عبد الحسن الموسوي Ýí 2008-03-20
{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4
اية من كتاب الله المجيد يشير بها سبحانه الى القران العظيم او الى المنهاج العظيم وهو المدح والتنبيه الى عظيم الامر الديني الذي عليه الرسول وتوجيها وارشادا الى الحق دونما ان يكون الموضوع متعلقا برسول الله صلى الله عليه وسلم شخصيا او مدحا له او اطرائا كما يذهب المتشابهون الملحدون الذين يتخذون ايات الله هزوا ،ويتخذون ذلك ذريعة الى تمجيد وحمد والتسبيح بحمد الرسول الكريم بما لم يصفه الله به ولا يتناسب مع مقصد الاية ا&aa;لبيّنة في الارشاد الى الحق والى الهدى،وهذه الاية- كما اية وما ينطق عن الهوى- تعد من اهم ما يتعكز به الذين يتخذون الرسول االهه من دون الله كما فعل الزائغون من النصارى وقوم موسى عليه السلام حين اطروا انبيائهم واتخذوهم اربابا من دون الله
يقول الله:
{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4
ويقول الله:
{فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ }النمل79
ويقول:
{فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الزخرف43
على خلق عظيم* على الحق المبين*على صراط مستقيم
نفس المعنى ونفس الدلالة والارشاد
يقول الله:
{إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ }الشعراء137
ويقول سبحانه:
{لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ }المؤمنون83
ويقول :
{وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ }الشعراء196
ويقول:
{لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنْ الْأَوَّلِينَ }الصافات
خلق الاولين*زبر الاولين*ذكر الاولين*اساطير الاولين: كلها تحمل نفس الدلالة وهو المنهاج او المسطور من المنهاج او كتاب الله كمنهاج
ولا تدل على نوعية سلوك او عمل قوم ما وانما رسالات الله التي ارسلت اليهم لاغير
من تلك الايات البينات نتبين ان الخلق هو ليس السلوك والاخلاق بالمعنى المتداول في كتب الادب الحاضر وفي كتب التراث، وانما هو المنهاج والقيم التي ارساها الله للبشر كي يرشدوا بها ويعبدوا الله بموجبها لاغير ذلك، ولا تعني فيما تعنيه وصف لسلوك بشري
ولقد تم تحريف واساءة تفسير مفردة الخلق قديما وحاضرا تحت ضغط الوثنية التي تذهب بعيدا عن هدي الله وارشاده وعمدا مع سبق الاصرار او ميلا منحطا وضعيفا الى الزيغ الجاهلي نحو تقديس وعبادة الذوات واهمها الانبياء الرسل
*************************
{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى }النجم3
اية من كتاب الله المجيد الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
تعني فيما تعنيه ان الرسول الكريم محمد عليه التحيات والرحمات والسلام لا ينطق هذا القران واياته البينات حصرا عن هوى ومن تلقاء نفسه ومثل ذلك الايات الكريمة الاخرى الكثيرة في هذا الموضوع
ولا تعني فيما تعنيه انه صلى الله عليه وسلم معصوما ولا ينطق عن الهوى البتة
بل انه مثل باقي البشر وخصوصا الرسل يعتريه كل ما يعتريهم من الذنب والخطأ والنسيان وهو ليس منزه عن ذلك
بل ان كماله الايماني البشري لا يتم الا بذلك
اي ان يكون فيه الضعف والميل للمعصية ومن ثم يقاوم ويتقي الله ويصبر ويشكر وقد يذنب ويستغفر،ولن يرتقي سلم الرفعة الى الله الا البشر المحمل بكل انواع الضعف البشري والكينونة البشرية ومحمد ليس بدعا من البشر او الرسل وليس هو ذوصفات تخرج عن البشرية الى الملائكية ،واذا لن يكون اسوة وقدوة واذا لأنتفى عنه المثل الاعلى في الصبر والايمان والتكليف
