تابع " من الحشر إلى الحساب " :
كلمات من على المنبرفى اواخر الثمانينات واوئل التسعينات

محمد صادق Ýí 2008-07-25


                   كلمات من على المنبرفى اواخر الثمانينات واوئل التسعينات

                                   تابع " من الحشر إلى الحساب "



                                                   الجزء الثانى


الحساب وكتاب الأعمال:
قبل الحساب يكون الحديث عن كتاب الأعمال فتقول سورة الزمر69 " وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ َ" الكتاب هو كتاب الأعمال. والناÓcute; تفهم أن الكتاب هو كتاب الأعمال الشخصية وهذا مفهوم غير كامل. هناك كتاب أعمال جماعى وهناك كتاب أعمال فردى. بمعنى أن كتاب الأعمال الجماعى اليوم يسجل كلامى هذا ويسجل مزقفكم وهمسكم ونجواكم وكتاب الأعمال الشخصى يسجل كلامى فقط ولكل منكم كتاب أعمال فردى يكتب ويسجل مدى تأثرك وتعليقك وما يدور فى ذهنك فى هذه اللحظات (هذا مجرد مثال). أى أن كتاب الأعمال الجماعى يسجل أعمال الأمة جميعا والعلاقات بين الجماعات وما يحدث بينهم من إتفاقات ومؤامرات ومعاملات...الخ. وهذا هو الأساس التى يسجل فيه قصة جيل من الناس عاشوا وتعايشوا سويا ثم لكل إنسان كتاب أعمله الخاص من كتاب الأعمال العام تصدر ملاحق لكل إنسان فيقول القرءآن فى سورة الكهف " وَوُضِعَ الْكِتَابُ (العام) فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ " وجدوا قصة حياتهم جميعا وكل المؤامرات والآكاذيب مدونة. "وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)
رب العزة جل وعلا يققول فى سورة يس " إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12) كل شئ حدث من البشر أحصاه اللــه فى كتاب مبين. وان وصف هذا الكتاب بأنه إمام مبين بمعنى إذا أردت أن تتذكر شئ فأمامك هذا الإمام تنظر وتطلب فتجد ما تريد مسجل فعبر عن التسجيل بالكتابة لأنه كتاب أعمال " نكتب ما قدموا وآثارهم " وآثارهم تعنى ما إرتكبوه من حركات بالجوارح والقلوب، ويقول " وكل شئ أحصيناه كتابا " أحصاه اللــه ونسيه الناس، " ينبؤا الإنسان يومئذ بما قدم وأخر " فالإنسان ينشى الآثام التى إرتكبها أو يتناساها لكنه يوم القيامة سينبأ بكل شئ، سينبأ بكل ما فعل" يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " المجادلة (6)

من كتاب الأعمال العام تخرج نسخ لكل مجموعة إشتركت مع بعض فى أى عمل شرا أم خيرا فبقول سبحانه فى سورة الجاثية " وَلَلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرضِ وَيَومَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (27) وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ "(29) بمعنى أن نأخذ نسخا من أعمالكم ونسجلها فى هذا الكتاب...

ومن هذا تخرج النسخة التى تخص كل واحد منا.. " نستنسخ ما كنتم تعملون " وفى سورة النساء تعرض اللــه لموقف فعله المنافقون حين كانوا يجالسون الرسول ويسمعونه ما يحبونه من القول ثم بعد أن يخرجوا من عنده يتآمرون عليه يقول " ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذى تقول "، جلسوا يتآمرون عليك ويسجلون كلاما آخر... " واللــه يكتب ما يبيتون " رب العزة يقول فى سورة الزخرف " أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ {79} أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ {80}

الملائكة التى تكتب الأعمال وتسجل الأقوال تحصى كل شئ موجودة معهم فى سرهم ونجواهم، هذا هو كتاب الأعمال الجماعى الذى تتقدم به كل أمة فى الموقف العظيم.

ثم بعد ذلك كتاب الأعمال الشخصى
كل إنسان عمله الشخصى مثبت فى عنقه يقول سبحانه فى سورة الإنشقاق " فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا " (9)
كل إنسان يتسلم كتاب أعماله الخاص فإذا تسلمه بيمينه أصبح من الناجين وأذا تسلمه بشماله ومن وراء ظهره أصبح من الخاسرين، يقول تعالى فى سورة الإسراء " وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا (13) اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)

"يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيه ْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيه وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَة مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ خُذُوهُ فَغُلُّوه"ُ َ
ْ الحاقة 18-30

