مصطفى فهمى Ýí 2008-10-19
المشيئة و العلم الإلهى و القضاء وتشكل القدر و مدى الاختيار فى الحياة الدنيا (01-03-2008 إصدار 1.08)
لقد أختلف الناس على مر الزمان و اختلط عليهم فهم الفرق بين التواكل و التوكل و هل الإنسان مخيراً أم مسيراً فى الحياة الدنيا؟ و ما هى حدود مسئوليته عن أفعاله و أعماله أمام الله؟ و ما هى قدرته و مدى تحكمه فى الحصول على نتائج تلك الأعمال و الأفعال عند الأخذ بأسبابها؟.
أنت حاولت التوفيق بين صفة الله العالم وبين منحه الحريه للانسان فى الاختيار وبصراحه أجد تعسف فى المحاوله ومن وجهة نظرى من الأفضل أن نعترف أننا (لا نعرف)بدلا من ذلك:
أنت تقول (و العلم السابق بالشيء لا يعنى التدخل فى صنعه، و عِلم الله السابق لا يعنى بالضرورة التدخل فى صنع المعلوم له و المحفوظ لديه
)
وبصراحه لا أجد ذلك منطقيا ,فمادام هذا(الشىء)معلوم مسبقا والعالم هو الله فبالتالى لا يمكن أن يختلف هذا الشىء عما هو معلوم به عند الله
أهلا بك أستاذ مصطفى فهمى... ونرجو ان نستفيد منك و تستفيد منا ، و أن نتعلم معا من كتاب الله جل وعلا..
وفقك الله تعالى وجزاك خيرا ..
وفى انتظار المزيد من كتاباتك وتعليقاتك ..
أخى د. أحمد صبحى منصور
نشكركم على حسن استقبالكم لنا و نوئيد ما قلتموه و نضيف عن قناعة: (من قال أنا العَالِمُ و لا غيرى فإنه الجاهل الأول) و ينطبق هذا أول ما ينطبق عَلىّ أنا
مصطفى فهمى
أخى محمد حبش
أنا أسف، فقد أكون قد قصرت فى الإسهاب فى شرح تلك النقطة التى علقتم عليها
مع عدم إفساد الود أنا أختلف معك فى مقولة (نحن لا نعرف و كفى)، إن الله جعل فينا العقل و الإدراك بخلاف كل خلقه و هذه هى الأمانة التى عرضها الله على خلقة فقبلها الإنسان فكان بذلك الاختيار الأول له حتى و إن كان بهذا الاختيار ظلم نفسه و أثبت جهلة بحمله أعباء و عواقب ذلك الاختيار{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)الأحزاب} و بالمنطق لا يمكن تصور أن الله بعدله يخيرنا أولا و يلقى على كاهلنا أعباء ذلك الاختيار ثم يجردنا آخر الأمر من القدرة على الاختيار عند نزولنا ملعب الحياة الدنيا لمجابهة تلك الأعباء {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) الشمس}.
إن الله عنده العلم كامل من الأزل إلى الأبد ومن الأول للأخر أى أن علمه حقيقى و ليس (تنبؤى) (لأنه العليم و لا زمن عنده) و هو خارج قوانينه الكونية و منها الزمن المخلوق فى الحياة الدنيا {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6) يونس} فإن الماضى و الحاضر و المستقبل هو زمن بالنسبة لخلق الله فقط و من ضمنهم الإنسان
{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) الحديد}{قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51) التوبة} ما كتبه الله (لنا و ليس علينا) كان حاصل بعلم حقيقي و ليس (تنبؤى) لأن الله خارج عن زمن ما حصل و يحصل و سيحصل لنا داخل زمننا المخلوق فى الحياة الدنيا و منطقيا (لا يمكن أن ما حصل و يحصل و سيحصل فى زمننا المخلوق، أن يختلف عما هو معلوم عند الله لكل الزمن المخلوق من موقفه هو الله خارج هذا الزمن) و هذا العلم بهذه الماهية يكون ليس بدليل على تدخله فى حرية الاختيار و تنفيذ الاختيار عند الإنسان العاقل المكلف (بكل القيود التى شرحناها بالتفصيل فى نهاية البحث)
أما إذا أخذناها دليل على عدم حرية الاختيار فتكون قضية اختيار الاعتقاد فى و جود إله و الرسالات الإلهية و الثواب و العقاب على الأفعال فى الحياة الدنيا، أمرا لا لزوم له و تحصيل حاصل
و الله أعلم
مصطفى فهمى
بعد التحية والسلام ..