وقد دلت ايات الله على ذلك ولم تدل على غيره اي ضد هذا التقرير
ولا ينتقص من الرسول انه غير معصوم وانه يذنب وانه خطاء بل ان ذلك من دواعي كماله
وقد اثبت الله له النطق عن الهوى كما في عبس وتولى وكما في اية التزويج:
يقول الله:
{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً }الأحزاب37
كما ان هذه الاية الكريمة(وما ينطق عن الهوى) لاتتعدى دلالتها عن دلالة ايات اخرى في هذا الموضوع وكثيرةجدا
ومن امثلة ذلك:
يقول الله:
{ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }البقرة2
لاريب:-اي لا هوى فيه،او لا تهمة فيه
يقول الله:
{وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ }الحاقة41
اي هو ليس كالشاعر ينطق الشعر عن الهوى
يقول الله:
{وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ }الحاقة42
يقول الله:
{أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ }الطور33
اي انه ليس صاحب هوى وان هذا القران(حصرا) لم يتقوله ولم ينطقه عن الهوى
والنتيجة:
يقول الله:
{تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }الحاقة43
وحصرا وليس غيره ،من رب العالمين ،لئلا يفتح الباب للمزيدين والمفترين
وهنالك للباحث الكثر من الايات في هذا المعنى
بينما لايوجد في كتاب الله اي دليل على ان الرسل لهم شأن- مخالف الغير من البشر- في العصمة وعدم النطق- في غير بلاغ الله -عن الهوى والفرق كبير
وما توفيقي الا بالله
اسمح لي أخي حسن الموسوي بهذا التعليق :
(وما ينطق عن الهوى )ـ أعتقد ان حضرتك فهمت الآية كما يفهما السنيين بخصوص عصمة النبي , ولكن المقصود من الآية هو النطق بالقرآن الكريم لأن سياق الايات من سورة النجم تتحدث عن نزول القرآن ورؤية النبى محمد لجبريل عندما نزل على فؤاده بالقرآن الكريم مكتوبا على قلبه ، وأن الخطاب موجه من الله تعالى للمشركين لماذا كذبوا صاحبهم (محمدا ) ـ الذى عرفوه من قبل وعرفوا صدقه وأمانته ـ لماذا كذبوه الآن عندما نطق بالقرآن ؟
وقول أن تأويل (وما ينطق عن الهوى ) بأنه كلام النبى محمد خارج القرآن يعتبر تكذيبا لآيات أخرى فى القرآن جاء فيها اللوم للنبى محمد عندما نطق بأشياء عوتب عليها كقوله تعالى (وإذ تقول للذى أنعم الله عليه .. وتخشى الناس و الله أحق أن تخشاه ) من سورة الأحزاب ..
وغيرها مثل الاية الأولى من سورة التحريم ..(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )..
فاذا كان لا ينطق عن الهوى مرادا منها كلامه خارج القرآن فيكون الاها لا يخطىء. والقول بهذا كفر بالقرآن و كفر بالرسول محمد النبى الأمى ..
والله جل وعلا ولى التوفيق
رضا عبد الرحمن على
الاخ العزيز حسام فضل
تصويب جميل ولكن ارجو ان تلاحظ اني لم انفي او احايد في الصفات السلوكية للانبياء وخصوصا نبينا محمد
بل لقد اثبت الله في كتابه جميع الصفات السلوكية والعاطفية والشعورية والايمانية الايجابية بحق الانبياء ومن مثال ذلك وصفه للنبي محمد عليه السلام( بالمؤمنين رؤوف رحيم )
ولكني اردت بيان الذي موجه اليه الاطراء والمقصود من الاطراء والى بيان معنى الخلق في القران الكريم
مع تحياتي ... تقديري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الكريم عبد المحسن الموسوي
أعتقد بأن ماذكرته سيدي يصلح كمداخلت ولايصلح كموضوع ...
ففهمنا لمعنى الوحي وعلاقته المباشرة بالعقل - والذي لايختص به الإنسان وحده وإن كان من أكثر مخلوقات الله عقلا - بحاجة منا إلى موضوع طويل جدا و خاص به ويحمل عنوان ( ماهية الوحي ) .
