( وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ).!!

آحمد صبحي منصور Ýí 2015-12-27


جاءنى هذا السؤال مرارا بصيغ مختلفة ، واجيب عليه فى هذا المقال :

السؤال هو : ( قال الله جلا وعلا :(فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال اقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا ) الكهف 74 ثم قال :(وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفر ) الكهف :80 السؤال: هل يجوز أن تكون هناك عقوبة قبل وقوع الجريمة ؟  نرجو التوضيح ولكم جزيل الشكر.

المزيد مثل هذا المقال :

وأقول :

 1 ـ الأحكام الشرعية لا تؤخذ من القصص القرآنى ، فالقصص القرآنى هو للعبرة والعظة وانه لا إله إلا الله ، ومنهج القصص القرآنى تبعا لذلك هو عدم الاهتمام بالتفاصيل التى تخص تحديد المكان والزمان واسماء الأشخاص . أما منهج التشريع الاسلامى فى القرآنى فهو موضوع آخر ، وأكثر تعقيدا .

2 ـ العقوبة تالية للجريمة فى التشريع الاسلامى القرآنى .

عن الجرائم يضع رب العزة القواعد التالية : (  وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً (110) وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (111) وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدْ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً (112) النساء) فى القواعد الثلاث هناك جريمة حدثت ، فمن يرتكب سوءا ثم يستغفر الله جل وعلا يغفر له الله جل وعلا . والمجرم هو وحده الذى يتحمل عاقبة جريمته . ثم إن الذى يرتكب جريمة ثم يتهم بها بريئا  فهو يتحمل البهتان والاثم معا ، أى عقوبة مضاعفة عند رب العزة جل وعلا . هذا فى التعامل مع رب العزة .

فيما يخص العقوبات عن جرائم الزنا والقذف للمحصنات وقطع الطريق والسرقة والقتل :

فى البداية تأتى الجريمة وإلتصاقها بمن ارتكبها ، ثم تكون العقوبة تالية لارتكاب الجريمة ، إذا لم يعلن المجرم توبته . ونراجع معا قوله جل وعلا عن جريمة الزنا : ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (2)  النور).

 وعن جريمة قذف المحصنات بلا برهان مثبت يقول جل وعلا : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (4) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) النور ).

 وعن جريمة قطع الطريق يقول جل وعلا : (  إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34) المائدة ) .

وعن جريمة السرقة يقول جل وعلا : ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (39) المائدة ) .

وعن جريمة القتل يقول جل وعلا  : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) البقرة  ).

3 ـ وحتى فى القانون الوضعى العادى فى دولة القانون فى النظم الديمقراطية ليست هناك عقوبة تسبق جريمة إفتراضية لم تحدث بعد . هذا لا يوجد إلا فى النظم الاستبدادية التى يمتلىء تشريعها فى العقوبات بصياغات قانونية هُلامية مطّاطة تعاقب الناس على التفكير لتهدىء مخاوف  المستبد وظنونه وهواجسه . وإمام المستبدين فى عصرنا هو فرعون موسى الذى إضطهد بنى إسرائيل مقدما ، يذبح أبناءهم المواليد الذكور ويستبقى الاناث . فعوقب بأن قام بنفسه بتربية موسى الذى كان تدمير فرعون وملكه وقومه على يديه .

4 ـ يولد الانسان مخلوقا بريئا طفلا يستحوذ على حب من يراه . ثم ينمو ويتأثر بمجتمعه وظروفه فيتحول  (خلقا آخر )، ربما يكون مصلحا إجتماعيا أو فعالا للخير مثل غاندى ومارتن لوثر كنج ونيلسون مانديلا  ، وربما يكون زعيم عصابة ، أو يتطور ليصبح وحشا  زعيم ثورة أو مؤسس دولة . يتوقف هذا على نشأة الانسان ومدى إستجابته للظروف ، وإختياراته نحو الخير أو الشّر. الطفل اليتيم هو الأكثر إحساسا  بالافتقار للحنان والرعاية والأكثر عُرضة للقهر . بعض اليتامى شبوا فى مُعاناة وجعلتهم ينتقمون من مجتمعهم ، وكان منهم طُغاة عاقبوا مجتمعاتهم على معاناة اليُتم مثل هتلر وصدام حسين ، وبعض اليتامى إرتفع فوق معاناته فأصبح فعالا للخير نافعا للمجتمع . ولهذا يؤكد رب العزة على رعاية اليتيم .

