الولايات المتحدة الأمريكية تجربة السنوات الأولى – 3

فوزى فراج Ýí 2008-09-03


الولايات المتحدة الأمريكية

تجربة السنوات الأولى – 3

 

قال لى ما ملخصه ان لا أقلق من عدم الحصول على وظيفة فى اقرب فرصة, وأنه من المتوقع ان لا احصل  على وظيفة مناسبة او فى مجال تخصصى إلا بعد ما لا يقل عن ثلاثة شهور وربما أضعاف ذلك , وعلى ان أبدأ فى تهيئة نفسى نفسيا لذلك, وعلى ان أبدأ فى التعرف على المجتمع الأمريكى, وكيف يمكن ان تتعرف على المجتمع الأمريكى إلا بالإندماج معه, هى كلمات بسيطة غير ان تطبيقها ليس بهذه البساطه. فكيف تندمج فى المجتمع الأمريكى, وما معنى الإندماج فى هذا المجتمع؟  أتذكر اننى عشت طوال حياتى فى الإسكندرية , وتخرجت من جامعتها, وعندما صدر قرار بتعيينى فى وزارة الصحة , كان خطاب التعيين فى معهد بحوث التغذية فى القاهرة, وكان على ان ( أهاجر هجرة صغرى ) الى القاهرة وهى مدينة زرتها مرات كثيرة من قبل ولم اكن من محبيها او المعجبين بها مطلقا, بل لم أكن اذهب اليها الا على مضض او دون أن يكون لى الخيار فى الأمر, لم اكن احب زحامها ولم اكن أحب طقسها ولم أكن أحب جوها المترب او اى شيئ فيها اوعنها, ولعل ذلك كان لتعصبى لكل ما هو سكندرى فى ذلك الوقت, وقد بذلت جهدا ووقتا طويلا كى أتأقلم على الحياة فى القاهرة, فما باللك بالتأقلم والإندماج فى مجتمع اخر مثل المجتمع الأمريكى.  

لكى تعرف المجتمع الذى تعيش فيه يجب ان تتفاعل معه, ولكى تتفاعل معه يجب ان تنشئ علاقات مع أفراده, ولكى تنشئ تلك  العلاقات يجب ان يكون لديك المقدرة على ان تتحدث معهم بحيث ليس فقط ان تفهم ما يقال ولكن ان يفهموا هم ما تقوله أنت, ومقدرتك على ان تفهم ما يقال ليست من الصعوبة مطلقا بالمقارنه بمقدرتك على ان تجعلهم يفهمون ما تقول وهذا مايسمى (Communications ). ورغم اننى كنت كما ذكرت من قبل, على درجة طيبة من القدرة على التحدث وعلى فهم اللكنه الأمريكيه, غير ان المرة الأولى التى تجد بها نفسك فى موقف يتطلب ان تتفاهم فى حوار مع شخص اخر لها وقع لا ينسى, كما سيتضح فيما بعد.

صباح اليوم التالى الإثنين, عندما إستيقظت من النوم, كان صديقى قد غادر المكان الى  عمله حوالى السابعة صباحا, كنت قد تصفحت جريدة الأحد مساء الليلة السابقة, وكنت قد رأيت عدة وظائف مما اعتبرته مناسبا لخبرتى ودرجتى العلمية التى كانت قد ترجمت فى مصر وإعتمدت من السفارة الأمريكية, كما كنت قد أحضرت عددا من شهادات الخبرة من مصر أيضا مترجمة الى الإنجليزية ومصدقا عليها من السفارة الأمريكية. جلست الى المائدة وأستخرجت جميع اوراقى, ثم بدأت فى كتابة ال ( Resume ) المطلوب , طبقا وتبعا لنسخة تركها لى صديقى كمثال لطريقة كتابته, وبعد ان انقضى اكثر من نصف النهار فى عدد من المحاولات, انتهيت من كتابته ووضعته جانبا لكى اعرضه على صديقى للمراجعة والتصحيح.  جلست لمشاهدة التليفزيون, وإحقاقا للحق, لم استطع ان افهم نسبة كبيرة جدا مما كان يعرض, بدا الحوار لى لأول وهلة وكأنه لغة مختلفة تماما عما أعرفه, استطيع أن اقول اننى فهمت حوالى  25% على اكثر تقدير من الحوار, وحاولت ان استنتج الباقى بصعوبة.  نفذت سجائرى, فنزلت الى الشارع لكى اشترى بعض السجائر, كنت فى مصر أدخن الى جانب السجائر المصرية مثل كليوباترا (وكانوا ينطقونها هناك  كلوباطره) عددا اخر من السجائر المستوردة على سبيل المثال لا الحصر ( Camel, L&M , Lucky Strike,..... ), ولكنى كنت أفضل سيجارة من نوع أسمه (Peter Stuyvesant ), والحقيقة أننى لم أكن اعرف مكان تصنيعها, وكنت اعتقد انها أمريكية مثل الأصناف الأخرى, ودخلت الى محل صغير قريبا من المنزل, وطلبت من البائع علبة سجائر من الصنف الذى كنت أفضله, بيتر ستوفيسانت, ونظر الى البائع نظرة إستغراب, وسألنى مرة أخرى بأدب عن إسم الصنف, فكررت له الإسم مرة أخرى, ولاحظت انه لم يفهم ما قلت, وهز رأسه مكررا ان اعيد إسم الصنف, وهنا أدركت تماما اننى ربما لم انطق الكلمة بالطريقة الصحيحة  التى يفهمها الأمريكان, فنطقت الإسم مرة ثالثة بمنتهى البطء والتأنى, بينما فى نفس الوقت شعرت بالخجل واعتقد ان وجهى بدأ فى الإحمرار, فقال انه لازال لا يفهم ما أقول ,وسألنى هل اريد علبة سجائر وكأنه يبدأ الحوار من جدبد, فقلت نعم, فقال ما هو الصنف وكان خلفه عددا لابأس به من أصناف السجائر الأمريكيه, فقلت له بيتر ثم أشرت الى الشارع الذى كان به المحل, وكان إسمه ستوفيسانت , وقلت له ما إسم هذا الشارع, فقال ( Stuyvesant Avenue ), فقلت بيتر وأضف له إسم الشارع هذا هو إسم الصنف , فقال انه لم يسمع عن هذا الصنف من السجائر. وكنت فى تلك اللحظه اود ان أغادر المكان بأقصى سرعة من شدة الحرج, فأشرت الى أحد الأصناف بطريقة عشوائية, وكان مارلبورو, ودفعت الثمن, وغادرت المكان , ولم اعد الى ذلك المكان بعد ذلك مطلقا, واعجبنى ذلك الصنف المارلبورو جدا فلم اغيرة حتى توقفت عن التدخين نهائيا فى عام 1978. بالطبع عرفت فيما بعد ان بيتر ستوفيسانت  لم تكن سيجارة أمريكية الصنع بل كانت بريطانية الصنع ولذلك لم تكن متوافرة أو معروفة فى المحلات الأمريكية التى تعرض عشرات من الأصناف المصنعه فى امريكا, كما عرفت أيضا اننى مقبل على تحدى كبير فى كيفية ان أجعل ما أقوله مفهوما للشخص الأخر.