هذا هو كتاب الأعمال الشخصية حين يقرأه الإنسان وحين ينظر إليه يجد تاريخ حياته مسجلا فيه حين يتسلمه بيمينه فقد إستبشر خيرا وحين يتسلمه بشماله ووراء ظهره فقد عرف نهايته ثم فى نهاية الأمر تشهد عليه حواسه وجوارحه، يقول تعالى " ويوم يحشر أعداء اللــه إلى النارفهم يوزعون (يأخذ بعضهم بعضا) حتى إذا ما جاؤها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كلنوا يعملون وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الذى أنطق كل شئ ". أى كتاب الأعمال وحده لا يكفى وإنما تأتى الشهادة من حواس الإنسان، تشهد الهين بما رأت وقد خالفت اللــه تعالى " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم... وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن " ويأتى الفرج يشهد بالزنا وتأتى القدمان تشهد بالسعى فى الفساد فى الأرض وتأتى الأيد تشهد بالسرقة والبطش والقتل وغير ذلك من الآثام.
يأتى الجلد يشهد بجميع ذلك، المهم هنا أن كل الأعضاء والحواس تشهد على الإنسان وتؤكد ما جاء فى كتاب الأعمال الخاص فيقول رب العزة فى سورة يس " الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " (65)

تخيل أن لسانك يتوقف وفمك يقفل ثم يكون الكلام ليس من الفم وإنما من الأيدى، فاليد تشهدةتتحدث ثم القدم تشهد بأنها مشت إلى مكان العربدة أو مشت إلى سرقة أو إلى فساد ثم بعد ذلك كل هذه الأعمال التى تسجل عليك بعضها مع البعض فإذا كانت أوزارا تعلق فى رقبتك خلف ظهرك " قد خسر الذين كذبوا بلقاء اللــه حتى إذا جائتهم الساعة بغتة قالوا ياحسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم "، هذه الأوزار المسجلة عليهم يحملونها على ظهورهم من البعث إلى الحشر إلى الموقف العظيم. يقول عز وجل فى سورة النحل" لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ" (25)
ذلك الخطيب الذى يقف ويتحدث فى الشفاعات ويمنى الناس بالأوهام ويبيع لهم الخرافات ويحرضهم على الآثام بدعوة أن هناك من سيدخلهم الجنة وإنزنا وإن سرق ثم يؤكد الناس كلامه بالوقوع فى الفحشاء ذلك الخطيب يأتى وقد حمل أوزاره وأوزار الذين أضلهم بغير علم.
هذا هو الحق، الحشر حق والموقف العظيم أمام اللــه حق وكتاب الأعمال حق. أذكركم وأذكر نفسى بقول اللــه تعالى " يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم اللــه نفسه... ".

موقف الحساب عشنا مع الحشر إلى الموقف العظيم فى كتاب الأعمال الجماعى وكتاب الأعمال الشخصى، بعد ذلك يبدأ الحساب، أيضا جماعى وشخصى. والحساب معناه أن الملك القاضى الأعظم رب العزة جل وعلا هو الذى يقضى بين الناس بالحق. والحساب معناه قضاء ومحكمة وحكم، والمحكمة فيها متهم وفيها شاهد وقد يكون هذا الشاهد للمتهم شفيع له وهوعمله وقد يكون شاهدا عليه أو ذاك القرين الذى يصاحبه وجاء يتبرأ منه أمام اللــه.
إذن يوم الحساب هو يوم شهادات أو يوم التغابن..بمعنى يوم الخصام.. بموعنى يشهد قوم على قوم، يوم الحساب يوم الشهادة، يوم قيل فيه فى سورة الزمر " وجئ بالنبيين والشهداء وقضى بنهم بالحق وهم لا يظلمون "، ثم بعد ذلك تقول الآية التالية عن الحساب " ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون ".
موقف الحساب موقفان، الأول حساب جماعى والشهادة جماعية، وموقف آخر يكون الحساب لكل شخص وله من يشهد عليه ومعنى أن تكون الشهادة شخصية على كل إنسان بما كسبت يمينه.
الموقف الأول وهو الشهادة الجماعية أو الجدال فى الحساب بين الأمم والجماعات:
وفيه يكون جدال بين الجن والإنس أمام اللــه يقول " ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد إستكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس (أولياء الجن الذى هم شياطين الإنس ) ربنا إستمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذى أجلت لنا قال النار مثواكم..." إذن هنا شهادة بين الإنس والجن.

