نساء مصريات لعبن دورا مؤثراً في التاريخ:
شجرة الدر كانت ملكة على مصر

نجلاء محمد Ýí 2011-11-08


هذا بحث من عدة أجزاء يلقي الضوء على شخصية شجرة الدر وحياتها ومعاصرتها للحملة الصليبية السادسة ، ودورها البارز في هذه المرحلة الحرجة .

شجرة الدر مع أنها لم تولد في مصر وأصولها غير مصرية ، ولكنها عاشت بمصر وأحبتها وأخلصت لها ولكن لعبة السياسة والتآمر هى ما تجعل الإنسان يخرج عن فطرته التي فطره الله عليها وينصاع لوساوس ومكائد الشيطان.

التعريف بهذه الملكة

هي شجر الدرّ (أو شجرة الدّر) الملقبة بعصمة الدين أم خليل، تركية الأصل، وقيل أنها أرمينية. كانت جارية اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب، وحظيت عنده بمكانة عالية حتى أعتقها وتزوجها وأنجبت منه ابنها خليل الذي توفي في 2 من صفر 648هـ (مايو 1250م). تولت عرش مصر لمدة ثمانين يوماً بمبايعة من المماليك وأعيان الدولة بعد وفاة السلطان الصالح نجم الدين أيوب، ثم تنازلت عن العرش لزوجها المعز أيبك التركماني سنة 648هـ (1250م). لعبت دوراً تاريخياً هاماً أثناء الحملة الصليبية السابعة على مصر وخلال معركة المنصورة

فمع أن شجرة الدر قد ولدت مسيحية في بلاد أرمينيا التركية الجبلية البعيدة ، فقد كانت القاهرة وقتئذ وطنها والإسلام عقيدتها التي تؤمن بها مخلصة ،

وكانت تتذكر في صورة مبهمة فيما يشبه كابوس الأحلام ، ذلك اليوم الرهيب عندما اختتطفوها من وسط المذبحة ولهيب النيران لتباع في سوق من أسواق النخاسة الشرقية مع غيرها من الغلمان والجواري البيض ، أما قلبها كفتاة ، وكعذراء وكامرأة فإنه كان هنا في المدينة التي احتضنتها .

وكباقي أترابها اللائي جلبن من تركيا ، نشأت على العقيدة الجديدة  ولم يعد لها أي صلة بعقيدتها القديمة وكان بعض أترابها مازلن جواري وإن كن مكرمات ويعتز بهن أصحابهم ، كما أصبح بعضهم أحرار .

وعندما كانت في حريم القصر كجارية لزوجة السلطان الصالح أم توران شاه، ساعدها جمالها وذكائها على الظفر بحب الملك.

فقد وقع الصالح ذلك الجندي العبوس القليل الكلام في حب الشابة الرشيقة شجرة الدر فاعتقها وتزوجها .

وكان يمكنه طبقا للشريعة الاسلامية أن يكون له أربع زوجات على شريطة أن يعاملهم جميعا بالتساوي ، ولكن عندما ماتت أم توران شاه اصبحت شجرة الدر بمفردها في قلبه ، وقد أحبته وصممت على ألا تكون لها منافسة وكان حبهما قد تتوج بمولد ابنها خليل .

وهذه تعتبربداية نشأة المماليك

كان الغلمان عندما يكبرون ، ينتظمون في حرس السلطان ويدربون على كل فنون الحرب والرياضة الخاصة بالرجال ورمي السهام ورمي الحراب والصيد بالصقور، ولعب البولو ، وكانوا يسمون المماليك، وعاشوا في قلعة خاصة بهم، كان السلطان قد بناها لهم في جزيرة الروضة وسط النيل بالقرب من المكان الذ كان يقوم فيه مقياس النيل القديم  وكانوا لهذا السبب يسمون بالمماليك البحرية – مماليك البحر ـــ وقد أثر بعضهم وأصبحوا من المقربين في القصر وأشتروا بدورهم ممايك آخرين ليقوموا على خدماتهم ويحاربوا من أجلهم هم وقد أستحوذوا على أغلب المراكز الرفيعة لدى السلطان ،

لقد أصبح بعض من تم شراؤهم من أسواق النخاسة في بغداد ودمشق والقاهرة يتولون وظائف هامة مثل الوزير وقائد الجيش الذي كان يلي السلطان مباشرة كما تولى مماليك آخرون بعض الوظائف التي لا يتولاها إلا الموثوق فيهم مثل ساقي السلطان والذي يتذوق طعامه خشية وجود السم فيه وصاحب جواده.

