تعليق: شكرا جزيلا أخي الحبيب الدكتور أحمد صبحي منصور. | تعليق: حفظك رب العزة جل وعلا أخى ورفيق الجهاد فى سبيل الله جل وعلا استاذ ابراهيم دادى | تعليق: عندما يُحاكم المتخصص لكتابته فى تخصصه !!!!! | تعليق: حبا وكرامة أستاذي الفاضل ، والله يجمعنا في جنته | تعليق: شكرا استاذ خالد التميمى .. | تعليق: جزاكم الله خيرا | تعليق: آلية استثمارية شفافة تحقق العدالة والربح | تعليق: مصر فى ذيل القائمة !!!!! | تعليق: شكرا استاذ العودات ، وأقول لأحبتى أهل القرآن : | تعليق: سؤال :::: كيف وصلت للدوحة ؟؟؟ | خبر: ماذا نعرف عن عمر ياغي، العربي الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025؟ | خبر: الدوحة تحتضن مؤتمراً دولياً يدعو لمحاسبة قتلة الصحافيين | خبر: السيسي يشترط إلحاق موظفي الدولة الجدد بالأكاديمية العسكرية ويحذر من التغيير والثورة | خبر: ارتفاع سطح البحار يهدد ملايين البشر والمباني بالمدن الساحلية | خبر: مصر: تهديد بملاحقة محامين لنشرهم تحقيقات أمن الدولة | خبر: السلطات المصرية تعيد اعتقال الصحافية صفاء الكوربيجي | خبر: طالبان تجدد رفضها تسليم قاعدة باغرام إلى أمريكا | خبر: إسواتيني تستقبل مرحّلين جددا من الولايات المتحدة | خبر: وول ستريت جورنال: الجنائية الدولية قد تكون ساحة المحاكمة القادمة لدونالد ترامب | خبر: السعودية تسمح بأداء العمرة من خلال جميع أنواع التأشيرات | خبر: أراضي القاهرة التاريخية للبيع... إليك التفاصيل | خبر: أهالي ميناء العريش يواصلون احتجاجاتهم ضدّ هدم منازلهم | خبر: لليوم الرابع غرق بيوت وأراضٍ على ضفاف النيل في مصر | خبر: هل ترغب بالدراسة في تركيا؟ أبرز 5 منح جامعية مجانية للطلاب | خبر: الحكومة غرقت في النيل! |
ما فعله الساسة في العراق لم يفعله الاجتياح العسكري

د. شاكر النابلسي Ýí 2010-07-29


هذا هو وقت النقد الوطني والذاتي، لحصيلة سبع سنوات من الحرية، ومخيالالديمقراطية، والدم، والدموع، والخراب، في الأرض والنفوس في العراق. وهذا النقد،بمنزلة مراجعة ومكاشفة، لكل ما مضى خلال السنوات السبع العجاف في العراق، ولكنهليس- بأي حال من الأحوال- تراجعاً واستنكافاً عما آمنا به، ونادينا به، وما زلنامؤمنين وننادي به، وهو الحرية كل الحرية للعراق، والديمقراطية كل الديمقراطيةللعراق، وإن كانت الديمقراطية لا تليق بالساسة العراقيين، الذين لم &iac; يجدوا في العراقبعد فجر التاسع من إبريل 2003 غير النهب، والسرقة، والفساد السياسي، والاصطفافالطائفي الديني، والتنازع على المكاسب والمنافع، والهروب من العراق، وتركه لبقيةالذئاب من السياسيين تنهش ما تبقى من جلد الفريسة.

