أكذوبة تنقيط المصاحف:
أكذوبة تنقيط المصاحف

مهيب الأرنؤوطي Ýí 2006-12-19


عندما يقرأ المرء تاريخ نقط المصاحف فإن عملية أدلجة الروايات تعطي شعورا بالاطمئنان بان تنقيط المصحف كان نتيجة لتطور الكتابة بعد دخول الاسلام، لكن عند قراءة هذه الروايات وتحليلها والبحث في المصادر التاريخية فإن هذا الانطباع يزول وتظهر اشكاليات كبيرة،

وسوف أسرد الرواية المؤدلجة حول هذا الموضوع بإيجاز:


تذهب الروايات الى أن اللحن في قراءة القرءان انتشر بانتشار الاسلام ودخول الأعاجم في الدين الجديد، فقام زياد بن أبيه بطلب حل هذه المشكلة من أبي الأسود الدؤلي، فقام الأخير بنقط المصحف (إضافة الضمة والكسرة والفتحة والتنوين ) إلى أواخر الكلمات، ثم قام نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر بإعجام الكلمات(وضع النقاط على الحروف المتشابهة للتمييز بينها) ثم تابع الخليل بن أحمد الفراهيدي بوضع الشكل النهائي لتشكيل المصحف .

هذه هي الرواية بايجاز ويدعم ذلك المخطوطات الموجودة ونسخ المصاحف المكتوبة بدون نقط وإعجام،

ولكن هل هذا كل شيء وهل القضية واضحة الى هذا الحد في كتب التاريخ، في هذا البحث القصير سأتناول الموضوع في جزئين ، الجزء الأول مناقشة الروايات المؤرخة لهذه الحادثة، وفي الجزء الثاني سأتعرض للنقوش والمخطوطات المكتشفة.

إن التضارب في الروايات التاريخية حول تاريخ نقط المصحف ونسبتها إلى عدة أشخاص أمر واضح وجلي في كتب التاريخ، فنجد أن تناول الموضوع كان بأسلوب سردي بعيد جدا عن مناقشة هذه الروايات، ولن ادخل في مناقشة أسانيد هذه الروايات لأن مشكلة علم الرجال مشكلة كبيرة والآراء فيها متعددة، لذلك سيتم في هذا الجزء مناقشة الروايات نفسها دون التعرض للاسانيد،
روايات أبي الأسود الدؤلي

قد وردت بعدة صيغ ،

احدها أن زياد هو من طلب ذلك من أبي الأسود ولم يجبه الا بعد حين
(وذلك ما حدثناه محمد بن أحمد بن علي البغدادي قال ثنا محمد بن القاسم الانباري قال ثنا ابي قال حدثنا أبو عكرمة قال قال العتبي كتب معاوية رضي الله عنه إلى زياد يطلب عبيد الله ابنه فلما قدم عليه كلمه فوجده يلحن فرده إلى زياد وكتب إليه كتابا يلومه فيه ويقول أمثل عبيد الله يضيع فبعث زياد إلى ابي الأسود فقال يا أبا الأسود إن هذه الحمراء قد كثرت وأفسدت من ألسن العرب فلو وضعت شيئا يصلح به الناس كلامهم ويعربون به كتاب الله تعالى فأبى ذلك أبو الأسود وكره إجابة زياد إلى ما سأل فوجه زياد رجلا فقال له اقعد في طريق أبي الأسود فإذا مر بك فاقرأ شيئا من القرآن وتعمد اللحن فيه ففعل ذلك فلما مر به أبو الاسود رفع الرجل صوته فقال: إن الله بريء من المشركين ورسوله فاستعظم ذلك أبو الأسود وقال عز وجه الله أن يبرأ من رسوله ثم رجع الى زياد .......................) نقط المصاحف ج: 1 ص: 3

وأخرى تقول أن أبا الاسود هو من طلب ذلك من زياد ولم يوافق الا بعد حين:

- قال أبو عبيدة أخذ أبو الأسود عن علي العربية فسمع قارئا يقرأ أن الله بريء من المشركين ورسوله فقال ما ظننت أن أمر الناس قد صار إلى هذا فقال لزياد الأمير ابغني كاتبا لقنا فأتى به فقال له أبو الأسود إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطه أعلاه وإذا رأيتني قد ضممت فمي فانقط نقطه بين يدي الحرف وإن كسرت فانقط نقطة تحت الحرف فإذا أتبعت شيئا من ذلك غنة فاجعل مكان النقطة نقطتين فهذا نقط أبي الأسود
سير أعلام النبلاء ج: 4 ص: 83

