يحي فوزي نشاشبي Ýí 2013-09-04
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ المعضلة ضاربة أطنابها !
وحتى وإن لم يُشر إليها الجنرال موشي دايان
تجاذبنا أطراف الحديث حول موضوع " قديم وجديد" وهو حبّ أو ملكة القراءة والمطالعة، وكيف تـُكـتسب ؟ وكيف حدث أن أصبحنا ننتمي إلى أولئك الذين لا يقرأون ؟ فبلغني أن معلما غيوراً جرّب محاولة مع تلاميذ أقسامه الثلاثة أو الأربعة، أي مع ما يمكن أن يبلغ أو يتجاوز المائة تلميذا، بعد أن اندهش هو الآخر، عندما شعر أن "فيروس" أو عُدوى أو هواية القراءة، لم يستطع ذلك الفيروس أن يخترق ذلك الجدار السميك الذي يحيط يأولئك الطلاب، جدار المناعة (لا أدري هل الصواب: هو جدار المناعة المكتسبة أم المناعة الموروثة من عدم الإكتراث بالقراءة ؟ ).
نعم، عندما تيقن هذا المعلم بأن آخر ما يفكر فيه أولئك التلاميذ هو قراءة كتاب، اهتدى إلى طريقة لعلها تكون حاثة على القراءة، فعرض عليهم مشروعا أو اقتراحا : إذ قال لهم :
كل من اشترى كتابا ما، أي كتاب، وقرأه،فأنا مستعد لاشترائه منه بالثمن الذي ابتاعه، ثم أضيف له نسبة عشرين بالمائة منه.
وانطلق هذا المشروع،الذي يمكن أن يُوصف بصفقة، ومرّت الأيام وتتابعت الأسابيع، وكان المعلم في قرارة نفسه يتمنى أن تكون لعرضه على الأقل أدنى نتيجة إيجابية، ومن جهة أخرى كان يحاول جاهدا مطاردة شبح هاجس، كان يُلقي عليه بظلاله القاتمة من حين لآخر، وهو ذلك الهاجس الهامس له : بأن تجربتك يا معلم، يا غيور، يا مخلص، مكتوب عليها الفشل مسبقا، وسوف يخيب ظنك، وسوف تصاب بإحباط لا تغبط عليه.
وفعلا ،وأخيرا ، خاب ظن المعلم المسكين، وأصيب بإحباط لاسيما بعد أن تقلصت أمنيته التي كانت تتمنى أن يكون هناك على الأقل تلميذ واحد – يتيم – مستجيبا من بين المائة أو تزيد.
فكتب الله أن التقيتُ فعلا بهذا المعلم الذي أكد لي كل التفاصيل، وختمها بتساؤلات آخرى، كانت هي الأخرى بمثابة تلك الهواجس التي سبقت أن لوحت له عن بعد بظلالها القاتمة الواعدة بمزيد من البؤس واليأس . ومن بين تساؤلاته :
3) وهل يمكن أن يكون الجنرال "موشي دايان " أو غيره مطلعا على الآية رقم 01، في سورة العلق القرآنية؟
4) وهل قرأ المسلمون " العرب " تلك السورة وتدبروها أم على قلوب أقفالها ؟
5) وهل يتصور ؟ أن موقف المسلمين – العرب - السلبي جدا هو موقف من تدبّر ذلك الحديث المنسوب إلـــــى
رسول الله، وبالتالي هو موقف المتأسي به ؟
6) وهنا تعليق مفاده أن القراءة سبب لدفع الإنسانللمقامات العليا. وصدق الله العلي العظيم في قوله : ( يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذيــــــن أوتوا العلم درجات ) – سورة المجادلة رقم 11. وهل لنا نحن المسلمين العرب أن نشك أو نرتاب أو نجادل في ذلك ؟
7) والإحصائيات التي تقول بأن أنشط قارئ هو القارئ الإنجليزي بـ : 12 كتابا ، وبعده الأمريكي بـ : 11 كتابا، والفرنسي بـ : 10 كتب. أما نحن العرب المسلمين فقد فقد قدر لتلك النخبة القارئة 8 صفحات فقط في كــــل سنة (لكل مثقف عربي مسلم ). وهل تحرك تلــك الإحصائيات فينا ساكنا ؟ لاسيما إذا كانـــت الحقيقة الغائبة عنا تفيد بأن القراءة سلطــة ؟؟
8) وكم نتمنى أن لا يكون مصيبا وصادقا في قوله ذلك المفكر الجزائري " مالك بن نبي "، عندما قال " الأمــــة التي لا تقرأ تموت قبل أوانها.