بمعنى أدق قد أصبحوا في غاية القوة حتى أن شجرة الدر كانت قد بدأت تخشى المماليك وتقلب عواطفهم ومطامعهم .

وكانت قد تخشى منهم على زوجها وإبنها كما كانت تخشى منهم أيضا على نفسها بالرغم من أنها هى نفسها كانت جارية مملوكة.

مواقف حازمة لشجرة الدر للدفاع عن مدينة دمياط الساحليةعند اجتياح الصليبيين لها

   لم تردد شجرة الدر طويلا وكان يجب عليها ان تتصرف بسرعة وعندما استدعت كبير أغوات القصر جمال الدين محسن طلبت إاليه حضور الوزير الشيخ فخر الدين سريعا، في قاعة الأعمدة وهى قاعة الاستقبال في القصر . وهناك وراء ستار حريري أصدرت اوامر السلطان وعقبت عليها يجب ان تذهب قبيلة بني كنانة في الحال إلى دمياط لتكون حامية مقيمة فيها وأنت تجهز المدينة بالاطعمة والزخيرة ويجب ان تقوى تحصينات القلعة والقاهرة وان يوضع حرس إضافي على الأسوار والبوابات، ويجب على فخر الدين ان يجمع جيشا ثانيا من المماليك .وان يتقدم بهم في الحال ليحول دون نزول الصليبيين إلى البر اما شجرة الدر فإنها ستسافر لتقابل السلطان وتأخذ معها الطفل الأمير خليل ليكون في مكان أكثر أمناً.

 ويمكننا أن نتخيل كبير الوزراء وهو يعترض ... " ولكنه يا سيدتي قد يكون أكثر امناً لكِ وللمير خليل أن تبقيا هنا في القصر" .

  كما يمكننا أن نتخيل إجابة شجر الدر "إننا يا صديقي بين يدي الله، إن والد خليل مريض ويجب عليّ أن أكون بجانبه"

كانت هذه ومضة سريعة عن  شجرة الدر وابتداء تأثيرها في الحياة السياسية في هذا العصر.

ويمكنناآن نستخلص هذا الدرس المهم من نشأة شجرة الدر كفتاة مسيحية أرمينية في بلاد الترك وبعد اعتناقها لعقائد المسلمين وإخلاصها لزوجها الملك الصالح أيوب ولمصر وطنها الجديد ، نراها قد أنجرفت فيما أنجرف إليه المسلمون الذين لم يتشربوا روح الإسلام الحقيقة من التسامح وعدم الإعتداء، وقصر الجهاد المسلح على مفهومه الحقيقي وهو الدفاع عن الأوطان ورد الاعتداء فقط عن حدود أراضي الوطن وليس إجبار الجيران على الدخول في الدين أو دفع الجزية .

وفي وصفها بأنها كانت مخلصة لدينها علامات استفهام كثيرة! فكيف تكون مخلصة لدينها وقد شاركت في مؤامرة قتل العديد من الرجال أولهم كان (توران شاه) ابن زوجها الملك الصالح ؟! ولقبه غياث الدين .

وثاني من قتلتهم الأمير أقطاي أحد كبار القواد المماليك البحرية.

ثالثهم زوجها عز الدين أيبك انتقاما منه بعد أن تركها ورجع لزوجته الأولى بسبب نفوذ شجرة الدر القوي وتدخلها في جميع شئون السلطنة ، فدبرت له مؤامرة وأوعزت إلى أحد حراسها بقتله وفصل رأسه عن جسده وإلقائها خارج القصر .

فهل هذا هو الإخلاص للإسلام كما تم وصفها،أم أنها السياسة واللهث وراء السلطة والطموح في المجد  ؟!