بعد ذلك فى داخل مجتمع الإنس من أبناء ءآدم ونحن نعلم أن عبادة الأولياء مظهر أساسى من مظاهر الشرك فالجاهليون عبدوا الأولياء وقدموا لهم النذور والقرابين ونحن أيضا نعبد الأولياء ونحج إلى الأضرحة والأوثان مثلما كان يفعل أسلافنا الفراعنة أو من العرب فى العصر الجاهلى.
نأتى يوم القيامة وقد تحولت هذه العبادة إلى خصومة يقول رب العزة فى ذلك وهو يتحدث عن نفر من الأولياء عُبدوا رغم أنوفهم كما عُبد المسيح رغم أنفه وكما عُبد محمد رغم أنفه ونحن نعلم أن الذين يحجون إلى بيت الألأه الحرام لابد أن يضيعوا حجهم حيت يقصدون إلى المدينة بدعوى أنهم يزورون قبر الرسول ويعتبرون ذلك زيارة هذا الفبر من أهم مراسم الحج إلى بيت اللــه.

أولئك الذين يعبدون الرسول أو يعبدون الحُسين ويقصدون بيته أو صنمه أو وثنه أو الذين يعبدون زينب بنت على أو السيدة زينب ... أولئك عُبدوا رغم أنوفهم والذين عبدوهم من البشر يقفون أمام اللــه فى ذلك الموقف وتأتى الشهادة الجماعية عليهم، يأتى أولئك المعبودون رغم أنوفهم ويتبرؤن ممن عبدوهم.
يقول سبحانه وتعالى فى سورة يونس " وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ فَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ " 28-30

هؤلاء الذين عُبدوا رغم أنوفهم يُعلنون برائتهم من أولئك المشركين. ووفى هذا الوقت تبلوا كل نفس ما أسلفتبمعنى أنهاتعرف كل نفس خطأها وأن هذا الذى عبده فى الدنيا قد تبرأ منه فى هذا الموقف. يتكرر نفس الموقف فى سورة الفرقان يقول تعالى " ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون اللــه فيقول " ءأنتم ( الذين عُبدوا رغم أنوفهم ) أضللتم عبادى هؤلاء أم هم ضلوا السبيل قالوا سبحانك ما كان ينبغى لنا أن نتخذ من دونك من أولياء " فيقول الرسول محمد يا رب أنت وليى، أنا لست وليا لأحد ويقول الحسين أنت وليى يا رب...الخ، " ما كان ينبغى لنا أن نتخذ من دونك أولياء ولكن متعتهم وءاباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا ".

وهنا يقول رب العزة مخاطبا هؤلاء العُباد المشركين " فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا "، أى لا تستطيعون الخروج والهروب من هذا الموقف وهذه المواجهة ولن تجدوا من ينصركم أمام اللــه حين كنتم تعبدون النبى وكنتم تعتقدون أنه سينصركم فلا نصر لكم وحين كنتم تذهبون إلى الحسين أو زينب ...الخ، كنتم تودون الشفاعة والنصرة، لا ... فلا تستطيعون صرفا ولا نصرا.
يتكرر نفس الموقف فى سورة النحل يقول تعالى " وإذا رءا الذين اشركوا شركاؤهم قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك " يعنى الذين كانوا يعبدون الحُسين حين رؤا الحسين يقولون هذا ربنا الحسين الذى كنا نذهب إليه أو هذه زينب الذى كنا نذهب إليها... " قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون ".

القرءآن هنا لم يقل فقالوا ولكن ألقوا إليهم القول، " إنكم لكاذبون وألقوا إلى اللــه يومئذ السلم وضل عنهم ما كانوا يفترون " أى توجهوا إلى اللــه بالخضوع والاستسلام. رب العزة فى سورة الكهف يكرر نفس الموقف " ويوم يقول (رب العزة للمشركين) نادوا شركاءى الذين زعمتم (الأولياء الذى إتخذتموهم من دونى) فدعوهم فلم يستجيبوا لهم " ... تبرؤا منهم .. " وجعلنا بينهم موبقا "
يشمل هذا الموقف الملائكة أيضا فبعض الملائكة عُبدت ويأتى الملائكة أما اللــه فى ذلك اليوم العظيم يتبرؤن ممن عبدوهم، يقول رب العزة فى سورة سبأ " ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالواسبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون "، يقول رب العزة معقبا على ذلك الموقف " فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التى كنتم بها تكذبون ".
فى ذلك اليوم، يوم الحساب لا يملك بعضنا لبعض نفعا ولا ضرا وهذا تأكيد ضمن تأكيدات كثيرة تنفى الشفاعات التى يؤمن بها أكثرية المسلمين والتى سيضلون بها والتى سيقفون ذلك الموقف حين يتبرأ منهم أولئك الذين يعتبرونهم شفعاء عند اللــه. وقد يكون هناك ممن يُعبد وكانوا يدعوا الناس إلى عبادته كالسيد البدوى والرفاعى والدسوقى وكتبهم تنضح بذلك يكفى ما يقوله البدوى – فطوفوا بيت لنا له أسفار تبلغ المُنى ويوم عيد النحر إقضوا تفثكم...الخ، او كما يقول البدوى أنه سيأتى يوم القيامة وقد نُشر لواء عظيم مكتوب عليه شفاعة لأحمد بدوى ولكل من يمشى فى طريقه...الخ، ذلك مكتوب فى الجواهر السنية لعبد الصمد الأحمدى. أو كما يقول إبراهيم الدسوقى، حُجُوا إلى ذاتى فذاتى كعبة نُصبت والسِِر فيها كسِر البيت الحرام.