على مقربة من البلدة التى كنت بها ( Irvington) هناك مدينة كبيرة تعد من أكبر مدن نيوجرسى إن لم تكن أكبرها على الإطلاق, وإسمها ) Newark ) , وعندما أقول على مقربة, لا أعنى مسافة قصيرة تستطيع ان تمشيها على الأقدام, فقد كان من الضرورى بالنسبة لمن لا يملك سيارة أن يركب الأتوبيس,  وذهبت الى محطة الأتوبيس, وفى الولايات المتحدة وسائل المواصلات العامة ليست كمصر مثلا التى تتعدد فيها وسائل المواصلات ما بين القطار والأتوبيس والترام والتروللى .......الخ, ولكنها قليلة جدا خاصة خارج المدن الكبرى مثل نيويورك, فلا تجد سوى تاكسى او أتوبيس ولا يأتى الأتوبيس كل عدة دقائق ولكن ربما كل نصف ساعة يعتمد ذلك على خط السير وعلى حجم البلدة , وذلك بالطبع لأن السواد الأعظم من الناس يمتلك سيارة, وعندما جاء الأتوبيس سألت شخصا واقفا معى على المحطة إن كان ذلك الأتوبيس فى طريقة الى تلك المدينه المذكورة أعلاه فقال نعم, فركبت .     دعنى أن اتوقف هنا لأشرح ما حدث, إسم المدينه هو كما قلت أعلاه ( Newark) , وبالنظر الى الإسم نجد انه مركب من إسمين او هكذا ما كنت أظن, ( New    Ark) وبالطبع اعتقدت انه إسم مثل نيويورك ( New  York), وسألت ذلك الشخص ان كان الأتوبيس متوجها الى نيو - أرك, وبعد ركوبى الأتوبيس , وبعد ان دفعت الرسوم وهو يحصل عند الركوب بمعرفة السائق, يعنى ليس هناك ( محصل او كمسارى ), بعدها بفترة قصيرة أدركت ان الأتوبيس ليس فى طريقة الى نيو – أرك  كما سميتها او كما نطقتها, ولكن فى طريقة الى نيويورك, أدركت ذلك عندما رأيت أحدى علامات الطريق التى تشير الى نيويورك, والتى تبعها السائق وسألت راكبا اخر ان كان فى طريقة الى نيو – أرك, وبعد ان نطقتها له اكثر من مرة افادنى انى فى طريقى الى نيويورك, وطلبت من السائق ان ينزلنى بعد ان شرحت له ( بلغتى ) الأقل من المتواضعه كما احسست أنذاك الخطأ فأبتسم, وتوقف, بل أعاد الى ما دفعته  وأخبرنى بكيفية الذهاب الى نيو – أرك من ذلك المكان, عرفت بعد ذلك ان إسم المدينه لا ينطق نيو – أرك, بل ينطقونه (نو- وارك بدون الوقفة فى وسط الكلمة), كما ينطقون إسم نيويورك,( نو- يورك), ومن ثم عندما سألت فى المرة الأولى عن نيو –أرك, كانت قريبة جدا من نو –يورك, وكان ذلك هو الدرس الثانى بعد درس علبة السجائر فى اليوم السابق فى انه من الأفضل ان أركز على نطق اللغه, اللغه, اللغه!!!

عندما عاد صديقى من عمله ذلك اليوم, وعرضت عليه ما كتبت, وراجعه واقترح عددا من التغييرات , كما غير عددا من الجمل المكتوبة لكى تتفق مع المفهوم الأمريكى , وأعطانى عنوان المطبعة التى يجب ان أذهب اليها فى المدينة المجاورة (نو- وارك) , وما ذكرت أعلاه كان فى اليوم التالى اى الثلاثاء وكنت بالطبع فى طريقى الى تلك المطبعه, ذكر لى أيضا ان هناك مكاتب للتشغيل وتسمى ( Employment Agencies ) وهى مكاتب لمساعدة طالب الوظيفة ان يجد وظيفة مناسبة, وبالطبع لا يفعلون ذلك لوجه الله, ولكنهم يتقاضون رسوما على ذلك تختلف بإختلاف الوظيفة وبإختلاف المكتب , فبعضهم يطلب نسبة معينة من مرتبك السنوى وبعضهم يطلب مبلغا محددا, وميزة تلك المكاتب انها لديها معلومات عن وظائف لا تنشر فى الجرائد, ولهم إتصالاتهم الشخصية بالكثير من جهات العمل, بل إن بعض المكاتب تتخصص فى أعمال معينه, ومجالات معينه, فقررت فى طريقى الى (نو – وارك) بينما أنا هناك ان اجد وأتعرف على مكان بعض تلك المكاتب فربما قد أحتاج اليه , من يدرى. 

بعد وصولى هناك فى وسط المدينه ,  كان صديقى قد وصف لى اين تلك المطبعة, وكتبت كل شيئ فى روقة حملتها معى, ولم اجد صعوبة فى الوصول الى تلك المطبعة, وكانت فى إستقبالى سيدة لدى دخولى وسألتنى ان كان من الممكن ان تساعدنى وهى الجملة التقليدية ( May I help you), واعطيتها الورقة المكتوبة فقامت بمراجعتها معى , ثم قامت أيضا بتصليح بعض الأخطاء التى فاتت على صديقى, بل إقترحت بعض الإضافات التى قالت يكون عادة لها وقع طيب على من يقرأ ذلك ولنطلق عليه ( الملخص الحيوى عن طالب الوظيفة) , وطلبت خمسون نسخة على ما أذكر, ودفعت لها الثمن, وقالت انها ستكون جاهزة فى اليوم التالى, وأنها سوف تخطرنى تليفونيا حتى لا احضر بلا طائل إن لم تكن جاهزة بعد, ومن الطبيعى ان يكون لذلك تأثيرا إيجابيا فى طريقة المعاملة التى رأيتها والأدب والإستعداد لمساعدة الزبون حتى دون أن يطلب المساعدة, شيئ لم نكن تعودنا عليه فى مصر.