أعجبنى إجتهاد مقالكم .. وبالذات الخلاصة .. وهى أخر فقرة .. ألا وهى ما أؤمن به تماما ..
وأعجبنى أكثر ردكم على تعليق السيد محمد حبش بشرحكم ما هو الأختيار الآول للآنسان مستشهدين بالآيات القرآنية .. وكذلك التفريق بأن علم الله بالشيئ مسبقا هذا شيئا .. وتدخل الله فى إختيار الأنسان (( فيما هو محاسبا عليه )) شيئا أخر .. وكذلك ان الزمن النسبى لنا لا ينطبق على الله الذى ليس كمثله شيئ ..
وأعجبنى أكثر وأكثر .. قولكم :
{من قال أنا العَالِمُ و لا غيرى فإنه الجاهل الأول}
وينطبق هذا ايضا أول ما ينطبق من المعلقين على أنا ..
والسلام ..
أوردت بعض النقاط لكنها لم تناقض مقولة(نحن لا نعرف وكفى)أو لنقل(نحن مازلنا لا نعرف)
انظر أخى الفاضل:لا نختلف على عدل الله ولا على اعطائه الانسان حرية الاختيار ولكن لا أجد محاولات اثبات ذلك بالمنطق محاولات ناجحه حتى الأن على الأقل.ان معانى كثيره لا نفهمها بأدوات الفهم عندنا ومنها أن الله هو خالق الزمن وبالتالى لا زمن عنده ,فهل معنى ذلك أنه عند البدايه الأولى كان الأستاذ (س)فى الجنه والأستاذ(ص) فى النار فى علم الله الحقيقى وليس التنبؤى وبعد خلق الزمن هل يمكن أن يكون مصير (س) أو(ص)خلاف ماهو مقرر فى البدايه.
انظر أستاذ مصطفى لفقرتك الأخيره:(أما إذا أخذناها دليل على عدم حرية الاختيار فتكون قضية اختيار الاعتقاد فى و جود إله و الرسالات الإلهية و الثواب و العقاب على الأفعال فى الحياة الدنيا، أمرا لا لزوم له و تحصيل حاصل )
ولأنك تقول فيها(أما إذا أخذناها دليل على عدم حرية الاختيار )فواضح منه اعترافك شخصيا على امكانية أخذها دليل على الاجبار
شكرا لك
الظاهر إننا على (موجى) واحدة
شكرا
أحسنت ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نورت الموقع وإن شاء الله تكون إضافة نتعلم منها ونتفاعل معها
لي بحث في الجبر والأختيار أسمه (علم الإرادة وعلم الإحاطة وعلم الجمع) على الرابط
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=3835
برجاء قراءته ، ولكم جزيل الشكر
شريف هادي
ما فهمته أنت من ممانعتى للتفكير غير صحيح لكن ممانعتى هى للتعسف فى اثبات أشياء معينه مثل العدل الالهى أو ما ذكره الأستاذ فهمى من عدم التعارض بين علم الله وبين حرية الانسان فى الاختيار.