وعموما فالمجتمع المُسلم الحقيقى  ــ القائم على الحرية والعدل وحفظ حقوق الانسان وكرامته والذى لا يتحكم فيه كهنوت أرضى ــ  ينشأ أطفاله فى مستوى افضل . بينما تفرز المجتمعات المؤسسة على القهر والاستبداد أطفالا أبرياء كبقية أطفال العالم ثم لا يلبثون أن يتحولوا الى النمط السائد من الأخلاقيات المعوجة من كذب ونفاق واستحلال ، والمتفوق فى هذه الشرور هو الذى يصل الى دائرة الحكم وحاشية السلطان ، وأكثرهم وحشية وأسوؤهم هو الذى يصبح طاغية .

 وهكذا كان السفاحون الذين قتلوا ملايين البشر وأقاموا مذابح لبنى قومهم وللآخرين . هولاكو كان طفلا وديعا وكذلك كان تيمورلنك و ستالين وهتلر وموسولينى وعبد العزيز آل سعود  وماو تسى تونج وعبد الناصر وصدام حسين والقذافى ومبارك وعمر البشير و زين العابدين بن على وعلى عبد الله صالح ..والقائمة لا تنتهى . كل منهم كان طفلا وديعا فى لفافته . لو تم قتل الطفل محمد بن عبد الوهاب المولود فى نجد لنجا الملايين من وباء الوهابية . لو قُتل الطفل ماوتسى تونج لنجا من القتل والتعذيب ملايين الصينيين فى الثورة الثقافية وغيرها . ولو قتلوا الطفل أدولف هتلر ما كانت الحرب العالمية الثانية ودمار أوربا ، ولو قتلوا الطفل المولود صدام حسين لنجا العراق وأهله مما حدث ويحدث الآن .

ولكن من يعرف إن هذا المولود البرىء سيكون هتلر أو هولاكو أو تيمورلنك أو ماوتسى تونج أو صدام  او القذافى ؟

5 ـ الذى يعلم الغيب هو الله جل وعلا وحده.

والله جل وعلا لا يُطلع على بعض غيبه إلا بعض رسله، يقول جل وعلا :( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ  )(179) آل عمران )،

بعض الأنبياء أوتى العلم ببعض الغيب مثل يوسف عليه السلام الذى قال لصاحبيه فى السجن ( لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) يوسف ) ومثل عيسى عليه السلام الذى أعلن لقومه :( وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ (49) آل عمران ) .

وبعض الأنبياء لم يؤت علم الغيب مثل نوح القائل  لقومه: ( وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ  ) (31) هود ) ومثل ابراهيم الذى لم يتعرف على الملائكة الذين تجسدوا بشرا وأتوا يبشرونه باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب . ظنهم بشرا فأسرع يقدم لهم عجلا مشويا ، ومثله لوط عليه السلام ظن نفس الملائكة بشرا فخاف ان يعتدى عليهم قومه المُصابون بالشذوذ : (  هود 96 : 83 ).

خاتم النبيين محمد عليه وعليهم السلام أمره الله جل وعلا أن يعلن ـ مثل نوح ـ أنه لا يعلم الغيب : (قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّقُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ (50) الانعام ). وعن موعد قيام الساعة والعذاب الذى ينتظر الظالمين أمره ربه جل وعلا مرتين أن يعلن أنه لا يعلم ذلك الموعد : (قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً (26) إِلاَّ مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (27) الجن )، وأيضا : (  قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)الاعراف  )، وامره ربه جل وعلا أن يعلن أنه لا يعلم ما سيجرى فى المستقبل بالنسبة له أو لغيره ، وانه ليس متميزا عمن سبقه من الرسل وأنه مُتّبع للوحى ومجرد نذير مبين : ( قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (9) الاحقاف ). وإذا كان هذا حال النبى محمد عليه السلام فغيره أولى .