خرجت لأنظر من حولى , وأنا أتساءل , لم يكن هناك مشكلة فى الحديث مع تلك السيدة, بل لم تطلب منى إعادة ما قلته سوى مرتين , وشعرت ببعض الثقة , وقررت ان اقضى بعض الوقت فى تلك المدينه, ذهبت لكى اتعرف على مكان مكتب التشغيل الذى لم يكن بعيدا عن المطبعة, ثم مشيت فى الشارع, ولا أقول الشوارع, وهو شارع عريض مزدحم , وبه ألاف المحلات والمعروضات, ورغم ذلك الإزدحام, والاف السيارات والاتوبيسات المارة, لم أسمع بوق سيارة واحد, مجرد بوق سيارة واحد, قارن ذلك بمصر, فالسيارات هناك يبدو انها لا تسير بالضغط على مفتاح السرعة فقط, إذ لا بد ان تضغط أيضا على بوق السيارة وإلا فسوف تتوقف سيارتك, رأيت معنى كلمة ( نظام ) فى الشارع, كيف يتحرك المارة, وكيف يعبر المارة الشارع, لم أرى ( عسكرى مرور ) واحد ومع ذلك فحركة السيارات تسير بطريقة إنسيابة منظمة, ويحترم الجميع إشارات المرورعند تقاطع الشوارع. اما الحركة على الرصيف, فلا تختلف عنها فى وسط الشارع, هذا هو الغرب, هذا هو المجتمع الغربى, هؤلاء هم الكفرة منعدمى الأخلاق كما كان يقال عنهم فى تلك الأيام وكما يقال الأن عنهم أيضا .  لم أرى شابا واحدا يعاكس او يشاكس السيدات والنساء فى الشوارع او يتعرض لهن, رغم ما يبدو عليهن من تحرر وما يبدو من لباسهن وثيابهن التى قد تثير بعضها مظاهرة فى شوارع القاهرة او الإسكندرية, تذكر اننى اتحدث عن عام 1971 , وفى ذلك الوقت فى مصر كانت ملابس النساء تختلف كثيرا عنها اليوم, لم يكن ما يسمى ( الحجاب) من الأشياء التى تراها فى الشارع بل لا أذكر رؤيتى لحجاب فى الإسكندرية مطلقا, بل كانت النساء ترتدى ملابسا عادية دون نقاب او حجاب او هباب, كانت النساء الكبيرات فى السن مثل والدتى رحمها الله او أقاربى من النساء يرتدين ملابسا جميلة ذات طابع مميز ولم تكن من القرن التاسع عشرولكن كانوا يغطون رؤسهن بطرحة او إيشارب لاغير, ومع ذلك لم نسمع او نقرأ مطقا عن حوادث إغتصاب فى وسط الشارع او خطف النساء والفتيات فى عمليات اغتصاب جماعية رغم كل نراه الأن من مظاهر, وأعنى مظاهر, التحجب والتدين فى شوارع القاهرة او الإسكندرية, ولم نسمع مطلقا كلمات مثل السعار الجنسى الذى نسمعه رغم كل ما يتظاهر المجتمع المصرى به من التدين والرجوع الى الإسلام والأسلام هو الحل , ولم يكن فى ذلك الوقت هناك من وعاظ التليقزيون ما هو متوافر الأن فى مصر,لم يكن هناك تطرف دينى وفتاوى بالألاف, كانت الشوارع أمنة فى القاهرة او الإستكندرية للنساء ان يسرن بها فى اى وقت , ولم نسمع عن إنتشار الزواج العرفى او عن الإبناء الغير شرعيين الذين يلقونهم امام الملاجئ او المستشفيات, ولم نكن نسمع عن زواج المتعه او زواج المسيار او زواج اللى مش عارف أيه فأنواع الزواج صارت لا تحصى, لم نكن نسمع مطلقا ان ميكروباس تحول عن طريقة لكى يغتصب السائق وأصدقاؤه احدى الراكبات, ولم نكن نسمع مطلقا أن الأسلحة البيضاء صارت وسيلة لكى يشبع رجلا غريزته الجنسية ولكنها كانت وسيلة للإرهاب والإعتداء على الأخرين فقط .

فى طريق عودتى الى المنزل, لم يكن هناك اى مشكلة, وكان الأتوبيس فى طريق العودة مثلة تماما فى طريق الذهاب, يكاد يكون خاليا ألا من عدد قليل من الركاب, وتذكرت اتوبيسات القاهرة, وما يحدث بها من مهازل, ومن زحام ومن احتكاك ومعاكسات وتحرش بالنساء والفتيات, ومن خناقات وصراخ وسب.........., وعدت الى المسكن, بعد الظهر بقليل, وجلست أشاهد التليفزيون مرة أخرى وأنا مصمم ان افتح أذنى وان أسمع جيدا ما يقال, ليس من أجل مشاهدة برنامج ولكن من أجل ان أتعلم كيفية النطق, وأن اقارن طريقة نطقى للكلمات المعروفة لدى بطريقه نطقهم لنفس الكلمات, وكان تركيزى على إصلاح طريقة نطقى التى وجدت رغم كل ما ذكرت انها تحتاج الى الكثير من الإصلاح .  وكما ان هناك فى مصر- رغم صغرها قياسا بأمريكا – هناك لهجات مختلفة مثلا بين القاهرة والإسكندرية او بين الصعيد فى الجنوب والوجه البحرى فى الشمال, هناك أيضا لهجات مختلفة كثرة فى امريكا, بين الجنوب والشمال, وبين الشرق والغرب, فلهجة الناس فى نيوجرسى تختلف عنها كثيرا فى نورث كارولينا, كما تختلف فى تكساس عنها فى نورث داكوتا, بل ان لهجة مدينة نيويورك تختلف عن لهجة نيوجرسى, والإختلاف فى اللهجه قد يكون بينا او قد يكون بسيطا, ولكنه إختلاف على اى حال, وتلك الإختلافات رغم ما يبدو انها قد تشكل صعوبة بالنسبة للمهاجرين, إلا انها نعمة من الله  لهم , فقد تعود الناس هنا على أختلاف اللهجات, ولو كانت هناك لهجة واحدة لوضعت كل المهاجرين فى موقف صعب, ولذلك , فإن المجتمع الإمريكى متسامح جدا فى تقبل اللهجات المختلفه, غير ان تقبل اللهجات شيئ, والجهل باللغه او عدم إستخدام الكلمات المناسبة شيئ أخر.

هناك أيضا مصطلحات يستخدمها الناس لا تخضع للترجمة الحرفية ان حاولت ترجمتها , وليس هناك طريقة لمعرفة معناها سوى ان تسأل عنها, لأن ترجمتها حرفيا لا يخدم الغرض فى معرفة معناها او السبب فى إستخدامها. على سبيل المثال فقط, كلمة ( Back ) تعلمنا ان معناها " ظهر ", ولكن فى اللغة الإنجليزية لها معانى كثيرة تعتمد كثيرا على الجملة التى جاءت بها, او على ماقبلها وما بعدها من كلمات, كذلك بإضافة كلمة أخرى لها يتغير المعنى تماما, مثلا كلمات مثل ( back up  & back off & back out & back ways & back away & back down & back in …etc…..)  كل منها له معنى يختلف تماما عن الأخر ولا علاقة له بكلمة " ظهر" التى تعلمناها. وكما قلت ما لم تكن من طلاب التعليم والمدارس الأنجليزية فى مصر, فكثيرا من الإصطلاحات الإمريكية تعتبر شيئا جديدا بالنسبة لك. أضف الى ذلك ان هناك ما يسمى ( Idioms) وهى عبارات أمريكية لها معنى لا علاقة له بالكلمات المستعلمة فى الجملة نفسها, وهى كمثل ما يقال فى مصر ولا ترجمة له من مثل ( مشى حاللك )  او (معلهش ) او ( سيبك منه ) فحتى لو ترجمت تلك الكلمات فلن تفى بالمعنى المقصود. أهم من ذلك كله ان تفكر بلغة المجتمع الذى تعيش فيه, وليس أن تفكر بلغتك الأصلية ثم تقوم بترجمة أفكارك الى لغة المجتمع, لو فعلت ذلك, فلن تستطيع ان تتقدم مطلقا فى حياتك فى المجتمع الجديد, ربما فى اوئل حياتك هناك سوف تقوم بالترجمة الفورية لأفكارك, ولكن حتى تستطيع ان تغير من ذلك بحيث لا يحدث ترجمة فى رأسك, بحيث تفكر بلغتهم, فسوف لن تصل الى ما تود ان تصل اليه.      لقد أسترسلت كثيرا فى موضوع اللغه والتعامل والتفاهم مع الناس لأهميتة التى لا اعتقد ان هناك شيئا أخر أكثر أهمية منه, ليكون  فى ذلك درسا لمن يفكر فى ان يترك بلاده ومنشأه ومسقط راسه ليعيش فى مجتمع أخر.