حيث أن هذه الأيات الكريمة التالية توضح شيئ منه :
((( واذ اوحيت الى الحواريين ان امنوا بي وبرسولي قالوا امنا واشهد باننا مسلمون ))) المائدة 111
والحوارين سيدي لم يكونوا برسل أو أنبياء ومع ذالك أوحى الله لهم , وهم جماعة أيضا وليسوا بفرد مما يؤكد بأن الوحي قد يكون جماعي وليس فردي .
((( واوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ))) النحل 68
كما وأن النحل ليسوا ببشر أصلا ومع ذالك أوحى الله لهم .
((( واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه فاذا خفت عليه فالقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين ))) القصص 7
وهنا تراه سبحانه وتعالى يؤكد بأن الوحي ليس خاص بالرجال وحدهم .
((( اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان ))) الأنفال 12
والملائكة أيضا يوحى إليها مما يؤكد بأن الوحي ليس منها لأنها تتلقى الوحي شانها شأن غيرها من المخلوقات العاقلة .
((( ولا تاكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم ليجادلوكم وان اطعتموهم انكم لمشركون ))) الأنعام 121
وهنا نرى بأن الشياطين أيضا لديها خاصيت الإيحاء هذه مما يجعلها ممن يرسل الوحي ...وعليه , وكما أن الله يوحي لجميع خلقه فإن الشياطين أيضا توحي وحيا معاكس بهدف الضلال .
إذا فلابد لنا أولا سيدي من فهم معنى الوحي والإيحاء وكينونته وعلاقته المباشرة بالعقل والغريزة اللتان هما المهبط الوحيد له وعلاقة هذا بروح الله المنفوخة فينا لقوله سبحانه وتعالى ((( فاذا سويته ونفخت فيه من روحي ))) الحجر 29 ...
ولن أستطيع الإطالة هنا لأنني أقترح فتح موضوع طويل يحمل الإسم الذي ذكرته في بداية مداخلتي ليكون بذالك مدخلنا للموضوع مدخل صحيحا ومناسب .
الاستاذ رضا علي
اشكرك على هذا التصويب ، ولا اختلف معك في ذلك وهذا هو قصدي من الموضوع وربما اكون قد اخفقت في بيان بعض جوانبه
اشكرك استاذي الكريم
وتحياتي
الاستاذ محمد فادي الحفار
وعليكم السلام ورحمة الله
اخي العزيز حقيقة ان موضوع الوحي موضوع كبير ويحتاج الى معالجة منفصلة ،ولم يكن هدفي من البداية موضوع الوحي
وانما الذي كان يشغل بالي هو الخلط في( الوحي القران) مع الوحي المزعوم في كل ما ينطق به الرسول عليه السلام ،ومن ثم اتخاذ ذلك مدخلا الى تلويث الوحي الاصيل القران ،ومن ذلك كان المدخل الى الافتراء على الرسول الكريم
اشكرك اخي الكريم على اقتراحك ،وسيكون ذلك ان شاء الله
ودمتم بفضل الله
دعوة للتبرع
كلمة ( آمين): ـ هناك كلمة تقال في آخر الفات حة و هي ( آمين) و هي...
أُسلوب مهذب : السلا م عليكم و رحمة الله و بركات ه .. تحية...
( عِدّة للرجل )؟!!: قرات ردك يا سيدي على عده المطل قه وانه لابد من...
لا تصلح للزواج الآن: انا عندى 35 سنة وكنت متعود ازور أقارب لى فى...
( نبيل ) ( النبيل ): نبيل والنب ل هل جاءت فى القرآ ن الكري م ؟...
more
اخي العزيز --مقالة جميلة ولي فيها نقطة اختلاف (وانك لعلى خلق عظيم) اعتقد ان المقصود هي الاخلاق الحميدة ليس ما تقوله كتب المذاهب بل ما يقوله القران واصفا الانبياء بالحليم والرشيد والصبور وغيرها فان الله لاختار الانبياء منذ الولادة الا المسيح فهو حاله خاصة فمقياس الهداية عند الله ليس العلم وحده ولكن صلاح النسان مدى تواضعه وحبه للخير وكرمه وهذه الصفات ليست للانبياء فقط بل للناس اجمعين -----مع تقديري