آحمد صبحي منصور Ýí 2010-07-30
1 ـ يقولون إن أمريكا هي قمة الديمقراطية في العالم، ولكن الواقع أن الثروة الأمريكية يتحكم فيها خمس عشرة أسرة أو حوالي مائة شخص وأولئك الذين يمتلكون أمريكا ويحتكرون ثروتها هم الذين يتحكمون في سياستها وهم الذين يقومون بصناعة الرئيس الأمريكى ويديرون مسرحية انتخابه وإذا وصل الرئيس الأمريكي إلى البيت الأبيض فمحظور عليه أن يقترب من الثوابت الأمريكية وهى المسيحية والرأسمالية وسيطرة الجنس الأبيض، وإلا كان مصيره مثل (لنكولن) و(كنيدي)فأمريكا برغم دعاوي الديمقراطية المفتوحة مثل أي بلد في العالم تنطبق عليها قاعدة أن من يملك الثروة هوالذي يحكم البلد .
الحياة كلها تمثيلية .. ولكن كل فرد فينا يجب أن يختار الدور الذي يؤديه إن خيرا أو شرا .. ويقوم كلا منا بدوره ويتقمصه بمنتهى الدقة .. فإمى أن يتواصى بالشر وإما ان يتواصي بالحق والصبر ..
كل منا يؤدي دوره الذي إختاره بنفسه ولنفسه .. فمهما حاول كلا منا التملص مما يقوم به بحجة انه مرغم على ذلك وأن هذا غصبا عنه .. فهذه الحجة قد رد عليها الله مسبقا في كتابه العزيز حين قال ( بل الإنسان على نفسه بصيرا واو ألقى معاذيره) .. فمهما كانت معاذيرك فأنت بصيرا على نفسك من أنها لا تعدوا كونها معاذيره ..
لذلك لا عجب أن يتكرر خطأ الإنسان في كل عصر وكل مجتمع بنفس الطريقة ..ولقد وصف الله سبحانه وتعالى هذه الحالة في قوله تعالى ( {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ }الذاريات53 ) .. أي كأن جميع مخطئي البشر تلاقوا في مكان ما وزمان ما وأتفقوا وتواصوا على أن يسلكوا نفس الطريق وبنفس الأسلوب.. وفي مقابل هذا التواصي .. ذكر الله سبحانه وتعالى ( وَالْعَصْرِ{1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ{2} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ{3} )سورة العصر ..
لذلك لا عجب في ان يكون الله سبحانه وتعالى قد أخذ من المثل والتمثل دعوى للهداية أو دعوة للإضلال ..ولهذ فإن القرآن الكريم من أوله لآخره يضرب لنا الأمثال لكل حالة .. بل وأخذ من قصص الأنبياء عظات لكي نتمثل بما هو صحيح فيها ..ولا نتمثل بما هو سيئ فيها ..ووقد وضح الله سبحانه وتعالى في سورة التحريم كلا الطريقين بكل سهولة ويسر حيث قال ..
- { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ } التحريم10
2 - { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } التحريم11
اتحاد السلطة والثروة اتحاد قديم قدم الإنسان فقارون الذي كان من قوم موسى قد اعطاه الله الثروة وبدل من أن يتخدمها في نصرة قومه وعشيرته ، وتخفيف الظلم عنهم نراه يشارك فرعون في ظلم قومه ويعينه على ذلك الظلم ،فقد اختار جانب السلطة ليحافظ على امواله ومصالحه ، فكان عقابه كما حكى لنا القرآن أن خسف به وبداره الأرض ! وهذا ما نجده من ذوا الثروة في الوقت الحاضر فهم ينفذون ما يطلب منهم بكل دقة حفاظا على مصالحهم ،