فى اليوم التالى الأربعاء, حوالى الساعة الواحدة بعد الظهر, اتصلت تلك السيدة بى تليفونيا, وأفادتنى ان الطلب ( order) كان جاهزا, وأن احضر لإستلامة فى اى وقت. وصلت الى هناك حوالى الساعة الثانية تقريبا, وتسلمت ال ( Resume), وفكرت لدى خروجى ان اجرب مكتب التوظيف, فذهبت هناك, وفى قاعة الإستقبال كانت هناك فتاة جميلة مهذبه ترتدى ملابسا غاية فى الإناقة وسألتنى السؤال التقليدى, كيف يمكن ان أساعدك, فقلت انى ابحث عن عمل, وقدمت لها نسخة من الملخص الحيوى, فطلبت منى ان اجلس قليلا , وبعد ان تصفحت الورقة , أخذتها الى الداخل الذى كان مقسما الى عدد من المكاتب وسلمتها الى احد الموظفين, وبعدها بدقائق قليلة اتى الى ذلك الموظف , وكان يحاول ان ينطق أسمى بصعوبة, وفى نفس الوقت يطلب منى ان اصحح له طريقة النطق, ودعانى الى الذهاب الى مكتبة.  وفى مكتبه بدأت عملية ال( interview  ), وسألنى اول ما سألنى متى حضرت الى الولايات المتحدة, فقلت له يوم السبت الماضى, ولاحظت علية دهشة واضحة, وقال منذ ثلاثة او أربعة أيام, وتجلس امامى محاولا ان تحصل على عمل, انك لم تفيق بعد من ال ( jet lag) اى من تأثير الطائرة وتغيير الوقت...الخ,  كان يتحدث معى ببطء مدركا اننى جديد فى هذا المجتمع ولأنه بحكم مهنته  قد قابل  المئات من مختلف الجنسيات, ولابد ان ذلك قد اعطاه نوعا من الخبرة فى التعامل مع من هم مثلى, المهم , بعد المقابلة وبعد ان ذكرت له خبراتى وما أسعى اليه, شرح لى الخطوات المتبعه والرسوم التى سوف يكون على ان أدفعها, وأنه سوف يتصل بى تلفونيا عندما تكون هناك وظيفة مناسبة.   ثم طلب منى ان اوقع على بعض الأوراق التى تعتبر كعقد او إتفاق بينى وبين المكتب الذى بعمل به, فوقعت, ويمكن ان تقرأ هذه الكلمة إما بتسكين القاف او عدم تسكينها ,سواء !!

يتبع

اجمالي القراءات 26539

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (13)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأربعاء ٠٣ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[26499]

استاذنا الكبير -فوزى فراج

أولا -كل سنة وحضرتك طيب - أنا أعلم أو كما قرات أنى أحد الأسباب الرئيسية لكتابة هذه السلسلة الممتتعة المفيدة حول حياة المهاجرين إلى أمريكا .ولكن إسمح لى أن اضع بعض التساؤلات حول اسباب الهحرة فى صورة عامة وليس فى صورة تساؤلات  عن حياتكم واسبابكم الشخصية عن الهجرة ،ليستفيد منها القارىء الكريم ولتكون شاهدا على عصرين مختلفين .


وكذلك إضافة بعض التوضيحات عن الحلقة الماضية وخاصة ما يتعلق بقيادة السيارة فى أمريكا وكندا اليوم، وربما عن الإختلاف بين فترة السبعينات وبين الآن .ولنبدأ ،


-1-فى مصر فى الستينات والسبعينات لم تكن هناك مشاكل إقتصادية على الإطلاق ،بمعنى كان من اليسير أن تنهى تعليمك المتوسط(الدبلوم الفنى) او الجامعى  ثم تجد الوظيفة فورا ،وبمرتبك تستطيع ان تدبر نفقات الزواج (بدون مغالاة فى متطلبات الزواج ) والمسكن والحياة الكريمة وربما وجود خادمة او خادم لمساعدة الأسرة فى شئون المنزل إذا ارادت ذلك ،ودونما تتأثر حياتك بضغوطات إقتصادية كبيرة كما هو الان . إذن لم تكن الهجرة للاسباب الإقتصادية للكثير من المصرين مطلبا رئيسيا أو مخرجا من الضائقة المالية .-2- لم تكن معظم حالات الهجرة إلا بسببين تقريبا -احدهما الإضطهاد الدينى للمسيحين من النظام الناصرى وفلوله فى أوائل عصر السادات .-وثانيهما - الرغبة الملحة للمهاجر أن يكون عالما كبيرا فى تخصصه سواء عاد بعد ذلك لوطنه أم إستقر فى بلادالمهجر على طول ،أو لحلم أن يكون مليونيرا او صاحب ثروات طائلة (حسب حلم المهاجر أو كما كان يتخيل بعضهم فى السابق عن إمكانية تحقيق ذلك فى بلاد المهجر)


 اما الآن فالأسباب عديدة -منها أو على راسها السبب الإقتصادى (حتى لو كانت الهجرة إلى  موزمبيق وليست إلى أمريكا أو كندا) ،ومنها ما هو نتيجة للإضطهاد الدينى لكل من المسلمين والمسيحين ،ومنها ما هو أمنى بوليسى ،ومنا ما هو للخروج من حالة الإحباط  فى إستحالة إمكانية إصلاح البلاد والعباد ،ومنها ما هو رغبات فردية فى  مجرد حياة مريحة و فى حياة فيها كل شىء مباح بعيدا عن هذا حرام وهذا حلال او هذا ممنوع وهذا غير ممنوع أو هذا عيب أو غير عيب (بمعنى هروب من التقاليد الدينية والعرفية للمجتمع )


..أو ربما للبحث للأولاد عن مستقبل  تعليمى وعلمى أفضل مما هو موجود فى البلد الأم.....إذا ومن كل ما سبق أريد ان أسأل --هل هناك اسباب أخرى للهجرة فى الستينات والسبعينات عن مثيلاتها فى التسعينات وما بعدها ؟ وما هى ؟ - وها هى الخطوات التى إتبعتها حتى حصلت على المظروف الأصفر ؟وهل إختلفت المتطلبات الآن عن سابقتها فى السبعينات ؟؟؟ ولماذا إضطررت لتقديم طلب هجرة مع أن السفر لأمريكا واوربا حتى أوائل التسعينات كان ميسرا وبدون تعقيدات ؟؟وكان الحصول على إقامة دائمة داخل أمريكا واوربا ميسرا بمجرد حصول المهاجر على فرصة عمل حقيقية ومستمرة  او على زواج حقيقى ؟( هكذا علمنا من مهاجرين سابقين لأوروبا وامريكا وكندا فى الثمانينات والتسعينات)