أولئك الذين دعوا الناس إلى عبادتهم سيأتون يوم القيامة يتبرأون، يقول رب العزة فى سورة القصص " ويوم يناديهم فيقول اين شركاءى الذين كنتم تزعمون قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون وقيل أدعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون "، البدوى سيقول يا رب أنا ضلْلت وأضْللت أولئك الناس معى والدسوقى كذلك... " قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا " عؤلاء الذين ضحكنا عليهم مثل ما ضُحك علينا.

يأتى بعد ذلك القرين أى الشيطان الذى يلازم صاحبه من الإنس ويضله ويورده مورد التهلكة فيأتى ذلك القرين يوم القيامة فيتبرأ من صاحبه، يقول رب العزة " ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون حتى إذا جاءنا (أى فى يوم الحساب) قال (الإنسان) " ياليت بينى وبينك بُعد المشرقين فبئس القرين " ويقول لهم رب العزة ... " ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم فى العذاب مشتركون ".

نكتفى بهذا القدر ولنا لقاء فى الجزء الثالث وهو عن الحساب الجماعى والحساب الفردى...
وباللــه التوفيق...

اجمالي القراءات 14672

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   عبدالله جلغوم     في   الأحد ٢٧ - يوليو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[24965]

الأخ الفاضل محمد

بارك الله فيك ، وجزاك خيرا .


2   تعليق بواسطة   أيمن عباس     في   الجمعة ١٦ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[32932]

كل هذا في خطبة واحدة

الأخ الفاضل محمد صادق . هناك حكمة تقول أن لكل انسان من اسمه نصيب فلقد لمسنا فيك الصدق ..وهذه الصفة مفتقدة كثيرا في هذه الأيام التي تعج بالنفاق والمنافقين ، فإن هذه المقالات التي تنسخها من خطب الدكتور احمد تجعلنا نأسف لأننا لم يسعدنا الحظ ونحضر هذه الخطب المباركة والتي كان يلقيها الدكتور احمد صبحي في المساجد .من المؤكد أن زبانية الباطل تكاتفوا على الرجل وسجنوه لكي لا يكمل طريقه ، ولكن الله سبحانه وتعالى له تدبير آخر فلقد تحولت خطب الدكتور أحمد إلى مقالات يطلع عليها العالم كله . شكرا للأستاذ محمد صادق الذي عايشنا في أجواء خطبة الدكتور أحمد والتي من الواضح أنها كانت تشبه دروس الدراسات العليا في الجامعات ..



3   تعليق بواسطة   سوسن طاهر     في   الإثنين ٢٦ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[33442]

المنبر المبارك

الأستاذ محمد صادق . أكرمك الله لنقلك هذه الخطب من على المنبر إلى صفحات هذا الموقع ، وإني أتمنى أن يأتي اليوم الذي تكون فيه منابرنا في كل العالم تخدم وتقدس القرآن الكريم بهذه الطريقة ، فو الله إني لأتمنى أن أحضر مثل هذه الخطب المنبرية بدلا من الكلام عن عذاب القبر وثعبانه الأقرع الذي أصبح بفضلهم من المعلوم من الدين بالضرورة ، فلقد تناقشت مع أحد الأخوات عن موضوع الثعبان وهل هو أقرع ام لا فإذ بها تقول أن الذي ينكر قرع الثعبان فقد أنكر معلوماً من الدين بالضرورة !!.فذهلت من ردها، فما بالنا بمن أنكر هذا الثعبان أو من أنكر عذاب القبر بأكمله ،فلندعهم في ثعبانهم غارقون أما الذي يرجو لقاء ربه فعليه بكتاب الله .!! .


 


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-10-30
مقالات منشورة : 451
اجمالي القراءات : 7,333,339
تعليقات له : 702
تعليقات عليه : 1,407
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Canada