 

أما عن أحداث الحملة الصليبية السادسة ، وكيف تصدى لها الشعب المصري، وهروب قبيلة كنانة العربية من مواجهة الصليبيين فهذا ما سوف نعرض له بإذن الله في الجزء القادم .

اجمالي القراءات 40831

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (9)
1   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الثلاثاء ٠٨ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[61574]

سيكلوجية شجرة الدر بين موت إبنها وخيانة زوجها...


 السيدة الفاضلة / نجلاء محمد السلام عليكِ ورحمة الله وكل عام وانتِ وأسرتك الكريمة بخير وسلامة بمناسبة عيد الأضحى الميمون عام 1433هـ  2011م .. هذا العيد الذي نترقب فيه أفول بعض الساسة العرب  الطغاة العرب) بعد مصرع القذافي على أيدي ثورا ليبيا لأحرار... 
وإذا كانت السياسة هى لعبة المؤمرات والموت.. سواء للسياسي أو لخصومه اللدودين. وكما علمنا من هذا الجزء من بحثكِ القيم أن .. شجرة الدرة وإن كانت تملك جسد إمرأة جميلة إلا انها امتلكت قلب عقل سياسي داهية يزيح ويطيح بمنافسيه وخصومه السياسيين حتى ولو كانوا من أعز الناس على قلب  الأحباب.. فمع أن زوجها وحبيبها الملك الصالح الذي رفع من شانها من درجة جارية مملوكة .. ليعتقها ويتزوجها   بعد وفاة زوجته الأولى أم توران شاه إبنه الوحيد ..  إلا ان شجرة الدر عندما توعدها السطان إبن زوجها توران شاه وطالبها بثروات أبيه وأهانها هى والمماليك البحرية بالرغم  من فضلها وفضلهم عليه في توليه السلطنة.. فقد خططت معهم لقتل توران شاه..  وسبقوه قبل ان يسبقهم بذلك..
 والحكمة تقول ..  " من قتل يقتل"     وهذا ما جعلها .. تتخلى عن فطرتها التي فطرها الله عليها من رحمة وقلب المراة المحبة لزوجها..!

2   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الثلاثاء ٠٨ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[61575]

يتبع سيكلوجية شجرة الدر .. بين موت إبنها وخيانة زوجها..


 ومع اشتداد الضغط الذي يقع على طلاب السيادة والمجد عن طريق السلطة.. والحالة النفسية التي  آلت إليها شجرة الدر بعد وفاة إبنها خليل .. عام 1250م 648هـ  فبعد موت إبنها الوحيد والتي كانت تشتهر بانها {أم خليل} ..
و نكران جموع الشعب المصري لدورها البارز وطالبوها بالاستقالة  وترك السلطة وكان العز بن عبد السلام رجل الدين الصوفي زعيما لهذا المطلب الشعبي.. كما أن الخليفة المستعصم.. بعث إلى المصريين يسخر منهم  في ذلك
وتمرد المماليك البحرية عليها .. وعصيانهم لها .. جعلها تترك السلطة والسلطنة  وتتزوج من  أحد قطبي المماليك البحرية  وهو عز الدين أيبك ..  الذي توسمت فيه الطاعة لها والحب الكبير ..
ولكنه ضاق ذرعا بنفوذها السياسي الكبير من خلف الكواليس..
  وهجرها هذا الزوج ليعود لزوجته الأولى ام إبنه على " أم علي"  ..
هنا تحولت شجرة الدر من سياسية داهية.. إلى إمراة محبة صدمت في عواطفها وقبل ذلك  في كبريائها .. فقتلت زوجها .. الذي هو في نظرها  قد خانها وإن لم يكن قد ارتكب جريمة مخلة بالشرف في هذا الأمر فقد رجع لزوجته الأولى.. لكنه في نظر المراة المحبة وكبرياء ملكة.. خيانة ما بعدها خيانة...
 فدبرت لجريمة قتل ثالثة... بعد ان قتلت توراه شاه وبعد ان خططت لقتل  أقطاي القطب والقائد الكبير لنصف المماليك البحرية.. بمساعدة زوجها السلطان في ذلك الوقت (عز الدين أيبك)  .. خططت  وقتلت زوجها ..... كما جاء ببحثكم القيم ..
 السؤال  الآن : ومن مجال تخصصك بعلم النفس هل فقدان الإبن الوحيد بوفاته ,, وخيانة الزوج  المحب المطيع وجرح الكبرياء لدى ملكة وشخصية كشجرة الدر .. يكون دافعا قوياً  للقتل لمرة ثالثة تختلف عن سابقتيها..؟
شكرا لكِ والسلام عليكم.