 


2   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأربعاء ٠٣ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[26500]

2

....نأتى لموضوع القيادة وصعوبة التعامل مع خريطة المدن الأمريكية والكندية ومعرفة الشوارع والطرق الداخلية او السريعة بين المدن او الولايات وخطورة الأخطاء التى تذهب بك إلى مدن أخرى او ولايات أخرى دون أن تدرى ....نعم هذا صحيح تماما ويستلزم مذاكرة الخريطة ومعرفة الطرق والإشارات والتعليمات معرفة جيدة لكى لا تخطىء فتجد نفسك خارج المدينة بل ربما خارج الولاية بل ربما خارج الدولة (إذا كنت على مدينة حدودية بين أمريكا وكندا أو أمريكا والمكسيك ) ...ولكن من حسن الحظ الآن وربما منذ عشر سنوات مضت (لا أدرى ) صمم المهندسون وخبراء الكمبيوتر والمتعاملون مع الأقمار الإصطناعية ما يعرف ب(G PS) وهو جهاز فى حجم كف اليد أو اقل قليلا عبارة عن تلفزيون مصغر يتصل بالقمر الصناعى مباشرة ،ومزود بخرائط أمريكا وكندا وأوربا (وربما بعض بلدان العالم الآخرى ) تضعه امامك على زجاج السيارة الأمامى وتدون عليه  العنوان الذى تريد الذهاب إليه مفصلا ،ويقوم هذا الجهاز بإرشادك بالصوت والصورة وكأنه ملاح يجلس معك يقول لك إدخل يمين أو يسار أو من هنا أو من هنا ،وينبهك قبل ان تتجه يمينا أو يسارا قبلها ب800 متر على الأقل ،وإذا اخطأت  يرشدك للعودة غلى الطريق السليم والصحيح مرة اخرى ،وهكذا . ومزود بكل ما تحتاجه من خدمات عامة ضرورية لك فى المدينة او على الطريق مثل .الإسعاف والمستشفيات والمطاعم ومحطات البنزين والصيدليات  ومحلات التسوق وجراجات إصلاح السيارات والفنادق واللوكاندات  وهكذا وهكذا . ويرشدك إلى نوعية المنطقة التى تسير فيها هل هى منطقة سكنية أم زراعية ام انك تعبر فوق نهر او بحيرة او جزء من محيط  ،من خلال ألوان خلفية الشاشة التى تتغير مع طبيعة المنطقة التى تمر فيها .ويرشدك إلى طبيعة الطريق الذى تمر فبيه  على مسافة 2كم على الأقل هل هو طريق مستقيم أم به منحنيات  او أنك تمر من تحت كوبرى  أم  به تقاطعات ،كما يعطيك إسم الطريق وإسم الطرق أو الشوارع المتقاطعة التى تمر بها أولا بأول ..وتستطيع ان تعتمد عليه إعتمادا كليا فى مشاويرك التى لا تعرف إتجهات الطرق المؤدية إليها مهما كانت المسافة بينك وبينها .وانا شخصيا اصبحت اعتمد عليه ولا اخشى ذهابى لأية مدينة او ولاية داخل كندا أو أمريكا .. وسعر هذا الجهاز فى متناول يد الجميع فيبدأ سعره من 100 دولار حتى 500دولار حسب نوعه ،بل إن بعض السيارت الحديثة اصبحت  مزودة به تلقائيا الآن فاصبح بذلك موضوع القيادة داخل المدن أو بين بعضها وبين بعض ميسرا بكثير عما ذى قبل ...وفى النهاية نود من استاذنا -فوزى فراج - أن يسهب فى تفصيلات كيف تغلب على عامل اللغة أكثرواكثر حتى اصبح يتقنها كتابة وقراءة وفهما كما ينطق بها اصحابها أو على ألآقل بنسبة 90 % مننطق أصحابها....وشكرا له على سلسلة الممتعة .


3   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الخميس ٠٤ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[26528]

شكرا د. عثمان

بالنسبة لبعض أسئلتك فسوف تأتى الإجابة عنها فى حينها فى حلقات قادمة إن شاء الله, اما البعض الأخر فسوف احاول ان اجيب عليه الأن.




بالنسبة للحالة الإقتصادية فى مصر ومقارنتها بين اليوم وبين الستينات من القرن الماضى, فقد افترضت كما تقول (فى مصر فى الستينات والسبعينات لم تكن هناك مشاكل إقتصادية على الإطلاق ،بمعنى كان من اليسير أن تنهى تعليمك المتوسط(الدبلوم الفنى) او الجامعى ثم تجد الوظيفة فورا ،وبمرتبك تستطيع ان تدبر نفقات الزواج (بدون مغالاة فى متطلبات الزواج ) والمسكن والحياة الكريمة وربما وجود خادمة او خادم لمساعدة الأسرة .....) وهذا الإفتراض بعيدا عن الحقيقة تماما, بل ليس من الممكن ان يكون هناك إفترض أخر أبعد عن الحقيقة منه, لم تكن المشكلة فى إتمام التعليم, أو فى إيجاد الوظيفة, فالحكومة كما ذكرت كانت تتولى ذلك فقد تحول المجتمع الى مجتمع القطاع العام وكانت الحكومة قد تولت مسؤلية تعيين خريجى الجامعه او المعاهد المتوسطة, ولم تكن الوظيفة فورا بعد التعيين بل كانت بعد حوالى سته أشهر او اكثر قليلا وربما سنة لخريجى المعاهد المتوسطة, وخلال فترة وجودى فى مصر بعد تخرجى , بدأت المدة تزداد تدريجيا, بل خلال عام 1967 وبعدها, كان معظم خريجى الجامعه يتم تجنيدهم تلقائيا, وبالتلى فكان أكثرهم مجندين لا يتقاضون مرتباتهم المدنيه. كان مرتب خريج الجامعه الأساسى عشرون جنيها, ويعين فى الدرجة السابعة, وقد بقيت فى تلك الدرجة حتى عام 1971 عندما هاجرت, بمعنى أصح لم تكن الترقيات الى الدرجات التالية تتم بسرعة وكما أذكر كانت تستغرق ما بين سبعة الى تسعة سنوات بين السابعة والسادسة , وتقل المدة تدريجيا بعد ذلك. عشرون جنيها شهريا لم تكن تكفى ان يعيش عليها فردا واحدا, بل فى الحقيقة ان مرتبى كان اكثر من ذلك فقد كنت اتقاضى بدل عدوى كما كان يسمى , فى الشهور الأولى , وبعدها كنت قد انتدبت فى مشروع لليونسكو وكنت اتقاضى بدل سفر وبدل غذاء وبدل مش فاكر أيه فكان مرتبى الضعف او اكثر قليلا لمدة اكثر من عام ونصف, ورغم ذلك , فلم يكن ذلك المرتب يكفينى وكنت ( أحتال ) على والدى رحمه الله هنا وهناك حتى اتم الشهر. نعم ربما كنت شخصيا مسرفا وهذا ما أعترف به, ولكن تخيل ان يكون خريج الجامعه يعيش على عشرون جنيها او خمسة وعشرون , ثم تقول حياة كريمة وزواج وخادمة...............إن من قال لك ذلك لم يقل لك الحقيقة كاملة, هل تذكر قصيدة الشعر التى كتبتها بعنوان ( الليل) وهى منشورة على هذا الموقع, عندما كنت اقول




الجواز شيئ صعب جداً......