المزيد مثل هذا المقال :

هل كان الغزو آخر الدواء؟

وكما قلنا في مقالنا السابق هنا، وفي هذه الصفحة، من أن ما فعله العرب في العراقمن خراب، وتدمير، وتفجير، وإنكار، واستكبار، فعله أيضاً السياسيون العراق، ولكن مافعله السياسيون العراقيون في العراق، لم تفعله قوات الغزو للعراق، سواء كانتأميركية أو غيرها، بل هي جاءت إلى العراق لتؤدي مهمة عسكرية وتنسحب، وها هي ستبدأالانسحاب قريباً، وكانت منضبطة في الحدود المحتملة، والتحديات، والصعاب الكثيرة،التي واجهتها من الإرهاب، ومن الطقس والجغرافيا، ومن الفوضى في الشارع العراقي،وكان الغزو العسكري في التاريخ كله، وفي كل زمان ومكان، له جوانب سلبية مؤلمة، لابُدَّ من تحملها، خصوصا فيما لو كان الهدف من هذا الغزو خدمة المغزي على المدىالطويل، وإزالة ما يعوق طريقه إلى التقدم والحياة الأفضل... ونحن نقرأ في تاريخالفتوحات الإسلامية، ما فعله المحاربون الفاتحون القادمون من الصحراء، حيث لا ماءولا كلأ، من دمار، وخراب، وقتل، وجمع أموال ونفائس، وأسر النساء، وبيعهن في أسواقالنخاسة، أو الاحتفاظ ببعضهن كخادمات في المنازل، ونساء للمتعة الجنسية.

فلكل غزو عسكري في التاريخ سلبياته، وجرائمه، وعيوبه، والثمن الباهظ الذي يدفعهالشعب المغزي، سواء كان هذا الغزو لنصرة المغزي وتخليصه من حكم دكتاتوري طاغٍ، أولإخضاعه لسلطة الغازي. والمثال القريب لذلك، ما حصل لأوروبا في الحرب العالميةالثانية، فقد دمَّر هتلر الغازي أوروبا دماراً مفجعاً، وعندما أراد الحلفاء تحريرأوروبا من الغازي الهتلري دمروا أوروبا أيضاً تدميراً مفجعاً، فشهدت أوروبا الفواجعفي غزو هتلر لها، وشهدت الفواجع كذلك في غزو الحلفاء لها، لتخليصها من الغازيالهتلري. كذلك حصل الفعل ذاته في العراق، فقد شهد العراق الفواجع حين حكمه صدامحسين، نائباً للرئيس، ورئيساً (1969-2003) ونشبت حرب الخليج الأولى 1980-1988،والثانية 1991، وشهد الفواجع أيضاً حين قرر الحلفاء تحرير العراق من حكم الطاغيةالدكتاتور. ولكن المهم في الأمر، أن فواجع العراق بسبب الحكم الدكتاتوري كانت منالفواجع الدائمة، ذات الغور العميق في الإنسان والوطن. ومن هذه الفواجع، نشر الخوف،والعنف، ومصادرة الحريات، وتعذيب ومطاردة المعارضة، وعبادة الفرد المطلق، والفسادالسياسي والمالي... إلخ. وتأصيل كل هذا في أعماق الإنسان العراقي، وفي وجدانه، وفيشعوره، وفي حاضره، ومستقبله. والمهم في هذا- بل المصيبة الكبرى في هذا- أن هذهالسلوكيات أصبحت من أخلاقيات تلك المرحلة، وجزءاً من التربية العراقية القسريةالعامة للمواطنين، في البيت، والمدرسة، والمعهد، والجامعة، والجيش، والخدمةالمدنية، وكل مرافق الحياة في العراق. في حين أن السلبيات التي تركها وسيتركهاالغزو العسكري اقتصرت على الخارج دون الداخل. بمعنى أن الغزو العسكري لم يغتلالحرية بقدر ما انتشلها من قبورها، ومراقدها. ولم يلغِ الديمقراطية بقدر ما أكدهاوشجعها، ولم ينشر الرعب من السلطة، بقدر ما اعتبر المواطن هو السلطة، والسلطة هيالمواطن، ولم يسرق خزائن الدولة بقدر ما حمى هذه الخزائن إلى حين، من سطو السياسيينالسارقين الناهبين. إلى جانب ذلك، فقد كان للغزو العسكري سلبياته، فقد كان بمنزلةصحن العسل الذي جلب الذباب إليه.

