.فتش عن السياسة  إذن  المعارضة السياسية لإعلاء شأن الشام  والأموييين أمام الحجاز  كانت السبب الأساس في بناء  المسجد الأقصى الفلسطيني  وكان  تواتر الروايات يدعم هذا الموقف بما فيها من روايات تجعل الصلاة مقدسة  في هذا المسجد المقام ، ويكون  أيضا واحد من ثلاث مساجد لا تشد الرحال إلا إليها  ،وطبعا  ممنوع الاقتراب من هذه الروايات.

ولكن تقديس مياه  نهر الأردن الذي تعودت أذننا على سماعه ـ وستغسل يا نهر الأردن وجهي بمياه قدسية وستمحو يا نهر الأردن آثار القدم الهمجية  ـــــــــ هل اختص بهذه القداسة لقربه من المسجد الأقصى أم أن هناك سبب آخر لهذا التقديس  ؟؟؟

جبل الطور منطقة مباركة كما ورد ذكرها في القرآن الكريم ، لأنها نزلت به الرسالة الخاتمة، وقد ورد في آية قرآنية تقص لقاء نبي الله موسى والسبعين رجلاً مع ربه في هذا المكان أيضاً  {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ }الأعراف155،  {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ : الأعراف }157" .

ولكن لدى استفسار عن حائط المبكى عند اليهود هل له صلة بهذه المنطقة التي يقع فيها جبل الطور،بما أنه قريب من تلك المنطقة ويقدسه اليهود ؟. ولكم جزيل الشكر.

 المشكلة يا أخت نورا أن هذا الحائط له تسميتان ، فهو عند اليهود حائط المبكى ، وعند المسلمين حائط البراق ، لاعتقادهم أنه في ليلة الإسراء والمعراج  قد تم ربط البراق في هذا الحائط  ، إذن هي معارضة سياسية في الأساس ، يقول اليهود أن الحائط جزء من الهيكل، قيام اليهود بالبكاء والنواح عنده في العصور المتأخرة، على خلفية ادعاءات متفرقة منها أن الحائط المذكور ، هو جزء من بقايا معبدهم القديم، وهو ما تدحضه المعطيات التاريخية ونتائج التنقيبات عن الآثار، فالموسوعة اليهودية تقول إن اليهود لم يصلّوا أمام هذا الحائط إلا في عهد العثماني. يذهب عالم الآثار اليهودي فينكلشتاين -رئيس قسم الآثار في جامعة تل أبيب- هو يقول: "لا يوجد أي سند لما ورد في العهد القديم بشأن.. (يعني أي سند علمي لما ورد بشأن حائط المبكى)" و يذهب إلى أبعد من ذلك بتشكيكه بوجود الهيكل أصلا

ومن جهة أخرى، إذ ليس هناك أي أثر يثبت وجود الهيكل اليهودي أو ما يمكن أن يمت إليه بصلة، وأن علماء الآثار والمنقبين اليهود أنفسهم أو الذين استقدمهم اليهود وصلوا إلى صخرة الأساس في المكان ولم يعثروا على أي دليل مادي مهما كان صغيراً يؤكد صحة الروايات اليهودية.

بالنسبة للمسلمين و المقدسين لا يعد الامر أن يكون عملية انتحال مكشوفة يقوم به اليهود والصهاينة، تنطوي على نسبة الحائط إلى تاريخهم. فهم يروا أن العملية هي استيلاء على المكان دون أي وجه حق، لا فرق في ذلك بين انتزاع ملكية الأراضي من الفلسطينيين وتهجيرهم من بلادهم بالقوة الغاشمة، وبين اغتصاب حائط البراق الذي يعد ملكا إسلامياً و معلماً بارزاً من معالم الحرم القدسي .

.وننتظر الإجابة من الدكتور منصور حول هذا الموضوع .

ولكن تقديس مياه  نهر الأردن الذي تعودت أذننا على سماعه ـ وستغسل يا نهر الأردن وجهي بمياه قدسية وستمحو يا نهر الأردن آثار القدم الهمجية  ـــــــــ هل اختص بهذه القداسة لقربه من المسجد الأقصى أم أن هناك سبب آخر لهذا التقديس  ؟؟؟

يعتقد المسيحيون أن رسول الله يحى عليه السلام (يوحنا المعمدلن) قد قام بتعميد المؤمنين و من ضمنهم رسول الله عيسى عليه السلام في نهر الأردن.

و فيروز تغني لقدسية المكان عند المسيحيين و عند المسلمين.

مؤخرا قام البابا بينيدك بزيارة المكان، ولم يجد إلا مياها آسنة.

 فأصيب المسكين بالأحباط، ذلك أن إسرائيل لسوء إستخدامها للمياهن قضت على هذا النهر الجميا (رأيته آخر مرة عام 83 و كان نهرا جاريا).

أما ( المسجد الأفصى) في فلسطين، سواء كان هو المسجد أم لا، فهو ملك للمسلمين و لا مكان لللصهائنة الأوباش هناك مطلقا، هم عابرون كالكلمات العابرة.

فليأخوا حصتهم من دمنا و لينصرفوا.

البحث كان أكثر من ممتاز و يحتاج لتدبر كبير جدا.

بارك الله في شيخنا و معلمنا الدكتور أحمد صبحي منصور و أمد الله عمره و صحته.

قال تعالى: ( والتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * و َطُورِ سِينِينَ *و َهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) التين :1



( وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ ) المؤمنون : 20



( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) القصص :30



هل هناك في سيناء تين و زيتون؟ يتضح من الآية أن الجبل المعني لا زال يخرج منه التين و الزيتون، على الأقل حتى وقت نزول الآية



تنطبق هذه الصفات أكثر على جبال بيت المقدس، حيث التين و الزيتون بكثرة.



لكن من ناحية أخرى، فقد كان موسى خارج فلسطين حين كلمه ربه .



(يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين * قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون (* المائدة 21 – 22



هل هناك علاقة بين الجودي و الطور؟



كثير من الأسئلة تدور في خلدي سأطرحها بعد دراسة سلسلة المقالات بشكل مكثف.



أنا لم أؤمن مطلفا بما يسمى حائط البراق، و أن الرسول ربط هذا المخلوق فيه.



كلام أقرب للخزعبلات منه للواقع. و لو كان فعلا هناك مخلوف بهذه المواصفات، فلم يربطه الرسول هل كان خائفا من أن يهرب؟؟ و من دل الناس على هذا المكان و ذلك بعد وفاة الرسول بعشرات السنين؟؟



كنت متأكدا من أن المسجد الأقصى يقع في بيت المقدس،إلى  أن قرأت المقال، فلم أعد متأكدا.

الاخ ليث , جذبني عنوان تعليقك , جبل الطور , فقرأت المقالة بشكل سريع  ,  فوجدت ايضا , طور سيناء . هل تعرف ماذا تعني كلمة طور ( بفتح الراء ) في اللغة الكلدانية واللغة الاشورية التي يتكلم بها المسيحيون العراقيون انها تعني جبل  .فعنوان تعليقك سيصبح حسب  ما يدور في ذهني الان , جبل الجبل ولكن عندما رجعت للمقالة وجدت فيها  طور سيناء وهذا يعني جبل سيناء حسب كلا اللغتين الاشورية والكلدانية . مجرد معلومة لا علاقة لها بالموضوع , وها أنك تعلمت كلمة من لغة اخرى   ( :

ملاحظة , عذرا فاني لم اركز على المقالة ولم اقرأ التعليقات , ولكن سارجع وأقرأها في وقت قريب .

و سأقوم بتصحيح العنوان و الأخطاء الأخرى.

فكلمة طور تعني أيضا بالعربية  جبل .

مما لاشك فيه أن " اللغات " العربية والكلدانية والآشورية والسيريانية والعبرية كلها " لغات " " ساميّة " ولها جذور وأصول واحدة  ، مما يجعلنا نستأنس لورود بعض الكلمات في تلك اللغات وإعتبارها تبين بعضها بعضاً كقولك عن معنى " الطور " باللغة الكلدانية والآشورية تعني " الجبل " مما يساعد أهل القرآن على حسن تدبر معاني كلمات القرآن فلا يستمرون بإعتقادهم أن هناك جبلا إسمه جبل الطور بل هناك " طور سينين " أي جبل سينين " ....

وكذلك الأمر بالنسبة لكلمة " دلوك " والتي هي كلمة جاءت بالقرآن وهي بالعبرية تعني " إشتعال " فيكون فهمنا لقول الله سبحانه وتعالى ( أقم الصلاة لدلوك الشمس .... ) أي لإشتعال الشمس أي ظهورها للعيان فقط ،وليس لغيابها أو أي شيء آخر  ، وهذا يتطابق مع الآية التي تقول ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل والنهار هو الذي تتجلى فيه الشمس ، أليس كذلك سيدتي ؟؟

أقول أني في معظم ما يصل إله الدكتور أحمد صبحي منصور  و بعد أن أفعل عقلي أتفق معه .

أنا لا أشك مطلقا في أن كل ما يصل إليه شيخنا و معلمنا أحمد صبحي منصور لا يعرضه للنشر إلا بعد إقتناعه تماما بأنه صواب و أن فيه مرضاة الله.

لذلك تراني و أنا أختلف معه، أخاف أن أكون آثما و أخاف أن أكون ذاك هو الذي يتكلم بقلبه و ليس بعقله و بما يرضي ربه.

كنت قد كتبت تعليقا أوضح فيه من أن  المسجد الأقضى هو ذاته المسجد المقام في بيت المقدس و قرأت ما كتب الأخوة من قبلي فوجت أني لا أضيف شيئا على ما كتبوا.

و لأني أعلم يقينا أن الشيخ منصور قرأ ما كتبوا و لم يعدل عن رأيه، صرت أقرب لتصديف قوله و ذلك لأنه الأكثر علما على الأقل.

 هذا لا يمنع أن هناك الكثير من الأمور الغامصة و أنها بحاجة لإجابة.

هذا تعليق مطول ، أرجو أن يجد طريقه لعيني أخي الكبير و الحبيب و معلمي الفاضل أحمد صبحي منصور.

,بعد أن قرأت المقال توصلت إلى ما يلي.

أن المسجد الأفصى مكان كنت تقام فيه الصلاة لله في وقت ما و أنه ساحق في القدم .

المسجد الحرام كان قائما قيل إبراهيم و أنه أول مسجد أقيم لعبادة الله و أن و الله بوأ مكانه لإبراهيم عليه الصلاة و السلام, فعثر على قواعده و أساسه و أعاد بناءه مع إبنه إسماعيل عليه السلام.

"إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدي للعالمين..."‏ سورة آل عمران الآية 96

(واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود (122) واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر قال ومن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره الى عذاب النار وبئس المصير (123) واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم (124).) البقرة الآيات 122ـ124

الواضح أن بيت الله الحرام فد إنشا في وقت كانت فيه مكة أرضا تصلح للحياة و أن ذلك المسجد أو البيت قد أقيم في بدئ إستخلاف الله الإنسان للأرض.

من المعلوم أن شبه الجزيرة العربية كانت و حتى إنتهاء العصر الجليدي ـ فبل ما يقرب 12 ألف عام ـ أرضا خضراء (لم تكن في ذلك الوقت شبه جزيرة بعد و أنها كانت مساحات واسعة من السفانا تمتد من البحر الأحمر و حتى ما بعد بلاد فارس. إنتهى العصر الجليدي و بدأت مياه المحيط في الإرتفاع و نشأ الخليج العربي و بدأت في نفس الوقت أرض الجزيرة في التصحر.

هجر البيت الحرام لهذا السبب أو لسبب آخر إلي أن أشاده إبراهيم عليه السلام ثانية مع إبنه إسماعيل و أخذت في حينها مكة مكانا آخر، حيث أنها لم تعد أرضا خضراء كسابق عهدها، بل مركزا تجاريا بين بلاد اليمن و بلاد الشام و كانت من القرى الآمنة ، فيها ما يكفي من الماء لبقاء الحياة فيها.

(ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) سورة إبراهيم – آية 37

(واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر قال ومن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره الى عذاب النار وبئس المصير) سورة البقرة آية 126

الكلام نفسه ينطبق على صحراء مصر و التي كانت و إلى عهد قريب ترتع فيها الأسود و الفيلة و كانت أرض سفانا تماما كالتي نعهد في أفريقيا.

و من المعلوم أن نوح قد جاء رسول إلى أهل تلك المناطق (منطقة الجزيرة العربية) .

(وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا) سورة نوح الآية 23.

و تلك الألهة هي من ألهة تلك المنطقة.

جاء الطوفان و صنع نوح الفلك بأمر الله و بدأت السفينة تبحر فوق الماء إلا أن رست على

الجودي.

حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ (40) وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44). هود الآيات 40ـ44

من السياق القرأني يتضح أن الله أنزل نوحا أرضا مباركة و من المنطق أن يكون ذلك المنزل صالحا للحياة، فيه أرضا خصبة تصلح للزراعة و للرعي.

قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ) هود الآية 48.

فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ (29) المؤمنون الآيات 28ـ29.



و قد ورد في الأثر أن الحمامة قد عادت و معها غصن زيتون، و أنا لأ أؤمن بما ورد و أعتبره ظنا، إلا أني أعتقد أن المنزل الذي نزل فيه نوح هو منزلا مباركا كما ورد في دعائه في الآية و أن البركة لم تذكر في كتاب الله إلا لثلاث مناطق و هي أرض الله الحرام وبعض أنحاء بلاد الشام وطور سيناء و وادي طوى.

ربما يكون المسجد الأقصى هو ذلك المكان الذي نزل فيه نوح ليكون البقعة الثانية التي يبنى فيها بيتا لله بعد المسجد الحرام و ربما تكون عند جبل الطور.

السؤال الذي يبقي و أنا لازلت غير مقتنع تماما من أن المسجد الأقصى يقع في سيناء، هل كانت سيناء أرضا خصبة و هل كان الزيتون ينبت فيها وقت كلم موسى ربه؟؟

لو كانت سيناء خصبة، فلم لم يبقى بنوا إسرائيل فيها و دعوا موسى أن يخرج لهم مما تنبت الأرض من بفلها و فومها و عدسها.



(واذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الارض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فان لكم ما سالتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله ذلك بانهم كانوا يكفرون بايات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) البقرة الأية 61.



أم أن موسى كان يكلم ربه في منطقة بعبدة عن قومه فيها من الزرع و الأكل ما لا يتشابه مع واقع الصحراء فيقضي أربعين ليلة يستطيع أن يحصل فيها على مونته من المكان الذي يقطن فيه.



( وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ ) البقرة الأآية 51.

«و واعدنا موسى ثلاثين ليلة و أتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة»: الأعراف - 142.

موسى كان يكلم ربه عند الواد المقدس طوى و الذي وصفه الله بأنه فيه التين و الزيتون و أنه عند البقعة المقدسة و أنه قريب من الأرض المقدسة.

( وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ ) المؤمنون الآية 20

( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) القصص الآية 30.

والتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1)و َطُورِ سِينِينَ (2) و َهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ(3) سورة التين الآيات 1-3.

إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ) النازعات الآية 16

و لنعد لسورة المؤمنين لنرى الترابط الجميل بين آياتها من الآية 20 إلى الآية 29 يذكر الله الطور في الأية عشرين إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ) النازعات : 16

ثم يذكرنعمة الأنعام (من بين من حمل الله مع نوح على السفينة) و نعمة الفلك

وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (21) وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (22).

ثم مباشرة يأتي ذكر نوح عليه السلام و ذكر الفلك الذي بناه بأمر الله و هو الفلك المشحون كما ورد في سورة الشعراء (فانجيناه ومن معه في الفلك المشحون) الشعراء الآية 119

و الذي خلق الله لنا من مثله ما نركب وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42).

و لنعد لسورة المؤمنين كي نرى التسلسل

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (23)

و نرى كيف أستهزئ به قومه (المؤمنون 24ـ25)

ثم يرد عليهم نوح عليه السلام

قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (26)

و يأتي أمر الله بصناعة الفلك

فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ (27) فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28)

وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ (29)

و هنا يكون دعاء سابق لدعاء إبراهيم و هو أن ينزله الله في أرض مباركة و هي و الله أعلم منطقة طور سيناء و واد طوى و التي ذكرت في نفس السياق قبل عدة آيات.

لابد للطور لأأن يكون قريبا من أرض مدين (سورة طه 9ـ12)، و هذا أقرب للمنطق .

تأتي قدسية الطور كتوقيت لمرحلة جديدة  بعد أن أهلك الله معظم من في الأرض  و بدء مرحلة جديدة في فهم الخلق و القرب من الخالق، بعد أن نسي الأبناء شرعة الأباء أدم عليه السلام و من جاء بعده.

و الله تعالى أعلم.

صدقونى إذا قلت لكم ،إنه بعد كتابة هذا المقال وتنقيحه فى التسعينيات لم أقرأه حتى الان . ونفس الحال مع الأبحاث السابقة التى تم تصحيحها ونشرها ، وربما سيكون نفس الحال مع الأبحاث الآتية أيضا . السبب لا يرجع فقط لضيق الوقت ولكن أيضا للضيق النفسى لدى من قراءة شىء كتبته من قبل ، والعادة أننى بعد أن أكتب بحثا  وأنشره أضيق جدا لو أعدت قراءته ، فلا اقرأه إلا مضطرا إذ أعتبر علاقتى به قد انتهت ، وأنشغل عنه بموضوع جديد .واعتقد انه ربما لو قرآت موضوع ليلة القدر هذا فربما أختاف مع نفسى فى كثير من التفصيلات .

لذا أرحب جدا بالتعليق على ما أكتب ، خصوصا إذا كان تعليقا مفيدا لى يطرح أسئلة لم تخطر ببالى ، أو تصحح خطأ وقعت فيه ، أو تفتح لى موضوعا جديدا أفكر فيه وأبحثه .

إننى ـ أحبتى ـ باحث ، أكتب ما يصل اليه مقدار ما أعلم فى وقت الكتابة . ولو كانت هناك ميزة لى أحسبها لنفسى ، وأحمد الله جل وعلا عليها ـ فهى أننى أكتشف جديدا فى القرآن الكريم ، وأسرع بكتابته بكل ما لدى من اجتهاد يقبل الصواب و الخطأ. ولكن هذا الجديد المكتشف يحتاج الى تنقيح وتجويد وتصحيح .. وهذه مهمتكم ... وأتمنى أن تكتبوا بأفضل ما لديكم من اجتهاد وتعمق لأكون أول من يستفيد منكم. 

من هنا كان الاقتراح بأن تتحول تعليقاتكم على تلك الأبحاث الى كتب منفصلة ، سأنشرها بعونه جل وعلا ضمن قائمة الكتب فى الركن الخاص بكتبى. المشكلة كانت ـ ولا تزال ـ الوقت ..

ما قرأته يا سيدي من كلماتك أقول لك وأنا مطمئن بأنه هذا هو التدبر الحق لآيات قرآننا الكريم فالله يزيدك من علمه ، كما أن متدبر القرآن يحس أن البيت الحرام هو بيت سيدنا نوح عليه السلام وذلك لدعوة سيدنا نوح ربه أن يجعل كل من دخل بيته أن يكون " آمناً " وقد بين الله لنا أن البيت العتيق هو مثابة للناس وأمناً للناس إستجابة لنبي الله نوح ، وليكون دين الله هو واحد من عهد نوح إلى أن تقوم الساعة ،أليس كذلك ؟

على أي حال فإن الله سبحانه وتعالى قد عظم شأن الأوابين وهم الذين يعودون للحق دائماً من خلال إزدياد فهمهم لآيات القرآن ، فاستمر يا سيدي على طريقة تدبرك للقرآن بهذه الطريقة التي ذكرت وستكون إن شاء الله ممن هداهم الله لما اختلف فيه الناس من الحق وشكراً