على شاب فى أول حياته.......

-يعنى ايه....؟

-يعنى عايز كده فى حدود ألفين جنيه. ....الخ الخ الخ




وفسرت ذلك بأن الفين جنيه هو مجموع ما يتقاضاه خريج الجامعة فى حوالى ثمانى سنوات, بشرط ان يوفر كل قرش منها وأن يتكفل شخص اخر به تكفلا تاما,يعنى ان الزواج كان من الأشياء الصعبة جدا.



4   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الخميس ٠٤ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[26529]

شكرا د. عثمان -يتبع





معنى ذلك ان الحالة الإقتصادية لم تكن كما ذكرتها مطلقا, وقد أشرت الى ذلك فى المقالة عندما ذكرت ((إنجازات)) جمال عبد الناصر والثورة المباركه,( بالمناسبة سموها المباركه تنبؤا بأن مبارك كان سوف يرثها لتصبح إسم على مسمى.....)

من الطبيعى ان مقارنه الحالة الإقتصادية فى ذلك الوقت بما هى علية الأن ليست من السهولة , ولكن بصفة عامة لا شك أنها كانت خيرا مما هى عليه الأن لأن الحالة الإقتصادية فى مصر الأن ربما ليس أسوأ ما يمكن ان أذكره.





أسباب الهجرة قد أشرت اليه فى المقالة, فى المقطع الأخير من الحلقة الثانية, وهى ما أتذكره وما اعتقده, ربما تكون هناك أسباب اخرى لم أذكرها إما لضعف الذاكرة او لأنى لم اعرفها ,وربما يكون لشخص اخر رأيا مختلفا فى أسباب الهجرة من وجهة نظرة والتى لم تسمح لى ظروف حياتى الشخصية بالأطلاع عليها. بالنسبة للإضطهاد الدينى للمسيحيين فى عصر عبد الناصر, فرغم ان وجة نظرى فى عبد الناصر معروفة , غير انى لم أسمع مطلقا عن ذلك الإضطهاد الذى تحدثت عنه, بل الواقع انى كان لى عدد من الأصدقاء والزملاء المسيحيين الذين كانوا يحاولون ان يقنعونى بعدم الهجرة ولم اسمع من واحد منهم مطلقا كلمة واحدة تفيد بأى نوع من الإضطهاد او التمنى بأن يكون مكانى, مرة اخرى من زودك بتلك المعلومات لم يخبرك بالحقيقة, لقد أشرت فى المقالة ان اليهود هاجروا وشجعتهم الحكومة ....الخ ,ولكن المسيحيين كانوا فى ذلك الوقت فى حالى ربما كان المسلمين يحسدونهم عليها, ولكى اعطى لك مثالا, فقد كنت اداعب اصدقائى المسيحيين بأنهم يأخذون اجازاتهم وأجازات المسلمين , وأنهم من حقهم ان يحضروا الى العمل كل يوم احد من كل اسبوع متأخرين الى العمل ساعتين او اكثر , بل كنت أبادرهم لدى حضورهم صباح الأحد بقولى, ماذا قال لك الأب حنا اليوم, فيضحك قائلا لا حنا ولا بنا, ولا حتى مهنا. بالنسبة لعهد السادات, فلم اعايش السادات سوى شهور قليله ومعدودة ولست فى موضع لكى احكم عليه بنفس الثقة التى استطيع ان احكم بها على عبد الناصر الذى عايشته منذ اول يوم سمع العالم اسمه حتى وفاته.





بالنسبة للخطوات التى اتبعتها للهجرة, فقد إستغرقت ما يقرب من ثلاث سنوات, بدأت بتقديم طلب الهجرة وتقديم الشهادات المطلوبه ودفع الرسوم ....الخ, ثم إتباع الخطوات التى تحتمها السفارة, وكان الإقبال على الهجرة فى عام 1968 عندما تقدمت بأوراقى أول مرة حتى عام 71 إقبالا كبيرا, وأذكر اننا وقفنا فى طابور امتد من داخل السفارة الأمريكية مارا بالحديقة الداخلية الى خارج السفارة, لكى تسجل اسمك وتسحب استمارة او طلب الهجرة, وبعدها تأتى مرة أخرى بالأوراق والشهادات المطلوبه بالصفة التى حددتها السفارة ومنها الترجمة وشهادات من الحكومة تسمح لك بالهجرة, وكل شهادة وكل ورقة كما تعلم تأخذ أسابيعا او أشهرا لكى تأخذها, لازلت اذكر وقوفى فى مبنى المجمع لعنه الله عليه فى ميدان التحرير لإستخراج شهادة ما, وفى وزارة الصحه لإستخراج شهادة ان الوزارة سوف تسمح لى بالإستقالة, تخيل ليس لك الخيار فى الإستقاله من الحكومة بل يجب ان تأتى بشهادة من وكيل الوزارة يسمح لك بالإستقالة, وكل شهادة محتاجة الى رسوم وأوراق دمغة وفوت علينا بكرة, وكبر مخك, وهات المعلوم...ثلاث سنوات من تلك الحماقات, ثم بعد ان تسكمل كل شيئ ’ تنتظر دورك فى مقابلة مع القنصل الأمريكى المختص بالهجرة, وفى تلك المقابلة والتى كانت مثل الإختبار الشفهى, والتى كان الجميع يخشونها, يتقرر مصيرك, فإما نعم , او لا, وكان الرفض أكثر من القبول أضعاف المرات, وبعدها كشف طبى لطبيب تحدده السفارة, ثم فى النهاية الفيزا والمظروف الأصفر إياه. والفيزا كانت على ما اذكر صالحة لمدة ثلاثة شهور, فإن لم يكن لديك مصاريف السفر, تفقد كل شيئ. بالمناسبة كنت أيضا قد طلبت الهجرة من السفارة الكندية, وقدمت عليها ربما ستة أشهر بعد ما قدمت طلب الهجرة لأمريكا, وقد وافقت كندا على هجرتى اليها بحوالى عام قبل ان احصل على الموافقة الأمريكية, وقررت ان انتظر امريكا ولم أذهب الى السفارة الكندية لإستلام الفيزا
.