9) وتلك الإحصائيات الأخرى؟ التي تشير إلى أن إسرائيل وحدها تترجم كتبا عددها هو ضعف ما تترجمه الدول العربية( المسلمة) مجتمعـة.
10) هل يمكن أن نعتبر الإنسان العربي قارئا منتظما؟ وهل يمكن لنا أن نتحدث في الوطن العربي عن شيء اسمه الإدمان على القراءة ؟ فما هو معدل القراءة لدى الإنسان عندنا ؟
11) ومن بين ما قيل حول هذه السلطة التي أدرنا لها ظهورنا : "نحن العرب (المسلمون) " ناجحون في البكاء على الأطلال والتبجح بتاريخ أمتنا القارئة أيام اعتكف المسلمون على ترجمة كتب اليونان ونبكي على بيت الحكمة العظيم ونترحم على صاحبه ومؤسسه المأمون ونفتخر بما فعله المولى الحسن الأول وهو يبادل أسرى إسبان بمائة كتاب ".
وأخيرا ، لنفرض جدلا أننا نحن العرب المسلمين اتفقنا أن للقراءة والمطالعة فوائد لا تحصى، ومن بينها، أنها تعتبر نوعا من أسفار وتبحر عبـــــر آراء الآخرين ووجهات نظرهم . ألا تكون هناك من بيـــن الفوائد تربية الذهن ، وتربية تلك العضلة ( إن جـــــازهذا التعبير)تلك العضلة التي طالما حـُـرمها العربـــــي المسلم ؟ تلك التي تجعله بالغا سن التمييز، ثـم سن الرشد، وتجعله أهلا لتدبر الآية المشهورة فــي سورة الحجرات (رقم 13) ولفهمها وضهمها حــتى لا يُحوّل فعلها ( لتعارفوا ) وحتى لا يلوي عنق ذلك الفعل ، إلى فعل (لتعــاركوا)
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. (الحجرات 13). * والقائمة مفتوحة لإحصاء الخير الكثير من تلك النعمة ، نعمة ( إقــرأ ) .
هناك كثرة تحاول إبخاس ذلك الحق الذي نُزّل على محمد.
ميلاد مأساة !? الظاهر أن "فريدريك نيتشه" مصيب في حدسه !? ******
دعوة للتبرع
الريح والوضوء : أعاني من كثرة طرد الغاز ات المعو ية من الجسم...
معاقبة البشر: هل من المعق ول أن يكلف الله بشرا بمعاق بة بشر...
القرح والرجز : ما هو الفرق بين ( القرح ) و ( الرجز ) وهما من كلمات...
القبر الرجسى : عثرت على صور قديمة لقبر النبى ، وهى في هذا...
more
عزمت بسم الله،
شكرا لك الأستاذ الكريم يحي فوزي على هذا الموضوع.
المؤسف أن أغلب المسلمين فعلا لا يقرؤون، خاصة رجال الدين فهم يعتمدون على التلقين والحفظ فقط، وحمل ما في بطون أمهات الكتب الدينية، دون أدنى تفكير أو عقل، مثلهم كمثل الذين حُمِّلوا التوراة ثم لم يحملوها. والمسلمون همهم الوحيد هو حب الشهوات من النساء والبنين، والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، وأفخر السيارات الألمانية والأمريكية، رغم أن هذه الشهوات قد زينها الله تعالى للناس جميعا، قال رسول الله عن الروح عن ربه: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ(14). آل عمران.
ومع ذلك نجد غير المسلين لا يضيعون من وقتهم شيئا، فهم يقرؤون في موقف الحافلات، وفي الحافلات والقطرات والطائرة وفي كل مكان، وأتذكر مقولة لرئيس فرنسا François Mitterrand، لما علم بقرب أجله عندما أصيب بالسرطان، فقد سأله أحدهم ماذا تفتقد من الدنيا فقال: أفتقد عدم تمكني من القراءة بعد مماتي. معنى ذلك أنه كان مدمن للقراءة إلى آخر حياته...
أما المسلمون فالقراءة آخر ما يفكرون فيها مع كل أسف، ولذلك هم آخر الناس عمارة للأرض، إن لم أقل هم أول الناس فسادا فيها ...
شكرا مرة أخرى على ما قدمت يداك.