلامية إسلامية!!
· نعيد ونكرر: الحل أن يتم تأجيل الانتخابات، وتشكيل مجلس رئاسي وحكومة إنقاذ وطني بعيداً عن كل من الفلول والتيارات الظلامية بأجنحتها، لتمهيد الساحة المصرية سياسياً وأمنياً واقتصادياً، بالتوازي مع تطهير المؤسسات من فلول الفساد، على أن يقوم الجيش بحماية البلاد والشرعية، ويتخذ الإجراءات المناسبة حيال الأفراد والجماعات التي تهدد أمن الوطن، سواء البلطجية أم الظلاميين. . أعتقد أنه بخلاف هذا نكون ننزلق بإرادتنا إلى هاوية سحيقة
دعوة للتبرع
العدّة والرضاع : يمكن الآن بسهول ة معرفة الحمل من عدمه...
إبتعد عنه : -------- ---------- ---------- ---------- ---------- -- ترد دت ...
إجتناب الخمر: السّل ام عليكم فضيلة الدّك تور وعلى كلّ من...
عن الحاكم الفاطمى: انا مسلمه شيعيه اسماع يليه من سوريا واقرا...
لست كذلك: اسمح لى بكلمة موجزة أقوله ا - أتمنى أن تجد...
more