الترويح بالمباح ما فيه جناح

كيف نروح عن النفس:
قال ابن مسعود رضي الله القلوب تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكمة وقد قال بعضهم :
وروحوا الخاطر بالمباح فما عليكم فيه من جناح
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا خيرا فها أنا أورد لكم بعض الطرائف لا من باب إضحاككم بها وإنما من باب إظهار نوعية الطرفة أو الفكاهة إذ جل الناس في زماننا قد جاوزوا المباح في الفكاهة في الحل والترحال في الصباح والمساء ولم يعبأوا بحكم الشرع في عملهم حتى صار الإضحاك وسيلة من وسائل الوعظ يسجل ويباع ويشترى من طرف الجمهور بكل برودة وبه يقاس الرجل الصالح أو الواعظ المرشد ولا يعقل من كلامه إلا ما أضحك لا ما أبكى ولله الأمر من قبل ومن بعد وفقني الله وإياكم إلى ما فيه صلاح ديننا ودنيانا قال بعضهم:
أفد طبعك المكدود بالجد راحة
يجم وعلله بشـيء من المـزح
ولكن إذا أعطيته ذاك فليكـن
بمقدار ما يعطى الطعام من الملح
*قيل لبهلول عد لنا المجانين فقال هذا يطول ولكني أعد لكم العقلاء
*وسئل بهلول آخر عن مسألة في الفرائض وهي رجل مات وخلف ابنا وبنتا وزوجة ولم يترك من المال شيئا فقال للابن اليتم وللبنت الثكل وللزوجة خراب البيت وما بقي من الهم فللعصبة .
*وسأل رجل رجلا أن يسلفه ويؤخره في الأداء فقال الرجل هاتان حاجتان فهل إذا قضيت لك إحداهما فقد أنصفت فقال الرجل رضيت قال فأنا أؤخرك ما شئت ولا أسلفك .
*قال صديق لصديقه هب لي خاتمك أذكرك به فقال أذكرني إن منعتك إياه فهو أحب إلي وأنفع لك .
*تزوج أعمى امرأة فقالت له لو رأيت حسني وبياضي لعجبت فقال لها لو كنت كما تقولين ما تركك لي البصراء .
*تزوج رجل بامرأة ذميمة فقالت له مرة لابد من إعلاء جدار السطح لكي لا يطل علي الجيران فقال لها لو رأوك لأصلحوه من نفقتهم وهذا لذمامتها .
*شكا رجل إلى طبيب وجع بطنه فقال ما الذي أكلت فقال أكلت رغيفا محترقا فدعا الطبيب ليكحله بذرور ( وهو ما يذر في العين أو الجرح من دواء غير سائل ) فقال الرجل إنما أشتكي وجع بطني لا عيني فقال الطبيب لقد عرفت ولكن أكحلك لتبصر المحترق فلا تأكله مرة أخرى .