5   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الخميس ٠٤ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[26530]

شكرا د. عثمان - يتبع

بالنسبة لأن السفر كان ميسرا الى أمريكا وكندا كما تقول, فمرة أخرى لا اعرف من أين أتيت بتلك المعلومات, ربما الزيارات السياحية كانت سهلة فى اواخر الخمسينات اوائل الستينات, ولكن بعد ان زاد الأقبال, كانت شروط الزيارة السياجية من قبل السفارة الأمريكية مشددة وصعبه, وكان من الواضح لهم من المعلومات المقدمه لديهم إن كان الطالب للسفر فعلا سائح ام شيئ أخر, ولم يكن هناك من سيغامر بطلب زيارة سياحية محددة المدة مقابل طلب الهجرة, يعنى انا لم اكن سأستقيل واتكلف كل ما تكلفت فى مقابل فيزا سياحيه لمدة سته شهور مثلا, من الناحية السيكولوجيه ليس ذلك ما يريده إنسان عافل,على الأقل هذه معلوماتى التى اتذكرها.




أخيرا , بالنسبة لل GPS , فتذكر اننى اتحدث عن عام 1971 وهذا الإختراع رغم ان الفكرة فيه كانت متواجده منذ ربما السبعينات من القرن الماضى او قبل ذلك بإستخدام إرسالات مثل موجات الراديو, كما انه كان يستخدم فى العمليات العسكرية , ولكنه لم ينزل الى المستوى التجارى الشعبى إلا فى التسعينات وانتشر على نطاق كبير منذ عدة سنوات فقط, أنا شخصيا لا املك واحدا منهم فليست لى حاجه به, لأنى اعرف طريقى وأنا "مغمض العينين", تحياتى.


6   تعليق بواسطة   Inactive User     في   الجمعة ٠٥ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[26541]

أخى الأستاذ فوزى فراج

أخى الكريم فوزى فراج
لقد أبدعت أيضاً فى حلقتك الثالثة من سلسلة مقالاتك القيمة عن تجربتك فى أمريكا ، وبالفعل أستفيد من كلمة تقولها وأشعر بسعادة وغبطة منقطعة النظير وأنا أقرأ مذكراتك الجميلة الممتعة ، اشكرك على إسهابك فى التحدث عن اللغة وأهميتها فى بحر الغربة وما يجب أن يفعله المغترب فى بداية تعامله مع أهل الدولة الجديدة التى يهاجر إليها .

ولقد أسعدنى أسئلة اخى عثمان لك واسعدتنى إجاباتك الجميلة المفصلة والتى زادت المقالة بهاءاً ورونقاً .
تحياتى لك وأنتظر الباقى

7   تعليق بواسطة   عابد اسير     في   الجمعة ٠٥ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[26543]

سلسلة هادفه ومشوقه

  شكرا أستاذ / فوزى على هذه المذكرات الهادفه التى أعطتنا صوره عن مجتمع     لم نعايشه وهذه بمثابة سياحه من خلال القراءه  لتجربة حقيقية حتى وإن كانت تلك الصورة من زاوية ووجهة نظر صاحب التجربة فهى بالتأكيد مفيدة ومشوقه لنتعايش مع تلك الأحداث وأماكنها وزمانها بخيالنا طالما نحن غير قادرين على معايشتها على الواقع فشكرا على هذة السياحه الخيالية التى أخذتنا اليها بتلك الحلقات ونأمل من الدكتور / عثمان إن سمح وقته إن يمنحنا مثل تلك السياحه الخياليه من خلال تجربته فهى بالتأكيد ستكون مختلفة الأحداث والأماكن والزمن وكذلك من وجهة نظر ومفاهيم متباينه فتكون التجربتين متكاملتين  فتزداد معرفتنا من خلالكم بما لا نعرفه عن مواطن هجرتكم


مع   خالص  التحية والتقدير وكل رمضان وأنتم بخير وأمان


8   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   السبت ٠٦ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[26557]

أخى الكريم د. حسن

يسعدنى دائما مرورك الكريم على مقالاتى المتواضعة , ويشجعنى إطراؤك الذى لا أستحقه على ان اواصل الكتابة. مهما كتبت عن أهمية اللغة فلن اوفيها حقها, الحقيقة يا أخى ان اكثر الناس نفوذا فى العالم هم الذين يمتلكون نواصى اللغة والذين تعتمد حرفتهم على اللغة, فمثلا المحامى كل ادواته هى اللغة, وعندنا فى أمريكا الغالبية العظمى من رجال السياسة سواء أعضاء الكونجرس , او حكام الولايات هم من رجال القانون, ومنهم دائما يتم إختيار رئيس الدولة.  لنأخذ مثلا اخر, عندما قلت ان أهم شيئ فى اللغة هو ان يفهم الطرف الأخر ما تقول, تخيل سيادتك فى مهنتك انك شخصت مرضا ولم تستطيع ان تجعل المريض يفهم كيفية العلاج, فما تعتقد ان يكون مصيرة ,ومصيرك انت أيضا! , الكتاب والشعراء ورجال الأدب ,لو لم يستطيعوا ان يجعلوا الشخص الأخر قادرا على فهمهم ما وصل اي منهم الى مرتبته التى وصل اليها. شكرا صديقى العزيز.


9   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   السبت ٠٦ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[26558]

الأستاذ الأخ عابد أسير

كل عام وأنتم بخير, ورمضان كريم, شكرا على تعقيبك, وأرجو ان أكون عند حسن ظنك, لقد سألتنى فى تعليقك على الحلقة الثانية إن كان هناك إختلافا الأن عما كانت علية , فإن كنت قد فهمت سؤالك , عن المقارنة بين ما حدث هنا فى اوائل السبعينات وما حدث فى العالم الثالث, بالطبع هناك اختلاف , فعجلة التطور يا صديقى لا تتوقف, وعجلة التطور لا تسمح لأحد ان يوقفها, ورغم ان إسمها عجلة التطور, فلا يعنى ذلك ان كل ما يتغير يتغير الى الأحسن, اما علاقتها بالعالم الثالت , فأصوره لك بالصورة الأتية, تخيل ان هناك اثنين يركبان قطارا, أحدهما فى العربة الأولى والأخر فى العربة الأخيرة, كل ما يراه الأول يراه الثانى فيما بعد, اما مسألة الوقت او مسألة فيما بعد, فتعتمد إعتمادا كبيرا على سرعة القطار, وعلى المسافة بين العربة الأولى والأخيرة, كما تعتمد أيضا على اى ناحية من القطار يجلس كل منهما, أرجو ان اكون قد أجبت على سؤالك. مع تحياتى.


10   تعليق بواسطة   Inactive User     في   السبت ٠٦ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[26564]

أخى وصديقى الأستاذ فوزى

أخى الكريم فوزى فراج
قرأت تعقيبك على عغقيبى وأشكرك عليه طبعاً ... ولكن .. الا ترى معى أخى الكريم أن النجاح اللغوى لا يتحقق لكل الناس بنفس النسبة ؟ بمعنى أقرب .. ألا تؤمن معى بالموهبة اللغوية التى تتمثل فى إتقان اللغة وقواعدها وأصولها وأحكامها ، والقدرة على توصيها بطريقة مشوقة ملفتة للنظر وهو ما يسمى ب ( كاريزما) ، والقدرة الفائقة على إلقاء النص المطروح سواء كان المتكلم يحدث شخصاً واحداً أو مجموعة اشخاص أو يتكلم فى مؤتمر ، واللباقة فى نطق الكلمات بحيث تصل لأذن المتلقة بسلاسة وسهولة وانسيابية ، أضف إلى ذلك حركات الوجه فى لحظة نطق الكلمة وهل هى حركات معبرة أم جامدة تصرف المستمع عنك ، وهكذا ..