3   تعليق بواسطة   نجلاء محمد     في   الثلاثاء ٠٨ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[61599]

الاكتئاب الجسيم من دوافع القتل .

شكرا لك أستاذ/ محمود مرسي على مرورك الكريم وعلى تعليقك الذي أضاف إلى المقال ويعترب بمثابة تكملة له .


كما أن تعليقك قد حفزني على استدعاء بعض من معلومات وخبراتي المعرفية في مجال دراستي وتخصصي وهو (علم النفس) .


ولو قمنا سويا بعملية تحليل سيكولوجي (Psychoanalysis )  لشخصية شجرة الدر والدوافع الآساسية لإقدامها على ارتكاب جريمة القتل الثالثة وهى قتل زوجها الثاني (عز الدين أيبك ).


نلاحظ أن شجرة الدر بعد بلائها بلاءاً حسننا في إدارة مصر وقت الأزمة الكبيرة بعد وفاة زوجها الملك الصالح أيوب ، وقدوم الحملة الصليبية السادسة على مصر نلاحظ الآتي .


1- تغلبت على مشاعر الحزن والخوف ، حزنها على زوجها وهو مريض وبعيد عنها في حمص ، والخوف على ابنها  الوحيد خليل ، وعندما ذهبت إلى المنصورة لتقابل زوجها هناك عائدا من حمص وقد وافته المنية وقد أخفت وقائع وفاته على المصريين وخاصة الجنود لكي لا يحدث قلاقل بسبب انخفاض روحهم المعنوية .


ومع تحقيقها النصر الكبير على الصليبيين وأخذها جزية كبيرة مقابل العفو على لويس التاسع وهذا ما سوف الذ سوف نعرفه في الجزء التالي من المقال .


فمع كل ما حققته من نصر وتضحيات إلا أنها لم تقابل بالعرفان والتقدير من ابن زوجها الملك الشاب توران شاه،  ومطالبته بثروات أبيه واتهامها بالسرقة هذا كان من أهم أسباب إصابتها بالاتئاب الجسيم (Deep depression)  هذا النوع من الاكتئاب غذا أصيب به إنسان لا يشفى منه شفاءاً نهائيا ، ولكنه تأتي عليه دورات من الاكتئاب ودورات من استعادة توازنه النفسي


 


4   تعليق بواسطة   نجلاء محمد     في   الثلاثاء ٠٨ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[61601]

يتبع سيكولوجية الاكتئاب الجسيم .

في المرة الأولى التي تآمرت فيها شجرة الدر على قتل توران شاه بعد أن توعدها هى والمماليك بالقتل والتنكيل بهم ،  وكانوا هم السبب في توليه السلطنة بعد أبيه وكان يعيش خارج مصر .


فلكل ما تقدم بدات تصاب بالاكتئاب  فأقدمت على قتله بمساعدة المماليك البحرية لها.


وكانت هذه أولى جرائم الاغتيال التي اشتركت فيها .


2- عندما تآمرت مع عز الدين أيبك في قتل الأمير أقطاى بعد توليها عرش مصر فكان أقطاي يشيع الفوضى والسلب والنهب والقتل بمساعدة فرسانه في أنحاء السلطنة المصرية التي تعتلي عرشها شجرة الدر ، حقداص من عليها لأنها لم تختاره زوجا لها كملكة .


وهذا ما دفعها إلى التفكير العملي في التخلص منه وقتله وكانت في هذا الوقت أيضا تعاني نوبة اكتئاب جسيم وقلق نفسي حاد.


3- المرة الثالثة التي أقدمت فيها على القتل وكان يعد بمثابة انتحار غير مباشر من شجرة الدر وهذا نستشفه من الآتي


أولا فقدانها لإبنها الوحيد خليل  الذي كان قرة عينها وهذا بعد وفاة زوجها الذي كانت تحبه وتكن له كل تقدير واحترام لما فعله من أجلها وهو الملك الصالح نجم الدين أيوب .


