لماذا ترفض حماس وأخواتها قوات دولية في غزة؟
-1-
رفضت "حماس" بالأمس، قرار مجلس الأمن 1860، لوقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من غزة، لأنها ترى نفسها منتصرة إلى الآن، كما صرح خالد مشعل، ولأنها ترى قواتها وأسلحتها على قدم المساواة مع إسرائيل، إن لم تكن متفوقة عليها بالإيمان على الأقل. وأن معركة غزة الحالية هي الفرصة الذهبية التي فيها سوف تذيق "حماس" إسرائيل الهزيمة العسكرية الحقيقية، التي هي امتداد، بل المرحلة الثانية ;نية من هزيمة إسرائيل 2006 أمام قوات "حزب الله". وأن تظاهرات الشارع العربي والإسلامي والعالمي الصاخبة في مشارق الأرض ومغاربها، والتي ضاهت مظاهرات تأييد عبد الناصر في عزِّ أمجاده في 1956، وما بعدها.
وهذه المظاهرات المؤيدة لـ "حماس"، التي لم تعد بفضل هذه التظاهرات حركة غزّاوية فقط، ولا حركة فلسطينية فقط، ولا حركة عربية فقط، ولا حركة إسلامية فقط، ولا حركة شرق أوسطية، وإنما أصبحت حركة عالمية نضالية إنسانية، يتنادى لها الناس والجماهير الخفيرة من كل فج عميق، وأصبح خالد مشعل أشهر وأهم، من تشي جيفارا، وأصبح إسماعيل هنية كاسترو غزة الأشهر.
فهاهو شافيز الرئيس الفنزويلي في أقاصي الأرض، يستجيب لنضالها، ويطرد السفير الإسرائيلي شرَّ طرده، وتتوجه الجماهير في شوارع دمشق إلى السفارة الفنزويلية، لتحية القائد والبطل شافيز، الذي فعل ما لم يفعله العرب المتقاعسون.
-2-
ونتيجة لهذا النصر العظيم، الذي سيتبعه نصر آخر، أعظم منه، حين تتوغل إسرائيل في غزة، وتذوق من المقاومة الفلسطينية، ما لم تره في كوابيسها الغزّاوية المفجعة، فقد قررت حماس، وقرر معها معظم الفصائل الفلسطينية العاملة على أرض معركة غزة، رفض دخول قوات دولية إلى غزة. ورفضت إسرائيل كذلك، وبذلك تلتقي إسرائيل مع حماس وأخواتها على نفس القرار، وإن اختلفت المبررات.
والمفروض أن تقبل "حماس" وأخواتها بالقوات الدولية لا لشيء، ولكن إحراجاً لإسرائيل الرافضة لها، لو كانوا يعقلون. ولكن عين "حماس" في هذه الحالة على "فتح"، التي قبلت بالقوات الدولية، وليس على إسرائيل التي رفضتها.
وتساءل الناس:
عجباً، لماذا ترفض "حماس" وأخواتها هذه الخطوة الدولية؟
فكان ردُّ "حماس" وأخواتها، بأن هذه الخطوة هي لحماية إسرائيل، من صواريخ القسّام. وقالت "حماس" من دمشق وبيروت:
القوات الدولية، تعتبرُ جداراً يحول بيننا وبين الجهاد المقدس، لاسترجاع الوطن السليب. ونحن لا نريد أن يكون بيننا وبين إسرائيل أي عائق أو جدار، لكي نذيقها مرَّ العذاب، ونجبرها على الاستسلام، والرحيل من فلسطين (الوقف الإسلامي)، ونمحوها من خارطة العالم، لنقيم دولتنا الإسلامية العادلة، من النهر إلى البحر، كما جاء في ميثاقنا 1988.
-3-
ولو نظرنا إلى معارضة حماس وأخواتها، لوجود قوات دولية في غزة، تحول دون اشتباك الطرفين ("حماس" وأخواتها من جانب وإسرائيل من جانب آخر) لوجدنا أن هذه المعارضة صائبة، ولا علاقة لسوريا، أو إيران، أو "حزب الله" فيها، كما يزعم الليبراليون أذناب الاستعمار، وعملاء أمريكا، وكتّاب المارينز.
