النهى عن الإلحاد فما هو الإلحاد وما هى صوره؟؟
النهى عن الإلحاد فما هو الإلحاد وما هى صوره؟؟
بدأت مشروعا بحثيا فى شهر رمضان الماضى في تدبر آيات القرءان الكريم التي تحمل في سياقها أوامروتشريعات الإسلام عن الممنوعات المنهى عنها في الإيمان والعبادات والمعاملات،والتي جاءت بصيغ وإسلوب خطاب (تحريمها – وأوامرعدم الإقتراب منها – وأوامرإجتنابها – وأوامرالنهى عنها -أو نتيجة لسوءعاقبة مُرتكبها وفاعلها يوم القيامة ) والحمد لله رب العالمين إنتهيت منه.وسنبدأ في طرحه ونشره على مقالات لنتحاورونتكامل ونتواصى فيه بالحق .وسنبدأ بأخطر ما في هذه المُحرمات والمنهى عنه على الإنسان يوم القيامة،والتي لا يغفرها له رب العزة جل جلاله لو مات عليها ولم يتُب منها توبة صادقة مع رب العالمين ومع نفسه ،وعمل عملا صالحا . وهى ( الإلحاد ) و( الكُفر بالله) و( الإشراك بالله ) .
وسأبدأ بالمقال الأول وأقول فيه::
هُناك سرطانات وآفات ثلاث يُصاب بهن بعض البشر يُضيعن وينسفن أعماله الصالحة كُلها يوم القيامة من جذورها نسفا ،ويجعلها هباءاً منثورا .فهن ( الإلحاد ) و(الكفربالله ) و(الإشراك بالله ومع الله جل جلاله) .فإذا مات إنسان عليهن مُجتمعات ،أوعلى واحدة منهن جاء يوم القيامة وهو من الخاسرين حتى لو كانت أعماله الصالحة في الدُنيا تثقل وتزن جبالاً وجبالا .
==
ولنبدأ بأولى الأوامرالتشريعية في المنهى عنه وهى النهى عن الإلحاد::
وبداية نتعرف على ما هو الإلحاد: فما هو الإلحاد ومن هُم المُلحدون ؟؟
الإلحاد له تعريف قرءانى ،وله تعريف بشرى وهوما يذكره الكُتاب ويتداوله الناس في مناقشاتهم وحواراتهم بينهم وبين بعض عن الإلحاد والمُلحدين .
فالإلحاد طبقا للقرءان الكريم هو زيغ وميل وتغييروتبديل لمعنى آيات من آيات القرءان الكريم ،وتغييروإضافة أسماء ما أنزل الله بها من سُلطان لأسماءالله الحُسنى جل جلاله مثل (عبدالمقصود –عبدالستار- عبدالنبى – عبدالرسول –عبدالموجود وهكذا وهكذا). وجاء هذا في أيات القرءان الكريم .فى
==
النهى عن الإلحاد في أسماء الله الحُسنى.
(وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ سَيُجۡزَوۡنَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ(180)الأعراف.
==
النهى عن الإلحاد في آيات القرءان.
(إِنَّ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا لَا يَخۡفَوۡنَ عَلَيۡنَآۗ أَفَمَن يُلۡقَىٰ فِي ٱلنَّارِ خَيۡرٌ أَم مَّن يَأۡتِيٓ ءَامِنٗا يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ ٱعۡمَلُواْ مَا شِئۡتُمۡ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ (40) إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكۡرِ لَمَّا جَآءَهُمۡۖ وَإِنَّهُۥ لَكِتَٰبٌ عَزِيزٞ (41) لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ (42) مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدۡ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبۡلِكَۚ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغۡفِرَةٖ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٖ (43) فصلت.
= (قُلۡ نَزَّلَهُۥ رُوحُ ٱلۡقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِٱلۡحَقِّ لِيُثَبِّتَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهُدٗى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِينَ (102) وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّهُمۡ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُۥ بَشَرٞۗ لِّسَانُ ٱلَّذِي يُلۡحِدُونَ إِلَيۡهِ أَعۡجَمِيّٞ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيّٞ مُّبِينٌ (103) إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ لَا يَهۡدِيهِمُ ٱللَّهُ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)النحل.
==
النهى عن إتخاذ وليا ونصيرا غير الله جل جلاله وجاءت بصيغة (مُلتحدا) على لسان النبى عليه السلام في قوله تعالى ((قُلۡ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ ٱللَّهِ أَحَدٞ وَلَنۡ أَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلۡتَحَدًا (22) إِلَّا بَلَٰغٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَٰلَٰتِهِۦۚ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ لَهُۥ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا(23)الجن).
==
أماالتعريف الشائع المُتداول(( للإلحاد)) بين الكُتاب والمؤلفين والناس في حواراتهم فهو بإختصار: ينقسم لقسمين .القسم الأول –هوإنكارهم(لله جل جلاله وأن للملكوت والكون خالقا)،فيقولون بأن الكون خلق نفسه بنفسه ووضع لنفسه هذه القوانين التي يسيرعليها ويسمونها(الطبيعة وقوانينها ).
أما التصنيف الثانى للإلحاد فهو:
إنكاروتكذيب لما سيحدث للكون والملكوت والناس بعد الموت، من قيام للساعة ومن بعث ونشوروإعادة لخلق الأجساد البشرية ،ومن حشر للمخلوقات بما فيهاالإنسان ،وما بعده من لقاء الله جل جلاله وعرضنا عليه سُبحانه، وما يتلوه من حساب،وما بعده من ثواب وعقاب وجنة أونارخالدين فيها أبدا.
==
هل ظهورالإلحاد كان في القرن السابع عشرأوالثامن عشرالميلادى كما يقولون؟؟
لا .فطبقا للقرءان الكريم الإلحاد كان موجودا منذ فجرالتاريخ ومنذ نشأة البشرية على الكورة الأرضية،وتحدثت عنه آيات قرءانية ضمن حديثها وقصصها عن الأُمم السابقة. ومن هنا فالإلحاد ليس بدعة جديدة وليس وليد الساعة ولم تكن بدايته في القرن السابع أوالثامن عشر الميلادى كما يقولون في مؤلفاتهم البشرية.
==
هل كان هُناك مُلحدون في عصرالنبى عليه السلام ؟؟
نعم ،وناقشوه وتحاوروا معه عليه السلام حول بعض صورالإلحاد الكُلى والجزئى .وسنأتى على هذا بالتفصيل فيما بعد .
==
هل أمر القرءان بمعاقبة المُجتمع للمُلحدين على إلحادهم ، أوهل هناك عقوبة بدنية (ضرب أو جلد أوسجن) للمُلحدين بسبب إلحادهم ؟؟
لا وألف لا.فلم تأت أية إشارة قرءانية لوجوب مُعاقبتهم أولقمع حُرياتهم في إلحادهم،او في التضييق عليهم في أرزاقهم ،او في منعهم من الحصول على حقوقهم في المواريث ،أو في تلقى زكاة أو صدقات من المؤمنين. وسنأتى لهذا بالتفصيل لاحقا .
ولنبدأ مع تدبر الآيات التي ذكرها القرءان عن الإلحاد وأنواعه وعن المُلحدين وأسئلتهم ،وكيف ننصحهم أو نرد عليهم لو طلبواالنصيحة أولو توجهوا إلينا بسؤال عن الإيمان بالله جل جلاله وباليوم الآخر .
=1 = النهىى عن الإلحاد في إنكارهم للخالق جل جلاله .
(أوَ لَمۡ يَرَٱلۡإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقۡنَٰهُ مِن نُّطۡفَةٖ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٞ مُّبِينٞ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلٗا وَنَسِيَ خَلۡقَهُۥۖ قَالَ مَن يُحۡيِ ٱلۡعِظَٰمَ وَهِيَ رَمِيمٞ (78)يس.
فهُم هنا يُنكرون وجود الخالق جل جلاله،وانه سُبحانه كما خلقهم سابقا يستطيع أن يُعيد خلقهم مرة أُخرى بعدما بُليت أجسادهم وتحللت وأصبحت كالرميم . يكون الردعليهم قرءانيا ،ثم هم بعد ذلك أحرارفي أن يؤمنوا أو لا يؤمنوا (قُلۡ يُحۡيِيهَا ٱلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلۡقٍ عَلِيمٌ (79) ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلشَّجَرِ ٱلۡأَخۡضَرِ نَارٗا فَإِذَآ أَنتُم مِّنۡهُ تُوقِدُونَ (80) أَوَلَيۡسَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يَخۡلُقَ مِثۡلَهُمۚ بَلَىٰ وَهُوَ ٱلۡخَلَّٰقُ ٱلۡعَلِيمُ (81) إِنَّمَآ أَمۡرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيۡـًٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ (82) فَسُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡءٖ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ (83) يس . فالمولى جل جلاله الذى خلقكم أول مرة وخلق لكم من الشجر الأخضر نارا ،وخلق السموات والأرض قادراعلى أن يخلقكم مرة أخرى ويبعثكم من بعد موتكم . والآية الكريمة جاءت بصيغة (الإنسان ) وليس إشارة لفترة زمنية مُحددة وهذا يعنى أن الإلحاد موجود عبر الزمان وسيكون عقيدة وإيمان بعض الناس إلى قيام الساعة.
=2= النهى عن الإلحاد وإنكاروجودالرحمن،وعن رفض أوامره سُبحانه وتعالى
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسۡجُدُواْۤ لِلرَّحۡمَٰنِ قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحۡمَٰنُ أَنَسۡجُدُ لِمَا تَأۡمُرُنَا وَزَادَهُمۡ نُفُورٗا۩ (60)الفرقان.
فهم يقولون من هو الرحمن ،ومن هو الله ؟؟
فجاء الرد القرءانى سابقا ولاحقا على الآية فقال لهم رب العزة جل جلاله في الإجابة ((ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ ٱلرَّحۡمَٰنُ فَسۡـَٔلۡ بِهِۦ خَبِيرٗا (59) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسۡجُدُواْۤ لِلرَّحۡمَٰنِ قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحۡمَٰنُ أَنَسۡجُدُ لِمَا تَأۡمُرُنَا وَزَادَهُمۡ نُفُورٗا۩ (60) تَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجٗا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَٰجٗا وَقَمَرٗا مُّنِيرٗا (61) وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ خِلۡفَةٗ لِّمَنۡ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوۡ أَرَادَ شُكُورٗا (62) الفرقان. فالرحمن جل جلاله الذى تسألون عنه هو سُبحانه الذى خلق السموات والأرض وما بينهما ،ثم هو سبحانه وتعالى الذى بيده كل هذا الملكوت الذى ترون جزءا منه ،وهو الذى جعل وخلق في السماءكواكب وبروج ترونها بأعينكم ،وخلق وجعل فيها شمسا وقمرا ترونهما وتعيشون ليلا ونهار نتيجة لدورانهما حول الأرض ودوران الأرض حولهما . فهذا هو الرحمن جل جلاله الذى تُنكرونه وتسألون عن وجوده .
= 3= النهى عن الإلحاد في إنكار قدرة الله في إعادة خلقنا مرة أخرى يوم البعث.
(وَقَالُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا وَرُفَٰتًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ خَلۡقٗا جَدِيدٗا (49) ۞قُلۡ كُونُواْ حِجَارَةً أَوۡ حَدِيدًا (50) أَوۡ خَلۡقٗا مِّمَّا يَكۡبُرُ فِي صُدُورِكُمۡۚ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَاۖ قُلِ ٱلَّذِي فَطَرَكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖۚ فَسَيُنۡغِضُونَ إِلَيۡكَ رُءُوسَهُمۡ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَۖ قُلۡ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ قَرِيبٗا (51)الإسراء.
فهم يسألون (من يُعيدنا بعد أن صرنا عظاما ورُفاتا؟؟).
فأجابهم رب العزة جل جلاله (قُلِ ٱلَّذِي فَطَرَكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖۚ) أي الذى خلقكم من لاشىء ومن العدم أول مرة ،وفى هذا إشارة إلى خلق الملكوت كُله من لاشىء و خُلقت معه ضمنيا الأنفس البشرية .ففاطر تعنى الخالق من لاشىء الخالق بدون مواد خام موجوة وإعادة صياغتها ..(( ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ جَاعِلِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلًا أُوْلِيٓ أَجۡنِحَةٖ مَّثۡنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَۚ يَزِيدُ فِي ٱلۡخَلۡقِ مَا يَشَآءُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ (1) فاطر
((قَالَ بَل رَّبُّكُمۡ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا۠ عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ ٱلشَّٰهِدِينَ (56) إبراهيم .
= 4= == النهى عن الإلحاد والتكذيب بالله والمُجادله فيه سُبحانه وتعالى بغير علم .
(وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيۡطَٰنٖ مَّرِيدٖ (3) كُتِبَ عَلَيۡهِ أَنَّهُۥ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُۥ يُضِلُّهُۥ وَيَهۡدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ (4)الحج.
فهنا إلحادهم جاء في مُجادلتهم في الله بغير علم (يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيۡطَٰنٖ مَّرِيدٖ)
فالجدال هنا في إنكارهم للخالق جل جلاله،ولكل شيء يتعلق بمُلكه سُبحانه وتعالى فبما بعد موت البشر وقيام الساعة وما في اليومالآخر من بعث ونشور وحشر وحساب وثواب وعقاب وجنة ونار.
((هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمُ ٱلۡبَرۡقَ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَيُنشِئُ ٱلسَّحَابَ ٱلثِّقَالَ (12) وَيُسَبِّحُ ٱلرَّعۡدُ بِحَمۡدِهِۦ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ مِنۡ خِيفَتِهِۦ وَيُرۡسِلُ ٱلصَّوَٰعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ وَهُمۡ يُجَٰدِلُونَ فِي ٱللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ ٱلۡمِحَالِ (13) الرعد. فهو سُبحانه وتعالى شديد المحال وليس كمثله شيء لتُجادلوا فيه سُبحانه وتعالى بغير حق وعلم .
=5= النهى عن الإلحاد في الله والإنكار له .
(أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِي حَآجَّ إِبۡرَٰهِـۧمَ فِي رَبِّهِۦٓ أَنۡ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ إِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحۡيِۦ وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا۠ أُحۡيِۦ وَأُمِيتُۖ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأۡتِي بِٱلشَّمۡسِ مِنَ ٱلۡمَشۡرِقِ فَأۡتِ بِهَا مِنَ ٱلۡمَغۡرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ (258)البقرة.
فهنا كانت حُجة من حاجج إبراهيم عليه السلام مبنية على :: إذا كان ربك يا إبراهيم الذى تقول أنه خلق السموات والأرض والذى يُحيى الموتى فأنا أُحييى أيضا ،فكان رد إبراهيم عليه السلام عليه (قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأۡتِي بِٱلشَّمۡسِ مِنَ ٱلۡمَشۡرِقِ فَأۡتِ بِهَا مِنَ ٱلۡمَغۡرِبِ) فكانت النتيجة فبُهت الذى كفر ،الذى حاج إبراهيم في ربه – ودخل في حالة صمت وجحوظ لللعينين وكأنه سقط في بحر مياة ثلوج مُتجمدة ههههههههه .
=6= ==
الحقيقة التي علينا أن نعلمها كُلنا هي أن المُلحد في حقيقته يكذبُ على نفسه وعلى الناس في إدعائه لإنكاره لله جل جلاله.فهذا(فرعون)إمامهم الأكبر في الإلحاد.الذى كان يسخر من موسى عليه السلام ومن رب العالمين .كان يقول لهم : إبنوا لى بُرجا عاليا لأنظرمن فوقه وأبحث عن رب موسى ،أين هو وأين مكانه في السماء ؟؟
وكان يقول للمصريين (ما علمت لكم من إله غيرى ) .
وكان يقول للناس (أنا ربكم الأعلى ) .
(وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَأُ مَا عَلِمۡتُ لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرِي فَأَوۡقِدۡ لِي يَٰهَٰمَٰنُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجۡعَل لِّي صَرۡحٗا لَّعَلِّيٓ أَطَّلِعُ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُۥ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ (38 )القصص.
فعندما جاءه الموت غرقا إعترف بالله وبرب العالمين فقال (قَالَ ءَامَنتُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱلَّذِيٓ ءَامَنَتۡ بِهِۦ بَنُوٓاْ إِسۡرَٰٓءِيلَ وَأَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ).
حضرتك يا فرعون كنت تتعالى وتتكبرعلى رب العالمين وعلى الناس وتقول لهم أنا ربكم الأعلى – ما علمت لكم من إله غيرى ، ولكن وقت الجد طلعت أرنب وإعترفت بالخالق جل جلاله ،ثم ا{اد أن يخدع نفسه ويخدع رب العزة جل جلاله بن قال عن نفسه أنه من المُسلمين !!!!!!!!!!!!
فلماذا يافرعون كنت تكذب على الناس وتخدعهم بإنكارك لله وتقول لهم انك أنت ربهم الأعلى ؟؟
فالمُلحد كاذب وهو يعلم أنه كاذب في إنكاره لله رب العالمين .
فيقول القرءان الكريم عن هذه القصة.
(وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَآ إِنَّكَ ءَاتَيۡتَ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَأَهُۥ زِينَةٗ وَأَمۡوَٰلٗا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَۖ رَبَّنَا ٱطۡمِسۡ عَلَىٰٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ وَٱشۡدُدۡ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَلَا يُؤۡمِنُواْ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ (88) قَالَ قَدۡ أُجِيبَت دَّعۡوَتُكُمَا فَٱسۡتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ (89) ۞وَجَٰوَزۡنَا بِبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱلۡبَحۡرَ فَأَتۡبَعَهُمۡ فِرۡعَوۡنُ وَجُنُودُهُۥ بَغۡيٗا وَعَدۡوًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَدۡرَكَهُ ٱلۡغَرَقُ قَالَ ءَامَنتُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱلَّذِيٓ ءَامَنَتۡ بِهِۦ بَنُوٓاْ إِسۡرَٰٓءِيلَ وَأَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ (90) ءَآلۡـَٰٔنَ وَقَدۡ عَصَيۡتَ قَبۡلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ (91) فَٱلۡيَوۡمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنۡ خَلۡفَكَ ءَايَةٗۚ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِ عَنۡ ءَايَٰتِنَا لَغَٰفِلُونَ (92) يونس.
==
وإلى لقاء قادم للحديث عن النهى عن الإلحاد الجزئى فى إنكار اليوم الآخر وما سيحدث فيه
اجمالي القراءات
125