لو أجرينا مقارنة بين هؤلاء الطغاة الذين اقتنصوا الثروة من خلال الاستفادة بالثورة واحتكروا ثروات بلادهم ، على الرغم انهم قبل نجاح ثوراتهم كانوا يفكرون فى الاصلاح وفى العدل الاجتماعى وتغيير حال الفقراء إلا انهم اغتروا بالمال واشتهوا السلطة لتحمى لهم هذا المال وهم فى نهاية حياتهم يعيشون فى ذل ومهانة وضعف ، ولكن لو تذكرنا ماذا فعل عزيز مصر الذي كان يحكم مصر فى عهد يوسف عليه السلام وعندما بحث عمن يفسر له رؤيته لخوفه على الناس ، ولتفكيره فى احوال الناس فى هذا العصر الذي ساءت فيه الاحوال لولا حكمة يوسف عليه السلام الذي أرسله الله جل وعلا لمصر فى هذه الفترة ، وكذلك ما فعله عزيز مصر من تركه لخزائن الارض ليوسف يتصرف فيها كيف يشاء ، ولم يحاربه رغم انه يعلم انه يريد الاصلاح وتوزيع المؤن على الناس بالعدل فلم يكن من عزيز مصر إلا انه سلم كل شيء ليوسف يتصرف فيه كيف يشاء ، هذا كله على الرغم من قصة يوسف مع زوجته من قبل ، وكان من الممكن ان تؤثر على علاقة الملك بيسوف ونظرته له ، ولكنه ترك الخلافات الشخصية وفكر فى مصلحة البلد والشعب ولذلك نجحت سياسة يسوف عليه السلام فى تمرير السنوات السبعة العجاف بحكمة لأنه نظم تخزين المحاصيل وأرشد الناس على طريقة مثلى للإستهلاك فنجح يوسف ونجح الملك واستفاد الشعب بالعدالة الاجتماعية التى من الصعب ان تتحق اليوم فى أكثر الدول إيمانا بالديمقراطية .
القرآن قد أوجز القول ودلل عمليا وبالكلام السهل المفهوم حتى لا يكون للناس عذر في عدم الفهم ، فتحدث في سورة الماعون عن : الذي يكذب بالدين ، من هو ؟؟ فقال تعالى : " من يدع اليتيم " وهو كذلك : "لا يحض على طعام المسكين " بكلام موجز سهل على الفهم ولا يأتي أحد ليقول إن الآية بها غموض وتحتاج إلى شرح أو أسباب نزول، وهذا يرجعنا إلى قضية أساس في القرآن وهي ربط القول بالفعل وإن القول إذا لم يرتبط بالعمل فلا فائدة منه ، وهذا ما ينقص الأنظمة المختلفة أن الكلام والنظريات في جهة وان التطبيق في جهة أخرى ، فلا بديل لكلام الله بكلام بشر حتى وإن بلغ غاية الإتقان .
مع تحياتي لك
آمل عزيزي ان تعيد قراءة سورة يوسف وستكتشف بأن عزيز مصر شخص وملك مصر شخص آخر وان يوسف عليه السلام بعد خروجه من السجن أصبح عزيز مصر والذي رأى الرؤيا هو الملك وليس العزيز
وتفبل تحياتي
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5182 |
اجمالي القراءات | : | 59,196,621 |
تعليقات له | : | 5,486 |
تعليقات عليه | : | 14,880 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الباب الرابع : منهج التشريع القرآني : التشريع والقصص الماضى والمعاصر
الباب الرابع : منهج التشريع القرآني : التشريع الجديد والتشريع المتوارث:
دعوة للتبرع
التبرع بالأعضاء بعد : هل يجوز التبر ع بالاع ضاء (القل� �, العين , ...
أصيل وابن أصول: نقول عن الرجل الشهم انه أصيل وابن أصول . هل...
إثبات الزواج : هل لا بد من تسجيل الزوا ج رسميا ؟ وهل لابد من...
زكاة عيد الضحى .!: زكاة الفطر لماذا هى خاصة بعيد الفطر ولماذ ا ...
حقه عند حصاده: والدت ي أعطتن ي مبلغ من المال لتأمي ن ...
more
د/ منصور الفاضل
بارك الله تعالى في قلمك الذي أضاء لنا طريق المعرفة وها أنت تعيد إلينا العنوان الجميل والذي سطره قلمك من عشرين عاما ألا وهو ( القرآن هو الحل ) لتعيد إلى الذاكرة مايحدثه التاريخ دائما وذكرت به من عشرين عاما ولكن بعد فوات ذلك الزمن السحيق ظهرت أسود الوقت الراهن واستشرت في ظلمها وغيها وداست على كرامة الفقير فأصبح لايرى الفقير أصلا بعين الغني أي مهمش ولاذكرى له ، وفعلا صدقت سيدي وأنت شاهد على العصر فقد تزاوجت الثروة بالسلطة وديست القيم والاخلاق وذهبت المروءة وانزوت الشهامة .. والله الحافظ من عاقبة الطريق .