وصوابها يكمن في التالي:
1- مرابطة قوات دولية، فاصلة بين "حماس" وأخواتها وبين إسرائيل، يعني أن يضيع نضال وكفاح "حماس" وأخواتها، طيلة أكثر من عشرين سنة، وطوال الأسابيع الماضية من الملاحم الخالدة، وتخرج "حماس" وأخواتها من الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي؛ أي من المولد بلا حمّص، وهي التي تنمو، وتكبر، وتتعاظم، من خلال استمرار الصراع المسلح، الذي يضمن لها شعبيتها في الشارع العربي، المُغرم بالولوغ في الدم. وهي مثل بعض المخلوقات الأخرى، تتغذى على دماء الآخرين، وبدون ذلك، تُصبح هشيماً تذروه الرياح. والسلام بين إسرائيل و"حماس" وأخواتها، يعني إقامة الدولة الفلسطينية، وفضِّ المولد، الذي استمر أكثر من ستين عاماً، ونهاية "حماس" وأخواتها كمقاومة، وتحوّلها إلى مجرد حزب سياسي ديني. وقد رأت "حماس" ما حلَّ بـ "حزب الله" ، نتيجة وجود القوات الدولية على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية. فقد تحوّل "حزب الله" إلى حزب سياسي/ديني مسلح، وبهذا السلاح يستطيع فقط أن يكتسح الانتخابات النيابية، ويشترك في الحكومة، ويهدد معارضيه كما سبق في 7/7/2008 ويحتل بيروت، ولكنه لا يستطيع أن يُحرر أرضاً إلا من وراء حجاب.
2- رغم أن سوريا - زعيمة الممانعة والدلال والخَفَر السياسي في المنطقة -قد قبلت بالقوات الدولية في الجولان منذ عام 1974 ، وتتوسل في كل مرة للأمم المتحدة، لكي تجدد وجود هذه القوات فترة أخرى، ورغم وجود قوات دولية على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، نتيجة لحرب 2006، إلا أن "حماس" وأخواتها، يرفضون ما رضي به الحليفان المناضلان والممانعان (سوريا، و"حزب الله"). ذلك أن "حماس" وأخواتها، قد سبقوا سوريا، وسبقوا "حزب الله"، في ماراثون المقاومة والممانعة، وخلّفوا سوريا، و"حزب الله" وراءهم، وتقدموا عليهما في الشارع العربي، والإسلامي، والدولي.
3- وجود قوات دولية، تفصل بين إسرائيل وبين "حماس" وأخواتها في الجهاد، يعني من جملة ما يعني، عدم تدفق السلاح والعتاد والبضائع المهربة عبر الأنفاق. وضبط هذه الأنفاق، بل وتهديمها. وقد سكت "حزب الله" – ولو على مضض - على وجود القوات الدولية في لبنان، لأن الحدود مع سوريا ظلت مفتوحة، والسلاح والعتاد، يتدفق منها. وكان الأولى، أن تقف القوات الدولية على الحدود السورية – اللبنانية، التي هي أخطر على لبنان من الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.
4- القوات الدولية مطلب فتحاوي، وإسرائيلي، ومصري، وعربي عموماً، بما فيهم سوريا، التي لديها مثل هذه القوات في الجولان، منذ 35 عاماً. وبما أن "حماس" وأخواتها من جبهة الصمود، والتصدي، والتحدي، والممانعة، والمقاطعة، فإنهم يعارضون ما رضي به الآخرون، حتى ولو كانوا من الحلفاء، وحتى لو رضي بذلك "حزب الله". فالكرت "الجوكر" التي في أيدي "حماس" وأخواتها الآن هي إيران، وهو "الجوكر"، الذي (يقشُّ) الطاولة السياسية الخضراء في الشرق الأوسط، ويكسب. وهذا "الجوكر" ممانع ورافض للقوات الدولية، لكي يظل الصراع قائماً، والنار مشتعلة، والدماء الحمراء غزيرة، وكما قال نزار قباني:
الناس في بلادي كالثيران
بالأحمر الفاقع يُخذون
5- رفضُ القوات الدولية من شيم وقيم الأصولية الدينية/السياسية. فعدم وجودها يمكن الأصولية الدينية/السياسية من الولوغ الدائم بالدم. فنرى أن "حزب الله"، و"حماس"، وأخواتها، وإيران يرفضون مبدأ القوات الدولية - ولكن "حزب الله" كان مرغماً غليها في 2006 - حتى أن ابن لادن نادى بالجهاد مؤخراً في دارفور، لطرد القوات الدولية من هناك! كما أعلن "حزب التحرير" الإسلامي في فلسطين، بلسان ماهر الجعبري عضو المكتب الإعلامي، أن الموافقة على قبول استقدام قوات دولية لغزة هي موافقة على احتلال آخر لغزة. وأن أمن البلاد إذا أُسند لغير أهلها هو تمكين للأجنبي منها، وهذا يخالف المواقف السياسية الشرعية من حُرمة تمكين المستعمر من بلاد المسلمين.
ولكن وجود قوات دولية كان وما زال، هو الحل المثالي لعدم تجدد الصراع لقوم يعقلون. فلقد قبل عبد الناصر بالقوات الدولية في 1956 في سيناء. وقبل السادات بها بعد 1973 في سيناء. وقبلت بها سوريا في 1974 في الجولان، وقبل بها لبنان في 2006، في الجنوب. إذن، معظم جيران إسرائيل من العرب، كان بينهم - وما زال - وبين إسرائيل قوات دولية. وانتشرت القوات الدولية في كل مراكز وبؤر الصراع في العالم. ولم ترفض دولة أو جهة مثل هذه القوات. وتستطيع "حماس" أن تشترط مكونات وجنسيات هذه القوات كما تشاء، فيما لو قبلت بذلك. ولكن علي خامئني أشار لخالد مشعل بأصبعه العاجي المبارك من قُمْ، أن لا تقبل، في حين أنه لم يستطع منع هذه القوات من التواجد في لبنان.
فما هو الحل، لإنقاذ الطفلة غزة، من فكي القرش المفترس؟
الحل، هو فرض هذه القوات تحت طائلة الفصل السابع المُرغم.
فمن لم يأت بالعصا فبالسيف أجدرُ.
وعلى مجلس الأمن أن يفرض ذلك حماية لأرواح الأبرياء في غزة، والذين قال عنهم إسماعيل هنيّة: لو تمَّ تدمير غزة عن بكرة أبيها، فلن نستسلم.
والغريب، أن لا أحد فكّر، أو طالب حتى الآن، بطرح وجود القوات الدولية في قطاع غزة من عدمه، على الشعب الفلسطيني باستفتاء عام. ولو تمَّ ذلك، لرأينا أن سكان قطاع غزة بالذات، والذين عانوا من مرارة حماقات "حماس" وأخواتها في السنوات الأخيرة، أكثر مما عانوا من جرائم إسرائيل، سيقررون النتيجة المتوقعة.
السلام عليكم.
اجمالي القراءات
11626
فقط أريد ان أعرف كيف تختارون المقالات التي تتحدث عن غزة هاشم يعني و الله كلما قرأت مقالة للدكتور شاكر النابلسي (غض) يرتفع ضغطي و أشعر بضيق شديد في صدري و ألم من نوع كراش في منطقة السترنوم (دكتور عمرو ممكن تشخص هالحالة ينوبك ثواب) و بناء عليه أحمل المحرر على موقع أهل القرآن المسؤولية الكاملة عن أي مكروه يصيبني (حادث وعائي دماغي \ إحتشاء قلبي \ نوبة غضب ينتج عنها تصرف غير حضاري) للآن ما زلنا نلتزم ضبط النفس و أنتم للأسف تستغلون كرمنا و طيب معدننا و كأنكم تريدون لنا أن نخرج عن طورنا و نتكلم بثقافة محمود القاعود و الله أنتم تجعلوننا نحسد القاعود و نتمنى لو نستطيع أن نقول ما يقول و نسب و نشتم كما يفعل أولاد الشوارع الحق كله على والدي الذي ربانا على حسن الخلق و الأدب و مكارم الأخلاق نيالك يا محمود القاعود على هاللسان العربي الأصيل و يلعن أبو التربية و الأخلاق لأنها مكبليتنا و مربطيتنا و بدل أن نفرغ شحنات الغضب عم نكتم بقلبنا و نحرق بأعصابنا الله يسامحكم ما جبتولنا غير ضغط الدم و الدوخة