- قال عمر بن شبة وحدثنا حيان بن بشر قال حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عاصم قال أول من وضع العربية أبو الأسود الدؤلي فجاء إلى زياد بالبصرة فقال إني أرى العرب خالطت الأعاجم فتغيرت ألسنتهم أفتأذن لي أن أضع للعرب كلاما يعرفون به ويقيمون كلامهم قال لا قال فجاء رجل إلى زياد فقال أصلح الله الأمير توفي أبانا وترك فقال ادع لي أبا الأسود فقال ضع للناس الذي نهيتك أن تضع لهم
المنتظم (حتى 257هـ) ج: 6 ص: 98 وسير أعلاك النبلاء ج:4ص84

لايقف الأمر هنا حيث تذكر كتب التاريخ روايات أخرى تشير الى ان ذلك فعله أبو الأسود بايعاز من الامام علي حيث كان أستاذه في هذا العلم

فقد ذكر ابن خلدون في مقدمته:
(وأول من كتب فيها أبو الأسود الدؤلي من بني كنانة ويقال بإشارة علي رضي الله عنه لأنه رأى تغير الملكة فأشار عليه بحفظها ففزع إلى ضبطها بالقوانين الحاضرة المستقرأة ثم كتب فيها الناس من بعده إلى أن انتهت إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي أيام الرشيد أحوج ما كان الناس إليها لذهاب تلك الملكة من العرب‏) راجع ايضا شذرات الذهب في تأريخه لسنة ست وستين(تاريخ وفاة أبي الأسود الدؤلي) وكذلك تاريخ دمشق ج 37-ص 123

-وقيل: إنه أخذ النحو عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وكان لا يُخرج شيئاً أخذه عنه إلى أحد حتى بعث إليه زياد: (أن اعمل شيئاً يكون للناس إماماً، ويُعرف به كتاب الله) فاستعفاه من ذلك إلى أن حصلت حادثة اللحن في الآية فعمل النقط. (الفرسهت ص 59).

- عن أبي الأسود قال دخلت على علي فرأيته مطوقا فقلت فيم تتفكر يا أمير المؤمنين قال سمعت ببلدكم لحنا فأردت أن أضع كتابا في أصول العربية فقلت إن فعلت هذا أحييتنا فأتيته بعد أيام فألقى إلي صحيفة فيها الكلام كله اسم وفعل وحرف فالاسم ما أنبأ عن المسمى والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى والحرف وما أبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل ثم قال لي زده وتتبعه فجمعت أشياء ثم عرضتها عليه (سير أعلام النبلاء ج:4ص84)

بالاضافة إلى اخبار تذكر القصة برواية أخرى:

قال المبرد حدثنا المازني قال السبب الذي وضعت له أبواب النحو أن بنت أبي الأسود قالت له ما أشد الحر فقال الحصباء بالرمضاء قالت إنما تعجبت من شدته فقال أوقد لحن الناس فأخبر بذلك عليا رضي الله عنه فأعطاه أصولا بنى منها وعمل بعده عليها وهو أول من نقط المصاحف
سير أعلام النبلاء ج: 4 ص: 83

الروايات التي تنسب النقط لنصر بن عاصم ويحيى بن يعمر:
-أخبرنا يونس بن عبدالله قال نا محمد بن يحيى قال نا أحمد بن خالد قال نا علي بن عبد العزيز قال نا القاسم بن سلام قال نا حجاج عن هارون عن محمد بن بشر عن يحيى بن يعمر وكان أول من نقط المصاحف أخبرنا عبد بن أحمد بن محمد في كتابه قال نا احمد بن عبدان قال نا محمد بن سهل قال نا محمد بن إسماعيل قال قال حسين بن الوليد عن هارون بن موسى أول من نقط المصحف يحيى بن يعمر،
نقط المصاحف ج: 1 ص: 5

-أخبرت عن أبي بكر محمد بن محمد بن الفضل التستري قال نا محمد بن سهل بن عبد الجبار قال نا أبو حاتم قال قرأ يعقوب على سلام أبي المنذر وقرأ سلام على أبي عمرو وقرأ أبو عمر على عبد الله بن ابي إسحاق الحضرمي وعلى نصر بن عاصم الليثي ونصر أول من نقط المصاحف وعشرها وخمسها قال أبو عمرو يحتمل أن يكون يحيى ونصر أول من نقطاها للناس بالبصرة وأخذا ذلك عن أبي الأسود إذ كان السابق إلى ذلك والمبتدئ به،
نقط المصاحف ج: 1 ص: 6

-يحيى بن يعمر الفقيه العلامة المقرئ أبو سليمان العدواني البصري قاضي مرو ويكنى أبا عدي وقيل إنه كان أول من نقط المصاحف وذلك قبل أن يوجد تشكيل الكتابة بمدة طويلة وكان ذا لسن وفصاحة أخذ ذلك عن أبي الأسود
سير أعلام النبلاء ج: 4 ص: 441