وبالتالى فلا يمكن أن تقول إن هذا الطفل أو ذاك الشخص سيرتكب جريمة ونعاقبه عليها مقدما لأننا لا نعلم الغيب ، ولأن هذا الزعم كفيل بإبادة ملايين الأبرياء . ونرجو ألا تصل هذه الفكرة الى المستبد الشرقى فى عصرنا البائس فيتصرف مثل سيده وإمامه فرعون موسى  .

6 ـ لو رجعنا الى قصة موسى مع العبد الصالح لعرفنا أن ذلك العبد الصالح كان نبيا أعطاه الله جل وعلا العلم ببعض الغيب ، وهو الذى ورد فى القصة فيما يخص خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار . فى كل ما فعل هذا النبى العبد الصالح كان مأمورا بالوحى وبالوحى أعلمه الله جل وعلا تلك الغيوب ، وأرسله ليقابل موسى ليتعلم منه موسى أن لا يندفع فى تصرفاته . إذ أن نشأة موسى فى قصر فرعون وعلم موسى بأنه ينتمى الى بنى إسرائيل الذين يتفنن فرعون فى إضطهادهم ـ جعلته يتوقع الخطر ويتحسب مقدما بهواجسه لأى فعل ، فكان سريع الغضب ، ومحتاجا لمن يعلمه التريث والصبر . وكانت هذه مهمة هذا الرسول الذى لا نعرف إسمه . والذى إفترى الصوفية له إسما هو ( الخضر ) وإفتروا أنه (ولى ) صوفى حىّ لا يموت وجعلوه إلاها فى المملكة الصوفية الخرافية ، على نحو ما شرحناه فى كتابنا عن التصوف والحياة الدينية فى مصر المملوكية ، ومنشور حلقاته هنا . كما أننا خصصنا حلقتين فى برنامج ( فضح السلفية ) عن اسطورة الخضر عند البخارى وغيره .

يهمنا هنا أن هذا الرسول العبد الصالح قالها لموسى عليه السلام : (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً (82) الكهف  ). الله جل وعلا أخبر ذلك النبى بغيب مستقبلى يخص هذا الغلام ، والله جل وعلا هو الذى أمر هذا النبى بقتل ذلك الغلام . وفى قتله رحمة به وهو الخير له . فكل إنسان مصيره الموت فى الموعد المحدد والمكان المحدد سلفا ومقدما .

 ولو مات فى براءته فهو الأفضل له . وفى النهاية فكل الحتميات ومنها الموت ( موعده ومكانه ) ترجع للخالق جل وعلا ، مهما كره المستبدون .!!.

اجمالي القراءات 12140

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (9)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأحد ٢٧ - ديسمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[79785]

ويبقى سؤال عن التفكير فى فعل الخيرات او السيئات .


شكرا استاذى الدكتور منصور - على هذا المقال والبحث القرآنى الرائع حول العقوبات البدنية فى القرآن الكريم ،وعن  هذا الملمح السريع عن الأوامر التى كُلف بها العبد الصالح   اثناء رحلته مع موسى عليهما السلام ،والتى لخصتها كلمات القرآن العظيم فى ( وما فعلته عن أمرى )   والتى فهمنا منها انه لا عقوبة   بمعنى آخر ( لا ثواب ولا عقاب ) إلا بعد فعل الخيرات أو إرتكاب السيئات .



..ويبقى سؤال وإستفسار ......



