شادي طلعت Ýí 2008-09-20
لا يوجد إنسان لا يخاف مهما كانت قوته و ليس معنى أن البعض يضع نفسه أمام القضبان دون أن يخشى تقطع أوصاله في حال مرور القطار أنه لا يخاف فقد لا يخشى القطار و لكن من الممكن أنه يخشى أشياء أخرى فنقاط الضعف للإنسان مختلفة و قد تكون متغيرة فما يخيف اليوم قد لا يخيف الغد ! إن الإنسان مهما عظمت قوته و شجاعته كأن يكون محاربآ في ميدان القتال يتقدم الجنود ساعيآ إلى الموت أو الإنتصار فإنه يجد سعادة فيما هو مقدم عليه فطبيعة خلقته و تكوينه تدفعه إلى هذا العمل و المخاطرة في حين أنه قد يخاف من المرتفعات ! و قد يخاف من ركوب الطائرات ! مع أن الموت واحد و إن تعددت الأسباب .
مررت في حياتي بتجارب عديدة و ها أنا ذا مشرف على الخمسة و الثلاثين عامآ و هي فترة لا أعتبرها بالقصيرة و لكنها طويلة نوعآ ما ذلك لأنني مررت بشخصيات كثيرة و لكنها متميزة مررت بشخصيات شجاعة و لكنها أيضآ لها نقاط ضعفها مررت بالعديد من الأسماء اللامعة و وجدت بعضها بسيطة جدآ و البعض الآخر لا يستحق ما هو فيه و البعض لا يستحق أكثر مما هو فيه .
تيقنت من الحياة ظالمة فالإنسان فيها تعيس مهما علا شأنه و كبر مقامه فالأصعب من الوصول إلى القمة هو الحفاظ على أطول فترة للجلوس عليها قبل السقوط الذي يعني إقتراب المنية حتى و إن طال الأجل و بكل أسف فإن الحفاظ على القمة يعنى أن تبقى تعيسآ غير مستمتع بالحياة بعيد عن ملذاتها بعيد عن جمال الدنيا و الطبيعة البشرية التي تسعى إلى الحرية في حين أن أسوار الحفاظ على القمة تقف حائلآ أمام جمال الدنيا و طبيعتها .
أين السعادة و لماذا الصراع ؟ أين الحب و لماذا الكراهية ؟ أين الحياة و لماذا الموت ؟ أين الآخرة و لماذا الحساب ؟؟؟؟
أسئلة قد تشغل أصحاب العقول قد تشغل كل باحث عن ذاته قد تشغل الخائفون من المستقبل الذي لا نعلم عنه شيئآ فالحياة و المستقبل لا يأتيان طبقآ لدراسات محسوبة منا أو خطط و إستراتيجيات وضعية فلو راجع كل منا حساباته فسيجد أن حياته و ما آلت إليه كانت وليدة الصدفة و إرادة القدر بأدق تفاصيلها و ليراجع كل منا نفسه و حياته و مسيرتها و سنعلم جميعآ أننا رهن القدر الذي يأتينا بما لا نهوى أحيانآ و قد يأتينا بأكثر مما كنا نهوى .
قد يأخذ بعضنا أكثر مما يستحقون و قد يأخذ البعض أقل مما يستحقون و يأخذ البعض ما يستحقون فعلآ و هؤلاء هم ألأكثر إقتناعآ بالقدر و ما آلو إليه و لكن هم أقل البشر القادرين على إتخاذ القرار هم البعيدون كل البعد عن الفئتين الأخريين هم من لا يعرفون إلا من هم من فئاتهم فقط و ليسوا بالشجاعة للخوض في صداقة أو عداء مع أي من الفئتين الأخريين .
هل الموت نعمة أم نقمة ؟ هل نحن محظوظون أم غير محظوظين لأن مآل الإنسان الموت ؟ هل نحن أفضل من الملائكة و الشياطين التي لا تموت ؟ هل منا من سيشعر بسعادة لو أنه لن يموت ؟
لقد تخيلت نفسي مكان أصحاب الكهف ذات مرة و أنني إستيقظت من نومي فوجدت أن الزمان قد مر منه ثلاثمائة عام و تسع أخريات و وجدت نفسي أبحث عن أهلي و عن إخوتي و أصدقائي فإذا بي أعلم أنهم قد أصبحوا في خبر كان ! و إذ بي أجد أجيالآ جديدة لا تعترف بي أو بثقافتي ! لا تعترف بي و لا بالعصر الذي أتيت منه ! و وجدت نفسي أبحث عن الموت شغفآ فالحياة مع البشرية المختلفة عني لن أقوى على إحتمالها حتى إن سايرتها و عشت معها فسأكون كلي حنين إلى البشرية التي نشأت و عشت فيها !
لا أعلم لماذا كتبت المقال و لا أعلم لماذا ذهبت إلى هذا المنحنى الخطير و قد أعلم و لكنني لا أستطيع البوح بما أعلم .. هل لأني خائف أم شجاع ؟ هل لأني أهوى الموت أم الحياة ؟ هل لأني ظالم أم ساعي للخير ؟
في النهاية
أطلب من الله أن يكون القدر لطيفآ بي غير قاس أطلب من الله الحماية و أعلم أن الواجب على أن أدافع عن نفسي لا أن أستكين كما أني أطلب من الله أن أتخلص من كل نقاط ضعفي .
i see my self in ur makal
thanks
دعوة للدبلوماسية الشعبية من زاوية أخرى
حياة الماعز .."ظُلمٌ ڪبير لشعبٍ عريق"
دعوة للتبرع
الخطيب يشتمنا : النها رده الخطي ب قعد طول الخطب ه اللي...
إن أردن تحصنا : مامعن ى ( إن أردن تحصنا ) فى سورة النور (33 ) ؟ ...
التوراة والتحريف: تحيا تي للقائ مين علي هذا الموق ع الجمي ل ...
الاهل يوم القيامة: • شكر ا على مجهود ك في سبيل نشر العلم...
المعجم المفهرس: ما تقييم ك لكتاب المعج م المفه رس لألفا ظ ...
more
أخى العزيز الأستاذ - طلعت - هذه المخاوف هى من المخاوف الحميدة ،ويمر بها كل إنسان .وربما ترتفع حدتها فى أوقات وتخفت وتهبط فى أوقات آخرى .وفى وطن لا آمان فيه للمواطن البسيط على نفسه ،تكن السمة الغالبة ان توجد المخاوف على فترات متقاربة ،فما بالك بالمهمومين الحاملين هموم الوطن كله على آكتافهم أينما غادوا أو حطوا رحالهم ... وعلى كل حال .فرج الله قريب ،ونور الفجر لاح فى الأفق.