لا شك أن التفقه فى اللغة من أعظم العناصر التى يتصف بها الإنسان الناجح ، ولكننى أرى أن ذلك لا يتاح لكل الناس بنفس النسبة وذلك للأسباب المذكورة آنفاً وغيرها كثير ويمكن تلخيص ذلك فيما يلى :

1- الإلمام بقواعد اللغة ( أى لغة ) وأصولها وأحكامها .
2- إتابع أمثل وأنسب الوسائل لنطق الكلمات بشكل صحيح.
3- القدرة على الإلقاء وتوصيل المعلومة بشكل سلس وجاذب وملفت للنظر ( الكاريزما)
4- حركات الوجه المعبرة أثناء نطق الكلمة وهل حركة الوجه تتجاوب مع الكلمة أم أنها جامدة لا تعبر عنها أم تصدر تعبيراً معاكساً لما تحمله الكلمة من معان .

أخى الكريم وفقك الله وننتظر المزيد

11   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الأحد ٠٧ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[26585]

أخى الحبيب د. حسن

تقول: قرأت تعقيبك على تعقيبى وأشكرك عليه طبعا....ولكن...


كلمة " ولكن" دائما تخيفنى عندما أقرأها, فهى دائما ما تعكس ماقبلها, بمعنى مثلا, انه رجل كريم ولكن...., كل ما يأتى بعد "ولكن" ينفى عن او يتعارض مع صفة ذلك الرجل بأنه كريم, كلمة من ثلاثة حروف, ونظيرتها بالإنجليزية أيضا من ثلاثة حروف ( But), على أى حال, لم اجد تعارضا بين ما قلته فى تعليقى لك, وبين ما قلته سيادتك مطلقا, فلم أقل ما معناه ان النجاح يتحقق لكل الناس بنفس النسبة , أما إن إتقان اللغة موهبة, ففى الحقيقة لم افكر فى ذلك مطلقا, فإن إتقان اللغة لا يختلف مطلقا عن إتقان اى شيئ أخر, أتقان السباحة, إتقان الرسم او النحت, إتقان الشعر, إتقان الكتابة او كما قلت إتقان أى شيئ أخر , فإن أردت ان تضعه تحت بند الموهية, فليس هناك مانع لدى, بالنسبة للكاريزما, وللأسف ليس هناك كلمة مرادفة لها بالعربية , رغم ان هناك الكثيرون ممن تنطبق عليهم تلك الصفه, فلا أختلف معك, وهؤلاء عادة ما يكونوا من محترفى التمثيل, فمعظم القادة الذين يستطيعون السيطرة على الجماهير لديهم تلك الموهبة , ولكنى لم اكن اقصد اى من ذلك, كنت فقط اقصد المقدرة على توصيل الفكرة, المقدرة على أن تتأكد ان من تحدثة يفهم ما تقصدة , المقدرة على  ان فهمت سؤالا وتريد ان تجيبه,فتتأكد ان المستمع سوف يفهم منك الإجابة, ...الخ , هذا ما كنت اهدف اليه فى المقالة.


بالمناسبة , الكاريزما ليس من شروطها الأساسية حركة الوجه او الفم ...الخ مما ذكرت إلا فى حالات اللقاء وجها لوجه, هناك مقدمى برامج على الراديو هنا ولهم مستمعين يصل عددهم الى الملايين يوميا, وهم مقدمى برامج سياسية  او إجتماعيه او دينية, وهى برامج للمناقشة, اى ان المستمعين يتصلون بهم تلفونيا للحوار او التعليق وخلافه, وللبعض منهم أكثر من 12 مليون مستمع يوميا, وبرنامجهم قد يمتد الى ثلاث ساعات متواصلة, ولهم بالطبع من الكاريزما ما يمكن قياسة بأعلى الدرجات, ورغم ذلك فلا يرى اى من المستمعين وجوههم او طريقة التعبير, لعلك تذكر عبد الناصر, فقد كان له كاريزما من طراز خاص, وكان يستمع الى خطاباته على الراديو ملايين المصريين, ويهللون له ويصفقون له, اما الكريزما المرئية, فقد كان لرونالد ريجان كاريزما اكبر من اى رئيس أمريكى اخر عرفته طوال فترة وجودى هنا, لأنه كان ممثلا أصلا, ويعرف كيف يقف امام الكاميرا, ويعرف كيف يتحدث ومتى يتوقف ومتى يهز رأسه ومتى يبتسم........الخ, شكرا على تعليقك وعلى مداخلاتك بصفة عامة.


12   تعليق بواسطة   شريف هادي     في   الأحد ٠٧ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[26597]

الاشتياق

أخي الكبير فوزي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، وكل عام وأنتم بخير

عندما كتبت مذكرات صديقي علي عن الصين ، كتبت أنت لي تعليق تشجعني على الاستمرار ، ولكن الأن أنا لا أشجعك على الاستمرار فحسب ، ولكن أطالبك بالاستمرار لأسباب عديدة منها

أولا: نحن في حالة اشتياق لمعرفة المزيد ، وأسلوبكم شيق وجميل وذو مستوى رفيع

ثانيا: في طيات حكايتكم عن هجرتكم الميمونة لأمريكا تضعون لنا الكثير من المعلومات التي تجعلنا نعيش الحدث بكل جزئياته وكأننا فعلا زرنا الولايات في هذا الزمن

ثالثا: أنت أيضا لم تنسى أن تعلمنا وتبذر بذور الحكمة فوق حقول كلامكم ، ترونها بماء الخبرة والتجربة ، فتنبت أزهارها في قلوبنا وعقولنا ، فتنتشلنا من ظلام الجهل البهيم لظلال المعرفة الوارفة ، فشكرا لكم

في انتظار رائعتكم القادمة ، وشكرا لكم مرة أخرى ومرات عديدة

شريف هادي


13   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الإثنين ٠٨ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[26618]

أخى الحبيب شريف هادى

يسعدنى دائما زيارتك وتعليقاتك تثلج صدرى وخاصة كلمات المدح التى بالطبع تخجل تواضعى لأنى لا أستحقها, وكما قلت من قبل لقد كان الهدف من المقالة وضع بعض النقظ فوق الحروف وتقديم صورة أمينة للمجتمع الغربى, بدلا من الصور المشوهه, فهم ليسوا ملائكة وهم أيضا ليسوا شياطين يعيثون فى الأرض فسادا. أرجو ان تكمل حلقات ( صديقك) على عن الصين فقد كنت كما ذكرت متحمسا لها, وكما تذكر كنت اود ان يتعرض صديقك للتطور الذى أراه تطورا خطيرا وقد يقلب بعض الموازين العالمية المعروفة الأن. شكرا يا صديقى الحبيب

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-08-18
مقالات منشورة : 149
اجمالي القراءات : 3,568,909
تعليقات له : 1,713
تعليقات عليه : 3,274
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State