-نصر بن عاصم بن أبي سعيد الليثي ويقال الدؤلي المقرىء النحوي البصري أخذ القراءة عن أبي الأسود الدؤلي والنحو واللغة عن يحيى بن يعمر وهو أول من وضع العربية روى عنه القراءة أبو عمرو بن العلاء وعبدالله بن أبي إسحاق الحضرمي وسمع منه قتادة وهو أول من نقط المصاحف
البلغة ج: 1 ص: 232

وللخروج من هذا التعارض هناك راي آخر أن نصر وعاصم قاما بتنقيط الحروف(الاعجام) بينما ماقام به أبو الأسود هو اعراب الكلمات،
طبعا لايوجد أي دليل على ذلك لأن جميع الروايات تتحدذ عن النقط (مايعرف اليوم بتشكيل الكلمات) أما الإعجام فلاينسب الى الدؤلي أو نصر أو يحيى،
وهذه الرواية في وفيات الأعيان تخبرنا أن فعل عاصم كان النقط وليس الإعجام:

وحكى أبو أحمد العسكري في كتاب التصحيف أن الناس غبروا يقرؤون في مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه نيفا وأربعين سنة إلى إيام عبد الملك بن مروان ثم كثر التصحيف وانتشر بالعراق ففزع الحجاج بن يوسف الثقفي إلى كتابه وسألهم أن يضعوا لهذه الحروف المشتبهة علامات فيقال إن نصر بن عاصم قام بذلك فوضع النقط أفرادا وأزواجا وخالف بين أماكنها فغبر الناس بذلك زمانا لا يكتبون إلا منقوطا فكان مع استعمال النقط أيضا يقع التصحيف فأحدثوا الإعجام (وفيات الأعيان ج: 2 ص: 32)


ولنا أن نتخيل شكل الكلمات بعد أن تمتلئ بالنقط أعلاها وأسفلها (نقط الاعراب ونقط الحروف) حيث أن الروايات تذكر أن النقط هو الذي كان مستخدما لاعراب الكلمات، تقول الرواية أن ابا الاسود طلب من الكاتب مايلي:

(فقال له أبو الأسود: إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة أعلاه، وإذا رأيتني قد ضممت فمي فانقط نقطة بين يدي الحرف، وإن كسرت فانقط نقطة تحت الحرف، فإذا أتبعت شيئاً من ذلك غنة فاجعل مكان النقطة نقطتين». (سير أعلام النبلاء 4/83).

ونضيف إلى القراء دعوى أخرى تنسب النقط إلى الصحابة:
حدثنا فارس بن أحمد قال ثنا احمد بن محمد قال حدثنا أبو بكر الرازي قال ثنا أبو العباس المقرئ قال حدثنا احمد بن يزيد قال ثنا العباس بن الوليد قال ثنا فديك من أهل قيسارية قال حدثنا الاوزاعي قال سمعت قتادة يقول بدؤوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا قال أبو عمرو هذا يدل على أن الصحابة وأكابر التابعين رضوان الله عليهم هم المبتدئون بالنقط ورسم الخموس والعشور لأن حكاية قتادة لا تكون لا عنهم إذ هو من التابعين وقوله بدؤوا الى آخره دليل على أن ذلك كان عن اتفاق من جماعتهم(نقط المصاحف ج: 1 ص: 1)

فإذا عرفنا أن نصر وعاصم والدؤلي كانوا معاصرين لبعضهم البعض وأن ذلك حدث في ولاية زياد بن أبيه مابين عامي 44 هجرية وعام 53 هجرية تاريخ وفاته،
فإن رواية قتادة تذكر أن النقط كان سابقا عليهم فهل هو (نقط الاعجام)،
ويعضد هذه الرواية خبر آخر:

حدثنا خلف بن إبراهيم قال نا احمد بن محمد المكي قال نا علي بن عبد العزيز قال نا القاسم بن سلام قال نا إسحاق الأزرق عن سفيان عن سلمة ابن كهيل عن أبي الزعراء عن عبد الله قال جردوا القرآن ولا تخلطوه بشيء --نقط المصاحف ج: 1 ص: 1

فإذا علمنا أن عبد الله بن مسعود توفي عام 32 هجرية، فهذاالتاريخ سابق على فعل الدؤلي أو نصر أو عاصم
وفي الخبر نهي من ابن مسعود عن خلط القرءان بشيء، وتذكر هذه الرواية في سياق الحديث عن نقط المصاحف في كتب التأريخ،

الخلاصة في هذه الروايات أن نقط الاعراب ينسب الى أبي الأسود الدؤلي بروايات متعددة ومختلفة وأصلحه فيما بعد الخليل بن أحمد الفراهيدي ، وروايات تنسب ذلك الى نصر وعاصم ، ولايوجد أي رواية توضح فيما إذا كان نصر أو عاصم هم من قاموا بالاعجام(تمييز الاحرف)، واخرى تنسب ذلك إلى الصحابة