وماذا عن من يفكرون بصدق  وبإخلاص  لله جل جلاله أنهم لو كان معهم  ملايين أو مليارات مثل فلان او فلان . لبنوا بها مُستشفيات ، او مدارس ،او مساكن للفقراء .. وكذلك الأشرار  الذين يفكرون فى إرتكاب جرائم ولكن تحول الظروف بينهم وبين إرتكابها،  هل سيُحاسبون هؤلاء وأولئك عن افكارهم أم لا ؟؟



وشكرا لحضرتك مرة أخرى .



2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأحد ٢٧ - ديسمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[79786]

سؤال رائع د عثمان


إن الله جل وعلا سيحاسبنا فى الآخرة عن السمع والبصر والفؤاد ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً (36) الاسراء   ) ، وما فى سرائرنا وفى خطرات قلوبنا سيظهر عيانا يوم القيامة ، يقول جل وعلا  عن فضائح سرائرنا يومئذ : ( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) الطارق  ). والله جل وعلا يعفو ويغفر حسب علمه جل وعلا : ( لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284)  البقرة )

ومعلوم أن هذا لرب العزة وحده الذى يعلم الغيب وما تخفيه القلوب . وليس هذا للمخلوقات . 

 

 

 

3   تعليق بواسطة   بسام ابوزنط     في   الأحد ٢٧ - ديسمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[79787]

قصة سيدنا موسى مع العبد الصالح - على من يعود ضمير الفاعل


السلام عليكم دكتورنا احمد صبحي منصور: اكرمك الله و اسال الله ان يديم عليك تاج الصحة و العافية:



في القصة المذكورة لتعليم سيدنا موسى و تدريبه على يد العبد الصالح، من الواضح انها احتوت على ثلاث مواقف متباينه مما اقتضى لهذه المواقف حكم و تصرف مختلف . و عندما شرع العبد الصالح لشرح و تبرير تصرفاته في تلك المواقف  قال " أردت " في الموقف الاول  و" أردنا"  في الموقف الثاني و " أراد ربك " في الموقف الثالث. فهل لنا أن تفيض علينا باحساسك و علمك على من يعود ضمير الفاعل  ؟. فقط للتنويه : لا يوجد ادنى شك أن الاحكام و القرارات و التنفيذ تم بأمر الله عز و جل. 



 



اقبلوا فائق تقديري و احترامي



بسام ابوزنط



4   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   الإثنين ٢٨ - ديسمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[79791]

و ما فعلته عن أمري


 



 



إنه الله جل و علا لا يسأل عن ما يفعل و هم يسألون . 



5   تعليق بواسطة   داليا سامي     في   الإثنين ٢٨ - ديسمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[79792]

ربنا يزيدك من علمة دكتور احمد


سورة الكهف كانت مربكة لى دائما لحجم التساؤلات التي تؤرقني حال قرائتها ,, لماذا خلق الله الصبي من الاساس بدل من خلقة وقتلة ,, ولماذا خرق السفينة وكان يمكن ان يخسف الله الارض بالحاكم الظالم وينجي اليتيمين والقرية كلها .. المهم ولله فى حكمة الشئون 



6   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ٢٨ - ديسمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[79794]