أما عن الزمن فكان كلامه أن علم الله بما سيحدث لا يتعارض مع حرية الانسان فى الاختيار وأن الله خلق الزمن وكان ردى أننا لا نفهم حتى الأن هذه الأشياء بدليل أنه منطقيا اذا علم الله أن واحد فى الجنه وأخر فى النار سواء خلقت النار أو لم تخلق بعد فان نهايتهما لا يمكن أن تختلف عما هو فى علم الله ,
شكرا لك
أخى محمد حبش
1- أرى أنك مازلت أسير الزمن المخلوق، عند الله كل الأشياء تامة فلا أول عند الله و لا آخر و لا ترتيب زمنى للأحداث و لا يوجد فعل ماضى أو حاضر أو مستقبل ، أما عندما يخاطبنا الله و يقول {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ} فإنه يخاطبنا بالمجاز للتقريب لنا من خلال لغة مفرداتها قاصرة عن وصف ماهيته و لكنها محفزة للعقل لمحاولة تصور منطقى لتلك الماهية من خلال موقفنا و واقعنا الدنيوى
2- إننا لا نملك غير المنطق و العقل (حتى الآن على الأقل) و علينا السعى لحل الإشكال منطقيا، فإذا أخذنا بفهمكم و منطقكم سيكون هناك تواكل و ينعدم السعى و العمل فى الدنيا، فهل هذا مراد الله و قد قال {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105) التوبة}
3- إن عرضى لعدم حرية الاختيار كان (عرضا لوجهة نظرك) و رأيى فيها
أخى شريف هادى
سعدت بمداخلتك
قرأت بحثك و أنا معك فى كثير ما استخلصته و لكن أختلف معك فى فهم تدخل الله بمشيئة تدخلا مباشرا يدفع أو يحبط أعمال مع أو ضد بشر فهذا فى حسب قناعتى إخلال بالعدل فى الدنيا وإدخال لله فى الزمن معنا، و نحن و الزمن مخلوقان له و يعطينى كذلك الفرصة ((مجازا)) للمجادلة سواء فى الدنيا أو عند الحساب بدعوى لماذا نصرت هذا على ذاك؟
إن قناعتى وهى واضحة فى مقالى - و يسعدنى أن تقرأه إن كنت لم تقرأه - و ملخصها أن الله حاضر بقضائه أى قوانينه و سننه لا فكاك منها نسعى بها للخير أو للشر و منها ما يصيبنا بالخير أو بالشر متأثرة بتداخل حركة كل المخلوقات متداخلة مع حركتنا فينتج قدرنا
أخى طالما عندك و عندى عقل و نستعمله فسيرى كل واحد منا الله بطريقة مختلفة و القرآن سيحمل وجه من يقرأه و الحمد لله أننا لسنا من التابعين
أخي الأستاذ مصطفى
نعم لقد قرأت بحثك ولما وجدت مساحة الاتفاق بيننا أكبر بكثير من نقاط الاختلاف ، كتبت لك لتطالع بحثي السابق
أما عن تدخل الله بمشيئته ليدفع أو يحبط أعمال مع أو ضد البشر ، فهي التفسير الوحيد لقصة العبد الصالح ، مع نبي الله موسى عليه السلام ، ولو كان عندك تفسير آخر أكثر منطقية ، فأشكركم مسبقا على تفهيمنا وتعليمنا هذا التفسير
أتفق معكم في قولكم (أخى طالما عندك و عندى عقل و نستعمله فسيرى كل واحد منا الله بطريقة مختلفة و القرآن سيحمل وجه من يقرأه و الحمد لله أننا لسنا من التابعين) بشرط أن يرتبط العقل بالعلم ، لا أن نقول عن جهل أو تخبط ، وإلا يصبح ذلك إتباع للهوى ، أعيذك ونفسي من اتباع الهوى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شريف هادي
أخى الفاضل
لا لزوم للتعوذ من القول عن جهل و تخبط و إتباع الهوى، أى جهل؟ فالجهل نسبى حيث لا حقيقة مطلقة، و أى تخبط؟ فما نراه تخبطا يكون بداية العلم حيث لا نهاية له، أما عن الهوى فتحدث و لا حرج فالإنسان خُلق و جُبل منحازا إلى نفسه و هواه (حتى عند إتباعه هدى الله) فإن كنا بمنئى عن الهوى لساد العدل فى الدنيا و أنتهى الخلاف { فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) القصص}
إن الله كما نتصوره بعقولنا هو الحق المطلق و الثبات المطلق و العدل المطلق فلا مجال لمخلوق نسبى جاهل متخبط ذو هوى إلا أن يستعمل أدواته فى محاولة لفهم المطلق مع فهمه بقصور أدواته.
حينما نريد فهم رسالة الله (المطلق) و معرفة مراده فى شأن خلقه (النسبى) نحاول أن نتمثل المراد من موقف إله مهيمن قادر عادل و ليس من موقف عبد ضعيف خاضع و من موقفنا بين النقيضين يكون فهمنا و يكون القرآن وجه من يفهمه
و نعود للموضوع
إن ما جئت به (قصة العبد الصالح) لدليل و مثال متواضع لتدخل الله المباشر و لسوف أزيدك عليه،
فما قولك بتدخل الله المباشر بتسخير الجان لسليمان و تعليمه لغات غير إنسانيةو كلام عيسى فى المهد و حمل مريم بدون شريك و إصلاح زوجة إبراهيم و إعادة قدرته على الإنجاب و جعل النار بردا و سلاما عليه و سحر موسى و طوفان نوح و و و أليس هذا تدخلا مباشرا من الله على غير نواميسه و قوانينه الثابتة؟
من منا لا يسلم بتدخل الله المباشر باختياره للأنبياء و الرسل و تعليمهم و تأيدهم و تأهيلهم و منحهم النبوة من لدنه بما يراه من أدوات و وسائل سواء وحيا لهم أو بتسخير مخلوقات لهم، فهذه حالات خاصة كلها كانت (حسب زمننا النسبى) تدخلا مباشرا من الله تمهيدا لنبوات و رسالات منه للبشر، و أنا و أنت و غيرنا نؤمن بحدوثها فقط لأنها جاءت فى القرآن الذى نؤمن به و بما فيه من سرد لتلك القصص، الذى لم نكن لنؤمن بها، ولكُنا أول المكذبين لها لو جاءت فى غير القرآن!.
إن ما عرضته عن العبد الصلح كدليل لك على تدخل الله المباشر و ما زدته أنا عليك للبيان، لا يكون من عناصر موضوع ما نبحث فيه و يكون خلط ما بين الاستثناء و العموم و لا يكون عندنا بشئ، فهو كله خارج عن نطاق البشر المعتادين المتلقيين للرسالات المكلفين بها الذين نتكلم عنهم و نبحث علاقتهم بالله
العبد الصالح
إضافة خاصة تُلحقه بالموضوع
{فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)} الكهف
لفهم تلك الآيات و إخراجها من سياق قصة تقرأ كقصة تاريخية تمثل قدرة الله إلى سياق علم نستخلصه منها و جب علينا أولا الالتفات عن كل ما جاء عنها من خرافات و أساطير فى كتب السلف و نبدأ التفكر فيها بسؤالين
هل سعى العبد لطلب العلم فأخذه أم منح له منحا؟
إن فى كلتا الحالين تستقيم الآية، فالعلم كله من لدن الله سواء سعيا له أم منحا منه {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ}البقرة
هل حكم العابد و تصرف بعلمه الذى تعلّمه (سعيا أو مَنحا) أم تصرف بوحى مباشر من الله؟
إن كان تصرف بعلمه الذى تعلمه أو مُنح له فيكون قد سبغ من نفسه على حُكمه وطريقة تصرفه و أصبح الحكم و الفعل وجه فهم صاحبه لما تعلمه، و منسوب له و يقبل الصحة و الخطاء. و إن كان تصرفه و فعله وحيا فلا تعقيب عليه و لا كان هناك لزوم أصلا لعلم تعلمه و بذلك نفهم أن تصرفات العابد الثلاث هى ناتج فهمه للعلم الذى اكتسبه سواء سعيا أو منحا{وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} وليست وحيا
أما عن لزوم تلك الآيات بفهمنا المتواضع، تاريخيا هى تعليما لموسى و على مر الزمان و أى مكان هى صالحة لكل من يقرأها ليتعلم نفس الدرس، فإن العبد بأفعاله هنا يمثل القدر و فعله فى الحياة الدنيا (أرجع لبحثنا أعلاه فقرة القدر و تفعيله) و موسى عندما رأى الفعل و أثرة المباشر بدون أن يعلم أسباب الفعل، يمثل البشر و نظرتهم القاصرة لنتائج و أثر تفعيل القدر
مصطفى فهمى
يا مؤمنة بحجاب الرأس .. أدينى عقلك .. وأمشى حافية
يا مؤمن بصحة كتاب البخارى أدينى عقلك وأمشى حافى
هل تثاب بكمْ ما تقرأ من القرآن؟
دعوة للتبرع
سبقت الاجابات: عندنا وضعوا في كل مسجدص ندوقا لجمع الصدق ات ...
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول كلمة ( مبطلو ن ) احتار فيها ....
إعجاز القرآن العددى: انت تقول ان الاعج از العدد ي هو دليل علي حفظ...
الضرائب اسلاميا: هل من حق الدول ة الاسل امية فرض ضرائب ؟...
سنقرؤك فلا تنسى: ما قولكم في آية ( سنقرئ ك فلا تنسى إلا ما شاء...
more
أهلا بك استاذ - مصطفى فهمى - على موقع أهل القرآن المبارك ، واشكرك على تنويهك لى ولأخى الأستاذ - شادى طلعت - وسأقرأ المقالة بالتأكيد إن شاء الله ، وأحببت أن أرحب بك وأشكرك أولاً ،ثم سنكتب تعقيباً عليها إن شاء الله لاحقاً بعد قرائتها . وأهلا بكم مرة أخرى .