اما الروايات التي تنسب التنقيط الى ما قبل الإسلام فهي كالتالي:

روي أن ابن عباس قال: «أول من كتب بالعربية ثلاثة رجال من بولان، وهي قبيلة سكنوا الأنبار. وأنهم اجتمعوا فوضعوا حروفاً مقطعة وموصولة. وهم مرار بن مرة وأسلم بن سدرة وعامر بن جدرة، ويقال: مروة وجدلة. فأما مرامر فوضع الصور، وأما أسلم ففصل ووصل، وأما عامر فوضع الإعجام. وسئل أهل الحيرة: ممن أخذتم العربي؟ فقالوا: من أهل الأنبار» الفهرست ص6 - 7)

قال ابو عمرو النقط عند العرب إعجام الحروف في سمتها وقد روى عن هشام الكلبي انه قال اسلم بن خدرة اول من وضع الاعجام والنقط (نقط المصاحف ج: 1 ص: 14)

(حدثني عباس بن هشام بن محمد السائب الكلبي عن أبيه عن جده، وعن الشرقي بن القطامي. قال: اجتمع ثلاثة نفر من طيء ببقة، وهم مرامر بن مرة، وأسلم بن سدرة وعامر بن جدرة، فوضعوا الخط، وقاسوا هجاء العربية على هجاء السريانية فتعلمه منهم قوم من أهل الأنبار، ثم تعلمه أهل الحيرة من أهل الأنبار،)(فتوح البلدان ج1 ص 737)

- قيل لأبي سفيان ممن أخذ أبوك الكتابة قال من ابن سدرة وأخبره أنه أخذها من واضعها مرامر بن مرة قال وكانت لحمير كتابة تسمى المسند حروفها منفصلة غير متصلة وكانوا يمنعون العامة من تعلمها فلما جاء الإسلام لم يكن بجميع اليمن من يقرأ ويكتب قلت هذا فيه نظر فقد كان بها خلق من أحبار اليهود يكتبون بالعبراني
سير أعلام النبلاء ج: 17 ص: 319

-قال له أسلم بن سدرة وسأله ممن اقتبستها فقال من واضعها رجل يقال له مرامر بن مروة وهو رجل من أهل الأنبار فاصل الكتابة في العرب من الأنبار وقال الهيثم بن عدي وقد كان لحمير كتابة يسمونها المسند وهي حروف متصلة غير منفصلة
-لبداية والنهاية ج: 12 ص: 15 وايضا وفيات الأعيان ج:3 ص 344

فقال من واضعها مرامر بن مرة فحدوث هذه الكتابة قبل الإسلام بقليل وكان لحمير كتابة تسمى المسند وحروفها منفصلة غير متصلة وكانوا يمنعون العامة من تعلمها
وفيات الأعيان ج: 3 ص: 344

نتيجة:
لا توجد رواية واحدة صريحة وواضحة تنسب إعجام المصحف إلى مرحلة ما بعد الإسلام ،
وأما نقط المصحف(الشكل) فهناك خلاف حول الشخص الذي قام بذلك،
والمرحلة التي تم فيها النقط والإعجام (قبل الإسلام أم بعد الإسلام ، في جيل الصحابة أم التابعين)

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه : إذا كانت الأقوام البدائية تميز بين الأشياء برسوم مختلفة، فكيف قام العرب بوضع شكل واحد لعدد من الأصوات؟؟

حرف ج –ح –خ تكتب على شكل واحد وكذلك الدال والذال وكذلك التاء والثاء والباء ، والحاء والخاء والجيم والراء والزاي والصاد والضاد ، والطاء والظاء ، والسين والشين والعين والغين،
فنحن اما 17 شكل لثمانية وعشرون صوتا!!!
فلماذا لم يميزوا بين هذه الأصوات بأشكال مختلفة؟؟؟!!!!!
أليس تضارب هذه الروايات تبعث الشك في الأنفس حول عملية إعجام الحروف؟؟
،، مما دعى القلقشندي إلى القول(«يبعد أن الحروف قبل ذلك مع تشابه صورها كانت عرية عن النقط إلى حين نقط المصحف». (صبح الأعشى 3/149)
في الجزء الثاني سوف أتناول تاريخ الكتابة العربية وتطورها في الدراسات الأكاديمية والعلمية ، واستعراض النقوش المكتشفة،

اجمالي القراءات 62428

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-08-18
مقالات منشورة : 15
اجمالي القراءات : 831,456
تعليقات له : 154
تعليقات عليه : 203
بلد الميلاد : Afghanistan
بلد الاقامة : Afghanistan