فالغزو العسكري والفلتان الأمني في العراق شجعا عناصر الإرهاب الدينيوالإيديولوجي على نشر الفوضى والجرائم الدموية فيه، وذلك أحد استحقاقات الغزوالعسكري، كما أن الأثمان المرتفعة التي دفعها العراقيون من دماء أبنائهم، كانتثمناً للحرية والديمقراطية التي خطفها السياسيون وحولوها إلى كرة قدم يلعبون بها،ويتبارون بها، مع بعضهم بعضاً، بعيداً عن مصالح العراق، ومنافع العراقيين.

فساد السياسيين وجبروت الغزو

فماذا فعل السياسيون وماذا فعل الغزو؟ لو ألقينا نظرة سريعة على قائمة ما فعلهالسياسيون العراقيون، وما فعله الغزو العسكري لخرجنا بالحقائق التالية:

1-  لم يُضحِ الساسة العراقيون بأموالهم أو بأنفسهم- ما عدا قلّة قليلة منهمكمثال الألوسي وأياد جمال الدين وغيرهما– من أجل العراق والعراقيين، بل هم على عكسذلك، فقد استفادت أكثريتهم من العراق الجديد، بنهب الأموال الطائلة، والتمسكبالسلطة، ورفض تداولها، ونقع الدستور، ووثيقة الديمقراطية في ماء بارد، وشُربهإطفاءً لحرارة الصيف العراقي اللاهب. مما يذكرنا بمرحلة الدكتاتورية الصدامية(1979-2003)وربما ما يجري في العراق الآن من احتكار للسلطة وعدم القبول بتداولها،يُعد أكثر خطورة مما كان يجري في مرحلة الدكتاتورية الصدامية، ذلك أن مرحلةالدكتاتورية الصدامية كانت تعلن وتتصرف بصراحة ووضوح على أنها سلطة دكتاتورية، أماما يجري في العراق الآن فهي الديمقراطية الكاذبة المزورة الخادعة، التي تتخذ منالديمقراطية قفازاً حريراً، يخفي الأصابع الدينية الطائفية والأظافر الإيرانية.

2-  حاول الغزو العسكري حماية العراق من الإرهاب الديني الطائفي القادم منالداخل والخارج، ودفع الثمن غالياً لهذه الحماية، فقُتل أكثر من أربعة آلاف جندي،وخسرت أميركا وبريطانيا مئات المليارات من الدولارات ثمناً لحماية العراق منالإرهاب المتزايد. وانتهز السياسيون العراقيون وقوع العراق في الإرهاب ومقاومته،وتركوا أمر هذه المقاومة للقوات الأجنبية، والتفتوا إلى زيادة أرصدتهم المالية فيالبنوك، وتعيين الأقرباء و(المحاسيب) و(الأزلام) في المناصب السياسية الحساسة، وهوما فعله صدام حسين بدقة، حين كان نائباً للرئيس البكر ( 1969 – 1979).

3-  وأخيراً، نلاحظ أن السياسيين العراقيين هدموا كل ما بنته قوات الغزو مما منشأنه أن يحمي العراق من أعدائه، ففي الوقت الذي حاولت دول قوات الغزو تخليص العراقمن الارتهان للآخر، ارتهن معظم السياسيين العراقيين لدول الجوار، كما أدى الاحتقانالسياسي في الماضي والحاضر نتيجة لهذا الارتهان إلى زيادة موجات الإرهاب، فالاحتقانالسياسي وعدم تداول السلطة هما المستنقعان الضروريان والملائمان لتكاثر فيروسالإرهاب في العراق.

وهناك مظاهر أخرى كثيرة، لا تتسع لها المساحة المخصصة لهذا المقال، ولكن يجب أننثبت هنا، أننا ضد الغزو العسكري، ونعارضه في كل أشكاله، ولكن ما الحيلة عندما يكونالكي آخر الدواء كما في الحالة العراقية، وكنا نتمنى أن يتم ما تمَّ في فجر إبريل2003 من دون الغزو العسكري.

 

 

اجمالي القراءات 10641

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-16
مقالات منشورة : 334
اجمالي القراءات : 3,991,093
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 361
بلد الميلاد : الاردن
بلد الاقامة : الولايات المتحدة