فبعد أن فقدت ابنها أرغموها على التخلي عن العرش ، وخاصة عندما بعث الخليفة المستعصم من بغداد برسالة إلى المصريين يتندر عليهم ويقول لهم فيها إن لم يكن عندكم رجال يحكمون ابعثوا لنا نرسل لكم رجل من عندنا .


وكذلك تمرد المصريون على تولي شجرة الدر للحكم بإيعاز من رجال الدين الاسلامي .


كما أن خيانة زوجها أيبك لها بالرجوع لزوجته الاولى وتهميشها وجرح كبريائها كامرأة جعلها تدخل في نوبة اكتئاب جسيمة وتفكر في قتله وهو انتحار غير مباشر لعلمها ان المماليك سوف يقتلونها إن قتلت هى قائدهم أيبك زوجها الثاني


فقامت بقتله لكي تنهي حياتها على أيدي أعدائها وتنتقم من زوج ناكر للجميل .


والغريب في هذا النوع من الانتحار أنه انتحار غير مباشر


هذه محاولة لتحليل نفسية شجرة الدر وإقدامها على التآمر بالقتل ثلاث مرات .


ولابد من الإشارة هنا أن هناك فرق بين التحليل النفسي المحايد ، وبين ما تأمر به آيات القرآن العظيم  ، لكن المرض النفسي هو اختيار من الشخص لنفسه  يقول الله تعالى {فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ }البقرة10  .


 


5   تعليق بواسطة   فتحي مرزوق     في   الأربعاء ٠٩ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[61621]

السيدة الفاضلة / نجلاء.. هل أنتِ ضد شجرة الدر..؟

 الأستاذة الكاتبة الفاضلة  / نجلاء محمد السلام عليكِ ورحمة الله  وأطيب الأ منيات لمزيد من الكتابة والتنوير.. لأهل مصر والعرب والمسلمين  من أراد منهم البحث عن الحقائق الدينية والتاريخية..


 ومع قدوم العيد الأضحى اتقدم لكِ ولأسرتك بخالص التهاني بهذه المناسبة التي فيها معاني كبيرة ..


 قرأت المقال أو الجزء الأول من البحث وتعرفت على أشياء جديدة لم أعرفها عن فترة تولي شجر الدر عرش مصر كسلطانة أو ملكة مصرية .. وكإمراة عاشت على أرض مصر وإن لم تكن جذورها مصرية إلا انها أصبحت مصرية  بحكم العيشة والزواج من السلطان الملك الصالح.. حفيد صلاح الدين .


 إنني أرى  الغالبية ممن كتبوا عن شجرة الدر يعددون  مميزاتها وذكائها ..وطريقة وصولها لحكم مصر ويمتدحون ذلك .. ولقد تعودنا منكِ في سلسلة مقالات نساء مصريات أن تنحازي إلى الملكات المصريات السابقين لشجرة الدر.. مثل كليوباترا على وجه الخصوص..


أما في هذا المقال أراكِ غير منحازة لشجرة الدر.. ووقفت في منطقة متوسطة بين التأييد لسياستها وبين النقد الموضوعي لها ..


ما هو السبب وراء ذلك ..  واسمحي لي  بالسؤال الآتي.. هل أنتِ ضد شجرة الدر..؟


6   تعليق بواسطة   نجلاء محمد     في   الخميس ١٠ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[61676]

لا . لست ضدها أستاذ فتحي .ولكن

شكرا للأستاذ فتحي مرزوق على مروره الكريم وعلى تعقيبه عل المقال


انا كما قلت قد وقفت في منطقة وسطى بين التأييد والمعارضة ،فقد أيدتها في كفاحها كأنثى حاولت أن تصل بذكائها ودهائها إلى الحكم ،


ولكني قد عارضت الطريقة التي اتخذتها لتصل إلى أهدافها وما تخلل ذلك من اشتراكها في مؤامرات قتل بطريقة مباشرة وغير مباشرة .


والسبب أنني انتقدت طريقتها أنها كملكة تنسب إلى الإسلام هى وأفعالها من قتل وتآمر ، للأسف ينسبوها ظلما وعدواناً إلى الإسلام والواجب علينا هو تبرأة الإسلام السمح من أفعال من ينتسبون إليه وأن تنتسب أفعالهم لهم هم وليس للإسلام .


وكي أوضح أنني لست متحاملة على شخص شجرة الدر أنني حللت من وجهة نظري الدوافع الكامنة بداخلها التي دفعتها إلى ما قامت به من قتل وتآمر في التعقيبات السابقة ولكن موقف الإسلام من كل هذا هو الدروس المستفادة وما يجب أن نقوله دون حرج أو محاباة أو تحيز لأحد أياً كان .


شكرا لك أستاذ فتحي مرزوق على هذه المداخلة .

 


7   تعليق بواسطة   ايناس عثمان     في   الخميس ١٠ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[61696]

المماليك والولاء

لقد نصحت شجرة الدر زوجها الأول نجم الدين أيوب باقتناء المماليك ع،وضا له عن الجنود لأن الماليك أكثر ولاء له وسيكونون عزوته وقوته إذا انصرف عنه الجميع ، وكان ذلك عقب اختلافه مع أخيه من الأب وهو العادل سيف الدين  " ابن سوداء"  التي أقصت الأمير نجم الدين عن مصر وجعلته على الثغور خارج مصر حتى تبعده عن الملك وفعلا تم لها ما أرادت فقد كان ابنها هو الملك على مصر بعد وفاة أبيه إلا ان  استطاع نجم الدين من العودة غلى مصر وحكمها بعد فترة ليست بالقليلة ، وأقصد ان شجرة الدر هي من نصجت زوجها الأول باقتناء المماليك الأكثر ولاء ، ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن فقد كانوا وبالا عليها في النهاية جاءت نهايتها على يد زوجة عز الدين ايبك الزوج الذي قتلته من الغيرة .


8   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الخميس ١٠ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[61707]

شكراً على الاهتمام والاجابة .. وفي انتظار الجزء التالي من البحث..


شكرا للسيدة / نجلاء محمد ...على الاهتمام بالتساؤل الذي طرحته حول تحليل شخصية شجرة الدر .. وكانت الاجابة تدفعني إلى عدة أسئلة أخرى.. حول شخصيات أخرى كان لها دور فيما حدث لشجرة الدر..
 أرى أنه كان عصر مؤمرات ودسائس.. وصراع محموم على السلطة والسيادة ..  والسؤال هل هناك من تآمر على شجرة الدر من داخل حريم القصر .. أو من خارج القصر من الرجال.. وماذا كان دورهم في تنحي شجرة الدر عن العرش ...؟

9   تعليق بواسطة   نجلاء محمد     في   السبت ١٢ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[61785]

لقد انقلب السحر على الساحر .

الشكر للأستاذة / إيناس عثمان على إثراء المفال بتعليقها


فمع أن  شجرّ الدر قد تنازلت عن الحكم والسلطان رسمياً، وانزوت في بيت زوجها، فإنها مارسته بمشاركة زوجها أيبك  مسئولية الحكم، فخضع أيبك لسيطرتها، فأرغمته على هجر زوجته الأولى أمّ ولده علي وحرّمت عليه زيارتها هي وابنها، وبلغ من سيطرتها على أمور السلطان أن قال المؤرخ الكبير "ابن تغري بردي": "إنها كانت مستولية على أيبك في جميع أحواله، ليس له معها كلام".

 


كما ساعدت شجرة الدر عز الدين أيبك علي التخلص من فارس الدين أقطاي الذي سبب لهم مشاكل عديدة في حكم البلاد والذي كان يعد من أشرس القادة المسلمين في عصره، كما كانت لكلمته صدى واضح في تحركات الجند بكل مكان.


وفي النهاية قتلته والسبب الظاهر هو الغيرة كما تقولين ولكن من المؤكد أن هناك العديد من الأسباب الكامنة التي جعلتها تقتل هذا الزوج .

 


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-08-23
مقالات منشورة : 32
اجمالي القراءات : 1,185,746
تعليقات له : 523
تعليقات عليه : 319
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt