آحمد صبحي منصور Ýí 2009-05-06
نظرا لطول هذا المقال البحثى فنقسمه الى ثلاثة أقسام .
هذا المقال البحثى يناقش قضية هامة فى موضوع الكفر العقيدى و السلوكى وعلاقته بعلم الله جل وعلا. وينقسم المقال البحثى الى ثلاثة أقسام : سبيل الله المقصود هنا هو القرآن الكريم ، مفهوم العلم الالهى هنا ، ثم كيفية التعامل مع كلام الله تعالى فى القرآن فيما يخص الضلال والضالين .
ثانيا : لمحة عن أسلوب التفضيل المتبع فى آيات العلم الالهى بمن ضل وبمن اهتدى :
ونعطى أمثلة لأسلوب التفضيل التى فيها مجال لعلم البشر المحدود فى موضوع يكون العلم الأكبر فيه لله تعالى .
1 ـ يقول تعالى عن عدد أهل الكهف : (قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ ) ( الكهف 22 )، لم يقل جل وعلا ( قل لا يعلم عدتهم إلا ربى ) ،أى لم يستعمل أسلوب القصر ولكن استعمل أسلوب التفضيل ، فهو جل وعلا (أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم ) مع التأكيد بأن بعض البشر يعلمون عددهم الحقيقى أيضا ولكنهم قلة ، (مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ ) ففى الاية الكريمة نجد أسلوب التفضيل يؤكد أن الله تعالى (أعلم ) ويثبت أيضا علما لبعض البشر بالعدد.
2 ـ ويقول جل وعلا عن أم السيدة مريم (فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى )( آل عمران 36 ) فالأم تعلم أنها وضعت بنتها أنثى وهو علم صحيح ، ولكن الله تعالى هو الأعلم بكل التفاصيل التى تفرق بين الذكر والأنثى ...
3 ـ وعموما فان الله جل وعلا هو الأعلم بنا من أنفسنا (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُم ) ( النجم 32 ) وكننا أيضا نعرف بعض الشىء عن أجسادنا وعن سرائرنا وما نخفيه وما ننويه .
3 ـ يقول تعالى عن بعض المنافقين : (يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ )(آل عمران 167 ) فؤلاء المنافقون يكتمون مشاعرهم ، وهم بالطبع يعرفون مشاعرهم ويتصرفون على أساس ما يكتمونه فى سرائرهم وقلوبهم ، ولكن مع ذلك فالله تعالى هو أعلم بهم من أنفسهم.
وتكرر نفس الحال فى قوله جل وعلا عن خداع بعض المنافقين : (وَإِذَا جَاؤُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ ) ( المائدة 61 )
4 ـ يقول تعالى (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ )( النساء 25 ) فالله تعالى يعلم الإيمان القلبى ومقدار ما يزيد وما ينقص فى صراع المؤمن مع غرائزه وتذبذبه بين التقوى والمعصية ، ولكن البشر أيضا لهم علم ظاهرى بملامح الإيمان حسب السلوك . وهو علم سطحى وقليل ، ولكن لا يمكن إنكاره ، لذا جاء أسلوب التفضيل هنا وليس القصر.
5 ـ وإذا كان هذا يخص بالمؤمنين فى الداخل فهو ينطبق أيضا على مدى علم المؤمنين بأعدائهم . المؤمنون يعرفون أعداءهم حسب سلوك العدو العدوانى ، ولكن ثمة عدو يمتلىء قلبه حقدا دون أن يظاهر بالعداء أو يقع فى الاعتداء ، وهنا يكون علم الله جل وعلا أكبر وأفضل ولكن لا ينفى العلم السطحى للمؤمنين ، نفهم هذا من قوله جل وعلا للمؤمنين : (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ ) ( النساء 45 )
6 ـ وحتى فى مجال الاعتداء ، يقول تعالى (وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ )( الأنعام 119 ) ، فالله تعالى هو الأعلم بالمعتدين ، والأية هنا تتحدث عن إعتداء معنوى على شرع الله تعالى يرتكبه (أهل الهوى ) الذين يضلون الناس بغير علم ، أى هو إعتداء عقيدى أو كفر عقيدى يختلف عن الإعتداء المادى السلوكى الذى يلمسه البشر ويعلمونه بالرؤية و يشهدونه بالحواس ويستطيعون الحكم عليه ؛ على الفعل و السلوك و ليس على الشخص .
إن محل الحكم على الشخص الجانى المعتدى هو أمام القضاء البشرى ،الذى يحكم بالأدلة الظاهرية الثبوتية ، أما الحكم بتكفيره طبقا لاعتدائه الآثم فمرجعه الى الله تعالى يوم القيامة . لايستطيع أحد إنكار الجرائم العالمية المعروفة و المشاهدة والملموسة ، هل تستطيع إنكار الإعتداءات التى قام بها الطغاة من هتلر إلى صدام ومن هولاكو إلى تيمورلنك ؟! والأمثلة كثيرة فى التاريخ وفى الواقع المعاش والملموس، وهى تؤكد أن للبشر علما ظاهريا سطحيا بالجرائم التى يعتبرها الله جل وعلا سلوكا يؤدى الى الخلود فى النار. وللبشر أن يحاسبوا على ذلك فى محاكمهم المحلية و المحاكم الجنائية الدولية ، وهم يحكمون طبقا لعلمهم النسبى القاصر ، ولكن يأتى الحكم العادل المطلق يوم القيامة من الله تعالى الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور ( غافر ـ 19 ). ومثلا فان الله جل وعلا يحكم بالخلود فى النار على من يقتل مؤمنا مسالما (فردا واحدا ) : (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا ) ( النساء 93 : 94 ).أى إن من ألقى السلام فهو مؤمن حتى لو كان فى أرض المعركة ضمن العدو أثناء إشتباك حربى بين المسلمين وعدو معتد عليهم . لو ألقى السلام أصبح مؤمنا يجب حقن دمه ، فلو قتله شخص من المسلمين استحق غضب الله جل وعلا و لعنته وعذابا عظيما ينتظره . واللعنة و الغضب و العذاب العظيم يستحقها أشد الناس ضلالا وكفرا . ولكن يبقى (التعمد ) المقصود فى الآية (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا ) وهذا ( التعمد ) لا يحكم عليه سوى من يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور ـ جل وعلا . وهنا يكمن الفارق بين العلم الظاهرى السطحى للبشر والعلم الحقيقى لله تعالى رب العزة .
7 ـ ، بعد أن تأكد لنا أن العلم الإلهى بالضالين والمهتدين هو أكبر من علم البشر ولكن لا ينفى علم البشر نتوقف مع تكرار كلمة (هو ) فى الايات الكريمة التى تتحدث عن رب العزة الذى هو أعلم بالمهتدين وبالضالين .
لا يعنى تكرار (هو ) فى الاية الكريمة أن الله تعالى اختص ذته جل وعلا بهذا العلم بالهدى والضلال . تكرار كلمة (هو ) هنا ـ فيما أعتقد ـ له علاقة بقسمة الآية على قسمين :علمه جل وعلا بالضالين فهو أعلم بمن ضل ، وعلمه جل وعلا بالمهتدين فهو أعلم بمن اهتدى، ولأنهما متناقضان ولأن علمه جل وعلا يتساوى فيهما فقد تكررت كلمة (هو ) فى النقيضين . أى إن استعمال (هو ) هنا هو فى مجال الفصاحة .
يؤكد ذلك أن (آية الكرسى ) هى الآية الوحيدة فى القرآن الكريم التى تعددت فيها صفات الرحمن وأسماؤه الحسنى التى لا يشاركه فيها مخلوق ، ولو كان لتكرار كلمة (هو ) صلة بانفراده جل وعلا عن خلقه فى الصفات والأسماء والامكانات لتكررت كلمة فيها (هو ) مع كل إسم أو صفة من صفاته جل وعلا التى لا يشاركه فيها مخلوق . ولكن ذلك لم يحدث . ونكفى أن نقرأها ونتدبرها : (اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) ( البقرة 255 ) لم تأت كلمة (هو ) هنا إلا مرة واحدة فى خاتمة الآية (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) وطبقا لمقتضيات البلاغة العربية فليست تكرارا،بل أصل فى الجملة (مبتدأ )، وكذلك كلمة (هو ) فى أول الآية (اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ) فهى أصل فى الجملة لا تتم إلا به . وهذا موضوع شرحه يطول .
ثالثا : عالم الغيب و الشهادة : ومصدرية علم البشر :
1 ـ والله تعالى هو عالم الغيب والشهادة ، ويستوى عند العلم بالغيب والشهادة: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ) ( الرعد 9 : 10 ) فلا يخرج عن علمه جل وعلا شىء (وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) ( يونس 61 ) ، أى يعلم ما يغيب عنا وما لا نعرفه ، كما يعلم أكثر منا فى عالم الشهادة الذى نشهده بالرؤية والسماع وبقية الحواس ، فهوجل وعلا صاحب العلم المحيط بالغيب والشهادة ، ونحن ، ولو كنا نعرف بعض عوالم الشهادة – أى ما نشاهده ونشهد عليه – إلا إن علمنا علم سطحى فى حدود إمكانياتنا المادية المحدودة (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) ( الروم 7 ).
2 ـ يؤكد ذلك أن الله جل وعلا يسمح ـ وفقا لمشيئته ـ بأن يطلع البشر على بعض علمه : (وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء )( البقرة 255 ) ، ونلاحظ هنا أنه جل وعلا لم يقل ( ولايعلمون بشىء من علمه إلا بما شاء ) ولكن استعمل لفظ ( يحيطون ) أى إن بمقدور البشر الاحاطة ببعض علمه جل وعلا وفق مشيئته جل وعلا.
3 ـ ومن هذا العلم ما يكون غيبا ثم أنزل الله جل وعلا العلم به فى القرآن فتحول من غيب الى شىء مشهود بالقراءة ، كقوله جل وعلا لخاتم المرسلين بعد أن قصّ قصة نوح عليه السلام : (تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا) (هود 49 )، فلم يكن خاتم الأنبياء والمرسلين ـ عليهم السلام ـ ولم يكن قومه يعرفون هذا الغيب من قبل ، ثم بعدها أصبح معروفا مقروءا .
وكقوله جل وعلا فى ختام قصة يوسف : (ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ) ( يوسف 102 ) أى لم يكن عليه السلام حاضرا مع إخوة يوسف وهم يتآمرون عليه ، كان معهم عالم الغيب و الشهادة جل وعلا.
وتكرر نفس المعنى خطابا الاهيا لخاتم المرسلين تعقيبا على بعض القصص ، يقول جل وعلا : (وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) ( القصص 44 : 46 ).
وفى التعليق على قصة مريم وولادة عيسى عليه السلام يقول تعالى لخاتم المرسلين (ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ) ( آل عمران 44 ).
وسنعرض لموضوع الغيب و الشهادة بتفصيل أكثر فى مقال قادم بعونه جل وعلا.
4ـ أى إن مصدرية العلم البشرى من منبعين : فى العالم المادى (عالم الشهادة ) و(عالم الغيب ) .
ففى عالم الشهادة : نحن نستمد العلم مما نشهده بالبحث فى أنفسنا وفى ملكوت الله جل وعلا ، وهذا البحث فريضة اسلامية غائبة ، وهو بحث يقوم على التجريب والسير فى الأرض كما سبق توضيحه فى مقال سبق عن المنهج العلمى فى القرآن الكريم. ويشمل عالم الشهادة أيضا ما يخص الانسان وحركته فى هذا الكوكب الأرضى ، أى العلوم الاجتماعية كالتاريخ والآثار والعمران والجغرافيا البشرية و علوم السياسة و الاجتماع..الخ .
وبعض علم الله تعالى بالغيب ذكره رب العزة فى القرآن ، فأصبحنا نعلمه ، ومطلوب منا أن نتدبره .
5 ـ وفيما يخص موضوعنا (علم الله تعالى بالمهتدين وبالضالين ) فله ايضا نفس المنبعين : عالم الغيب وعالم الشهادة .
فقد ذكر رب العزة فى القرآن الكريم ما يدخل ضمن الغيب من ملامح الهدى وملامح الضلال ، وبالتالى إنتقل هذا العلم من دائرة الغيب إلى دائرة الشهادة حيث نقرأ القرآن فنتعلم منه صفات الضلال ومعتقداته وسلوكه وتصرفاته …وبذلك يكون للبشر إمكانيات العلم بملامح الضلال من خلال القرآن الكريم من حديث رب العزة وهو الأعلم بمن ضل ومن إهتدى .
وللبشر إمكانية أخرى فى معرفة الضلال ، وهى من خلال التعامل والمشاهدة الحسية ، فأبسط الناس يعرف الظلم ، ويقع عليه الظلم فيئن ويتوجع ويعلم بفطرته أن الله تعالى لا يرضى بالظلم لعباده فيشكو لربه . أما أهل العلم بالقرآن ، فيستطيعون تنزيل الملامح المذكورة فى القرآن الكريم على ما يحدث فى عصرهم أو فى السابق من تاريخهم سواء ما كان منها ملامح فى العقيدة أو فى السلوك.
6 ـ أكثر من هذا فإن القرآن الكريم تحدث عن الضلال ليس فقط كصفات وإنما كأشخاص وجماعات، وتحتم على المؤمنين وقت نزول القرآن الكريم التعامل مع اولئك البشر الضالين ، فنزلت آيات القرآن الكريم توضح للمؤمنين كيفية التعامل مع أولئك الضالين فى تشريعات خاصة مطلوب تطبيقها.
7 ـ والقسم الثالث من هذا البحث يعطى فكرة عن ملامح الضلال وصفاته وجماعاته من خلال القرآن الكريم .
زادك الله علما وتواضعا ، وننتظر المزيد من قلمك لنقرأ ونتعلم وندرس ، وقواك الله على مسئولياتك والحروب الشرسة التي تتعرض لها ، فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين ، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ..
الدكتور الفاضل / أحمد صبحي منصور من خلال المطالعة لبحثكم لي سؤال بسيط : هل من يعلم الحق ويسكت عليه إما ضعفا أو خوفا على مصلحه من مصالحه من التأثر هل يدخل تحت مفهوم الكفر السلوكي ؟
وهناك سؤال آخر على هذه الفقرةمن مقالكم القيم( وللبشر إمكانية أخرى فى معرفة الضلال ، وهى من خلال التعامل والمشاهدة الحسية ، فأبسط الناس يعرف الظلم ، ويقع عليه الظلم فيئن ويتوجع ويعلم بفطرته أن الله تعالى لا يرضى بالظلم لعباده فيشكو لربه . أما أهل العلم بالقرآن ، فيستطيعون تنزيل الملامح المذكورة فى القرآن الكريم على ما يحدث فى عصرهم أو فى السابق من تاريخهم سواء ما كان منها ملامح فى العقيدة أو فى السلوك).
السؤال هو: هل التدبر في القرآن فريضة واجبة على كل مسلم أم هو كما يدعي علماء السلف والحاضر أنها ليست فريضة ولكنها القراءة فقط مع التعتعة كما يقولون فيأخذ الأجر حتى و لو لم يتدبر ولم يفهم ما يقرأه ؟ ومن هم الذين يندرجوا تحت " أهل العلم بالقرآن" ؟ وجزاكم الله خراً على ما تقدموه لنا من علم وفكر نافع.
الدكتور / صبحي منصور السلام عليكم ورحمة الله مقال بحثي كما وصفته سيادتكم وبالتالي هو ليس بمقال عادي، وإنما يصنف تحت الأعمال البحثية التي تحتاج إلى جهد خيالي في الإعداد من الباحث وفي القراءة من المطالع والقارئ ، لقد استعرضت لنا أسلوب القصر في القرآن وكذلك أساليب الاستقصاء والتفضيل والحصر إلخ وهذا يدل على التمكن من اللغة التي هى من أدوات البحث ، ولقد ورد بخاطري جملة عبر بها الموسيقار الراحل عبدالوهاب عندما سئل عن رأيه في بيتهوفن فقال عنه أنه ( خالق النغم) هذا منذ سنوات طويلة ، ولقد أزعجني هذا التعبير وقتها أيما إزعاج وتساءلت وقتها هل أحد يخلق شيئا غير الله ؟ والله تعالى يقول " ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شئ فاعبدوه", واليوم وبعد التعلم في مدرسة القرآن الكريم والتدبر في آياته وجدت آيتين أخريين في هذا الموضوع وهما : هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه" ومن التدبر نجد أن الله يتحدى بخلقه للسموات والأرض الذين يشركون به بأن يخلقوا مثل ما خلق الله ، والآية لم تنفي الخلق عن البشر ولكنها طلبت المقارنة بخلق الله وقتها ، وآية أخرى وهى " تبارك الله أحسن الخالقين"، وبالتأمل نجد أن الآية قررت أنه هناك خالقين غير الله ولكن الآية باركت وأعلت ومجدت خلق لله ، ووصفت الله بأنه أحسن الخالقين ، هنا تذكرت قول الوسيقار عبد الوهاب وقوله عن بيتهوفن أنه - خالق النغم - وهكذا تعلما من القرآن أن هناك خالقين غير الله تعالى ولكن خلق الله تعالى يتناسب مع أولوهيته وربوبيته للبشر جميعا ولجميع الخلق والكون!!
الدكتور أحمد باحث مخلص لبحثه وفكرته ومتمكن من أدواته ويدلل عليها بكل إخلاص وعلم وتواضع ، وهناك بعض من هم على الموقع يريدون ترك الموقع ولكن عن طريق كارت أحمر من الدكتور أحمد لكي يكون هذا تذكرة عبور لهم في فضاء الانترنت .. وكثرة الإنتاج العلمي للدكتور أحمد غزيرة وتحمل الجديد دائما ، ومن الواضح أن هذا الإنتاج يزعج البعض فبدلا من أن يرد على المقال بمقال ويترك الحرية للقراء للحكم ، تجده بدأ عليه الزهق وثقلت المهمة عليه وأصبح يتمنى إنهاء مهمته ولكن من خلال الدكتور أحمد نفسه ..! ولي تساؤل لمن يحاول إلصاق تهمة التكفير بالدكتور أحمد ، فهل عندما يقرأ الدكتور أحمد أو غيره آية (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) فهل نقول أن الدكتور أحمد يتهم الغالبية بالضلال والإضلال ، ومثال آخر آخر عندما يقرأ أحدنا آية ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) فهل من العدل أن نقول أن الدكتور أحمد يتهم غالبية المؤمنين بالله بإنهم مشركون ، أي لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون ..؟؟!! ومن هنا أرى أن هذه الحملة التي يقوم بها البعض إنما تساعد على نشر الفكر ، وليتهم يردوا بمقالات وليس بالسباب والإتهام بالباطل فهذا أفضل لهم إن كانوا مخلصين لفكرتهم حيث أن هذا حقهم ..
هناك من يريد أن ينتقي من آيات القرآن ما يوافق هواه وينتصر لوجهة نظره ، وهو لا يدري أن ذلك يجعل تصرفه يشبه تصرف بعض أهل الملل السابقة والذين قال عنهم رب العزة ({وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ }الأنعام91) ويشبه من قال عنهم رب العزة ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ ) من أراد أن يفعل هذا فهذا شأنه ولكن لا يفرض على الآخرين ما يريد وإلا غضب وهاج وماج . من الممكن أن تختلف الإجتهادات هذا وارد وله أسباب كثيرة ، ولكن هذا لا يعطي مبررا لمحاولة فرض الرأي بطريق آخر غير طريق الإقناع ..
أشكرك دكتور أحمد على هذه المجهودات الطيبة ، الحقيقة لدي بعض الملاحظات البسيطة هنا في هذا المقال الطيب:
كل هذا طبعا و الله اعلى و اعلم و هو الموفق
الخلق معناه ( التصميم )
"ثُمَّ خَلَقنا ٱلنطفة علقةً فَخَلقنا ٱلعَلَقةَ مُضغَةً فَخَلَقنا ٱلمُضغَـةَ عِظامًًا"
ويوكِّد اللَّه تعدد ٱلخلق (ٱلتصميم) وتسلسله وفق منهاج حىٍّ مسجل
"يَخلُقُكُم فى بُطُونِ أُمَّهـٰتِكُم خَلقًا من بعدِ خَلقٍ" 6 ٱلزمر.
والإنسان الخليفة ، خلف الرب في الأرض لأنه أصبح بعد نفخة الروح خالقاً مبدعاً
فالإنسان يخلق والله يخلق ولكن الله( أحسن الخالقين) والإنسان عالماً متعلماً ولكن الله
( العليم) والمعلم ( واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم)
فالله سبحانه حين يقول انه اعلم ( اسلوب تفضيل ) اي هناك من عنده بعض العلم لكن الله اعلم
وفي قوله تعالى احسن الخالقين ( اسلوب تفضيل ) اي هناك خالقين غيره وهو احسن الخالقين
لقد فرغت لتوى من قراءة هذه المقالة وأعتقد أنها خير من المقالة الأولى , فشكرا أخى أحمد صبحى على إستجابتك لتعليقى الذى وضعته على الجزء الأول الذى نشرته أمس, هذا بالطبع إن كانت هذه هى استجابة له ولم تكن قد تمت كتابتها قبل تعليقى, وشكرا أيضا على الدرس القيم فى اللغة العربية والتى لم ادعى ولا أدعى ولن أدعى نبوغى او تفوقى فيها, وأنت أول من يعلم ذلك, فقد كانت مراسلاتنا فى اول تعارفنا بالإنجليزيه لمدة طويلة جدا , بل حتى يومنا هذا فإننى أحيانا اجد من السهولة ان اتواصل معك على البريد الخاص بالإنجليزية, وأقول ذلك لكى يدرك "بعضهم" أنى أعنى ما أقول, فإن كنت أكذب فى ذلك فأستحلفك ان تكشف كذبى وإدعائى. لقد تعلمت من هذه المقالة الكثير من قواعد اللغة التى إما لم أكن أعلمها من قبل او نسيتها بحكم إختفاءها من حياتى تماما أكثر من ثلاثون عاما , كما أنى سوف انتظر مقالتك الثالثة والأخيرة لكى أعلق عليهم بصفة عامة .
غير أنى رغم إعترافى بالدرس فى اللغة العربية لازلت أختلف معك فى التفسير ( النهائى) والغرض المفترض ان نفهمه من تلك الآيات, وسوف أضعه فى تعليقى بعد مقالتك الثالثة إن شاء الله, اللهم إلا إن اقنعتنى المقالة الأخيرة المرتقبه بعكس ذلك, مع حبى وإحترامى.
التعليق أسفله
أنا موجود , ولكنى فى الحقيقة للاسف مشغول الى حد كبير بأمور شخصية أخشى إن عرفتها لك, أن تصبح دليلا جديد على إصابتنا بالنرجسية والياسمينيه والورود البلدية بكافة أنواعها من القاهرة الى الإسكندرية
بالمناسبة , هل تذكر شباب مصر, وكيف كنا أنا وأنت وعثمان ورضا ندافع بضراوة عن أحمد صبحى ضد الهجوم الشبة يومى بمقالات كانت تبلغ أكثر من عشر صفحات أحيانا من المرحوم , وكيف كننا نتعرض للهجوم اليومى والسباب والقذف والإتهامات من الشلة إياها, هل تذكر اننى فى النهاية كنت قد كتبت قصيدة بعنوان مابين الحقد والجهل, وهى منشورة هنا على الموقع, وكانت تصف نموذجا لشخص ما منهم, وبعدها باقل من ثلاثة شهور توفى اكبر أعداء أحمد صبحى وكان قد قال لى بنفسه انه اكبر أعدائه وكان يسبب له صداعا وألاما كبيرة, لا أدرى لماذا تذكرت تلك القصيدة اليوم, وأغرتنى نفسى بأن أعيد نشرها, ولكنى غيرت رأيي فى اللحظة الأخيرة.
لقد تنفست الصعداء عندما قرأت تعليق الأستاذ دويكات الذى تعرفه ويعرفه أحمد صبحى ويعرفه الموقع ويتمتع بقدر كبير من الإحترام, أما بعض التعليقات التى تحتوى من الهمز واللمز والتلميحات الساذجة منها والعبيطة والسطحية , فهناك قول فى أمريكا لا أعرف انه له مثيل فى مصر رغم كثرة الاقوال هناك, وهو قول لابد أنك تعرفه ولن تعتمد مثل البعض على الإنترنيت للترجمه لأن الترجمه لن تفى بالمعنى مطلقا, مطلقا مرة أخرى.
I will not dignify these silly and stupid comments with a response
الله عليك يا استاذ فوزى -هكذا يكون الإختلاف والتكامل المعرفى بين الأساتذة ،والذى نتمنى ان يسود بيننا جميعاً .وهذا هو التطبيق العملى لقول الله تعالى (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) .فبما أن القرآن الكريم لا يحيط به أحداً ،فعلينا أن ننظر إليه بعيون متآلفة متكاملة ،وليست متناحرة متقاتلة . فبرغم انكم لا زلتم تطلبون المزيد من التوضيح ،والإستفسارات عن الموضوع بشكل عام ،ووعدتم بكتابة رداً تفصيلياً على هذه السلسة الذهبية فى فهم القرآن ، إلا اننى متأكد انها لن تختلف عنها فى المضمون ،ولكنها ستعضدها وتضيف إليها وستثرى البحث للقارئين .
ولآخى الكريم -الدكتور -دويكات ،أقول ، اتمنى عليه أن يقرأ البحث مرة آخرى فلربما يجد الإجابة على تساؤلاته بين ثنايا سطورها ،لأنها موجودة بالفعل ،وأنا على يقين أنك ستجدها بسهولة ويسر مطلقين ...
وفى النهاية أتمنى ان نتعلم أدب الإختلاف والحوار بيننا مرة أخرى ،لنرتقى إلى مستوى الكتاب الذى نتدارسه فيما بيننا ....
شكرا , ولكن هل تغير أسلوبى فى هذا التعليق عنه فى اى من تعليقاتى الأخرى, ألم يكن ذلك هو الغرض من وضع شروط النشر إن لم تخنك الذاكرة, ألم ندخل هذا الدائرة من قبل ونسمع تلك الأغنية من قبل ونشاهد هذا الفيلم من قبل,هل عرفت منى سوى إحترام من إختلفت معه مهما كان الإختلاف, ومهما كانت وجهة نظرى الخاصة عنه. هناك كما قلت لى فى تعليقك الأخر بالأمس من يصيدون فى الماء العكر, رغم أن مياهنا على هذا الموقع ليست عكرة مطلقا, ولكن من يدرى لعل لهم أجنداتهم الخاصة,فيرون من خلال نظاراتهم السوداء ان المياه عكره, وهى والحمد لله نقية اكثر من مياه المطر. تحياتى
لم يكتف الدكتور أحمد صبحي في مقالته بإعتماد أسلوب التفضيل كأداة من خلال اللغة العربية فقط ، ولكنه أصل له قرآنيا أيضا ،ومع أننا خلال دراستنا للغة العربية نتذكر ان أسلوب التفضيل يدل على أن أثنين أشتركوا في صفة واحدة وزاد أحدهم على الآخر في تلك الصفة ، مثلا عندما نقول "اللغة العربية أجمل اللغات " معناه أن هناك لغات إشتركت مع اللغة العربية في الجمال لكن اللغة العربية قد زادت في هذه الصفة عنهم جميعا ، وهذا يدل على أن المقصود بـ ( إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ ) العلم هنا لله سبحانه وتعالى بصورة كاملة شاملة لأنه الخالق المصورالظاهر والباطن والذي له الأسماء الحسنى ، أما علم الإنسان فهو محدود وظاهري وسطحي وقابل الصحة والخطأ ، فهل ما يقوله أحمد منصور خطأ في ذلك ؟؟.. إن كان خطأ فأين الصحيح من خلال إجتهاد وذلك يكون في إطار من الإحترام المتبادل الذي تعودنا عليه في أهل القرآن ، وإن كان هناك من أصابهم الملل فعليهم أن يكونوا أكثر صبرا وتفاعلا بالتي هي أحسن ..
الدكتور الفاضل احمد صبحي ... السلام عليك ورحمة الله
حضرتك ذكرت الاتي
(7 ـ ، بعد أن تأكد لنا أن العلم الإلهى بالضالين والمهتدين هو أكبر من علم البشر ولكن لا ينفى علم البشر نتوقف مع تكرار كلمة (هو ) فى الايات الكريمة التى تتحدث عن رب العزة الذى هو أعلم بالمهتدين وبالضالين . لا يعنى تكرار (هو ) فى الاية الكريمة أن الله تعالى اختص ذته جل وعلا بهذا العلم بالهدى والضلال . تكرار كلمة (هو ) هنا ـ فيما أعتقد ـ له علاقة بقسمة الآية على قسمين :علمه جل وعلا بالضالين فهو أعلم بمن ضل ، وعلمه جل وعلا بالمهتدين فهو أعلم بمن اهتدى، ولأنهما متناقضان ولأن علمه جل وعلا يتساوى فيهما فقد تكررت كلمة (هو ) فى النقيضين . أى إن استعمال (هو ) هنا هو فى مجال الفصاحة . )
اري ان لفظ( هو) جاء للتاكيد وليس للفصاحه واتذكر فى دراستي للنحو ان التكرار يفيد التاكيد واتفق معك ان لفظ اعلم تعني علم الله ولكن قد يكون للبشر بعض العلم الذي ينعم الله عليهم به وهو مستمد من الله ولكن احيانا تاتى لتؤكد علم الله وحدة ففي قولة تعالى ( عالم الغيب والشهاده ) ليس صيغة تفضيل (لا هي اعلم ولا العليم ) فهل معني ذلك ان الله عالم للغيب والشهادة وهناك اخرون ؟ بالطبع لا
وحضرتك ذكرت ايضا الاتي (يؤكد ذلك أن (آية الكرسى ) هى الآية الوحيدة فى القرآن الكريم التى تعددت فيها صفات الرحمن وأسماؤه الحسنى التى لا يشاركه فيها مخلوق ، ولو كان لتكرار كلمة (هو ) صلة بانفراده جل وعلا عن خلقه فى الصفات والأسماء والامكانات لتكررت كلمة فيها (هو ) مع كل إسم أو صفة من صفاته جل وعلا التى لا يشاركه فيها مخلوق . ولكن ذلك لم يحدث . ونكفى أن نقرأها ونتدبرها : (اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) ( البقرة 255 ) لم تأت كلمة (هو ) هنا إلا مرة واحدة فى خاتمة الآية (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) وطبقا لمقتضيات البلاغة العربية فليست تكرارا،بل أصل فى الجملة (مبتدأ )، وكذلك كلمة (هو ) فى أول الآية (اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ) فهى أصل فى الجملة لا تتم إلا به . وهذا موضوع شرحه يطول . )
الواضح لى والله اعلم ان الله عز وجل لم يكرر لفظ هو فى هذة الاية للفصاحه بالفعل وكذلك تعدد صفاتة الحسني ايضا فى اخر ايات في سورة الحشر بنفس الكيفية قال تعالى (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) صدق الله العظيم
فرغم انها كلها صفاتة بلا ادني شك التي لا يشاركه معه احد اختصر كل كم اسم من اسمائة الحسني بهو واحدة رغم كبر الايات اما فى هو اعلم بمن ضل عن سبيلة وهو اعلم بالمهتدين رغم قصر الاية ولا احتمالها لتقسيم وانما ذكر هو مرتين للتاكيد زي سورة الرحمن وقولة فباي آلاء ربكما تكذبان
وتفضل بقبول الاحترام
علم الله والذي علمه لعباده من خلال كتابه ومنه من سيعلمه لعباده يوم القيامة ..
{عَلَّمَ الْقُرْآنَ }الرحمن2
{عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ }العلق5
{وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ }سبأ6
{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ }الشعراء227
{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الحج54
{لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ }الأنبياء39
{لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ }النحل39
{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ }الرعد43
{وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ }الرعد42
{عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ }التوبة43
{وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ }آل عمران167
{وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ }آل عمران166
{كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ }التكاثر5
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }الزمر23
في هذه الآية الكريمة من كتاب ربي العزيز والذي يوضح فيها أنه سبحانه وتعالى هو من أنزل أحسن الحديث ، وذكر الله سبحانه وتعالى أحسن الحديث وهو (القرآن ) معناه أن هناك ما هو دون أحسن الحديث.. وهذا تطبيق آخر لصيغة التفضيل في القرآن الكريم ..
أخي الحبيب الدكتور أحمد تحية من عند الله مباركة، لكم وللقراء الكرام.
سبحان الذي وهب لكم الصبر وعلمكم فصل الخطاب، لذا لا يسعني إلا أن أدعو الله تعالى أن يحفظكم من شر ما خلق ومن شر حاسد إذا حسد.
هذه السلسلة من المقالات أعتبرها المفتاح للعقول المقفلة لتتدبر القرآن العظيم، وليعلم الناس والذين أتوا العلم أنه الحق من ربهم فتخبت له قلوبهم، ويهتدوا بنوره، فيؤمنوا به ( القرآن المجيد)، لأن الله تعالى لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم.
يقول سبحانه:
إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(34).لقمان.
1. هل علم الساعة، التي قل المولى تعالى عنها: قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ(187). أقول هل بعض الناس يمكن أن يعلموا أيان مرساها؟
2. ما معنى قوله تعالى (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى(15). طه.
3. ( وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ) هل من السهولة أن ينزل المخلوق الغيث؟
4. (وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ) هل معنى ذلك أن الله سبحانه يعلم ما في أرحام كل أنثى دابة في الأرض كما جاء في قوله تعالى: وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ. ؟
5. هل يمكن لمخلوق ( لنفس) أن يعلم ما يكسب غدا ويعلم بأي أرض تموت؟ نلاحظ أن الله تعالى لم يقل في أي وقت تموت، بل قال بأي أرض تموت فما السر في ذلك؟ رغم أنه سبحانه حدد نهاية الأجل بالساعة فقال: قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ(30).سباء.
لولا أن العزيز الأمير حدد لنا التعليق بكلمات معدودات لما أحجمت قلمي من التساؤل.
تقبل أخي الحبيب الدكتور أحمد تحياتي وتقديري للجهود.
ثالثا : عالم الغيب و الشهادة : ومصدرية علم البشر : 1 ـ والله تعالى هو عالم الغيب والشهادة ، ويستوى عند العلم بالغيب والشهادة: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ) ( الرعد 9 : 10 ) فلا يخرج عن علمه جل وعلا شىء (وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) ( يونس 61 ) ، أى يعلم ما يغيب عنا وما لا نعرفه ، كما يعلم أكثر منا فى عالم الشهادة الذى نشهده بالرؤية والسماع وبقية الحواس ، فهوجل وعلا صاحب العلم المحيط بالغيب والشهادة ، ونحن ، ولو كنا نعرف بعض عوالم الشهادة – أى ما نشاهده ونشهد عليه – إلا إن علمنا علم سطحى فى حدود إمكانياتنا المادية المحدودة (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) ( الروم 7 )
جزاك الله خيرا يا دكتور على هذا الموضوع المهم الذي لا يعلمنا فقط درس في العربية ،بل أيضا في كيفية تدبر القرآن وحقا إن هذا الموقع لمدرسة كل يوم نزيد فيه قربا من كتاب الله وصدق الله العظيم الذي يقول : {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ }الواقعة79
وحقا إن علم الإنسان السطحي الذي يحصل عليه عن طريق الحواس هو علم قاصر ولذلك تعبر عنه الآية الكريمة بـ( ظاهرا من الحياة الدنيا )فما تراه حواسنا هو ما أراده وقدره لنا الله تعالى برؤيته ، ومثل هذا الإخبار أيضا في آية الكرسي ( ولا يحيطون بعلمه إلا بما شاء ) وهذا ما يخص عالم الشهادة أما عالم الغيب فإنه يخص الله سبحانه وحده ، حتى وإن ذكر القرآن بعضا منه كدلالة على اختصاص الله تعالى به
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5117 |
اجمالي القراءات | : | 56,879,918 |
تعليقات له | : | 5,451 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
جريمة الإبادة الجماعية بين ( إسرائيل ) والعرب والمحمديين
القاموس القرآنى : ( البشر والانسان )
( من مات قامت قيامته ) تلك الأُكذوبة السلفية الكافرة بالقرآن الكريم
دعوة للتبرع
لا تناقض هنا: " تِلْك َ الدَّ ارُ الْآخ ِرَةُ ...
إرجاع المسروقات: ماذا يفعل السار ق بالشي ءالمس روق إذا مات...
أنا .. وهو .. وهى ..: وقع نزاع بينى وبين شريكت ى فى الشرك ة ، ووصل...
هلاوس وهواجس : انا ياسمي ن عمري 27 محتاج ه مساعد ه داخل على...
more
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا .طه114.
حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ .النمل84.
ان عدم الالمام والمعرفة الصحيحة لآيات الله لن يكون عذرا امام الله بل سيحاسبنا على عدم التدبر الصحيح والتأويل الخاطئ لآياته.
وكل منا مسئول عن المصدر الذي يلجأ اليه للمساعدة على تدبر الآيات وليس هناك عذر امام الخالق على الفهم الخاطئ للآيات.
إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ. البقره166.
نتقدم بخالص الشكر والتقدير لأستاذنا د. احمد منصور وجزاه الله عنا كل خير.