شكرا لكم أحبتى ، واقول


سورة الكهف تتأسس على عدة قصص متدفقة ، من بدايتها الى نهايتها ، وتتخللها بعض موضوعات كفواصل . وكم أتمنى أن أجد وقتا للتدبر فيها كلها . على أن قصة موسى مع العبد الصالح لها عندى أهمية خاصة لارتباطها بالحتميات ( ميلاد ـ موت ـ رزق ـ مصائب ). وصلة هذه الحتميات ( أو القضاء والقدر ) بالتدخل البشرى . وهى ـ أى قصة موسى والعبد الصالح ـ لا تنفصل فى هذه الناحية عن قصة موسى فى نشأته الى زواجه ورجوعه الى مصر ( وجئت على قدر يا موسى ) ( ذلك ما كنا نبغى ) ( وما فعلته عن أمرى ) .  حتمية الموت ( بالقتل )   يكون للبشر دخل فيها . و حتمية المصائب السيئة والحسنة أيضا ، قد تقع بيد البشر مع كونها حتميات مقدرة سلفا . ويبدو هذا فى قصة يوسف . وفيها قوله جل وعلا ( والله غالب على أمره ) : لاحظ الصلة بينها وبين ( وما فعلته عن أمرى ) . هذا موضوع شائك سأتدبره فى كتاب قادم عن الحتميات أو ( القضاء والقدر ) . والشائك فيه هو تدخل البشر فى إحداث وفعل الحتميات ، تطبيقا لقوله جل وعلا ( وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون . وكان ربك بصيرا ). وكنت أتكلم فى لقاء مع اخى الحبيب محمد دندن من عدة أسابيع فقلت له عن هيبتى من تدبر موضوع الحتميات والعبارة القرآنية ( والله غالب على أمره ) .. وحتى الآن لا زلت متهيبا منها وأرجو الله جل وعلا العون على تدبرها تدبرا صحيحا .

سؤال الاستاذ بسام رائع جدا . ويدفعنى لاستكمال الموضوع فى تدبر خاص لآيات الكهف من (60    الى 82 ) .بعون الله جل وعلا .. سبحانك .. لاعلم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ..

7   تعليق بواسطة   مروة احمد مصطفى     في   الإثنين ٢٨ - ديسمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[79795]

سوره الكهف من أعظم السور في القرآن الكريم بما تحتويه من قصص قرآني رائع


شكرآ أستاذي الجليل علي هذا المقال والتوضيح الرائع الوافي فقصه سيدنا مرسي مع العبد الصالح بها العديد من الدروس المستفاده وسوره الكهف من أعظم سُوَر القرآن الكريم .



وأسأل الله يجعلنا وإياكم من أنقياء القلوب ويبعد عناالظالمين الخاسرين.



8   تعليق بواسطة   ربيعي بوعقال     في   الإثنين ٢٨ - ديسمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[79800]

سؤال الاستاذ بسام رائع جدا ، وجوابه:


السلام عليكم



قال ابن جماعة في كشف المعاني في المتشابه والمثاني:

قوله تعالى : (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا) ، وقال بعده : (فَأَرَدْنَا) وقال في الثالثة : (فَأَرَادَ رَبُّكَ)

أن هذا حُسْن أدب مع الله تعالى.

أما في الأول فإنه لما كان عيباً نَسَبه إلى نفسه.

وأما الثاني : فلما كان يتضمّن العيب ظاهراً ، وسلامة الأبوين من الكُفْر ، ودوام إيمانهما قال : أرَدْنا ، كأنه قال : أردتُ أنا القتْل ، وأراد الله سلامتهما من الكُفْر ، وإبدالهما خيراً منه.

وأما الثالث : فكان خيراً مَحضاَ ليس فيه ما يُنكَر ، لا عقلاً ولا شرعاً ، نَسَبَه إلى الله وحده فقال : (فَأَرَادَ رَبُّكَ) . اهـ





مع فائق تقديري و احترامي



9   تعليق بواسطة   بسام ابوزنط     في   الثلاثاء ٢٩ - ديسمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[79806]

قصة سيدنا موسى مع العبد الصالح - على من يعود ضمير الفاعل


شكرا  للدكتور احمد صبحي منصور و على تواضعه  و رقي فكره و منه نتعلم أدب الحوار وقبول  و احترام الاخر وهذا ليس غريبا على عالم جليل في مقامه  كما اشكر الاخ ربيعي بوعاقل والشكر موصول لكل من يجتهد و يشارك في البحث عن الحق و الحقيقة و أسال الله الهداية.



 



دكتورنا : فعلا الموضوع يحتاج  بشدة الى تدبر اعمق و أنا في انتظار كما قلت في سؤالي " احساسك و علمك" .



بسام ابوزنط



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4981
اجمالي القراءات : 53,340,136
تعليقات له : 5,323
تعليقات عليه : 14,621
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي